العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-20-2009, 04:24 PM
عضو مؤسس
م الإدريسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5720 يوم
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : م الإدريسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تبسيط ( الأمثال السائرة )1




بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام رواد منتدى الأدب من منتديات مدينة السوق استجابة منا لرغبة الإدارة في تغذية الموقع ببعض غرر الأدب السوقي ألا وهي القصائد التي قيلت في مسألة مشروعية الحج بالطائرة والمشهورة ب
( النيرات السبع )
فقد اخترت المشاركة بقصيدة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي السوقي المسماة :
( الأمثال السائرة في حكم الحج على السائرة والطائرة )
وقبل الولوج في رياض الأمثال السائرة نعرف على عجل بصاحب النص ونقرب إلى القارئ جانبا من الأجواء التي قيلت القصيدة تحت ظلالها كي يتمكن القارئ من الانسجام مع القصيدة نوعا ما فنقول :
التعريف بالشاعر :
هو الشيخ المحمود بن الشيخ حماد بن محمد الشريف الحسني الإدريسي من أعيان الأشراف في صحراء أزواد ومن مشاهير العلماء الربانيين فيها ,ولد عام 1331هـ انتهت إليه السيادة العلمية في كثير من مناطق الصحراء الأزوادية في أواخر القرن الهجري المنصرم وأوائل الحالي , ...كما تكللت حياته بكثير من الإنجازات في المجال العلمي والاجتماعي حيث خلف عددا من المؤلفات في مختلف الفنون ومن بينها ديوانه في مجلد متوسط الحجم , وقد ترجمه تلميذه الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين الإدريسي في مجلدة , والترجمة موجودة , وسنزود بها منتدى التراجم في حينها .
وقد التحق الشيخ المحمود بربه بعد عمر طويل قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين في منطقة الصحراء الأزوادية سحر يوم الإثنين 17من شعبان عام 1407هـ وبفقده فقدت الصحراء الأزوادية علما من أشهر أعلامها بل ركنا من أركانها نسأل الله أن يتغمده برحمته .
جو القصيدة :


عندما بدأ أهل الصحراء يقومون بمحاولات لأداء فريضة الحج مع ظهور وسائل النقل الحديثة بعد الصعوبات التي عاشوها قبل ذلك في طريق الوصول إلى بلاد الحرمين , حينما لم يكن الحج إلا نوعا من أنواع الجهاد التي لا يفكر فيها إلا أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وآمنوا بتلك الصفقة الرابحة التي عقدها الله –سبحانه وتعالى –مع المؤمنين بقوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ...) تلك المعاناة التي كان الشيخ الشاعر ممن تجرعوا غصصها , إذ إنه قام قبل حجه في الطائرة بحجتين استخدم فيهما السيارة البرية والبوابير البحرية , وكانت حجته الأخيرة المتزامنة مع القصيدة عن طريق الطائرة , الأمر الذي نفخ روحا جديدة في الخلاف بين المانعين للحج في الطائرة وبين المبيحين من علماء الصحراء الأزوادية .
في هذه الأجواء قام الشيخ سيدي حم الكنتي بإثارة القضية على مستوى علماء المنطقة فوجه سؤالاته إلى عالمي زمنه كافة , وخصص جماعات مشهورة في الصحراء بالتفرغ للعلم والتعليم والذين يطلق عليهم وصف ( أهل السوق ) بقسط وافر من تركيز خطابه , ثم عين الشيخ المحمود نفسه بالسؤال لما يعلمه منه ومن جماعته من التضلع والتقدم في فنون المنقول والمعقول -على حد تعبيره- , الأمر الذي حتم على المحمود إبداء رأيه في المسألة بلسان المقال , رغم إبداء لسان الحال له قبل ذلك , فقد قام بالحج على الطائرة قبل هذه القصيدة كما أسلفنا , وللإجابة على ذلك السؤال نظم شاعرنا الشيخ المحمود قصيدته التي نقوم بإلقاء بعض الأضواء عليها مستعينين بالله –تعالى-:
وصلت قصيدة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد التي أجاب بها قصيدة سيدي حم الكنتي 189بيتا من بحر البسيط , حسب النسخة التي اعتمدتها .ولم أتهيأ لتحليل القصيدة , وإنما تبسيطها فقط مساعدة للقارئ , وقد يأتي ذلك اليوم الذي نتمكن فيه من تحليل قصائدنا حينما تتهيأ عندنا الأدوات اللازمة .
وقد قسمت القصيدة حسب قراءتي لها من وجهة نظر شخصية إلى عدد من الموضوعات كالتالي :
1- حفاوة الاستقبال لقصيدة الكنتي .
2- إبداء موقف الشيخ الشاعر في مسألة الحج بالطائرة والاحتجاج لدعم رأيه .
3- عرض آراء المخالفين ومناقشتها .
4- حث الكنتي على التنازل عن رأيه في المنع من الحج بالطائرة .
5- وصف الطائرة والترغيب فيها وتعداد محاسنها والدفاع عنها وتبرئتها من العيوب التي رميت بها من قبل المخالفين .
6- التشويق إلى الحج .
7- عتاب الكنتي على ذمه للطائرة .
8- الحديث عن قصيدة الكنتي بجانب قصائد الشعراء المجيبين وفي مقدمتهم الشاعر .
9- الخاتمة في الاعتذار عن التقصير فيما يمكن أن ينتقد من التعبير .
10- تعريف الشاعر بنفسه, تليه الصلاة والسلام على النبي والدعاء للحجاج .
وقد اتبعت في التعامل مع القصيدة الخطوات التالية :

1- أعرض كل موضوع من الموضوعات السابقة , ثم أتبعه بالمفردات اللغوية ومعانيها , ثم المصطلحات الأصولية والفقهية إن وجدت , ثم نثر للأبيات ؛ لتقريب معناها , ولا أعتبره تحليلا , وإنما هو تبسيط فقط .
وسوف يتم تنزيل هذه القصيدة وأخواتها في الموقع بنفس الترتيب السابق – إن شاء الله-
نص القصيدة :
1- ما لذة الراح هزتني فما طربي=لولا مزامير من آل ابنة العرب

2- غنت فقلت لها هيه بحقك لا= يغب طرفك عن طرفي ولا يغب

3- فلتبعد الورق للأوراق ساجعة=عن نطقها العذب يروي ساجع العذب

4- وا بي مليحة حسن كم سلوت بها=وما بها شنب عن ربة الشنب

5- نضرية في أساليب البيان لها=مذاهب أذهلت عن نضرة الذهب

6- غراء رائقة مهمى شدوت بها=شاهدت بالحس ماء الحسن فيصبب

7- لها من استبرق الترصيع مؤتلق=وفوقه رائق من سندس الأدب

8- ناجيتها فلقطت الدر من كلم=وصنتها فطويت الشمس في أهب

9- ساءلتها إذ تداعى الحي يسمع من=فهرية لم تدع فخرا لمنتسب

10- من أي شعب فخار أنت أي بني=فهر نموك أقوم السيد القطب

11- قالت أبي نجل بادي المجد كنت سنا=نجمي وكنت بهم أسمو إلى الحسب

12- نمى أبي لبيوت المجد بعد أبي=ه البر كل نجيب من قدى نجب

13- بنت الأكارم ما عرف عرفت به=مأتاك ذاك أذاك النفح نفح عب ير

14- واها لعرفك يا بشرى بعطفك لو=لا نشر عرفك ما راعيت لي نسبي

15- جددت عهدا مضى ما بين أهلك بل=أجداد آبائهم وبين جد أبي

16- وما نسيت ولا أنسى الذي عقدوا=ولا حللتم ولم أحلل عرى سبب

17- هيهات ما عهدنا واه ولا قدمي=زلت عليه ولا الأقدام من صحب

18- إذا جزى الله قوما صالحا أبدا=أوشاد مجدهم بالرفع في الرتب

19- إذن فأبقى مزايا آل كنت ومن=والوا وقربهم في غرفة القرب

20- لا يبعدون ولا زالت تساعدهم=هذي الليالي علىالإسعاف بالطلب

21- عليهم من تحياتي مرونقة=تنوب عن نجبي في حملها كتبي

22- عمت وخصتك يا ابن الطيبين كما=خصصتنا من عموم العجم والعرب


القاموس اللغوي :

1- اللَّذَّةُ : الشَّهْوَة ، أَو قَرِيبة منها . الراح : الخمر. هزتني : حركتني .هززت الشئ هزا فاهتز: أي حركته فتحرك. طربي : الطرب : مجاوزة الحد في المرح وخفة النشاط. مزامير : آلات الغناء جمع مزمار, و المزمورُ بفتح الميم وضمها والمِزْمارُ سواء وهو الآلة التي يُزْمَرُ بها.
2- هِيه , : بالتنوين كَلِمَةُ اسْتِزَادَةٍ في حديث معين . بحقك : قسم عليها .يغب , بتشديد الباء : يتأخر , وأغب القوم وغب عنهم جاء يومًا وترك يومًا . طَّرْفي : الطرف : العَيْنُ , أو اسم جامع للبصر .يغب : بتخفيف الباء : من الغياب .
3- الورق : الحمام الخضر .ساجعة : السجع : هديل الحمام . العذب –بسكون الذال - : الطيب .العذب-بفتح الذال-: الأغصان.
4- وا : كلمة استغاثة .بي :كأن أحدا سأله : مابك ؟ فأجاب : بي مليحة حسن . مليحة حسن : الملاحة أن يكون الموصوف حلوا مقبول الجملة وإن لم يكن حسنا في التفصيل. سلوت : السلو : طيب النفس عن الإلف , أو نسيان المعشوق . شنب : حدة في الاسنان، ويقال برد وعذوبة.ربة الشنب :المرأة المتصفة بالوصف السابق .
5- نضرية : نسبة إلى النضر بن كنانة . المذاهب : جمع مذهب بضم الميم وهو المشرب بلون الذهب .الذهول : سهو يعتري من قلة التحفظ والتيقظ وقيل : متابعة النفس على ما تشتهيه.النضرة والنضارة : الرونق والسرور .
6- وامرأة غرّاء فرّاء : حسنة الثغر .
والرَّوْقُ : الإِعْجَابُ بالشَيْءِ .الشَّدْوُ : مَدُّ الصوتِ بِالغنَاء الصبب : الحدور.
7- الاستبرق : ما غَلُظ من الحرير والإبْرَيْسَم . وهي لفظة أعجمية مُعَرَّبة أصلها اسْتَبْرَه .الترصيع : نوع من السجع .المؤتلق : اللامع المضيء .
اللائق : المثير للعجب.السُّنْدُسُ: رقيق الدِّيباج .
8- ناجيتها : ساررتها
والنجو: السر بين اثنين. يقال نجوته نجوا، إذا ساررته , وكذلك ناجيته. والاسم النجوى. الدر : كبار اللؤلؤ.صنتها : حفظتها , والصوْنُ : أنْ تَقِيَ شَيْئاً .طويت : كتمت , من الطي ضد النشر .الأهب –بضم الهمزة-: كل جلد عند العرب إهاب وجمعه أهب وأهب .
9- فهرية : نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر .الفخر : التطاول على الناس بتعديد المناقب.المنتسب : المدلي بنسبه للافتخار.
10- الفخار : مثل الفخر , التمدح بالخصال .الشعب : القبيلة المتشعبة من حي واحد .بنو فهر : عشيرة النبي الأقربين . نموك : نسبوك , وانتمَى فلانٌ إلى حَسبِهِ: انتسَب .السيد : هو الذي يملك تدبير السواد الأعظم .القُطْبُ مُثَلَّثَةً وكَعُنُقٍ : حَديدَةٌ تَدورُ عليها الرَّحى كالقَطْبَةِ , وسَيّدُ القَوْمِ .
11- النَّجْل: الولد.نَجَل به أبوه يَنْجل نَجْلا .المجد: الكرم , والماجد الرجل الشريف يكون له آباء متقدمون في الشرف. البدو : الظهور . ( بادي المجد ) تورية عن الشيخ بادي الكنتي , ( كنت ) قبيلة عربية فهرية من أشهر القبائل في الصحراء ,السنى : الضوء .والسنى أيضا : النبت .والنجم: الكوكبوالنجم من النبات : ما لم يكن على ساق , والواحدة بهاء والثريا : صار علما له . السمو : العلو .الحسب : مايحسبه الإنسان ويعده من مفاخر آبائه .
12- رجل بار وبر : إذا كان ذا نفع وخير ومعروف .النجابة : الكرم في الطبيعة , والنجيب : الكريم الطباع .القدى : جمع قدوة , والقدوة: الاسوة. يقال: فلان قدوة يقتدى به .والنجب : جمع نجيب .
13- الأكارم : جمع الأكرم , والكرم : ضد اللؤم .العرف: الرائحة الطيبة . المأتى : مصدر ميمي بمعنى الإتيان : المجيئ .ذاك : ذكا المسك ذكاء ومسك ذكيٌّ : أذفر أي نافذ الرائحة . ذاك : اسم إشارة .نَفح الطِّيب يَنْفَحُ نَفْحا ونُفوحا، أرج .العَبِير : نوعٌ من الطِّيب ذُو لَون يُجْمَع من أخْلاَط .
14- واها : كلمة تعجب .العطف : الحنو والشفقة والميل إلى الشيء .العرف : المعروف .
15 العهد : حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال هذا أصله , ثم استعمل في الموثق الذي تلزم مراعاته وهو المراد .
16- العقد : الربط بين الشيئين , نقيض الحل,عرى : جمع عروة : الشيء المستدير الذي يعلق فيه غيره ,وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه , السبب : الحبل , وما يوصل الرجل بالرجل تشبيهاً بالحبل المعروف .
17 هيهات : كلمة تبعيد .الواهي : الضعيف المسترخي .زلت القدم : زلقت بسبب الوحل .
18- شادَ الحائِطَ يَشِيدُهُ : طَلاهُ بالشِّيدِ وهو : ما طُلِيَ به حائِطٌ من جِصٍّ ونَحْوِهِ .
19- المزايا : جمع مزية , والمزية : التمام والفضيلة ولفلان مزية أي فضيلة يمتاز بها على غيره .آل كنت : أهل القبيلة السابقة .والوا : من الموالاة والولاء وهو : الملك والقرب والقرابة والنصرة والمحبة .الغرفة بضم الغين : العلية , ويقال للسماء السابعة : غرفة .والمقصود بها هنا الجنة{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} , {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} , {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}القرب : جمع قربة , والقربة : القيام بالطاعة .
20- لا يبعدون : بالبناء للفاعل وفتح العين من بَعِد بَعَداً وبَعُدَ: هلك أو اغترب. قال تعالى: (كما بَعِدَتْ ثَمُودُ)، وقال مالك بن الريب المازني:
يقولون لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنوني ... وأينَ مكانُ البُعْدِ إلا مكانيا .ويمكن أن يكون من البُعْدُ والبِعاد : اللعن، ويمكن أن تكون بالبناء للمفعول فتكون من أبْعَده الله: نَحَّاه عن الخير وأبعده.الإسعاف : الإعانة والإجابة إلى المطلوب.
21- مرونقة : الرونق : الحسن من رنق الطائر إذا دار في الهواء .نجبي : النجب من الإبل : العتاق السراع .
تبسيط الأبيات :

من 1-22حفاوة الاستقبال .
1- يعبر الشاعر عن حفاوته بقصيدة أخيه الكنتي والتي أطلق عليها ( ابنة العرب ) فنراه يتحدث عن فرحه بتلك الأنغام العذبة التي تلقتها مسامعه من المزامير الكنتية التي صاحبت وصول هذه الفتاة العربية إلى المطمح النهائي لرحلتها , وهو ساحة الاستقبال في المهرجان الأدبي السوقي , حيث تحدث عن أثرها في نفسه , واصفا فرحته بقدومها , وبالأنغام المصاحبة له , بأنها قد وصلت إلى درجة الطرب , وهي غاية الفرح والسرور ,
وكأنه تساءل بينه وبين نفسه في نشوة من الفرح عن السبب الحقيقي وراء تلك الحميا السكرية التي دبت في عروقه , عند هذا الحدث , مستبعدا ومبعدا عن السامعين أن يكون السكر الناتج عن الراح ( الخمر )هو السبب في تلك الهزة الروحية التي دوت في أعماقه , وحركت عميق مشاعره ,
إذن فليس هناك ما يمكن أن يثير عاطفته إلى درجة الطرب , التي تعتبر غاية الفرح والنشاط وخفة الروح , إن لم يكن هذه المزامير العربية الكنتية التي تجاوبت أرجاء الخيمة السوقية بصداها , عند قدوم هذه الزائرة العظيمة .
2- هذه الزائرة التي لم يملك الشاعر عند سماع مزاميرها إلا أن يلح في الاستزادة منها وطلب استمرارها , مطالبا بعدم انقطاع هذا الصوت المنعش , ومؤكدا طلبه بالقسم على زائرته المغنية ألا تتأخر عن إسعافه بطلبه ,
كما صرح بعدم سماحه لهذه البنت العربية بالتواري عن نظره , ولا بغياب طرفها الساجي عن طرفه المشدوه , والمغرم في وقت واحد بالتحديق في محاسنها وملامحها المغرية الجذابة .
3- معلنا في الوقت نفسه لأنيسته ( فرقة الحمام الخضر ) والتي لم يعرف الشاعرقبل من فرق الغناء غيرها حصوله على الاستقلال التام عنها , وعن هديلها وهزجها , مودعا لها وسامحا بابتعادها عنه غير مأسوف عليها ؛ لترجع إلى أوراق الأشجار وأغصانها , وتمارس سجعها هناك ,حيث إنه قد اكتشف أن سجعها تقليد ومحاكاة , سرقه مقدمها ساق حر( ساجع العذب ) حامل رايتها من أهازيج هذه الفتاة العربية , وهاهي قد حضرت عندنا بنفسها وإذا حضر الماء بطل التيمم .
4- ثم تعجب الشاعر مشدوها من هذه الفتاة وملاحة جمالها , الذي جعلها سلوانة يتسلى بها كل عاشق عن معشوقته , وإن لم تكن متصفة ببعض الصفات التي تتمدح بها الغواني , من مثل عذوبة الريق مع رقة الأسنان ونداوتها , إشارة منه إلى أنها من بنات الأفكار , لا من بنات الأكلة والأستار .
5- وانتقل إلى وصف فتاته , فذكر أنها تنتسب إلى (النضر) إشارة إلى نسب ( سيد حم ) والدها , فهو من بني فهر بن مالك بن النضر ,وتحدث عن مقامها الرفيع في فنون الخطاب الذي سلكت فيه كل مسلك , ونهجت كل المذاهب الإبداعية , متمايسة في أثوابها المشربة بلون الذهب , والتي تنسي برونقها ونضارتها المعنوية الفائقة كل ما تصورته من الجمال الحسي , ولو كان الذهبَ , متألقا .
6- ويقترب من الواقع بعد ما طال تحليقه في سماوات الخيال ؛ ليفاجئنا بأن هذه الفتاة يمكن الغناء بها , وليس فقط سماع الأغاني منها , وأنك إذا غنيت بها , فإنك حتما ستشاهد جداول من الحسن ببصرك , -وليس ببصيرتك- تتدفق وتتضارب أمواجها أمام عينيك , بل إنك ستعاين رقراقا من الحسن يتقاطر بل يتصبب بين يديك .
7- ثم رجع إلى خياله ؛ ليصور هذه الفتاة في أبهتها ترفل في أثوابها الحريرية اللامعة المضيئة والمرصعة باليواقيت واللؤلؤ , متوشحة بوشاحها المثير للعجب , والذي لم يصنع إلا من خيوط سندس الأدب الرفيع ,
8- ثم تخيلها متربعة أمامه ؛ ليستمتع بمناجاتها التي تتمثل فيها الفقر دررا أكثر من كونها كلمات , ما جعله يحاول في غياب خيالي عن الحس والوجود أن يحتويها في كمه ؛ ليحتفظ بها ويستأثر بمسامرتها , فإذا به قد أودع الشمس بكامل ضوئها وعلوها في مطاوي بردته , بل بين لحمه وجلدته .
9- ثم أطلعنا الشاعر على طرف من مضمون النجوى التي سبق إجمالها , حيث إنها ركزت على التعرف على الزائرة التي تداعى المحيط كلها ؛ للاستماع بسماع ترانيمها , هذه الفتاة النضرية الفهرية التي لا قول لمفتخر في حضرتها , فالفخر كله حشو لؤلؤة من تاجها ,وماخصال التمدح والكمال إلا سلاسل تنتظم خزرا من المناقب لتصبح عقدا في جيدها , بيد أنها من قريش , فأنى يفلح المتطاول عليها .
10- فها هو يسألها عن فصيلتها الخاصة , وأين تشعبت أغصان أسرتها من دوحة (بني فهر) السامقة ؟ ثم يعاجلها بالسؤال المضمن بالجواب ؛ ليرفع عنها كلفة الإفصاح عن نفسها فيقررها بأنها من قوم السيد الماجد , والشريف المشهور , الذي تدور عليه أمور منطقته , ويتحرك السواد الأعظم بإشارته قبل كلمته , إنه جد أبيها الذي نجله ونعم ما نجل .
11- ومن جانبها اعترفت بصحة فراسته , مضيفة التصريح بالاسم الحقيقي لجدها , مكنية عن أبيها المجيد بأنه من سلالة الماجد المشهور ( بادي الكنتي ) وأن قبيلة (كنت) هي النور الذي اكتسب منه نجمها المتلألئ هذا الضياء الذي بهر الألباب , كما أن كل الشموخ والسمو الذي تتسم به شماريخها نابع أساسا من انتسابها إلى ذلك العذق الكريم من تلك الشجرة العريقة , والدوحة العميقة الجذور .
12- متممة فخرها بأن مجد أبيها ليس بدعا ولا فلتة من الدهر, وإنما هو حلقة من مسلسل طويل طالما شغلت به شاشات التأريخ , مسلسل أبطاله أجدادها الميامين .
13-أثناءها فتح الشاعر مع زائرته حوارا وديا هادئا , وجه إليها فيه نداء القريب , ناسبا إياها إلى أولئك الذين لم يكن كرم الكرام إلا فضلة من موائدهم , فهم الذين لا يعرف اللؤم مدخلا إلى أبوابهم , سائلا إياها عن ذلك العبق الذي ملأ الأرجاء عند وصولها إلى مشارف الحي , وعن تلك الرائحة الطيبة التي أنمت بوصول موكبها والتي يتمنى المسك الأذفر أن تكون من صفاته , ذلك الشذى العطر الذي لم يرتب قط عند اشتمامه له في أن هناك وفدا رفيع المستوى , قد تعين التهيؤ لاستقباله , وهل هو رائحة العبير الذي كانت مضمخة بأخلاطه ؟ متعجبا من طيب نفحاته , ومهنئا إياها على نجاح اختيارها للطيب المناسب . 14- ومستبشرا بسماحتها وعاطفتها الودية , ومقدرا لكل معاني الحنو والشفقة التي تحملها هذه الزيارة . ملمحا إلى أن شذى أخلاقها أوسع انتشارا من شذى عطرها , ومن أكبر الدلائل على ذلك هذه الزيارة التي لم يكن الدافع وراءها أصلا , إلا رعاية القرابة وصلة الرحم .
15- وتقدم إليها بالشكر والعرفان على هذه الالتفاتة الحنونة التي تمثل تجديدا لعهود سابقة , تلزم مراعاتها والحفاظ عليها , عهود كانت موصولة بين أجداد الشاعر وأجدادها الكرام .
16- محترسا عما يمكن أن يفهم من كلمة التجديد من معنى سلبي , بأن التجاور إذا كان بالقلوب فلا يؤثر عليه تباعد الأبدان , فلا هو قد نسي تلك العهود , ولا أهل الزائرة , بل لم تزل العقود التي وثقها الأجداد في كامل متانتها , فلا أحد من الطرفين يسامح بأن تحل عراها الوثيقة .
17- وصرح باستبعاده لكل احتمال قد يكون سببا لاسترخاء ذلك العهد المتين , بل إن الثبات والاستمرار هو طبيعته التي لا يمكن أن تزل عليه قدمه , هو ولا واحد من صحابته وقومه السوقيين , رغم كثرة الأوحال والمزالق في القرن الواحد والعشرين .
18-20- بعدها تسامى الشاعر بخياله المحلق ؛ ليتجاوز هذه الزائرة المتربعة أمامه رغم جاذبيتها , مسترجعا لتلك الذكريات الجميلة التي احتفظت بها ذاكرته لقومها الكنتيين , مبتهلا إلى الله –تعالى-أن يكافئهم بالنصيب الأفر مما يدخره لعباده الصالحين , وأن يبقيهم على رأس قائمة عباده الذين يرفع لهم الدرجات , ويسني لهم المقامات هنا وهناك , وأن يديم عليهم نعمته التي حلاهم بها , وجعلها شامة على جبينهم , يمتازون بها عمن سواهم , شاملا بدعائه الصادق كل من حصلت بينه وبينهم موالاة , أو محبة ونصرة , وراغبا إلى مولاه أن يجعل هؤلاء المحسنين ممن يقربهم عنده زلفى في جنة الفردوس .
ثم أردف بدعوة أخرى لهؤلاء القوم بالسلامة من المهلكات في الدين والدنيا , وأن يبقي الله المودة بينهم وبين قوم الشاعر , في خفض من العيش بحيث تبقى الأيام ولياليها ساعية في خدمتهم وإسعافهم بطلباتهم , وإعانتهم على تحقيق مطالبهم . 21- وبعد هذا الدعاء الحار , حمل موجات الأثير زفراته المفعمة بالحب والتقدير , في شكل تحايا ترفرف في الهواء بجمالها , تحايا لن يكتفي برسول الأثير في إيصالها , إذ لا بد من صياغتها وزخرفتها ؛ لتتمكن الصحف من حمل مهمة أدائها , بدلا من القلاص النواجي , التي لم تسمح مشاغل الحياة اليومية للشاعر بإنضائها في هذا السبيل .
22- ثم وصف تحاياه تلك بأنها كافة , وفي الوقت نفسه خاطب ابن الطيبين الماثل في ذهنه , والد جليسته بالتخصيص بعد العموم , مكافأة له على تخصيصه لقومه السوقيين بين عموم العجم والعرب في مستهل بائيته سيدة المجلس .
وللحديث بقايا وأستودعكم الله
.



 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


آخر تعديل م الإدريسي يوم 06-20-2009 في 09:12 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2009, 07:03 PM   #2
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وبعد:
لقد سعدت بمارأيت من خلال غوصك في لجة قصيدة الشيخ العلامة المحمود الشيخ حماد رضى الله عنهما, فقد حولت أمثالها السائرة إلى قطع نثرية، بل نفثات سحرية أزالت الغموض, وأتاحت الفرصة لمحبي شعر الشيح ليرتووا من معينه الدفاق وينبوعه الرقراق, وبهذه الطريقة نصل إلى بعض غاياتنا في الموقع وهذه والله هي خدمة تراثنا التي كنا نحلم بها جميعا.
وننتظر بفارغ الصبر باقي الحلقات, وتلك الدرر الغاليات, الف ألف ألف شكرالك على هذا العمل الموسوعي الكبير.



 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
قديم 06-20-2009, 09:40 PM   #3


الصورة الرمزية الأيوبي الأنصاري
الأيوبي الأنصاري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 102
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 03-02-2012 (12:00 AM)
 المشاركات : 70 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكرا لك أيها الأخ العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــزيز
على هذا التبسيط الذي أبرزت لنا فيه قدراتك اللغوية والأدبية
ونحن ننتظر الباقي بكل شغف
وأما قولك إن ءاخر حجة للشيخ المحمود هي التي تزامنت مع وصول قصيدة الكنتي فغير مطابق لما تلقفناه من أفواه كبار السن ،،،،،،،،،،،،،،، بل الذي سمعت الوالد والعم المرحوم يقولانه وكفى بهما ثقة أن ءاخر حجة للشيخ وأخويه كانت في السنة التي ولدت فيها أنا وأنت


 
 توقيع : الأيوبي الأنصاري

  1. قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعلى ـ لسانك أسدك إن أطلقته فرسك ، وإن أمسكته حرسك


رد مع اقتباس
قديم 06-20-2009, 11:49 PM   #4
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أخيرة وليست آخرة .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تامكوتات مشاهدة المشاركة
شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكرا لك أيها الأخ العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــزيز
على هذا التبسيط الذي أبرزت لنا فيه قدراتك اللغوية والأدبية
ونحن ننتظر الباقي بكل شغف
وأما قولك إن ءاخر حجة للشيخ المحمود هي التي تزامنت مع وصول قصيدة الكنتي فغير مطابق لما تلقفناه من أفواه كبار السن ،،،،،،،،،،،،،،، بل الذي سمعت الوالد والعم المرحوم يقولانه وكفى بهما ثقة أن ءاخر حجة للشيخ وأخويه كانت في السنة التي ولدت فيها أنا وأنت
************************************************** *********
أشكر الأخ ( تامكوتات ) على التوضيح ولكن لم أقل : ( آخرة ) وإنما قلت : ( أخيرة ) وإن لم يكن بينهما فرق فقد وهمت , وعلى كل حال سيتم تعديل التعبير , وشكرا .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-21-2009, 12:16 AM   #5
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تبسيط الأمثال السائرة 2




بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأفاضل , هذه هي الحلقة الثانية من مسلسل ( الأمثال السائرة ) وستأتيكم الحلقات المتبقية تباعا - بإذن الله-.

من 23-49إبداء موقف الشيخ الشاعر في مسألة الحج على الطائرة ودعم رأيه .

23-ساءلت عن غير جهل كي يشرفنا=منك الخطاب بذاك اللؤلؤ الأدبي

24- والله يغفر إن بادلت ذا ذهب=صاف وواف وعلي ما وفى ذهب ي

25- لو كنت تأذن ما كلفت عارضتي=نظما وقلت لعل الصمت أجدر بي

26- أما وقد سمتنا صوغ الجواب ولي=فكر يمد بحول الله فلأجب

27- حج الصرورة فرض باستطاعته=كما علمتم وعند العجز لم يجب

28- دعيمة أسستها الرسل عالية =فروعها فوق أصل أي مرتسب

29- والاستطاعة إمكان الوصول بلا =كبير جهد على أمن من الرهب

30- في كل حال بوجه ما فما سبب=أولى به إن عداه الحظر من سبب

31- وما أتى من حديث الزاد مشتهرا=ضعيف أو خارج في مخرج الغلب

32- وإن تشأ قلت في معنى الرواحل ما=حملت رحلا ولو لوحا من الخشب

33-فالفلك والموبلات والخطوط لدى=ظن السلامة كالأقدام والنجب

34- فأية ما بها أيسرت طائرة=أولا فحتم عليك الحج فلتثب

35- لا جائز لا ولا مما تناوله=نهي ولا هو مندوب لمنتدب

36- وريض الوحش كالطيار ندخله=تحت العموم ومن يخرجه لم يصب

37- بذا وذلك فحوى الفقه تؤذن من=راض المسائل بالتفتيش والدأب

38- ورب أصل به يقضي ومقتنص=بالفهم تحت عبارات الشيوخ خبي

39- أما النصوص فلا منصوص يوضحه=بتا ويقصم ظهر المنكر الشغب

40- لا هم إلا عمومات تكنفها=شتى أمائر تجلو شبهة الريب

41- ومطلقات عرت مما يقيدها=في الذكر أو في حديث صفوة النخب

42- كأمر ( لله حج البيت )أنزله=ربي ونادى به المختار في الصحب

43- فلم يقيد بحال لا ولا زمن=ولم يقل فوق سرج أو على قتب

44- فما لنا عن خطوط الجو نخرجهااللفظ يدخلها في مقصد الطلب

45- إن لم تكن ألفت قدما فآمرنا=بها عليم وعنه الغيب لم يغب

46- ألم تشع فهي في التعميم داخلة=ككل نادرة في منتقى النجب

47- من ثم في مذهب عم السباق على=ذي الخف فيلا ولم يركب على غلب

48- فليأخذ السبق الفيال معتمدا=قول الشوافع إن جارى به فحبي

49- ثم الطوائر في عصر العجائب قد=شاعت وذاعت فإطلاق الندور أبي

القاموس اللغوي :

23- اللؤلؤ واللآلئ : جمع اللؤلؤة وهي : الدرة.

24- بادلت : من البدل , والمبادلة المعاوضة .صاف : وصف للذهب , والذهب الصافي يوصف بأنه عيار 24 قيراطًا.واف : وصف للذهب أيضا , والوافي : الذي بلغ التمام , وتوفية الشيء بذله وافيا تاما .علي : لغة في لعل وللعرب فيها لغات .

25- تأذن : أذن له في الشيء يأذن إذنا : أباحه له. عارضتي : يقال : فلان قوي العارضة ذو جلد وصرامة وقدرة على الكلام وذو بديهة ورأي جيد .الصمت : السكوت , ويفرق بينهما بأن السكوت هو ترك الكلام مع القدرة عليه، بخلاف الصمت فلا تعتبر فيه .أجدر : أفعل تفضيل من الجدارة وهي الأهلية للشيء وهو جدير بكذا بمعنى حقيق .

26- سمتنا : يقال سُمْتُه حاجةً أَي : كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها .صوغ : الصوغ والصياغة : تهيئة الشيء على مِثَالٍ مُسْتَقِيمٍ .فكر : الفكر جنس من النظر الذي هو سبب العلم .يمد : يعان ويقوى من المدد . الحول: القدرة على التصرف .

27- الصرورة : الرجل الذي لم يحج يقال : رجل صرورة وامرأة صرورة اذا لم يحجا .

28- الدعامة : عماد البيت الذي يقوم عليه . أَسَّسْتُه تأسيسا : جعلت له أَسَاسًا . الفروع : ما يتشعب من أصل الشجرة .مرتسب : الرسوب الذهاب سفلا , وأصل استعماله في الذهاب في الماء .

29- الجهد : الإبلاغ في الطاقة والمشقة في العمل . الأمن : عدم توقع مكروه في الزمان الآتي .الرهب : الخوف , رَهِبَ الشيء، رَهْبا ورَهَبا ورَهْبَةً : خافه، والاسم الرُّهْبُ، والرُّهْبَى: والرَّهُبُوتُ، والرَّهَبُوَتى.

30- الحظر : جمع الشيء في حظيرة , والمحظور الممنوع .

31- حديث الزاد : إشارة إلى حديث ابن عمر الآتي .مشتهرا : المشتهر : الظاهر المعروف المذكور , وفي مصطلح أهل الحديث درجة بين التواتر والآحاد .ضعيف : ضعف الشيء ضعفا : هزل أو مرض وذهبت قوته أو صحته , وفي مصطلح أهل الحديث هو الخبر الذي لا يرقى إلى درجة الاحتجاج به .خارج في مخرج الغالب : تعبير أصولي يقصد به كون النص لا يدل بمفهومه على شيء .

32- الراواحل : جمع راحلة , وهي : المركب من الابل، ذكرا كان أو أنثى. اللَّوْحُ: كل صفيحة عريضة من صَفائح الخشب. وكل عظيم عريض لَوْحٌ، الخشب : ما غلظ من العيدان .

33- الفُلْكُ ، بالضّمِّ : السَّفِينَةُ .الموبلات : جمع موبيل ( السيارة ).

34- الحتم : الواجب . النهي : طلب الترك بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب . المندوب : ما طلبَ الشارعُ فعله طلباً غيَر جازم .أيسر فلان: صار ذا غنى. الحتم : الواجب , حتمت عليه الشئ: أوجبته . الحج هو : القصد أصلا , وقد غلب على قصد الكعبة للنسك المعروف اصطلاحا .فلتثب : اللام : لام الأمر . تثب : من الوثوب وهو القفز وثب يثب وَثْبًا : قفز .

35- الجائز : ما شرع فعله وتركه على السواء . المندوب لغة : المدعو إليه , واصطلاحا ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه , ويرادفه السنة والمستحب والنفل والتطوع .منتدب : من انتدب للأمر : استجاب له وأسرع إليه .

36- الريض, بتشديد المثناة تحت المكسورة : المذلل المؤدب .الطيار : الطائرة . العموم لغة : الشمول ,وفي الأصول انتظام اللفظ لعدد من الألفاظ والمعاني العموم :دلالة اللفظ الواحد من جهة واحدة على شيئين فصاعدا. لم يصب : الإِصَابَةُ : الوِجْدَانُ . يُقَالُ : أَصَابَهُ : رَآه صَوَابا ، وَوَجَدَه صَوَاباً .

37- فحوى الخطاب : مفهوم الموافقة إن كان أولى من المنطوق . ( الفحوى ) فحوى القول : مضمونه ومرماه الذي يتجه إليه القائل .تؤذن : الأذان في اللغة : الإعلام مطلقا .راض : ذلل . التَّفْتِيْشُ والفَتْشُ : طَلَبٌ في بَحْثٍ . الدأب : إدامة السير والعادة المستمرة على حالة واحدة .

38- الأصل في اللغة:أسفل الشيء, ومنه أساس الحائط أو ما يبنى عليه غيره.وفي الاصطلاح : الدليل والقاعدة , والراجح , والمستصحب , والغالب في الشرع , والصورة المقيس عليها . يقضي : يحكم .مقتنص : مصطاد , القَنَص: الصَّيْد. قَنَص يَقنُص قَنَصا وقَناصَةً.الفهم : تصور المعنى من لفظ المخاطب , واصطلاحا : ملكة للنفس يقتدر بها على الانتقال من الملزومات إلى اللوازم بلا فصل ماكث . العبارة : ما استفيد من لفظ وغيره مع بقاء رسم ذلك الغير .الخبيء : ما خُبِىءَ وغابَ كالخَبِيئَةِ .

39- النصوص : جمع نص وهو : ما ازداد وضوحا على الظاهر بمعنى من المتكلم لا في نفس الصيغة , مأخوذ من قولهم نصصت الدابة إذا استخرجت بتكلفك منها سيرا فوق سيرها المعتاد .المنصوص : مفعول منه . التوضيح هو رفع الإبهام الناشئ في المعرفة بسبب تعدد الوضع . البت : القطع والجزم بالشيء .القصم : الكسر مع الإبانة .المنكر : الإنكار : ضد العرفان , وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوره , وذلك ضرب من الجهل .الشغب : اسم فاعل من الشغب , وهو : تَهْيِيجُ الشَّرّ كالتَّشْغيبِ .

40- لاهم : لغة في اللهم , والميم بدل من حرف النداء .تكنفها : أصلها : تتكنفها : تسترها وتحف بها وأصلها من الكَنيف وهو: حَظيرة من خشب أَو شجر تتخذ للإبل لتقِيَها الريح والبرد سمي بذلك ؛ لأَنه يكنِفُها أي يسترها ويقيها .شتى : متفرقات , الشتيت المتفرق وقوم شتى ومسائل شتى وأشياء شتى وجاؤوا أشتاتا أي متفرقين .أمائر : جمع أمارة ,وهي لغة : العلامة واصطلاحا هي التي يلزم من العلم بها الظن بوجود المدلول كالغيم بالنسبة إلى المطر .تجلو : توضح , الشبهة : الالتباس , الريب : جمع ريبة وهي : التهمة والشك .

41- المطلق : اللفظ المفيد لشيوع مدلوله في جنسه .عرت : خلت .يقيدها : يضيق من إطلاقها والمقيد : مقابل المطلق , فهو :ما دل لا على شائع في جنسه .الذكر : القرآن . الصفوة : خالص كل شئ . النخب : جمع نخبة وهي المختار من كل شيء .

42- لله حج البيت : إشارة إلى آية الحج ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ).

43- السرج : للفرس بمنزلة الرحل للناقة . والقتب: إكاف البعير.وقيل: هو الإكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير. ُ

44- خطوط الجو : الطائرات .

45- ألفت : ألفه - إلفا وألفا وإلافا: أنس به وأحبه.ويمكن أن تكون بالتشديد من التأليف أي : صنعت . القدم : من أسماء الزمان يقال : كان كذا قدما في الزمان القديم .

46- تشع : الشياع : الانتشار .النادرة : التي يقل وقوعها .المنتقى : المنتخب المختار . النجب : جمع نجيب , والنجيب الخير المبارك الصحيح الرأي .

47- الغلب : اسم بمعنى الغالب .

48- الفيال : صاحب الفيلة .الشوافع : أتباع المذهب الشافعي .جارى : سابق .حبي : أعطي .

49- الطوائر : جمع طائرة .العصر : الزمان والدهر .شاعت : انتشرت . ذاعت : اشتهرت .أبي : منع من الإباء وهو المنع .

القاموس الأصولي :

الفرض :ما طلب الشارع فعله طلبا لازما . و الفرض والواجب عند الفقهاء مترادفان يعني كل واحد منها يدل على الآخر . هذا على مذهب الشافعي ومالك وأحمد رحمهم الله تعالى. فكل من الفرض والواجب عندهم يطلق على الآخر. والحنفية رحمهم الله تعالى يفرقون بين الواجب والفرض باعتبار الدليل المثبت للحكم. فإن كان دليلا قطعيا فإننا نسميه فرضاً, وإن كان ثابتاً بدليل ظني فإننا نسميه واجباً.. وعلى هذا عند الحنفية (الفرض عندهم آكد من الواجب ).
الاستطاعة :الاستطاعة هي عرض يخلفه الله تعالى في الحيوان يفعل به الأفعال الاختيارية وبالنسبة للحج هي : القدرة على تحمل نفقات السفر ذهاباً وإياباً، ونفقات المأكل والمشرب والإقامة، وكذلك نفقة أسرته حتى يعود ان كان ممن يعول.
وقد قرر الشافعية أن الاستطاعة نوعان: استطاعة بالنفس واستطاعة بالغير.
العجز : أصله التأخر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر أي مؤخره , وصار في التعارف اسما للقصور عن فعل الشيء , وهو ضد القدرة . ذكره الراغب .
وقال أهل الأصول : العجز صفة وجودية تقابل القدرة تقابل العدم والملكة .
قال أبو البقاء : العجز الضعف , وإنما يوصف به الحي , فلا يقال للجبل : عاجز .
المحظور : المحرم وهو المعاقب على فعله .
الضعيف :ما نزل عن درجة الحَسَنِ .
خرج مخرج الغالب :مصطلح أصولي مفاده : أن المفهوم َإِذَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْغَالِبِ لَا يَكُونُ حُجَّةً إجْمَاعًا . و إذَالَمْ يَخْرُجْ مَخْرَجَ الْغَالِبِ كَانَ حُجَّةً عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِالْمَفْهُومِ .
وَضَابِطُهُ أَنْ يَكُونَ الْوَصْفُ الَّذِي وَقَعَ بِهِ التَّقْيِيدُ غَالِبًا عَلَى تِلْكَ الْحَقِيقَةِ وَمَوْجُودًا مَعَهَا فِي أَكْثَرِ صُوَرِهَا , فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا مَعَهَا فِي أَكْثَرِ صُوَرِهَا فَهُوَ الْمَفْهُومُ الَّذِي هُوَ حُجَّةٌ .
النص لغة :الظهور والارتفاع , واصطلاحا : الدال على معنى واحد من غير احتمال لغيره .
المطلق :اللفظ المفيد لشيوع مدلوله في جنسه .
الأمر لغة :نقيض النهي, من أمره يأمره أمرا ً، والجمع أمور , ويقال : ائتمر أي : قبل أمره . يقال : أمره به، فأتمر. أي : قبل أمره, تقول العرب : أمرتك أن تفعل ولتفعل وبأن تفعل .
واصطلاحا : طلب الفعل بالقول ممن هو دونه .
تبسيط الأبيات :
23- بدأ الشاعر يطوي من جناحيه ؛ ليزدلف إلى الموضوع الأساسي وهو الجواب عن تساؤلات الشيخ الكنتي حول الحج بالطائرة , نافيا ما ادعاه الكنتي لنفسه تواضعا , من كون الجهل دافعه الأساسي إلى زف هذه البنت لزيارة المهرجان العلمي الأدبي السوقي , عازيا الأسباب إلى رغبة أخيه الكنتي في تشريف المهرجان بزيارة ابنته الفائقة الجمال ؛ لتزيد لمعان المهرجان بتلألؤ حليها الفاخر , ويستمتع الحاضرون بأدبها الجم .
24- معتذرا له في تقصير متوقع في فعاليات الاستقبال ومستغفرا خالقه إن كان قد أقدم على صفقة ربوية , ببيع الذهب المتفاضل , واصفا اللؤلؤ الذهبي الذي عرضه الكنتي بأنه يوفي على التمام , وبالغ درجة الكمال في الصفاء , متخوفا من قصور العيار الذي في كفته عما تشتمل عليه الكفة الكنتية .
25- ومعرضا باحتمال تجميد الصفقة , لو تم صدور إذن موقع من قبل نجل الطيبين ,يسمح بذلك ويبيحه , فإنه رغم بديهته الوقادة , وقدرته على صياغة الكلام المستقيم يرى أن اللياذ بالصمت أولى وأحق من خوض هذه المغامرة , إذ لا رأي لساكت كما يقولون .لا سيما وأن موقفه في القضية واضح بلسان الحال وهي أفصح من لسان المقال , فإن الحج في الطائرة أمر حلب الشاعر أشطره قبل القصيدة بسنين .
26- ولكن نزولا عند رغبة أصحاب السمو وإصرارهم على إمضاء الصفقة رجح الشاعر التوقيع عليها , متجشما ما كلف به ثقة بنظره العلمي المعان بقوة القوي المتين وعزم على التنفيذ .
27- فبدأ يتحرر من أسر عاطفته تجاه أخيه الكنتي وابنته التي سيطرت عليه فيما سلف من أبيات القصيدة , حيث نراه ينقض على الموضوع الأساسي بكامل ثقله وينوء بكلكله لا مرخيا سدوله بل مسلطا أضواءه على القضية موضوع البحث ألا وهي ( حكم الحج بالطائرة ) فلا بد لليلها أن ينجلي , فاستفتح المجال باصما بعشره على القاعدة المتفق عليها من وجوب الحج وفرضيته على كل من لم يسبق له أداء هذه الشعيرة من المسلمين بشرط الاستطاعة محيلا الكنتي إلى علمه في الاستدلال لهذا ؛ لأنه محل اتفاق مبدئي , ثم أعقب بالتصريح بمفهوم الشرط من عدم وجوب الحج على العاجز.
28- وأكد هذه الحقيقة واصفا الحج بأنه دعامة وركن من أركان الإسلام وعمود من أعمدة هذا الدين التي اتفقت الرسالات السماوية على إرسائها وأن ما يتفرع ويتشعب عن هذه الدعامة سيبقى له حظه من القوة لقوة أصله ورسوخ جذوره .
29- ثم انتقل إلى ترديد تعريف الاستطاعة معرفا إياها بإمكان الوصول إلى البيت الحرام بدون عناء كبير يقهر الطاقة إضافة إلى أمن الطريق من توقع أي مكروه يثير الخوف عند السالكين .
30- مضيفا على الكنتي أن هذا الإمكان لا يتقيد بحالة دون أخرى ولا بطريق دون آخر ولا فرق بأي وسيلة حصل الوصول , المهم أن تكون مما لا تتناوله أدلة التحريم في الشرع المطهر , وخارجة عن حظيرة نصوص النهي . وهذا تجاوز منه لمنطقة الاتفاق وتهيئة منه للأذهان لتقبل رأيه في الترجيح من كفتي القضية المطروحة.
31- مستطردا بحديث لم يذكره الكنتي ولكن لعله قد سمعه من بعض المانعين ألا وهو حديث ابن عمر الذي رواه النسائي : ان النبي –صلى الله عليه وسلم فسر الاستطاعة في قوله –تعالى-: ( من استطاع إليه سبيلا ) فقال : الزاد والراحلة . فقدح في الاستدلال به من وجهين : الأول : أن الحديث ضعيف .وهذا حتى يتأكد خلو المسألة من النصوص كما سيصرح به ؛ لتبقى مسألة اجتهادية يسع الاختلاف فيها . الثاني : حتى لوقيل بصحته أو بحسنه وصلاحيته للاحتجاج , فإنه يمكن حمله على أنه لا مفهوم له , وإنما خرج مخرج الغالب ؛ لأن الراحلة في زمن الوحي هي الوسيلة الغالبة في التنقل .
32- بل حتى لو قلنا بصحة وروده وصحة دلالته فإننا ندخل في معنى لفظ الراحلة كل ما يمكن حمل الرحل فوقه واستخدامه في التنقل ولوكان صفيحة عريضة من الخشب أو الحديد أو الفولاذ , كلها رواحل ؛ لأنها ترتحل وحينها يكون الحديث عاما لمحل الخلاف فيسقط الاستدلال به للمانع ويصبح من نصيب المجيز .
33- واستنتج من هذا أن السفن البحرية والسيارات ( الموبلات )والطائرات ( الخطوط ) إذا غلب على الظن السلامة فيها فلا فرق بينها وبين السير على الأقدام أو السفر على نجائب الإبل فكلها تودي إلى الغرض المطلوب وهو أداء فريضة الحج , وكلها رواحل ؛ لأنها ترتحل .
34- ثم خاطب الكنتي وغيره مصرحا بالفتوى الواضحة بأن الحكم الشرعي للحج على من استطاع الوصول إلى البيت الحرام سواء براحلة طائرة أو غيرها هو الوجوب الحتمي , فلا عليك -يأيها الكنتي , ويأيها السامع- إلا أن تسارع إلى النهوض , وتقفز على قدميك بكل رضا ونشاط ؛ لأداء هذه الفريضة.
35- وأن الخيارات التي طرحها المخالفون كلها ليست واردة فإن حكم الحج ليس هو الإباحة ولا التحريم ولا الكراهة ولا الاستحباب والتطوع , وإنما هو الوجوب , الوجوب الذي لا مناص منه .
36- ثم أجاب الكنتي عن إلزامه بصحة الحج على الحيوانات المتوحشة إذا تم ترويضها وتذليلها , مثل الفيلة والأسود , فالتزم بذلك , وأكد أنها أيضا داخلة تحت العموم , وأن من أخرجها لم يحالفه الصواب .
37- ونبه إلى أن الفهم الثاقب للدلائل الفقهية يوحي بهذا مباشرة , ولكن من الذي يستوعب تلك الإشارات الفقهية ؟ إنه الذي نجح في ترويض المسائل وتذليل صعابها بالبحث والتنقيب , فإنها أيضا لها وحوش وأوابد , كما للأنعام .
38- واستكثر القواعد التي تقضي بما رجحه , بجانب الكنوز المدفونة تحت عبارات المشائخ , من الاستنباطات الدقيقة التي هي أيضا قوية الدلالة على هذا المنحى .
39- ثم اقترب من الكنتي ؛ ليوافقه عل أن النصوص التي لا تقبل الاحتمال ليست واردة في هذا الموضوع , فليس هناك نص قطعي الورود والدلالة يوضح وجوب ركوب الطائرة ؛ لأداء فريضة الحج , ولا شيء يمكن أن يقطع ظهر المجتهد المخالف , بحيث لا يلتفت لقوله سوى نص من هذا النوع , وهذا رعاية منه لمشاعر الطرف المخالف , وإن كان قد لمح إلى أنهم من فرقة المشاغبين .
40- اللهم إلا أن هناك عمومات في الشريعة تلتف بها عدة أمارات وقرائن تدحض تلك الشبهات التي تثير الارتياب في تناولها لهذه القضية .
41- كما توجد أيضا دلا ئل مطلقة لم يرد ما يقيد إطلاقها . وهذه العمومات والمطلقات مابين آيات من الوحي المنزل أو أحاديث من سنة المصطفى من الأخيار صلى الله عليه وسلم .
42- ومثل للعمومات في القرآن بقوله –تعالى-( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ولم يمثل في السنة .
43- ونبه إلى أن النبي –صلى الله عليه وسلم-تلا هذه الآية في جماهير من أصحابه ولم يقيد عموم الناس ولا إجمال الاستطاعة لا بحالة معينة ولا بزمن معين , كما أنه لم يحدد وسيلة معينة , ولم يحصر المركوب في الخيل -وكنى عنها الشاعر بالسرج- ولا بالنياق -وكنى عنها بالقتب- .
44- وهنا تساءل الشيخ المحمود متعجبا ومستنكرا لقول من أخرج الطائرة في عموم الاستطاعة , مذكرا بأننا لايحق لنا أن نخرجها , مادام أن اللفظ الوارد عن الشارع يشملها .
45- أما وصفكم لها بأنها من الغرائب , فإنه وصف طردي لا يتعلق به حكم شرعي , فإن الآمر بالحج لم يزل عليما , ولم يغب عنه شيء , ويعلم بأن الطائرة مما سيتجدد لدينا , فكونها لم تكن مألوفة عند القدامى وصف غير مؤثر في الحكم أيضا ؛ لأنه طردي .
46- أضف إلى ذلك أنها أصبحت من الأمور الشائعة فدخلت في التعميم كما هو المختار عند كثير من النخب العلمية في جميع الصور النادرة ( أنها إذا كثرت وشاعت يشملها العموم) .
47- ولذلك فإن حديث : ( لاسبق إلا في خف ...) قد عم السباق على الفيلة , فهي من ذوات الخف -مع أنه صورة نادرة عند الأقدمين-؛ لأنها لا تركب في الغالب .
48- ولكن الشيخ الشاعر يأمر الفيال بأخذ سبقه إذا شارك بفيله في المسابقة وأعطي السبق , مرجحا لمذهب الشافعية في ذلك , وعلى هذا حكم كل صورة نادرة بعد ما يشيع وقوعها .
49- ثم أضاف أن الطائرة أصلا لم تكن صورة نادرة , فلم يكن له وجود قبل هذا العصر ( عصر العجائب )وبعد ما تم اختراعها أصبحت من الشيوع والشهرة بحيث لا يصح إطلاق وصف الندور عليها ؛ لأنه يمنعه الواقع المشاهد . وللأمثال السائرة بقايا وأستودعكم الله .


 
التعديل الأخير تم بواسطة alsoque.net ; 06-21-2009 الساعة 07:21 PM

رد مع اقتباس
قديم 06-21-2009, 01:55 AM   #6
مراقب القسم الإسلامي


الصورة الرمزية أداس السوقي
أداس السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 84
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
 المشاركات : 1,240 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




أسأل الله لك دوام التوفيق ، وإن كنت أرى أن التعليق التشجيعي ، قاطع لأوصال عملكم بلا نتيجة ، لكني مررت فأردت تسجيل حضوري
أخوك أداس السوقي


 
 توقيع : أداس السوقي



لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاءالله


l


رد مع اقتباس
قديم 06-21-2009, 06:45 PM   #7
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تبسيط الأمثال السائرة 3




الإخوة الفاضل هذه هي الحلقة الثالثة من مسلسل ( الأمثال السائرة )



من 50-65 عرض آراء المخالفين ومناقشها :

50- قالوا خوارق قلنا للهواء بنا=لولا الهوى ما جنى خرقا أبو عجب

51- بخطوة القوم قايسوا الخطوط على=خطى ويا بعدها عن خطوة النجب

52- الخرق ثم دوامي وإن خرقت=هذي ففي البدء لا في الحال والعقب

53- قالوا تقاس بأم العجل قل أعلى=ركوب ذي الظلف قست أسهل الركب

54- ما خلقها هي إلا للركوب وتي=له وللحرث ثم الأكل والحلب

56- فالحصر في الحرث لا يرضى وإن نطقت=به على ما سمعتم ربة الغبب

57- فقول أحمد إذ يحكيه : أومن , في=تصديق خارقها لا نهي مرتكب

58- أفاد ما قلته الأبي مقتصرا=عليه فانظره في فضائل الصحب

59- نعم المطي مطي لا تكل على=طول الدؤوب ولا تخشى أذى نقب

60- ما أنس لا أنس إذ تهوي بنا ولها=دوي راعدة من صيب سكب

61- فقلت للقوم لا تأسوا فموعدكم=عند الحبيب حيال القبر والقبب

62- إن لم أقف بالتجاه في غداة غدصبح ثانية يا طيب مرتقب

63- حتى إذا جازت الخرطوم وانتشقت=أرواحنا من نسيم القرب والقرب

64- طبنا وقر بنا فيها القرار فلو=نعاين الموت لم نرهب ولم نهب

65- فنعم مزدحم العشاق جؤجؤها=تفديه في سبحه خطارة النجب
القاموس اللغوي :

23- الخوارق : الأمور الخارجة عن العادة المألوفة . الهواء ممدود: ما بين السماء و الأرض ، والجمع أهوية , وكل خال هواء. والهوى مقصور: هوى النفس ، والجمع أهواء. أَبُو العَجَب : الشعوذي ، وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ , ومن كنى الدهر .
24- خطوة القوم : يقول الصوفية : تطوى لهم الآفاق ويصبح البعيد قريباً، أو بعبارة أخرى : يصبح من أهل الخطوة ( أولئك الذين يطيرون في الهواء ويمشون على الماء ).
25- ثَمَّ : اسم إشارة للمكان البعيد. دوامي : نسبة إلى الدوام , وهو استمرار البقاء في جميع الأوقات . هذي : إشارة إلى الطائرة . البدء : النشأة . الحال : فاصل اعتباري بين الماضي والمستقبل , يعبر عنه بالآن .العقب : مؤخر القدم , ويقصد به هنا مؤخر الزمان ( المستقبل ) .
26- أم العجل : البقرة , والعجل: ولد البقرة، الظِّلْفُ : من الشاء والبقر ونحوه , كالظفر من الإنسان والجمع "أَظْلافٌ" مثل حِمْل وأَحْمَال . الركب : بضم الراء والكاف جمع رِكَاب وهي الرَّواحِل من الإبل . وقيل : جمْع ركُوب وهو ما يُرْكَب من كل دَابَّة فَعُول بمعنى مَفْعول . والرَُّكُوبة أخَصُّ منه .
27- الركوب : مصدر ركب .تي : إشارة إلى البقرة . الحرث : إصلاح الزرع . الحَلَبُ: استخراج ما في الضرع من اللبن، يكون في الشاء والإبل والبقر. حَلَبَها يَحلُبُها ويَحلِبُها حَلْبا وحلَبا وحلابا .
28- الحصر : تخصيص أمر بآخر . الغَبَب : ما يتدلى تحت الحنك من الإنسان وغيره0 وخص بعضهم به الديكة والشاء والبقر , ربة الغبب : البقرة .
29- أحمد : نبينا –صلى الله عليه وسلم- . يحكيه : ينقله . الحكاية : الإتيان باللفظ على ما كان عليه. مرتكب : راكب .
30- الأبي : صاحب إكمال إكمال المعلم , شرح على صحيح مسلم : وهو المالكي : أبو عبد الله محمد بن خليفة من أهل تونس ـ والأبي نسبة إلى " أبة " من قرى تونس ـ المتوفى سنة ( 728هـ) ، جمع في شرحه بين المازري وعياض والقرطبي والنووي . مقتصرا : ( اقتصر ) على الشيء اكتفى به ولم يجاوزه . فضائل الصحب : كتاب فضائل الصحابة من صحيح مسلم .
31- المَطِيَّ والمطايا : جمع مطية وهي : الناقَةُ يُرْكَبُ مَطاها (ظهرها ) ؛ أَو البَعيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه ؛ تكل : كَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة : أَعْيا وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت وكذلك البعير إِذا أَعيا . الدُّؤُوْبُ : المُبَالَغَةُ في السَّيْرِ .تخشى : تخاف . الأذى : ما يصل إلى الحيوان من ضرر أو مكروه في نفسه أو بدنه .النقب : الجرب .
32- الدَّوِيُّ : صَوت ليس بالعالي كصوتِ النَّحلِ ونحوه .ولكن المقصود هنا أن الطائرة التي تخترق حاجز سرعة الصوت تتسبب في إحداث موجة صدمية تصل إلى الأرض حيث يسمع الناس على الأرض دويًا صوتيًا حالما تصل إليهم تلك الموجة . راعدة : سحابة يسمع منها الصوت . الصيب : السحاب ذو الصوب والمطر . السكب : بكسر الكاف : المطر ذو الصب المتتابع .
33- لا تَأسوا : لا تحزنوا .الموعد : المواعدة أو وقتها أو مكانها والأخير أنسب بالسياق .الحبيب : نبينا –صلى الله عليه وسلم- . حيال القبر : يقال قعد حِيَالَهُ وبحياله أي بإزائه .القبب : جمع قبة والمراد بها : القبة الخضراء التي تعلو الضريح ، وقد أضيفت إلى المسجد النبوي في عصر دولة المماليك.
34- التجاه : بضم التاء :المكان المواجه لقبر النبي –صلى الله عليه وسلم- هو وُجاهَك، ووِجاهَكَ، وتُجاهَك، وتِجاهَكَ، أي حذاءك من تلقاء وَجْهِكَ، واستعمل سيبويه التُّجاه اسما وظرفا. غداة : بكرة ( الوقت المعروف أول النهار ) المرتقب : المنتظر .
35- الخرطوم : عاصمة دولة السودان .انتشقت : انتشق الماء، وغيره : جذب منه بالنفس في أنفه. النسيم : الريح الطيبة .القرب : الدنو .القرب : جمع قربة , وهي ما يتقرب به إلى الله .
36- قر بنا فيها القرار : اطمأن . نعاين : نشاهد .نرتب : من الريبة وهي الشك . نهب : المهابة، وهى الاجلال والمخافة . وقد هابه يهابه .
37- المزدحم : مكان الازدحام وهو التراكب والتراكم . العشاق : العشق غاية الحب . جؤجؤها : جؤجؤ الطائر والسفينة: صدرهما .تفديه : أصل الفداء أخذ المال مقابل الأسير ثم استعمل في أخذ الشيء مقابل ما هو أهم منه .سبحه : السبح بسكون الموحدة : المر السريع في الماء والهواء .خطارة : ناقة خطّارة : تحرك ذنبها إذا نشطت في السير . النجب : جمع نجيبة .
القاموس الأصولي :
القياس: في اللغة التقدير, ومنه قست الأرض بالخشبة أي قدرتها بها.وفي الاصطلاح : إثبات حكمٍ معلومٍ في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت .
23- ناقش الشاعر الجانب الخطابي من استدلال المانعين حيث استدلوا بأن الطائرة من خوارق العادات ولا تبنى عليها الأحكام , فنرى الشاعر يستخدم الأسلوب الحكيم ؛ لأن الموضوع خرج عن الاستدلال البرهاني إلى الاستدلال الخطابي , فهو يوجه ( الخوارق ) بأنها إن صح وصف الطيارات بأنها خوارق , فمعنى ذلك أنها تخترق الهواء بالراكبين , وليس أنها خارقة للعادة , وغمص في هذا الاستدلال بأنه ناتج عن الهوى , كما تنتج المخاريق والألاعيب التي يأتي به المشعوذون عن اتباع الهوى , وكذلك المستدل بهذا , إذ لولا اتباعه لهواه , لما أتى بخرق العادة في هذا الموضوع , إذ لا علاقة علمية له بما نحن فيه .
24- هذا بالنسبة للمانعين عموما , وبعد هذا ألزم الكنتي , بقياس الطائرة على ما تقول به الصوفية , من أن الأولياء يحجون بخطوة واحدة , فإن صح ذلك فما أبعد تلك الخطوة عن خطوة الناقة ! التي تقول بحصر الإباحة فيها , فلما ذا هذه لم نقل بأنها خارقة للعادة , أما الطائرة فمستغربة وخارقة للعادة ؛ لأنها لم تكن فيما نص عليه الشرع ؟.
25- أضف إلى ذلك أن خرق العادة في مسألة الخطوة دائم , لا يمكن أن يكون مألوفا بحيث يتعود عليه الناس , أما الخرق للعادة بالنسبة للطائرة , فعلى القول به لم يكن خارقا إلا في مبدأ ظهورها , أما الآن فقد انتشرت وعرفت كيفية تصنيعها , وأنها متماشية مع السنن الكونية والنواميس الفطرية , وستستمر في المستقبل ؛ لأنها مبنية على قواعد علمية ثابتة , عكس الحج بخطوة واحدة , الذي لا يمكن وصفه بأقل من أنه خارق للعادة , ولا يمكن أن يصبح مألوفا بحال من الأحوال , ومع ذلك وجد من يقول بجوازه !.
26- ثم انتقل إلى القياس الأصولي للمانعين ليبدي عواره بإبداء الفارق فيه , حاكيا عنهم قياسهم للطائرة على البقرة ( أم العجل ) فكما لا يجيزون استخدام البقر للركوب ؛ لأنها لم ترد في قوله تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ) قالوا : إن قياس الطائرة على البقرة المسكوت عنها مع وجودها في عصر الوحي أولى من قياسها على الأصناف المذكورة , فبدأ الشاعر يظهر مكامن الخلل في هذا القياس , حيث إنه ليس قياسا مع الفارق فقط بل هو قياس مع الفوارق , فنحن أصلا لا يحق لنا أن نقيس هذا المركب الوطيئ السهل الجانب اللين العريكة , وهو الطائرة على أبطئ الحيوانات المركوبة , وهي ذوات الظلف التي منها البقرة .
27- كما أننا لا ينبغي أن نقيس وسيلة لم تخلق إلا للركوب على وسيلة أخرى خلقت للركوب والحرث والأكل والحلب .
28- أما قولكم بأن الحكمة من خلق البقرة منحصرة في الحرث فقط , مستدلين بحديث أبي هريرة عند مسلم الذي تكلمت فيه البقرة ( ربة الغبب ) لراكبها قائلة : ( لم أخلق لهذا ) فإننا لانرتضي الاستدلال به , ولو نطقت به السيدة بكامل غببها وأبهتها , فإنه يستلزم تحريم حلبها , ولا شك أن حليبها أهم من آرائها الفقهية .
29- ولا نحمل قول النبي –صلى لله عليه وسلم بعد حكاية القصة : ( أومن أنا وأبو بكر وعمر ) على أنه تقرير لقولها , وإنما نحمله على أنه تصديق فقط لهذه الواقعة الخارقة للعادة , من كلا م الحيوانات والبهائم , كما أننا لا نفهم منه نهيه – صلى الله عليه وسلم عن ركوب البقر .
30- ثم تبرأ الشاعر من عهدة هذا التفسير للحديث بعزو المعلومة إلى مصدرها وهو إكمال إكمال المعلم على صحيح مسلم للأبي , وأحال على مكان المعلومة وهو باب فضائل الصحابة في صحيح مسلم .
31- بعد ما تحدث المحمود عن ربة الغبب واستنكر قياس الطائرة عليها , أعاد إليه ذلك ذكريات تلك الرحلة الماتعة التي تمكن من تحقيقها بسبب هذا المركب العجيب , هذا المركب الذي لم يخف عدم تحمله للنيل منه ولو كان من ابن الطيبين فما انتهى من مناقشة دلائل الفريقين حتى استولت على ذهنه ظلال تلك اللحظات التي يتربع فيها على ذلك المركب الوطيئ والذي لا يخشى منه - رغم طول الرحلة- أي كلال , ولا يتخوف من تأثر ظهره بما يحمله من أثقال , عكس ما ألفه من خيار المطايا , مهمى بلغت من النجابة والعتاقة .
32- فنراه يخصصها بالمدح والثناء ؛ لأنه يراها أهلا لذلك , مستعيدا ذكرياتها الحميدة أثناء هويها , متطامنة للهبوط مجلجلة بأزيزها الذي لا يدانيه إلا هينمة الرعود وسط السحاب , في عرانين الوابل الغزير الانهمار.
33- تلك اللحظات التي لم يسمح فيها للحزن بأن يخترق حمى فؤاده هو ولا أيا من مرافقيه , إذ كيف يجد الحزن محط قدم في قلوب امتلأت من الشوق إلى مرقد حبيبها , حتى ارتوت وتضلعت , فهاهو شاعرنا في هذه اللحظات الحرجة ولا سيما بالنسبة لابن الصحراء الذي لم يألف سوى هدوئها وصمتها الرهيب , يركز على الركاب .
34- لتبقى قلوبهم مرتبطة بالهدف الأسمى الذي وضعوه نصب أعينهم , وهو الوقوف تجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الكرام . قافزا بأذهانهم ؛ ليشعل فيها غريزة الحنين إلى تلك المعاهد التي قد أصبحت بالنسبة إليهم قاب قوسين أو أدنى , تلك المعاهد التي لم يكن الباعث لهم أصلا إلا لاعج الشوق إليها , مرتشفا لرحيق السعادة والهناء متعجبا من طيب ما يرتقبه من أصناف الموانسة والإمتاع .
35- وكيف لا وقد التقطت أنفاس أرواحهم نسيما غير عليل , نسيما لم يكن ما أهداه إليهم سوى تضوعات من ريا روضة الحرمين , يتنفس فيها نرجس الأعمال الصالحة المقربة إلى الله زلفى .
36- ما غمس أرواحهم في بركة من الهدوء والطمأنينة , وأسدل عليهم ستارا من السكينة والوقار , بحيث لو تمثل الموت أمامهم لما أعطوه أي اعتبار , ولما أثار على يقينهم أي ارتياب .
64- ثم رجع إلى الطائرةليخصصها بمزيد من المدح ولا سيما المقاعد الأمامية منها , والتي لم تذكره إلا بصدر الطائر حينما يمر سريعا في الهواء أو بصدر السفينة حينما يشق حيزومها حباب الماء , وفداها في تلك الحالة بكل النجائب العتاق من النوق , مهمى شالت بأذنابها .


 
التعديل الأخير تم بواسطة alsoque.net ; 06-21-2009 الساعة 07:23 PM

رد مع اقتباس
قديم 06-22-2009, 09:53 PM   #8
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تبسيط الأمثال السائرة




بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام هذه هي الحلقة الرابعة من مسلسل ( الأمثال السائرة )
من 65-80 ( وصف الطائرة والدفاع عنها )
65- ما تنقمون من الطيار إن له=عندي محاسن تربو عن حصى الكثب
66- ظل ظليل كراس صففت دعة=نوم على لذة في مضجع رحب
67- واها له سمكا يعلو بأجنحة=فوق السحائب أو طيرا بلا زغب
68- سبرتها فإذا صنع قد أتقنه=ذو فطنة حاذق فيما سوى القرب
69- شد المسامير سدد النوافذ عن=تدقيق فكر فلم يفتح سوى ثقب
70- كأن ألواحه من حسن ما التأمت=لوح وتحسبها شقت من الهضب
71- ما ثم من وصمة إلا ارتجاجتها=عند الهبوط وإلا ضجة اللهب
72- هذي تصم وهذه تغم وما=ضرت بشيء وإن أفضت إلى رعب
73- ولا أعد عليها ذنب مرتعد=بالخوف أو قلق بالميد مضطرب


74- ما أحدثت فيهما أمرا فإن نشرت=سرا فلا بدع في إبراز محتجب
75- إن قلت إني بريء من أبي لهب=فمم رغبت في حمالة الحطب
76- لقب بنسر وطاوس فإن تك لا=ترضى بغير الكنى فاختر أبا عجب
77- رميت بالسوء طاوسا وما هولو=كنت المجرب أهل النبز باللقب
78- شوهت مزدحم العشاق وصلتهم=إلى الحبيب فتب مستغفرا وأب
79- ولا تقل أبدا تعنيه تب ولا=تبت يداه وقلها في أبي لهب
80- بالفضل سخرها المولى ( ويخلق ما=لا تعلمون ) فأغنتنا عن النصب



القاموس اللغوي :




65- نقم منه : يفيد أنه أنكر عليه إنكار من يريد عقابه .الطيار : الطائرة .تربو : تزيد .الحصى : صغار الرمل .الكثب بضمتين : جمع كثيب وهو ما اجتمع من الرمل.
66-الظليل : دائم الظل .كراس : جمع كرسي .صففت : رتبت .الدعة : السكون .مضجع : مكان الاضطجاع . رحب : بكسر الحاء : واسع .
67- واها له : كلمة تعجب , إذا تعجبت من طيب الشئ قلت: واها له ما أطيبه ! يعلو : يرتفع . أجنحة : جمع جناح. السحائب : جمع سحابة .الزغب : الريش .
68- سبرتها :سبر الشيء : قاسه وأصله من المسبار , الآلة التي يعرف بها قعر الجرح .أتقنه : أتقن الشيء: أحكَمَه، وأتى به على أتم صورة .الفطنة : كالفهم. تقول: فطنت للشئ بالفتح . حاذق : الحذق أصله حدة القطع يقال حذقه إذا قطعه، وقولهم حذق الصبي القرآن معناه أنه بلغ آخره قطع تعلمه وتناهى في حفظه وكل حاذق بصناعة فهو الذي تناهى فيها وقطع تعلمها .القرب :جمع قربة وهي العمل الصالح .
69- شد :يشد شَداً، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره .المسامير :جمع مسمار وهو أداة التثبيت المعروفة .النوافذ :فتحات التهوية ,التدقيق :إثبات المسألة بدليل دق طريقه لناظريه .ثقب :جمع ثقبة وهي الفتحة الصغيرة .
70- التأمت :التصقت ببعضها البعض . شقت :قطعت .الهضب :بكسر الهاء وفتح الضاد جمع هضبة وهي : جَبَلٌ خُلِقَ من صَخْرَةٍ واحِدَةٍ .
71- الوصمة : العيب والعار.ارتجاجتها : اضطرابها .الهبوط : نزول تعقبه إقامة .الضجة : الصياح والجلبة . اللَّهْبُ واللَّهَبُ واللَّهيبُ واللُّهابُ بالضمّ واللَّهَبَانُ محركةً : اشْتِعالُ النَّارِ إذا خَلَصَ مِنَ الدُّخَانِ .
72- تصم : تعطل السمع , من الصمم .تغم : تورث الغم .أفضت : أدت وأوصلت . الرعب: الخوف.
73- مرتعد : مضطرب منتفض . القلق : الفزع .المَيْد : ما يُصيب من الحَيْرة عن السُّكْر أو الغَثَيان أو ركُوُب البحِر ونحوه.
74- لا بدع : لا جديد ولا محدث ولا مبتكر .الإبراز : الإظهار . المحتجب : المستور .
75- أبو لهب : عبد العزى بن عبد المطلب , والمقصود به هنا الطائرة كما يلقبها الكنتي . حمالة الحطب : العوراء بنت حرب ( زوجة أبي لهب ) والمقصود هنا : السيارة البرية لأنها يجلب عليها الحطب في الصحراء .
76- اللقب : ما أشعر بمدح أو ذم , النِّسْر : طائر من الجوارح ... وله منقار معقوف مُذَبَّب ذو جوانب الطّاوُوس : طائرٌ حَسَنٌ ويُقال للشَّيْء الحَسَن : إنه لمُطَوَّسٌ . أبو عجب : كل من يأتي بما يستغرب , أو الشعوذي أو من أسماء الدهر .
77- رميت بالسوء : قبحت وعبت النبز : اللقب المشعر بالذم .
78- شوهت : قبحت . مزدحم : مكان التراكب والتراكم . العشاق : جمع عاشق , والعشق غاية الحب . الوصلة : بضم الواو ما يتوصل به إلى الشيء . الحبيب : نبينا –صلى الله عليه وسلم -.
79- تعنيه : تقصده . تب وتبت يداه : دعاء بالخسارة والهلاك . أبو لهب : عبد العزى بن عبد المطلب .
80- الفضل : ابتداء إحسان بلا علة . التَّسْخِيرُ : التَّذليلُ .المولى : الله . النصب : التعب .
تبسيط الأبيات :
65- لم يزل الشيخ المحمود مستمرا في الاستمتاع بظلا ل الرحلة التي قضاها مع هذا المركب الوطيئ الذي لم يدع لغيره من المراكب مأوى في ذاكرته مع سعتها , فها هو ذا يخاطب المولعين بذم الطائرة , مستخدما أسلوب الاستفهام الإنكاري , ومستوضحا منهم تلك الأسباب التي جعلتهم ينكرونها هذا الإنكار الذي جعلهم كأنما يتمنون الانتقام منها , ومستكشفا عندهم الجانب السلبي أو الزاوية المظلمة التي يدندنون حولها , والتي لم يفتح عليه فهمها مع ذكائه وشبوب قريحته , بجانب اطلاعه على الطائرة ومشاهدته لها رأي العين , لكنه رغم تفحصه لجوانبها وتردده في مساربها , لم يكتشف فيها إلا ذلك الكم الهائل من المصالح , ذلك السجل الحافل بالحسنات , والواصل من الوفرة درجة تطأطئ كثبان الصحراء بما احتوت عليه من صغار الرمل رؤوسها دون مكاثرته , فأين الثريا من الثرى , وأين الجبال من الحصى ؟.
66- ثم شرع في تفصيل تلك المحاسن و ما أجملها , ملمحا إلى أضدادها في المراكب الأخرى بعد ما أجملها . مستغربا كيف يقارن ذلك الظل الوارف الذي لا يزول على ساحاتها , بما يعهده المسافر في الصحراء من السموم ولفحاتها , أم كيف تذكرتلك المساند الوثيرة الأنيقة الترتيب , إزاء خشونة الأقتاب وفراقعها , وأطيط الرحال وقعاقعها , وأنى لوجيف الراحلة وهزته , أن يقاس بذلك النوم الهادئ ولذته .وذالك الهدوء الوادع المريح وغفوته .ومتى تقبل الموازنة بين ذلك الهناء , وبين ما يكابده راكبها من تهاويل المشقة والعناء , وما أبعد الأحلاس بنمارقها عن تلك البسط الهنيئة الواسعة وطراوتها! .

67- فما أطيب السير على هذا المركب الذي جمع بين بين بياض الحوت وهيئته , ونظافته وملاسته , وزاد عليه اندفاع العقاب ورفعتها , وتحليقها بأجنحتها وزخرفتها . ويا بعد ما بين انسيابه بين السماء والسحاب , عن اهتزاز النياق بين الراكب والتراب .

68- هذا المركب الذي غاص الشاعر في أعماقه , وقاس بمقياس ذهنه الوقاد جميع أغواره وأبعاده , فلم ير فيها إلا كل ما يدل على الإتقان والإحكام , وإلى أين وصل الرقي في العقول والأفهام , هذا المركب الذي يدل على فطنة صانعه وذكائه , واستماتته في الإخلاص لعمله وفنائه , مايدل على تعمقه في كل ما يضمن له التقدم والازدهار , باستثناء ما يضمن له السعادة في دار القرار .

69- متعجبا من هذا المهندس الذي لم يشغله ما تحتاجه آلات التثبيت من التقويه , عن التأنق في تسديد نوافذ البصر ومسارب التهويه , فأعطى كل ذي حق حقه , فما أنفذ بصره وأدقه !.

70- هذا الصانع الذي نجح في إبراز هذا الهيكل العجيب , وتوصل من خلال تفكيره إلى هذا الإبداع الرهيب , فركب هذه الصفائح العريضة حتى وصلت من كمال الانتظام , درجة يحسبها الناظر كأنها لوح واحد من شدة الالتصاق والالتئام , وكأنها في صمود جثتها الهامده , قطعة من جبل خلقه الله من صخرة واحده .

71- وهنا خاف الشاعر من أن يذهب الذهن إلى أن أوصافه الفاحصة مجرد نظرة من عين راض لا تركز على العيوب , فكشف لنا عن جانبين لا ثالث لهما في نظره هما كل ما يمكن أن يتمسك به من يحاول تنقص الطائرة أو إلحاق العار بعرضها النزيه , إنهما تلك الاضطرابة المؤقتة التي تهز الركاب أوان تطامنها عند النزول والهبوط , مضافا إليها الضجيج والجلبة اللذان تحدثهما معركة الحديد والنار في حناياها , وكفاها نبلا أن تنحصر معائبها في هذين التوأمين , حيث إن الضرر المتوقع منهما في غاية البساطة .

72- فليس هناك إلا انزعاج من حاسة السمع قد يتصور منها عطلها لغير المتعود أو ذلك الغثيان النفسي الذي يحدث عند البعض جراء عجز الجهاز العصبي عندهم عن التماسك أمام هزاتها العنيفة , وكلاهما غاية في البساطة وإن سببت نوعا من الرهاب عند بعض المعانين من توتر الأعصاب .

73- ثم قرر المحمود بناء على حسه القضائي المرهف أنه لا يحمل الطائرة تبعات تصرفات الجبناء , ولا آثار التقلبات المزاجية عند المصابين بزيادة البلغم أو الصفراء .

74- فما أتت لهم بجديد , ولاأنشأت من طبائعهم أي تعديل , وإنما أقصى ما ساهمت به في الموضوع أنها كشفت بعض الأستار عن مكنونات الصدور , وأنها نقلت بعض الأسرار من حيز الكتمان إلى حيز الظهور , ولا غرابة في إظهار الأمر المكتوم , وليس من الضروري أن كل نشر للسر مذموم .

75- بعدها انتقل إلى أخيه الكنتي معاتبا له على ما بلغه عنه من تلقيبه للطائرة بأبي لهب لغرض التشويه على حد من وصف العسل بأنه قيء الزنابير , وملزما له باتخاذ الموقف نفسه في السيارة البرية التي يروج لها , فلما ذا لا يسميها بحمالة الحطب إلحاقا للنظير بالنظير .

76-ثم لفت نظره إلى أن الألقاب الشعرية لم تنحصر في هذا اللقب الحقير , الذي يحمل ظلال التشويه والتشهير , فما أنسب الطائرة بأن تلقب ببعض ألقاب سادة الطيور , فمنها ما تحاكيه في الجمال كالطواويس أو في القوة مثل النسور , وإن كان ولا بد من تصدير اللقب بأم أو أب , فلما ذا لا نسميها بأبي عجب .

77- ثم انتقل إلى تأنيبه على تنقيصه لهذا الطائر الجميل , الذي ينسي الطاووس بما لريشه من الألوان والتهاويل , مشيرا له إلى أن الحكم قبل التصور ليس من سيرة أمثاله , وأنه متأكد من تغييره لرأيه لو عرف حقيقة حاله .

78-وهنا يعتمد المحمود على قدرته الخطابية ليحرك من الكنتي عاطفة الورع تجاه الطائرة , فيخوفه بأن التنقيص من قدرها يعتبر وقوعا في محل تتزاحم فيه أحباب النبي –صلى الله عليه وسلم –وتشويه لوسيلة توصل هؤلاء إلى حبيبهم , الأمر الذي يحتم على الورعين أمثاله إخلاص التوبة وتجديد الاستغفار من كل ما يمت بصلة إلى النيل من موصوف كهذا .

79- فلا يسمح بإطلاق الشتائم عليها ولا بالدعاء عليها بالخسارة أو الهلاك , وإنما الأولى بهذه الأوصاف من نزلت في شأنه وهو عبد العزى بن المطلب لعداوته للنبي –صلى الله عليه وسلم – .

80- أما مزدحم الأحباب فليس إلا نعمة من نعم الله –تعالى – وتسخيره ولا تقابل إلا بالشكر , مشيرا إلى قوله –تعالى -: ( ويخلق ما لا تعلمون ) وأنها دالة على هذا المركب الذي قيضه الله لنا فأغنانا به عن كثير من مشقة السفر وعذابه ,وللأمثال السائرة بقايا .


 
التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 06-22-2009 الساعة 11:28 PM سبب آخر: تصحيح

رد مع اقتباس
قديم 06-22-2009, 10:09 PM   #9


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي موفق



أخي وفقك الله وجزاك خيرا على هذا الجهد الذي بذلته، ولا يسعني في هذه المرة إلا قراءتي للموضوع لنفسي ، أما قراءتي للموضوع لك أو له أو للموقع فإلى متسع من الوقت..
وقد سررت وانشرح صدري بما وفقت له.


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس
قديم 06-23-2009, 01:28 AM   #10


الصورة الرمزية أبو ياسر الأنصاري
أبو ياسر الأنصاري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 العمر : 63
 أخر زيارة : 06-16-2012 (11:47 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
إلى كل الذين سلطوا الأضواء على النيرات السبع وحفروا عن كنوزها ليتحفوا بها القراء دون مقابل:أتوجه بخالص الشكر والتقدير وأحيي فيهم هذا الإتجاه نحو الأدب السوقي....وإلى الأمام


 
 توقيع : أبو ياسر الأنصاري

سبحانك اللهم وبحمدك لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع