العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-29-2010, 10:53 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 6208 يوم
 أخر زيارة : 11-26-2025 (10:15 AM)
 المشاركات : 1,684 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



المبحث الثاني : المشهد السياسي بالبلاد البيضانية من خلال الإمارات الحسانية .

ترتب عن حرب شرببة إضافة إلى التداعيات الاجتماعية تداعيات سياسية و المتمثلة في قيام النظام الأميري البيضاني ، سنعالج في هذا المبحث كيفية نشوء الإمارات الحسانية ، و ما ترتب عن ذلك من تداعيات سياسية و اجتماعية ، و كيف تمكن بنو حسان من تغيير المنظومة السياسية بالبلاد جاعلين منطق الإمارة يفرض ذاته مع مرور الوقت . و كيف زاوج هؤلاء بين الفكر القبلي المترحل ، و الفكر الأميري المبني على الاستقرار ، بل و الأهم كيف اقتنع الإنسان الحساني من أن يزاوج بين الولاء لشيخ القبيلة و الولاء لأمير الإمارة ، كما سبقت الإشارة إليه بدأت الإمارات التي تربعت على جزء هام من المجال الترابي البيضاني في الظهور تدريجيا ابتداء من القرن 18 الذي كان بحق قرن تبلور و تركز النظام الأميري[1] .



·إمارة الترارزة[2] :
تنتمي هذه الإمارة للفرع المغفري[3] الكبير ، و تتموقع بالجنوب الغربي للمجال البيضاني . برزت هذه الإمارة ككيان سياسي بعد القضاء على إمارة أولاد رزك[4] على يد الأمير أحمد بن دامان بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز[5] ، الذي أعطاه السلطان مولاي إسماعيل المحلة التي أفنى بها أولاد رزك و المحلة بمعنى العسكر و هذا بدء ملك الترارزة[6] ، و بعد حروب طويلة سواء مع حلفائه في حرب أولاد رزق العروسيين ، أو مع المنافسين له من أبناء عمومته أولاد العربية[7] ، بدأت البشائر الأولى لقيام إمارة الترارزة ، على أن أكبر اختبار سوف تمر منه الإمارة يتمثل في حرب شرببة ( 167 ـ 1677 )[8] ، إذ تمكن الترارزة برفقة بني عمومتهم من براكنة و




[1] - محمد المختار ولد السعد ، الإمارات و المجال الأميري البيضاني خلال القرنين 18 و 19 إمراة الترارزة نموذجا ، منشورات حوليات كلية الآداب و العلوم الإنسانية ، نواكشوط ، عدد 2 ، 1990 ، ص 36 .

[2] - نسبة لتروز بن هداج بن عمران بن عثمان بن مغفر بن أودي بن حسان .
ـ نفسه ، ص 39 .


[3] - المغافرة : قبائل يجمعها النسابون إلى مغفر بن أدي بن حسان ، زحفت هذه القبائل من جنوب المغرب بداية من القرن 14 م ، و أسسوا بالبلاد البيضانية إمارات الترارزة و البراكنة و أولاد يحيى بن عثمان و أولاد امبارك .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، كتاب التكملة في تاريخ إمارتي البراكنة و الترارزة ، م س ، هامش 1 ، ص 22 .


[4] - أولاد رزك : ذرية رزك بن أدي بن حسان و هم أول الحسانيين دخولا إلى الجنوب الغربي الموريتاني ، حكموا في هذه المنطقة من القرن 14 م إلى القرن 17 م إذ قضت عليهم الترارزة
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 18 ص 25.


[5] - محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 104 .

[6] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 481 .

[7] - محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 105 .

[8] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 113 .

أولاد يحيى بن عثمان و أولاد مبارك ، من إلحاق الهزيمة بحلف تشمشه[1] الصنهاجي بزعامة ناصر الدين ، و بسط سيطرة شبه مطلقة على بلاد القبلة[2] رفقة البراكنة ، و منذ ذلك العهد و إمارة الترارزة من أقوى الإمارات الحسانية ، و إن كانت علاقتها مع جيرانها[3] اتسمت في غالب الأحيان بالتوتر الشديد ، و يعد الأمير علي شنظورة[4] أهم شخصية سياسية ركزت هيبة الإمارة ، و عملت على تنظيمها و كسر شوكة أعدائها ، فقد وقعت الإمارة في عهده بين كماشة قوية هددت وجودها ، تمثلت في أولاد دليم من الشمال ، و البراكنة من الشرق ، مما جعل أفق التوسع يضيق و يهدد التروزيين في معقل دارهم[5] الشيء الذي جعل الترارزة ممثلين في أميرهم التوجه نحو المغرب طالبين الدعم سنة 1721م فعادوا بجيش تمكنوا من خلاله رفع الضغط عن إمارتهم فأجلوا أولاد دليم شمالا و البراكنة شرقا ، بل أكثر من ذلك تجاوزوا النهر لحسم الصراع حول الحكم في فوتا[6] ، و بذلك يكون الترارزة قد لجأوا للمغرب مرتين ، على عهد المولى إسماعيل و حفيده سيدي محمد بن عبد الله .
على كل حال و منذ هذا العهد رسخت الترارزة سيادتها على البلاد ، فأصبحت باقي الإمارات تدور في فلكها ، و بسطت وصايتها على ممالك الفوتا جنوب النهر ، و بذلك تمكن التروزيون من حجز مكان مهم لهم في الخارطة السياسية للبلاد البيضانية منذ هذا التاريخ ، و قد فتح بيت الإمارة التروزي الباب لأعداء الأمس من الزوايا ، فقام الأمير علي شنظورة بترسيخ سيادة هذه الفئة على الجانب الديني ، فقد اتخذ الأمير القاضي المختار ولد ألفغ موسى اليعقوبي قاضيا للإمارة ، و ابن رازكة العلوي[7] مستشارا له ، في محاولة ولاء هذه الفئة ذات المكانة المميزة في الوسط البيضاني[8].




[1] - تشمشة : إسم يطلق على تحالف خماسي من قبائل الزوايا ، يعيش ببلاد الترارزة منذ ق 14 و يتكون من أولاد ديمان و إدشفغ و إدكبهني و إدوداي و إديقب .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 16 ، ص 24 .


[2] - القبلة : مصطلح جغرافي يطلق في موريتانيا على ولاية الترارزة وو البراكنة و إنشيري ، أي كل ما لاصق النهر .
ـ نفسه ، هامش 86 ، ص 37 .


[3] - الإمارات الحسانية الأخرى ، و الإمارت السودانية جنوب النهر .

[4] - علي شنظورة : بن هدي بن أحمد بن دامان أمير الترارزة ما بين ( 1703 ـ 1726 ) ، أول من أقام علاقات تجارية منتظمة مع الأوروبيين .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 36 ، ص 28 .


[5]- محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 114 .

[6] - نفسه .

[7] - سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي المعروف بإبن رازكة توفي سنة 1731 م رحل إلى المغرب في الوفد توجه للحصول على الدعم العسكري ، مدح السلطان محمد بن عبد الله .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 105 ، ص 40 .


[8]- نفسه ، ص 115 .


على كل حال تمكن التروزيون أن يحافظوا لأمارتهم على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية ، و وقفوا في وجه التدخلات الفرنسية شمال النهر ، لكن الفرنسين و من خلال مبدئهم الاستعماري ( فرق تسد ) ، و نظرا للخلاف الذي قام داخل البيت التروزي تمكنت من فرض مرشحها لحكم الإمارة مقابل تنازل الترارزة عن أملاكهم جنوب النهر[1] ، و يمكن إجمالا تقسيم تاريخ الإمارة إلى مرحلتين ، مرحلة التألق و الازدهار ( 1727 ـ 1860 ) و مرحلة الشقاق و التدهور ( 1860 ـ 1903 )[2] و قد حاولت الترارزة الحفاظ على استقلالها ، و رغم أن حدودها مع الفرنسيين جنوب النهر طويلة ، إلا أن الفرنسيين لم يتمكنوا من النفوذ لداخل الإمارة إلا سنة 1903 .

بما أن الشيخ أحمد البكاي توفي سنة 1865 م ، فبالتالي يمكن الحسم على أنه عايش فترة مهمة من تاريخ الإمارة القوي ، لكن البعد الجغرافي قد يكون حائلا بين اتصاله مع أمراء هذه الإمارة ، لكن لا نستبعد و المكانة العلمية للكنتيين أن تكون قد حصلت بين هؤلاء و الآخرين اتصالات ، خصوصا و أن مضارب كنتة قريبة من أعداء الإمارة اللذوذين ، البراكنة و إدوعيش ، و نظرا كذلك أننا داخل مجال صحراوي بدوي تنعدم فيه الحواجز الطبيعية التي قد تمنع الاتصال بين المجموعات البشرية .





[1] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، القبائل الحسانية ، م س ، ص 126 .

[2]- محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 116 .


إمارة البراكنة :

تقع في شرق بلاد القبلة ، و تنتمي هي الأخرى إلى الفرع المغفري الكبير الذي يجمعها مع الترارزة و أولاد يحيى بن عثمان[1] ، و قد كانت الإمارة فيهم في عبد الله بن كروم بن بركني[2] و يقول فيهم محمد اليدالي :
قضت حكمة الجبار بالفتح و النصر لأولاد أم العز بالعـــــــــــز و الظفر
من اختصهم رب الورى بين مغفر ببذل الندى و العدل و الحلم و الصبر
فإن يك من حسان أصل جدودهم قبيلا فليس الطين و الترب كالتبـــر[3]
كان انفصال البراكنة عن الترارزة بعد انتصار حلفهم سنة 1630 على أولاد رزك عندما حاول الترارزة الاستئثار بالغنائم[4] ، شاركت إلى جانب بقية المغافرة في حرب شرببه ، بل أكثر من ذلك فقد كانت فيهم الزعامة ، بزعامة بكار الغول ، لكن ما يأخذ عن هذه الإمارة الانقسامات التي دبت في صفوف البيت الأميري ، فانقسم البراكنة بين أولاد نغماش و أولاد السيد[5] .
و يعزي المهتمين بهذا المجال الضعف الذي وصلت له بدأ عقب حملة على شنظورة عليهم بواسطة الجيش المغربي[6] و منذ تلك الفترة 1721 بدأ الضعف ينخر جسم الإمارة التروزية .



إمارة إدوعيش :
إذا كانت الإمارتين السابقتين تنتميان إلى حسان ، فإن هذه الإمارة تنمي إلى صنهاجة ، و تنتسب تحديدا إلى لمتونة و الظاهر أنهم من بقايا المرابطين[7] ، بل يمكن أن نطلق عليها البقية الباقية من صنهاجة بالبلاد ، الميزة الثانية التي تميز هذه الإمارة عن الإمارتين السابقتين هي أنها كانت في علاقة مباشرة مع قبيلة الشيخ أحمد البكاي " كنتة " .
لقد اتخذت هذه الإمارة من السلوك المغفري نمطا لحياتها[8] و يمكن أن نرجع السبب الحقيقي وراء قيام الإمارة ، إلى أن المغافرة كانوا يذلون زعماء لمتونة التقليديين إلى أن وضع محمد بن



[1] - مؤسسي إمارة أدرار .

[2] - المختار ولد حامد ، م س ، ص 107 .

[3] - محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، ص 30 .

[4] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 87 .

[5] - المختار ولد السعد ، م س ، ص 195 .

[6] - نفسه ، ص 88 .

[7] - الشيخ سيدي بابه بن البشيخ سيدي ، إمارتا إداوعيش و مشظوف ، دراسة في التاريخ السياسي الموريتاني ، دراسة و تحقيق أزيد بيه بن محمد محمود ، المعهد التربوي الوطني ، نواكشوط ، 2003 ، ص 61 .

[8] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 89 .

بنيوك بن أديك[1] لبنة الإمارة[2] ، على كل حال تميز تاريخ هذه الإمارة الصنهاجية بكثير من الصراعات مع الإمارات المغفرية الأخرى ، و يعد الانتصار الذي حققته الإمارة في ما عرف حصار حنيكات بغدادة سنة 1778 م بداية حقيقة لكسر الهيمنة المغفرية على نفوذ إدوعيش[3] ، فرغم تناسي المغافرة مشاكلهم البينية ، و رغم أنهم ألقوا بكل ثقلهم من أجل كسر شوكة هذه الاتحادية ، إلا أن اللمتونيين حسموا الصراع لفائدتهم مستفيدين من زعامة قوية متمثلة في شخص محمد الشين بن بكار اللمتوني[4] ، هذا فيما يخص علاقات الإدوعشيين مع المغافرة ، أما علاقات إدوعيش مع كنتة فقد اتسمت بالتوتر ، فقد كانت كنتة تغط الغفر لأدوعيش على عظمتها لأن الزوايا لا يقدر أحد منهم أن يذهب بقافلة إلى السودان دون أن يكون يعطي الغفر لحساني[5] ، و بالتالي فقد كان المورد الاقتصادي لكنتة تحت رحمة جيرانهم من جهة الغرب و الجنوب الغربي إدوعيش ، مما تسبب في حرب قامت بينهم كان سببها حسب صاحب الوسيط ، أنهم قتلوا اثنين من أبناء بكار زعيم إدوعيش[6] . و قد كانت إحدى قبائل الحلف الإدوعيشي ( إدولحاج ) دائمة العداوة مع كنتة[7] مما تسبب في سلسلة متواصلة من الحروب بين القبيلتين ، و طالت هذه الحروب كثيرا من الزمن و هي أكثر من حرب البسوس إذ تقرب من مائة عام و كانت الغلبة في أكثرها لإدولحاج على كنتة[8].

على كل حال اتسمت العلاقة بين الطرفين بتوتر شديد يمكن أن نعزيه للعداء التاريخي بين مؤسس كنتة سيدي محمد الكنتي[9] ، للمتونة رغم أنهم أخواله و تربى بينهم ، و يكون بذلك الكنتيون الأوائل بوعي أو بغير وعي المسؤولون عن قلب موازين القوى من صنهاجة إلى القبائل العربية[10] مما أورث العداوة منذ ذلك الحين و ترسبت ، مما جعل الكنتيين يحابون في كثير من الأوقات المغافرة على حساب اللمتونيين ممثلين في إمارة إدوعيش .





[1] - محمد بن بنيوك بن أديك : ينتهي نسبه بيحيى بن عمر اللمتوني و يشتهر باسم محمد خونا ، كان غاية في الشجاعة و التدبير ، نشأ والده في قبيلة إداوعلي ، متخفيا عن المغافرة ألا يفتكوا به ، و كانوا يهينون كل زعماء لمتونة :

ـ المختار ولد حامد ، م س ، ص 183
[2] - نفسه .

[3] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 89 .

[4]- نفسه .

[5] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، الوسيط ... ، م س ، ص 494 .

[6] - نفسه .

[7] - القاضي بي بن سليمان ، موريتانيا الوقائع و الوفايات ... ، م س ، ص 53 .

[8] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 506 .

[9] - سيدي محمد الكنتي الجد الثامن للشيخ أحمد البكاي . أنظر :
A . Aziz . BATRAN ; op ; cité ; p 269.


[10] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، م س ، ص 71 .



حروب كنتة على الطرف الغربي من حدودها لم تقف عند هذا الحد ، إذ يورد كل من صاحب الوسيط و القاضي بي بن سليمان الحروب التي دارت بين كنتة و جيرانها ، فكانت تارة مع تجاكانت[1] ، و تارة أخرى مع الرعيان إحدى القبائل المستوطنة لولاتة[2] ، و مع أولاد بن السبع[3] بل امتد مجال صراعها القبلي إلى أبعد من ذلك شمالا نحو مضارب الرقيبات إذ يورد صاحب جوامع المهمات إشارة غاية في الأهمية يقول " فقام سيدي أحمد الكنتي و ادعى الإمارة و أن الناس تكون في طوعه ، و أن يسكن البلاد من السيبة ، فتبعته كنتة و لعويشات و أبناء يحيى بن عثمان ، و تقاتل مع أبناء أبي السباع و فروا منه و نزل على بئر أم كرين و حفرها و حفر العيون و غرس النخل و اطمأن هناك إلى أن مكث سنة ... و أغار عليه الرقيبات و أبناء أبي السباع و اقتتلوا معه قتالا شديدا إلى أن قتلوه و انهزم قومه "[4] .
من كل ما سبق يمكن أن نستشف أن الجهة الغربية لنفوذ كنتة قد شكلت لها على الدوام مثار قلق و إزعاج ، و لا أدل على ذلك كثرة الحروب و الإغارات التي خاضتها و في نفس الوقت عانت منها القبيلة ، تحت هذا الضغط البيضاني على هذه الجهة من نفوذ القبيلة لا نستغرب إذن ميلها نحو الجنوب ، مفضلة بذلك ربط علاقات وطيدة مع السودانيين ، متجاهلة بذلك أواصر القربى التي تربطها بجيرانها البيضانيين .
و ما يمكن أن نخلص له أن الشيخ البكاي قد ورث عبئا ثقيلا ، متمثلا بالأساس في الوضعية السياسية التي يوجد عليها المجال البيضاني الذي تنتمي له قبيلته ، فقد كانت علاقته بجيرانه البيضانيين من الجهة الغربية متوترة ، لكن يمكن أن نقول أن هذه العداوات كانت ذات أبعاد اقتصادية لما يتميز به المجال الصحراوي ، من شح و ندرة ، تدفع بقاطنيه للإغارة ، بعضهم على بعض . لكن مما لا مراء فيه أن الجانب الروحي سوف يلعب دورا في التخفيف من وطأة هذه الوضعية ، خصوصا لما تحظى به فئة الأولياء و رجال الطرق الصوفية من مكانة مميزة في نفوس البيضانيين ، كيف و الحالة هاته أن الشيخ البكاي يمثل رأس الطريقة القادرية الكنتية أم الطرق الصوفية في البلاد .
[1] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 507 .


[2] - القاضي بي بن سالم ، م س ، ص 53 .

[3] - أحمد الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 509 .

[4] - محمد سالم بن الحبيب بن الحسين بن يحيى ، جوامع المهمات في أمور الرقيبات ، تحقيق مصطفى ناعمي ، المعهد الجامعي للبحث العلمي ، الرباط ، 1992 ، ص 87 .
و كانت هذه الأحداث سنة ( 1857 – 1858 ) حسب المحقق


منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول



 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



آخر تعديل أبوعبدالله يوم 03-29-2010 في 11:06 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع