|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-14-2009, 07:53 PM | #11 |
|
هوامش على الهامش
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فأشكر الأخوين الفاضلين: الإدريسي والسوقي على ما قدماه من معلومات مثرية للموضوع، وأعتذر عن الرد في حينها لانشغالي... وبعد عودتي أردت أن أبدأ بهذا الموضوع خصوصا بعد ما رأيت أخانا منهج السلف حوله من فقه في الدين إلى دراسة حول تغبية وتضليل وتقريع الآخرين ... فها أنا أحاول أن أعود بالمسألة إلى أصلها فأقول وبالله التوفيق: المسألة الأولى: كلمة عمر رضي الله عنه مشكلة في ظاهرها لكن أدعي أنه لا يترتب عليها كبير شيئ إذ لا تفيد في التحليل ولا في التحريم، غاية ما فيها أنها متعارضة (في ظاهرها) مع عموم (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) مما لا نشك أن عمره رضي الله عنه سمعه ووعاه وطبقه وكل حياته رضي الله كذلك، فأدى نظر العلماء فيه إلى أحد مسلكين لا يخفيان على طلاب العلم: أحدهما: فهم الحديث انطلاقا من ظاهر كلمة عمر التي قالها أمام كبار الصحابة ولم ينكروها. الثاني: تأويل عبارة عمر لتفهم على ما يوافق ظاهر الحديث . وكلا الأمرين لا يترتب عليه تحليل حرام ولا تحريم حلال ولا تشييد بدعة ولا هدم سنة. لكن الخلاف لما كان بين (فرق) اقتضى رفع الصوت وخشونة العبارة مما أفرز أمورا هي أعظم من المسألة. المسألة الثانية: اختلاف العلماء في البدعة الحسنة معروف مشهور لدى طلبة العلم. وأود أن أضيف إلى النتف التي (مثل) بها الأخ الإدريسي ملخص فهمي ودراستي للقضية كالتالي: أولا: الخلاف في المسألة جديد فما كان السلف (وأصحاب الحديث) يعرفون شيئا اسمه بدعة حسنة، وإنما المستفيض من أقوالهم وتآليفهم ذم البدعة جملة وتفصيلا. ثانيا: ما يروى عن عمر وابنه يجب أن يفهم في سياق عموم نصوص الشريعة، وفهم الصحابة والسلف الذين لم يقولوا يوما (بدعة حسنة) نعم فهم ذلك من كلامهم، لكنهم صرحوا وأفصحوا وكرروا ذم البدعة عموما وجملة وتفصيلا. ثالثا: لا يصح إيراد أشياء أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عموم الوحيين ما يدل عليها، فتلك سنة بدلالة العموم الذي لو عطل لما أفتى فقيه في نازلة. رابعا: لا تقل لي (الخلاف لفظي) أو (لا مشاحة في الاصطلاح) فلفظ البدعة مصطلح شرعي لا يصح تحجيمه أو توسيعه إلا بدلالة شرعية أقوى من النص الذي أمامنا، وهذا ما لم يكون فإن محسني البدع (مع جلالة بعضهم) ظاهر على أدلتهم الفتور والضعف والحاجة إلى مقويات لتقف أمام ما ذكرت من (كل بدعة ضلالة). وفهم الصحابة والسلف لها. خامسا: رغم أن هذه المسألة فرع عن مقولة عمر رضي الله إلا أنها ولا شك أسيئ استخدامها من قبل من يمارس بعض البدع كالمولد، وبعض الأوراد والصلوات التي لم تثبت بها سنة ولا عمل بها أحد ممن سلف. سادسا:بقي أن أشير إلى نقطة تتعلق بمقالة الأخ الإدريسي الأولى وهو نقله عن ابن عبد البر وفيه (وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة) فهذا لا يدل على أن عبد البر ممن يحسنون البدعة لأنه قال: لأن أصل ما فعله عمر سنة. فغايته أنه يرى أن فعل عمر في صورته بعدة وفي أصله سنة، وهذا لا يتماشى مع ما يقوله محسنوا البدعة. وأخيرا: لا أبدع من يقول من بتحسين بعض البدع انطلاقا من الفهم الذي ذكرته، لكن أود التنويه بأن المسألة خطيرة حيث يتم استغلالها لترويج بعض البدع، ولعل ذلك ما دعاكم لتوضيحها مشكوين مأجورين. انتهى كلامي وأنا اليعقوبي ولست السنة، كما أني بحمد الله لست مبتدعا، فمن خالفني فليس بسني ولا بدعي لذلك، فلك المحامد والمدائح إلهي العلي العظيم، عليك توكلت وإليك أنيب. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-14-2009, 08:53 PM | #12 | |
عضو مؤسس
|
أحسنتم بارك الله فيكم
اقتباس:
نشكر للفاضل اليعقوبي هذا التواضع الجم , وهذه الروح العلمية الواضحة , وهذا التجرد العزيز.
أخي الفاضل - بفضل من الله-حاشا أن أقطع ظهرك وأنت أنت وأنا وأنا , ولكن من باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-ارم سعد فداك أبي وأمي ,وتعيينه لكثير من أصحابه بالمدح حينما يحسن في مجال معين , أحببت أن أقول لك : أسأل الله أن يثبتك على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة , والله إني لقد أحببتك في الله ؛ لأنني تأكدت من حرصك على الحق , وطلبك له من خلال هذه الأسطر القليلة بإذن الله , فلا شك أننا لانحتاج إلى شيء في دعوتنا الدينية , ولا في غيرها , أكثر من حاجتنا إلى مثل هذه الشخصية التي ظهرت لك من خلال هذا الاختبار الخفيف السريع الذي أخضعك له الأخ ( منهج ), ونسأل الله أن يوفقنا للتجرد لمرضاته ولو -فقط-حينما نتكلم عن دينه, أحبكم الله جميعا يا أيها المشائخ . وننتظر منكم مزيدا من هذه الدرر , وبدون زعل . |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-15-2009, 11:52 PM | #13 |
|
القرد في عين أمه غزال
أخي الإدريسي أما الحب في الله ... فأحبك الله الذي أحببتني فيه ...
وأما الظهر فقد قطّعته إلا أنك لم تأت بجديد فشهادتك لي مجروحة... وثناؤك علي من قبيل (القرد في عين أمه غزال)... ولأنه من شروط المعدل والحارج ... ما لا يتوفر في تجاهك فلا أخلط بين أوراق تزكيتي لك..وإعجابي واعتزازي بك ..أعوذ بالله من الغرور..ما شاء الله... فليفهم من شاء ما شاء ..وليرض من يشاء وليشنأ من يشاء... وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأما الاتفاق في (فهم وتطبيق الخلاف بين العلماء في المسائل العلمية) فنسب أعتز بانتمائنا (معا) إليهما بل أحمد الله إليك في ذلك.. فله الحمد والمنة. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة اليعقوبي ; 05-16-2009 الساعة 12:04 AM
|
05-17-2009, 12:29 AM | #14 |
|
خدعوك فقالوا: بدعة حسنة
خدعوك فقالوا: بدعة حسنة!!! - عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: تَلا رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الَّذِي انْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أم الْكِتَابِ وَاُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَاُمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ. وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ امَنَّا بهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا، ومَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ اُولُوا الالْبَابِ). قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَايْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَاُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّه، فَاحْذَرُوهُمْ. رواه البُخَارِي (4273) ومسلم (2665) وغيرهما. *** إخواني الكرام الأصل في طالب الحق أن يقدم النصوص المحكمات، وأن يرد إليها المتشابهات. هذا في النصوص (المتشابه يرد إلى المحكم). فكيف إذا كان المتشابه أو المخالف مجرد قول من أقوال الرجال؟! العلم ما كان (قال الله – حدثنا) * وما عدا ذاك وسواس الشياطين أما أهل الأهواء فيتعلقون بالمتشابهات من الأقوال ويقضون بها على المحكمات من النصوص!!! ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير!!! بل يشترون الضلالة بالهدي، ويصفون المتمسكين بالوحي بأنهم (متشددون متنطعون مشوشون ظاهريون سطحيون وهابيون). ويهشون للخرافيين أهل البدع بل والشرك! ويؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا. عن ابن عباس قال: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول لكم: (قال رسول الله) وتقولون: (قال أبو بكر وعمر)؟!!! لا شك أننا نجلّ أبا بكر وعمر وسائر الصحابة فمن بعدهم من العلماء؛ ولكن القاعدة المحكمة أن: (كل إنسان يؤخذ من كلامه ويردّ عليه؛ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم). وكل اجتهاد خالفوا فيه الحق فهم مأجورون عليه أجرا واحدا. ولكن من يعدل عن الحق ويتعلق بأقوالهم واجتهاداتهم تلك فهو ضال مأزور غير مأجور، يؤسس لبدعة وضلالة. فالأصل في العبادات التوقيف، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وتسويغ المحدثات والبدع هدم لثلث الإسلام يؤول لهدم الإسلام واضمحلاله وامتزاجه في الأديان الباطلة مع المغضوب عليهم والضالين. والله الذي لا إله غيره إني لألمح خلف الأكمة – كل البدع والخزعبلات – التي تتربص للدخول من هذه الثغرة التي يحاول البعض فتحها؛ ليصبح حمى الإسلام كلأ مباحا بل قل: مثل بيت الزانية يؤتى من كل اتجاه. لذا على الناصح لنفسه أن يفتش عما وراء الأكمة؟ وهل القول بالإحداث والبدع الحسنة قول بريء ومجرد خلاف كأي خلاف؟ أو مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح؟ أم غير ذلك؟؟؟ وعلى من يتكلم بهذا الكلام أن يجيب بلا مواربة: ما رأيه في بدع الصوفية وشطحهم بل كفرياتهم وضلالاتهم؟ نريد جوابا صريحا بلا تعريض ولا تقية. جاء في جامع العلوم والحكم - دار المعرفة - بيروت - (1 / 9) عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر: إنما الأعمال بالنيات. وحديث عائشة: (((((((((((((((( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))))))))))))))))))) وحديث النعمان بن بشير: الحلال بين والحرام بين. وقال الحاكم: حدثونا عن عبدالله بن أحمد عن أبيه أنه ذكر قوله عليه الصلاة و السلام: الأعمال بالنيات. وقوله: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما. وقوله: (((((((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد))))))))). فقال: ينبغي أن يبتدأ بهذه الأحاديث في كل تصنيف فإنها أصول الأحاديث. وعن إسحاق بن راهويه قال أربعة أحاديث هي من أصول الدين: حديث عمر إنما الأعمال بالنيات. وحديث: الحلال بين والحرام بين. وحديث: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما. وحديث: من صنع في أمرنا شيئا ما ليس منه فهو رد. وروى عثمان بن سعيد عن أبي عبيد قال جمع النبي صلى الله عليه و سلم جميع أمر الآخرة في كلمة واحدة: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. وجمع أمر الدنيا كله في كلمة واحدة إنما الأعمال بالنيات يدخلان في كل باب. *** العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات وكبوات السادات لا شك أن هناك بعض العلماء ممن نُجلّهم تكلموا عن اجتهاد في تقسيم البدع إلى حسنة وقبيحة لنصوص أو أقوال عرضت لهم.. بل قال بعضهم: (البدع تعتريها الأحكام الخمسة)! فماذا يفعل المنصف بهذه الأقوال؟ لا شك أن المنصف يقدم النصوص الواضحة عند النزاع: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء: من الآية59]. *** هل قال ابن عمر: صلاة الضحى المجردة بدعة حسنة؟! قال مجاهد: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر مستند إلى حجرة عائشة، وإذا أناس فى المسجد يصلون الضحى، فقلنا: ما هذه الصلاة؟ فقال: بدعة. - رواه البخاري في صحيحه مع فتح الباري (9/599) كتاب العمرة (1775- 1776)، ومسلم في صحيحه (2/917) كتاب الحج، (1255). * قال الطرطوشى: محمله عندنا على أحد وجهين: إما أنهم يصلونها جماعة، وإما أفذاذاً على هيئة النوافل فى أعقاب الفرائض. ........................................ * وقال النووي: « وأما ما صح عن ابن عمر أنه قال في الضحى: هي بدعة، محمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها، كما كانوا يفعلونه بدعة، لا أن أصلها في البيوت ونحوها مذموم » شرح صحيح الإمام مسلم حديث (7/7). ........................................ * وقال الحافظ في فتح الباري: « قال عياض وغيره: إنما أنكر ابن عمر ملازمتها وإظهارها في المسجد، وصلاتها جماعة، لا أنها مخالفة للسنة، ويؤيده ما رواه ابن أبى شيبة عن ابن مسعود أنه رأي قوماً يصلونها فأنكر عليهم، وقال: إن كان ولابد ففي بيوتكم » اهـ. ....................................... * قال بعضهم: « جاء في (فتح الباري) لابن حجر عن الحكم بن الأعرج عن الأعرج قال: سألت ابن عمر عن صلاة الضحى، فقال: « بدعة ونعمت البدعة ». كما روى عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح كما ذكره أيضاً صاحب فتح الباري... عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: « لقد قُتل عثمان وما أحد يسبحها، وما أحدث الناس شيئاً أحب إليَّ منها ». فقد استحسن ابن عمر صلاة الضحى جماعة في المسجد وسماها بدعة ومحدثة». * الرد: 1- أطلب من القارئ الكريم أن يقرأ النص مرة أخرى فقد سئل ابن عمر عن صلاة الضحى (لم يُسأل عن صلاة الضحى جماعة وفي المسجد)، فقال: « بدعة ونعمت البدعة ». 2- أما قوله: « نعمت البدعة » و« وما أحدث الناس شيئاً أحب إليَّ منها » فليس دليلاً على جواز الابتداع في الدين؛ فقد تقدم كلام ابن رجب الحنبلي: « وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية » جامع العلوم والحكم (366). فيكون قوله- رضي الله عنه - كقول أبيه في صلاة التراويح: «نعمت البدعة » من حيث المداومة عليها كما سبق الرد عليه. ويدل لذلك قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى سُبْحة الضحى قط، وإني لأُسبّحها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَع العمل وهو يحب أن يَعْمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم » رواه الإمام مسلم (718).. ........................................ * وقال الإمام البيهقي: « عندي أن المراد بقولها: « ما رأيته سبحها » أي داوم عليها، وقولها: « وإني لأسبحها » أي أداوم عليها » فتح الباري شرح حديث (1177). ........................................ * وقال الإمام النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواظب عليها خشية أن تفرض، وهذا في حقه صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت استحباب المحافظة في حقنا بحديث أبى الدرداء وأبى ذر. شرح صحيح الإمام مسلم حديث (717 - 721). ...................................... وليعلم أن قول ابن عمر - رضي الله عنه - عن صلاة الضحى: «نعمت البدعة»، ليس دليلاً على الابتداع في الدين، فسنة الضحى ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله ومن قوله. انظر: البخاري (1176، 1178)، ومسلم (718 - 721). بل ثبت في السنة ما يدل على جواز صلاة الضحى في المسجد ـ فرادى وليس في جماعة ـ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة فغنموا وأسرعوا الرجعة، فتحدث الناس بقُرْب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رَجْعتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أدلكم على أقرب منه مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد لِسُبحة الضحى، فهو أقرب مغزى وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة ». رواه الإمام أحمد (6638) وإسناده صحيح. * قال الحافظ ابن حجر: « وفي الجملة ليس في أحاديث ابن عمر ما يدفع مشروعية صلاة الضحى ؛ لأن نفيَه محمول على عدم رؤيته لا على عدم الوقوع في نفس الأمر، أو الذي نفاه صفة مخصوصة». فتح الباري، شرح حديث (1175)، وانظر المسألة بالتفصيل في زاد المعاد (1/341-360). .......................................... وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم - دار إحياء التراث العربي - (717) الضحى سنة مؤكدة وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وبينهما أربع أو ست كلاهما أكمل من ركعتين ودون ثمان وأما الجمع بين حديثي عائشة في نفي صلاته صلى الله عليه و سلم الضحى وإثباتها فهو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصليها بعض الأوقات لفضلها ويتركها في بعضها خشية أن تفرض كما ذكرته عائشة. ويتأول قولها ما كان يصليها إلا أن يجيء من مغيبه على أن معناه ما رأيته كما قالت في الرواية الثانية: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي سبحة الضحى. وسببه أن النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يكون عند عائشة في وقت الضحى إلا في نادر من الأوقات فإنه قد يكون في ذلك مسافرا وقد يكون حاضرا ولكنه في المسجد أو في موضع آخر وإذا كان عند نسائه فإنما كان لها يوم من تسعة فيصح قولها: ما رأيته يصليها. وتكون قد علمت بخبره أو خبر غيره أنه صلاها. أو يقال: قولها ما كان يصليها أي ما يداوم عليها فيكون نفيا للمداومة لا لأصلها والله أعلم وأما ما صح عن ابن عمر أنه قال في الضحى هي بدعة فمحمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها كما كانوا يفعلونه بدعة لا أن أصلها في البيوت ونحوها مذموم. أو يقال: قوله بدعة أي المواظبة عليها؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يواظب عليها خشية أن تفرض. وهذا في حقه صلى الله عليه و سلم. وقد ثبت استحباب المحافظة في حقنا بحديث أبي الدرداء وأبي ذر. أو يقال: أن ابن عمر لم يبلغه فعل النبي صلى الله عليه و سلم الضحى وأمره بها. وكيف كان فجمهور العلماء على استحباب الضحى وإنما نقل التوقف فيها عن ابن مسعود وابن عمر والله أعلم. ............................................. وجاء في المجموع شرح المهذب للنووي - دار الفكر - (4 / 43) فرع: قد ذكر المصنف أن صلاة الضحى من السنن الراتبة، وأنكر عليه صاحب البيان فقال: لم يذكر أكثر أصحابنا الضحى من الرواتب بل هي سنة مستقلة. قلت: والأمر في هذا قريب. وتسمية المصنف لها راتبة صحيحة ومراده أنها راتبة في وقت مضبوط لا أنها راتبة مع فرض كسنة الظهر وغيرها، وهذا الذي ذكرناه من كون الضحى سنة هو مذهبنا ومذهب جمهور السلف، وبه قال الفقهاء المتأخرون كافة. وثبت عن ابن عمر أنه يراها بدعة، وعن ابن مسعود نحوه، دليلنا الأحاديث المذكورة. ويتأول قوله: بدعة على أنه لم يبلغه الأحاديث المذكورة، أو أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها، أو أن الجهارة في المساجد ونحوها بدعة، وإنما سنة النافلة في البيت، وقد بسطت جوابه في شرح صحيح مسلم رحمه الله تعالى.اهـ. الخلاصة إذا ثبت الأمر عن الله ورسوله فما خالف ذلك يضرب به عرض الحائط كائنا من كان قائله. فدع عنك أيها الناصح لنفسه – تلك الترهات التي تفتح الباب على مصراعيه للبدع والخزعبلات واقصد (البحر) وخلّ (القنوات) فالبحر: هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته والقنوات: مظنة العكر والملوثات ومن ورد (البحر) استقلّ السواقيا |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة منهج السلف ; 05-17-2009 الساعة 01:46 PM
|
05-17-2009, 05:06 PM | #15 |
عضو مؤسس
|
مادخل الرفق ...وما نزع.....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . نشكر الأخ ( منهج ) على هذه المعلومات القيمة ونضيف للقراء : قال الله -تعالى - في محكم كتابه : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ). وقال الإمام البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ. صحيح البخاري ت - (15 / 215) وقال الشيخ سليمان الماجد : " لم يتنازع المسلمون قديماً ولا حديثاً في كون البدعة في الدين محرمة مذمومة ، وإنما وقع النزاع في الأعمال المعينة : هل تُعتبر بدعة ، أو أنها صحيحة مشروعة ، ومنشأُ هذا النزاع عدمُ اعتبار القواعد والضوابط . وإذا ضاعت الأصول وقع الاضطراب في الحكم على القضايا المعينة ؛ فترى الناس يفرقون بين المتماثلات ، ويجمعون بين المتناقضات ، وتصير القاعدة التي لا تنخرم ـ عند بعضهم ـ هي تحكيم العادات والمألوفات ، وإذا بلغ الحال إلى ذلك فإن كثيراً من تنازع الناس إنما هو بين مألوف ومألوف ؛ لا بين اجتهادين معتبرين . وحينئذ يضيع التحقيق العلمي بين أقدام وجلبة المتعصبين ممن يُحكِّم مألوفه وبيئته . فإن قال أحد سواه ببدعية أمر أو مشروعيته : رأى أنه لم يقل بذلك إلا تأثراً ببيئته ومحيطه ، أو مجاملة لبيئة أو محيط آخرين ؛ فيكون هذا أشبه بتنازع السوقة والدهماء ؛ لا أهل الفقه والعلماء . وبسبب اضطراب الناس فيما تدخله البدعة وما لا تدخله ، أو ما هو محل جريانها ؟ أخطأ بسبب ذلك فريقان : الأول : من أجرى البدعة في العاديات ، ومن مفاسد هذا نوعٌ من البدعة خفي ، وهو : اعتبار ما ليس عبادةً من العبادة ؛ كحال من اعتبر التعبد والتوقيف في الوسائل . والثاني : من أجاز الحدث في محل التعبدات ؛ فوقع في البدعة المذمومة . ولهذا كان اعتبار القواعد والتعليل لها بعد التجرد للحق هو السبيل الصحيح لتحقيق الكلام في هذه المسائل . نسأل الله أن يرزقنا فهم العلماء , وإخلاص الأتقياء , وحكمة الحكماء . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-17-2009, 07:32 PM | #16 |
|
هامش على الهامش
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)... إخواني طلبة العلم.. اتقوا الله ..فإن ما تكتبونه من أعمالكم وستسألون عنها يوم القيامة.. والدعوة إلى السنة لا تحتاج إلى إساءة اللفظ والقول والكلام والأسلوب..وغمط الناس.. وإن كانوا في نظرك (....) ضع بين قوسين ما يدور بخلدك... لا حظت حوارا غير منضبط............... دعونا نطرح مسألة ونناقشها بكل: هدوء ووضوح ... بعيدا عن شعارات النيل والهجوم..فما هكذا يوصل إلى قلوب الناس.... أمر آخر: أهمس به في أذنك (يا طالب العلم) هل تعلم أنك تترجم لجهلك وضيق أفقك العلمي بأمور منها: 1) محاولة الحسم في مسائل الخلاف: وجدت أدعياء طلب العلم لو سألتهم مثلا عن مسألة (القنوت في صلاة الفجر) لأعطاك صكا موثقا من بانكي مون أنها بدعة. لكن والله لو قرأها في مؤلفات البيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وهو فاهم ذو أقل آلات الفهم لأحجم كما أحجم غيره أو لأنصف خصمه على الأقل.... 2) عدم تفهم الخلاف: حتى في مسألة لم تتوسع فيها يا طالب العلم ، قسها على نظائرها... واعلم أن العلم والفهم والدراية ليست وقفا على معاليك وفقك الله. 3) عدم تحرير محل النزاع: فإني رأيت أننا نفتح موضوعا ثم يشرق فيه البعض ويغرب الآخرون ... ورحم الله (عمنا) ابن رشد المالكي فمن أدمن النظر في بدايته عرف قدر نفسه... 4) التسلط على الآخرين وسبهم وشتمهم بدعوى الدعوة، وهذا من صنيع الأخسرين أعمالا الذين يسيئون ويدعون أنهم محسنون، ويقولون: إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-17-2009, 08:19 PM | #17 | |
عضو مؤسس
|
اقتباس:
جزاك الله خيرا يا يعقوبي .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-17-2009, 11:11 PM | #18 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
جزى الله شيخنا اليعقوبي خيرا فقد أجاد وأفاد وأبان لنا مدى تمكنه وفهمه الصحيح للنصوص
فمشكلة البعض منا لم تكن يوما حفظ المتون بقدر ما هي فهمها والاستدلال بها وهذا هو الفقه ففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : نضّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 05-17-2009 الساعة 11:18 PM
|
05-26-2009, 01:51 PM | #19 | |
|
اقتباس:
أخي الكريم منهج أستحلفك بالذي حلفت به أن تجيب على سؤالي هل هذا الذي سطرته أنت أعلاه من منهج السلف في الدعوة وأن ما لمحته خلف الأكمةأو لمحت إليه أنت بصرف النظر عن قوة بصرك وبصيرتك في هذا المنتدى أهو أشر من ما يوجد في مكتبتك ؟ بعد الإجابة ستكتشف من كانت لديه البصيرة ومن كان لماحا بالاعتراض على تسمية منهج السلف حتى لا يتحول الاسم إلى منهج الصلف
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-26-2009, 10:06 PM | #20 |
عضو مؤسس
|
رفقا بالمؤمنين
لنأطيل كثيرا ، فقد كفاني الإخوان مؤونة التجاوب مع أخي الحبيب في الله ، وأحسنوا جميعا وأحسنت ، فبارك الله فيك وفيهم وزادكم العلم النافع -
وآخرهم الأخ السوقي التنبكتي الذي تعرض للجواب، وقبله صال الإخوان وجالوا ولعل في كل ذلك لي غنية ، فلا أظنني آتي بأكثر مما أتوا به جميعا بأسلوب حواري هادئ هادف أراه في مستوى جيد وأزيد عليه -أي السوقي التنبكتي -مذكرا لأخي بما يلي 1- من منهج السلف ( وقولوا للناس حسنا ) (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) 2-من منهج السلف طي مثل ما أستحيي من ذكره من كلمات حصلت من الأخ لإخوانه مثل ( كمثل بيت ز...) فلا أخرج عن منهج السلف في إطالة الكلام عنها 3- من منهج السلف حسن الظن بالمسلمين (...أكمة )ولن أطيل فيها كغيرها 4-من منهج السلف الجدال بالتي هي أحسن حتى لأهل الكتاب (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) أخيرا أسأل الله أن يرزقني وأخي اتباع منهج السلف كما يراه السلف ، وستظل منتديات مدينة السوق مرحبة بأخيها وموسعة صدرها لخطإ اي عضو من أعضائها حبا في الله ، وستظل مرابطة في ثغر نصيحته شفقة على أخوة الإسلام وحبا في المسلمين وستظل صخرة أمام كل ذلك النقد الذي يذكرها بمنهج السلف في التعامل بالحسنى |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 05-27-2009 الساعة 10:55 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|