|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() الإطلالة الثانية: دور جمهرة نسوة الحي من عسجديات آل السوق. إن في إنشاء هذه المدرسة المحمودة العواقب دور هذه العسجديات ـ رحمة الله عليهن رحمة واسعة. أخي القارئ الكريم، إن للقمر من بين العراجن خصوصية العود بجوهره عينه بعد أيكون كالعرجون القديم ولا يرجع الوجد الزمان الذي مضى***ولا للفتى من دمنة الدار مجزع عشية مالي حيلة غير أنني***بلقط الحصى والخط في الترب مــولع أخط وأمحو الخط ثم أعيده***بكــفيّ والغربان في الــدار وقّـع أحسن هذا الشاعر ـ ورب الكعبة ـ في التصور، وإبداعه فيه: فما الذي يدني إلى الصواب***وما طريق الأجر والثواب سبحان ربي العظيم وبحمده المبدئ المعيد، الحيّ القيّوم الحكيم الحميد، لا إله إلاّ هو لا شبيه له ولا نظير، السميع البصير ـ اللهم أنت رب العالمين، إليك يرجع الأمر كله، دقه وجله. ومضيت قدما والأسى وقد الجذى***ففثأت فروته بفضل تجلد حتى كأني ما وجدت بموقفي***ألم النوى وحسامها في الأكبد أيها القارئ الكريم، إن العدل يقتضي ذكر المرأة الممنون عليها بالمآثر الحميدة، والتنويه بها وبدورها الكريم، ولقد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة بذكر النساء الكريمات بأسمائها وسيرهن الحسان، ومن أجلهن مريم بنت عمران، وامرأة فرعون الفاحش الطغيان، وما ملكة سبأ ببعيد ـ بلقيس، وأمهات المؤمنين الطاهرات العلق النفيس، والجواهر الحسان المهاجرات ومن تلألأت بهن الدار، والتابعيات ومن تبرقعت ببرقع الديانة والوقار. ولقد قام علماء الإسلام ببيان فضل النساء، وتدوين محاسنهن على مختلف أزمنة العصور، مكتفياً بقول الإمام السيوطي ـ رحمه الله: وبنت سيرين وأم الدردا***خير النساء معرفة وزهدا ظعائن من بني سوق بن علم***خلطن بميسم حسباً ودينا هذا فإن كانت المرأة في الجاهلية لها دور كبير في تحريك جانب الشجاعة والبسالة في شخصية الرجل الجاهلي ليكون قادراً على تحمل المسؤولية الأسرية، بل والقبلية في أمور القتال، والدفاع عن المحارم إلى مثل هذا الحد الذي صوره ابن أم كلثوم. يقتن جيادنا ويقلن لستم***بعولتنا إذا لم تمنعونا فإن من الحقيقة أن المرأة السوقية جليلة المناقب خاصة في جانب تكوين الشخصية العلمية المتميزة في الطفل إلى يوم يقال: وهذا الشبل من ذاك الأسد. الأم مدرسة إذا أعددتها***أعددت شعباً طيب الأعراق ففعلاً إن المرأة السوقية قد ضربت أروع الأمثلة في هذا الجانب العظيم في شتى قبائل آل السوق، جيلا جيلاً. ولا سيما الأم والأخت، ومن في مقامهن من القريبات. مرة بالتلقين طفلاً منذ بداية نطقه بأسماء المسميات إلى مرحلة كتابة حروف الهجاء له، في الخامسة من عمره وما في معناها. ثم يقمن في متابعته وسيرته التعلمية، مستصحبات نشاطات تشجيعية متنوعة، تارة بمساعدته في توفير جو ملائم له، ويتضاعف بتشجيعهن بعد سن التمييز وما بعده بشتى وسائل الشجيع، مرة بالثناء على دور اجتهاده في طلب العلم، ومرة بالرغبة عنه إذا ظهرت منه علامة من علامة التساهل في طلب العلم، والقصور عن مستوى التفنن العلمي المعهود لمن كان في سنه حتى يرجع رجوع من: وا عجباً من مشيك المدلل***تمشي رويداً وتجيء أول بل بلغ مقام الاجتهاد لدى المرأة السوقية تجاه قريبها المقصر في حق طلب العلم، أن ترسل إليه رسائل الذم والتهكم والتعريض، وغير ذلك. ومن هذا الجانب الحرج جرى دور جمهرة تلك النسوة العسجديات السوقيات في تحريك الضمائر الحية المستكنة لدى بقية شباب الحي الذين لم يلحقوا بركب الكواكب السائرة إلى جامعة تنغاكلي. ولا أنتم أيضاً لاحقون بدور فعال بساحات كليات جامعة هذه القبيلة العلمية السوقية فاجتمعت تلك العسجديات على رسالة شعرية باللسان الطارقي لكون الجميع يعرفه، وذلك أبلغ في معرض الدعاية والإعلان الجميل وغيره، لأن اللسان الطارقي لغة الدولة التي يتكلم بها الطارقي وغيره ممن كان في محيطهم إذ رآسة الدولة في يد أسيدا الصحراء ـ الطوارق ـ قبل الاستعمار، قرناً قرناً. وكانت الرسالة تحتوي على تباكيهن من يقرأ لهن الكتب النحوية وكتب التفسير والأحاديث والفقه على مهارة أسلافهم، وكل واحدة منهن تسمي كتاباً معيناً من ضمن الكتب الصعبة فتقول من يقرأه لنا أيها الشبيبة المباركة، ويقرأه الأجال المقبلة، وطفقت تبكي: بكاء ذات عضلة. فمن تلك العسجديات اللواتي أسند لي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله المؤرخ أسماءهن الأنوار الساطعة: ***العسجدية الشيخة السيدة هَبَا بنت محمد ـ وَانْ ظِوَنْ ـ الإدريسية السوقية المرسية ـ رحمها الله. ***العسجدية الشيخة السيدة أم الشيخ خُمَّدْ القَرِينَة الأنصارية السوقية البكلية ـ رحمها الله. هذا وقد ذكرهما التاريخ ذكر سيرة عطرة،في جمع من سنوة سوقيات سيدات عسجديات، لهن دور ذكرهن الجليل في مقامات رفيعة بهن ـ بإذن الله تعالى. وذلك إن السناء في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ لعبن أدواراً عظيمة في شتى المناقب الحسان، في العليم والتعلم، والعبادة والزهد والورع والتقوى والصدقات من أوقاف ومنح وغير ذلك من أنواع البر، ولو كان هذا الجانب مما أعطي حقه لاطلع القارئ الكريم على مقامات عالية في معرض المآثرة الحميدة، ولما لم يحظ باهتمام كتاب التاريخ في تلك الدهور، كما حصل لجانب الأعيان أيضاً من أفول كثير من البدور، اللهم إلاّ ما يذكر ذكر النذر اليسير، فلما بلينا بذلك البلاء المبين، صرت كلما سمعت بسيدة من سيدات صحراء أسياد الصحراء، لها أيام جميلة في أنواع المعروف، ألتقط سيرتها ولو كانت أدق أنواع الجواهر المحذوف، معنوناً سجلهن بعنوان: ((دفع الأسى بذكر سير سيدات نساء صحراء الطوارق من مشاهير النسا)). وهذا الجانب ليس من البدع التصنيف فيه، بل قد ذكر المنجد حول الكتب المصنفات في سير النساء أكثر من ثمانين مصنفاً كما طرزت به محققة الجزء الخاص بالنساء من تاريخ دمشق لابن عساكر ـ رحمه الله. وما دور السوقيات العسجديات في ((تين هم)) فرع سوق مدينة السوق من خطابهن في ملتقى العز والشرف ـ عام الفضل 1431هـ ـ الذي لما قرأته قراءة المؤرخ المتجرد، قلت، فعلاً: التاريخ يعيد نفسه: ما أشبه الليلة بالبارحة. ![]()
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................... |
![]() |
#2 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الإطلالة الثلاثة: تنوير الحوالك بأسماء رواد هذا الروض العلمي النقي ـ النجوم الوهاجة: يهيج زفرتي تذكار أرضي***ويفجعني ويستهمي الجفونا حنيني ما حييت لها عظيم***وما بسوى محبتها بلـــينا أجاد هذا الشاعر العالم، ابن التربة النبيه الفاهم، في وصف حب الوطن، هذه الغاية من الحب الجليل اللطيف الحسن ورب البيت لا أنسى هواهم***وكيف وهم بقلبي ساكنونا كما قال الآخر. الحمد الله ذي الفضل العظيم، والبر الجواد الكريم، اللهم لطفك أرجو وبرك، أنت المتفضل المنعم، يا بر يا كريم يا أكرم ـ سبحانك. أخي القارئ الكريم، إنه لما كان الشباب السوقي ممن ينشأ في حلية طلب العلم، منذ وقت مبكر من الصعب تحديده بسن مطلق على الإطلاق، فإذا كان جلهم يبلغ مبلغ العلماء الفحول في جميع العلوم والفنون، قبل سن البلوغ التكليفي. لا تفرحن بتبرع ابني زيننا***بصوابه من قبل رشد يونس كما صرح به أحد العلماء البلغاء الأعلام الشيخ المحمود الإدريسي السوقي الجلالي ـ رحمه الله ـ عن الشيخ العلامة شيخي الشيخ زين الدين بن محمد الصالح ـ إِنْقُنَّا ـ الإدريسي السوقي النتغاكلي ـ رحمه الله. وكان وقتئذ غلاماً حول العاشرة من عمره، وقد حدثني هو ـ رحمه الله ـ بالقصة يوم وصلت في الدراسة عنده قول صاحب الخلاصة: إبدال واو بعد ضم من ألف***ويا كموقن بذا لها اعترف فمما ثقفني به ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ مأخذه التصيرفي المنشود، فالرجوع بك أيها القارئ الكريم إلى العود المحمود، عن الشيء من تلك التلميحات حول نشأة الطفل السوقي في رياض العلوم والمعارف، فهذه عادة سلفه الأعلام، المتمثل له عنها بقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا***على ما كان عوده أبوه سلفاً وخلفاً على طلب العلم، وحبه الجم، والتعود على التفنن فيه منذ قرون خلت خاصة بعد ما احتضنهم سوق العلوم الغزيرة المعينة إلى اليوم ـ ولله الحمد. بل ومن مناقبهم العطرة أن أحد النشأة منهم لو تعرضت له بعض الظروف قبل استفحاله في العلوم إلى سن البلوغ، أو بعيده، تراه ـ بإذن الله إذا رجع إلى التعلم يبلغ مرتبة عالية في زمن يسير. لامتلاكه وسائل التحصيل العلمي المتبعة سيرها عصرا عصرا، ومن أهمها الجد والاجتهاد المنقطع النظير، مستسهلاً هو عن نفسه تلك المشقة بمعنى قول الشاعر: وإني امرؤ عودت نفسي عادة***وكل امرئ جار على ما تعودا وسيأتي التلميح إليها عما قريب ـ بإذن الله تعالى. هذا فلما بلغت رسالة تلك العسجديات ـ شباب الحي ـ التحريضية في إحياء الحي العلمي كعادة أسلافه بطلاب علم مهرة راغبين في العليا. قاموا كلهم قيام طالب علم واحد، في هدف واحد، وهو التفاني في طلب العلم وفي التفنن فيه لعدم جهلهم عظم العلم ـ ميراث الأنبياء ـ الذي كأن لسان الحال هو الناطق عن كل واحد منهم قائلاً مقالة الشاعر: فكيف أذكره إذ لست أنساه فانظروا تلك النجوم الوهاجة تلوح زينة لسماء العلم في عصرهم وما بعده، تتضوء بعد تشبعها من بدر العلوم شيخهم الشيخ إغلس ـ رحم الله الجميع: ***- الشيخ العالم العلامة اللغوي كِيوَنْ بن محمدْ أُولمين ـ الأمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله.. فكان ممن رابط في رباط هذه المدرسة المخضرمة العلمية التي مكثت أربع سنوات ـ وسيأتي تفصيل متعلقات هذه المدرسة ـ مدرسة: ((تكربنت)) ـ إن شاء الله. فكان الشيخ العلامة كِيوَنْ ـ رحمه الله ـ ممن قد أنهى هذه المدة من أول سنة فيها إلى يوم تخرج تلك الدفعة النجوم الوهاجة علماً وتفنناً فيه، إذ درس عن أساتذتها الأعلام، وعلى رأسهم الشيخ إغلس ـ رحمهم الله : ألفية ابن مالك، والكافية لابن مالك أيضاً، ومختصر خليل. ***- الشيخ العالم الشهير إبراهيم بن محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله. درس في هذه المدرسة التاريخية التقليدية: الآجرومية، وألفية ابن ملك، والأشعار الست. ***- الشيخ العالم اللغوي خُمَّدْ بن محمد الأمين الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. درس في هذه المدرسة التاريخية الجليلة: الآجرومية، وألفية ابن ملك. ***- الشيخ العالم الطاهر بن الفزاز الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. قرأ فيها: الآجرومية، وألفية ابن مالك. ***- الشيخ العلامة المختار بن محمدْ أُولمين ـ الأمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله. مما قرأ في هذه المدرسة العتيقة: ألفية ابن مالك ـ شرح المكودي. ***- الشيخ الصالح بن موسى بن هَلاّ بن إمَلَّنْ المرسي السوقي.. تلقى في هذه المدرسة المباركة: الأجرومية، والربعين من ألفية ابن مالك.. ***- شيخنا الجليل والسيد النبيل عبد الله بن محمد آحمدْ ـ الشهير بـ((إنْ تَمَلْمُولي)) الإدريسي السوقي المرسي، المنقول عنه هذه الترجمة ـ حفظه الله. شيخي ـ ربيعة الرأي ـ عبد الله المؤرخ ـ متعنا الله بصحته: إنه فكان ممن درس فيها: رسالة ابن أبي زيد القيرواني، والمقدمة الآجرومية. ومما قرأه على الشيخ إغلس ـ رحمه الله تعالى ـ في غير هذه المدرسة العلمية أربع معلقات من الأشعار الست. إن البناء إذا تعاظم قدره***أضحى يدل على عظيم الشان |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-10-2010 الساعة 10:18 AM
![]() |
![]() |
#3 | |
![]() ![]() |
![]()
اقتباس:
إطلالة لم أستطع أن أمر على طللها دون الوقوف.. إنه طلل الليالي العلمية التي يجب أن تكون حاضرة في ذاكرة التاريخ.. أحسنت أبا ليلى في هذه الإلمامة بهذا الطلل الذي ما كان أحد ليمر عليه إلا مرورا سريعا.. شكرا لمروروك الكريم يابن الكرام.. |
|
![]()
قال تعالى: وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضاإِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَا]أي كان لآدم وذريته عَـدُوّاً مُبِيناًأي ظاهر العداوة
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الشكر والتقدير: الأستاذ الأديب اليعقوبي، اللبيب الأريب الكريم الأب ـ بارك فيك وفي مرورك الثمين ـ دمت للفضائل والمكرمات. بعد أسنى التحيات: أخي الشريف الأدرعي، الأديب اللوذعي ـ بارك الله فيك وفي مرورك المثمن ـ دمت للمكارم والمكرمات. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-11-2010 الساعة 06:25 PM
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الإطلالة الرابعة: أهلة الخير من أعيان الأعلام السوقيين ـ كل في فلك العلم يسبحون. فما برسوم الدار لو كنت عالماً***ولا بالتلاع المقويات أهيم المشفوع بقول من قال: وما حب الديار شغفن قلبي***ولكن حب من سكن الديارا تصوير عجيب، لذكر ديار الغائب الحبيب. سبحانك اللهم يا من قال ـ وقوله الحق: ومن يتوكل على الله فهو حسبه. أنت حسبي في أموري كلها ـ نعم المولى ونعم الوكيل، يا معين بك أستعين وحدك، لا شريك لك، أنت رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، رب كل شيء ومليكه البر الكريم ـ ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك ـ اجعلني ممن يسرت له اليسرى، وممن سبقت منك إليه الحسنى، فاحفظني من أن أضلّ أو أضلّ، وفي الآخرة محشوراً منعماً ببرك ورضوانك الأجلّ ـ اللهم آمين. بادئ ذي بدء حول ترائي أهلة الخير من أولئكم الأعلام السوقيين. فوارس من بغداد ألّف بينهم***تقى الله نزّالون عند التزاحـف إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى***وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف كما أورده الإمام الذهبي لأحد الأعيان، فما أعلام آل السوق ببعيدين عن هذه المعاني الحسان. مناي من الدنيا علوم أبثـها***وأنشرها في كل باد وحـاضر دعاء إلى القرآن والسنن التي***تناسى رجال ذكرها في المحاضر كما قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ كأنها هي نسخة حال هؤلاء الأعلام السوقيين ـ أهلة الخير، وغيرهم ـ رحمهم الله رحمة واسعة. قفاً قفاً. ولم أر في عيوب الناس عيباً***كنقص القادرين على التمام هذا وإن النجوم الوهاجة لما نوروا أفقهم بنور طلب العلم، وتلألأ في جو سماء العلم، طلعت أهلة العلوم النيرة، لتمدها بالأنوار العلمية الساطعة، فانضمت إليها ناطقة بمعاني قول آدمي مجد: طاول بها الليل مال النجوم أم جنحا***وماطل النوم ضنّ الجفن أم سمحا فإن تشكّت فعللها المجرة من***ضوء الصباح وعدها بالرواح ضحى فأصبح الحي في جو علمي لا يستطيع الكاتب البليغ وصفه، جو تحدى فيه العلماء نشاط شباب سوقيين بررة: مشى الطاوس يوماً باختيال***فقلد مثل مشيته بنوه فقال على ما تختلون فقالوا***سبقت بها ونحن مقلدوه فهاهم أهلة الخير، توزعوا للتدريس والتعليم والتثقيف، توزع أهل الشهور للتنوير والتوقيت حكمة البر اللطيف. ***- الشيخ العلامة صاحب الترجمة ـ الشيخ إغلس ـ رحمه الله تعالى. شرف بلاط مدرسة:((تكربنت)) بكرسي تدرس عليه الكتب التالية أسماؤها: الكافية لابن مالك، والمعاني، الأصول، وفنون أخرى غير ما ذكر. وما ذكر في سبيل التمثيل، إنما هو الكتب المنوط إليه ـ رحمه الله ـ تدريسها بالتعيين، وما قيل في حقه، يقال في حق بقية أهلة الخير، لأنني لما غطست مع عوج، ولتقمني حوت الوج، أثقلته بالصرر المنضدة الدر، وصرر أخرى من الزمرد المنثور، إن مدّ في الحياة، ستزود بجواهرها المنتديات ـ بإذن من بيده ملوك كل شيء. ***- الشيخ العالم اللغوي الشيخ سَقُو بن حَنَا الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. شرفت مدرسة:((تكربنت)) بكرسي له ـ رحمه الله ـ تدرس عليه الكتب التالية أسماؤها: ألفية ابن مالك، والمقامات الحريرية ***- الشيخ العالم اللغوي البارع الشيخ أمّدُو بن محمد بن نوح الإدريسي المرسي السوقي ـ رحمه الله. كلل مدرسة:((تكربنت)) بكرسي مكلل بجواهر كلية اللغة تدرس عليه الكتب التالية أسماؤها: الأشعار الستة. وكان من أتقن الناس لها البارع في معانيها، ومن المتمكن في تدريسها وتفهيمها. وكفاك هذا المنثور، وهو أن الشيخ العلامة، تاج العلماء الحبر البحر الفهامة الشيخ عال بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة. رغّب في مقام الشيخ أمّدُوالعلمي خاصة في جانب اللغة، وتمكنه تمكناً يقول عنها الشيخ عال ـ رحمه الله ـ عند وفاة الشيخ أمدو، وكان وقتئذ في حياة الشيخ العلامة السلفي عال ـ رحمه الله ـ قائلاً على وجه التنويه بمقام الشيخ أمّدُو اللغوي المتميز: وددت أني أخذت معاني الأشعار الستة عن الشيخ أيّدو ـ رحمهما الله. خذ ـ أيها القارئ الكريم ـ هذه الجمانة من الزمرد المنثور. ***- الشيخ العلامة الفقيه الدراكة الشيخ إِكَاتْ بن هِيدِ بن أبي الفرج الإدريسي المرسي السوقي ـ رحمه الله. رصع مدرسة:((تكربنت)) بكرسي مسبوك بنفائس كليتي الفقه، النحو، تدرس عليه الكتب التالية أسماؤها: ألفية ابن مالك، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، وغيرها ككتاب مختصر خليل، وسيأتي مزيد بيان في موضعه ـ بإذن الله. ***- الشيخ العلامة الزاهد الداعية الرباني الشيخ محمد بن نوح الإدريسي المرسي السوقي ـ رحمه الله. ثقف مدرسة:((تكربنت)) بكرسي مثقوف بنفائس فضة كلية النحو، تدرس عليه الكتب التالية أسماؤها: الأجرومية، والألفية. قلت إن الشيخ محمد نوح من علماء السلف الصالح الزهاد ـ نحسبه كذلك ـ والله حسيب الجميع ـ لأنه بالفعل من الغيرورين على الدين الحنيف من أن تمس عروته الوثقى ببدع خاصة في جانب حق الله على العباد ـ التوحيد السليم، والعقيدة الصحيحة، وهو ممن سبقه صاحب الخلاصة بقوله: وما لنا إلاّ التباع أحمدا. وله ـ رحمه الله ـ مآثر حميدة، تناولنا شيئاً منها في سفر خاص بعنوان: الدر الممنوح في ترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية محمد نوح. ـ رحمنا الله وإياه إذا صرنا إلى ما صار إليه. إن يستطل وصل وإن لم يستطل***فالحذف نزر وأبوا أن يختزل
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-11-2010 الساعة 06:28 PM
![]() |
![]() |
#6 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() شكر وتقدير: الأستاذ أبو ياسر الأنصاري ـ حياك وبياك الباري ـ مثمناً مرورك الجميل.بعد أسنى التحيات: |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-13-2010 الساعة 09:54 AM
![]() |
![]() |
#7 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الإطلالة الخامسة: متون مقررات هذه المدرسة العلمية التقليدية التاريخية.
أهاجك من سُعداك مغني المعاهد***بروضة نُعْميّ فذات الأساود تعاورها الأرواح ينسفن تربها***وكل مُلثّ ذي أهاضب راعد بها كل ذيّال وخنساء ترعوي***إلى كل رجاف من الرمل فارد أخي القارئ الكريم، إن روض رياض أفقنا البسيم، ليس كأيّ روض يتخيله البكائون على رياض أطلالهم البالية، نعم ـ أيّ الفريقين أحق بالبكاء إن كنتم صادقين، فريق يبكي غواني تصير كل واحدة منهن بعد سنين: كحيزبون فهو حكم حتما. أو غواني علمي في رياض زاهرة زاهية بأمهات الفنون ذات عيون مها العلوم ناضرة، ناظرة خطابهن النجباء الكرام. الحمد لله الذي قد ندبا***لكي نميز البيع عن لبس الربا ومنّ للمؤلفين الكتبا***تكشف عن عين الفؤاد الحجبا إذا حجاب دون علم ضربا إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ـ اهدنا الصراط المستقيم، الهدي القويم، واحشرنا في زمرة أهل النعيم المقيم ـ اللهم آمين. هذا وإنني لما غلبني التنفس عندما تعاوجت مع عوج في المغاطسة، جذبني جذبة المسعف البار لكني آلمني جمال ما رأيت من الجواهرة النادرة تألم المتفكه بالفواكه الجنية الدانية بالغصصة. قلت: ومن تلك الجواهر النادرة الحسان، التي ألقطني إياها المغاطس باليد ـ حفظه الله ـ هي صدف المتون العلمية ـ المتون المقررة بين جامعات آل السوق ـ حسب مقررات كل كلية ـ حسب ما يلي تسطيره بقلم التاريخ بمداد من الذهب المفضض، بصياغة صواغ نجل الصواغ الصناع ـ أرباب المصانع الذهب العلمي المنثور والمنضض. رب زدني علماً وألحقني بالصالحين. هذه متون مدرسة تكر بنت التاريخية: القران الكريم: من تفاسيره الموجودة في المنطقة ـ آن ذاك: كالجلالين.. النحو: الأجرومية. ملحة الإعراب. الألفية ـ شرح: الخضري ـ الصبان ـ المكودي، وغيرها. الكافية اللغة: الأشعار الستة المقامات الحريرية الفقه: رسالة ابن أبي زيد القيرواني مختصر خليل الأصول: جمع الجوامع.. المعاني: سعد الدين.. المنطق: السلم المنورق قلت هذه المقررات التي درست في مدرسة: ((تكربنت)) المدرسة التاريخية الميمونة الثمرة. وبهذا نقف على عدة حقائق. منها: أن هذه المتون شاكر في دراستها نجباء الطلاب ـ النجوم الوهاجة ـ وما ذكر في إطلالتهم مما ذكره لي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ إنما هو من باب تخصصات كل واحد بما ذكر له منها في حقه، هذا أمر. وأمر ثاني: هو ما يتعلق بجانب صغر طلابها ـ النجوم الوهاجة ـ إذ وقتئذ ذكر لي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ عندما حاولت مخاطبته في اليم المليم، حول الحقيبة الزمنية لهذه المدرسة التاريخية فقال لي لا علم لي بالتحديد، إلاّ أني في سن الثالثة عشر من عمره الحميد ـ حفظه الله ـ وبقية النجوم الوهاجة من ملطع واحد في وقت ـ اللهم أحيينا حياة السعداء، واحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء. وأمر ثالث: يقظة تلك العسجديات المفرطة، في رعاية فلذة أكبادهن البررة، لأنهن راعين سن البلوغ العلمي الذي يعرفن به فحولة الطفل السوقي في العلوم، وهو السن ما دون العاشرة من عمره بسنة سنتين، ويتفاوتون في سرعة البلوغ العلمي، وإن تأخر بلوغهم العلمي عن العشرة الأول في أعمار طفولتهم، تبدأ المرأة السوقية تضع علامة الإستفهام عن أسباب تأخر ابنها في سني البلوغ العلمي المعهود. فلذلك نرى أن تلك العسجديات لما اجتمعن على رسالتهن الباكائية، كان منهن من باب حرصهن التحنني ـ لا غير. إذا قسنا النجوم الوهاجة على عمر ـ ربيعة الرأي ـ شيخي المؤرخ ـ حفظه الله ـ أي: ما بعد السنة العاشرة بسنة، أو سنتين وما قاربهما. فرحمهن الله رحمة واسعة. وهنا أقول إن المرأة السوقية ما كان ينبغي للشاب السوقي في زواجه الأول من بنات مثل تلك العسجديات، أن يتجرأ إلى خطبة إحداهن إلاّ بعد ما يقدم بين يدي خطبته، ما قدمه أحد أسلافهم الشيخ محمد آلمين الإدريسي السوقي الوامي لما أراد خطبة إحدى جماناتهن، وهي جمانة العسجديات ـ سِينَ بنت الشيخ العلامة ـ صاحب الترجمة ـ الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ قائلاً ذلك الخاطب العالم العلامة النجيب، في قصيدة طويلة بديعة رائعة، منها بيت القصيد: وهذا الوافر الموزون خطبي***إليك صغيري يطلب منك سينا فإن لم يكن الشاب السوقي ـ لا سمح الله ـ قادراً على مثله لكون الشعر ليس من شروط الفحولة في العلم على الإطلاق، بخلاف علم النحو..: والنحو واللغة حق من طلب***فخذ من الأفواه لا من الكتب كما قاله السيوطي المكتمل بشروط فحولة العالم الاجتهادية، في قول صاحب الورقات: والنحو والأصول مع علم الأدب***واللغة التي أتت من العرب قدراً به يستنبط المســائلا***لنفسه ومن يكون ســائلا مع علمه التفسير في الأيات***وفي الحديث حالة الرواة وموضع الإجماع والخلاف***فعلم هذا القدر فيه كاف فيتنزل مع ذلك الشاب السوقي إلى إعراب البيت السابق وما شاكله على طريقة النحاة المهرة ـ عند ذلك تقبل منه خطبه، وإلاّ رد حتى يلتحق بركب العلماء الأكفاء لجمانات العسجديات السوقيات جيلا جيلا. وهذه الفتوى من منبر التاريخ مخرجة من قول صاحب الترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ عن الشباب السوقي. وأرى الحجر ليس ينفك عمن***شب والنقس لا يلوث متاعه جرياً على قول الآثاري ـ رحمه الله: وبعد هذا عمت الإفادة***إذ كل نحوي له زيادة في ألفيته التي توجها بقوله: قائمة بأوضح المسالك***عن ابن معط وعن ابن مالك |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-13-2010 الساعة 10:09 AM
![]() |
![]() |
#8 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الشكر والتقدير: الشاعر الأديب، السوقي الخرجي الأستاذ اللبيب ـ بارك الله في مرورك الكريم.بعد أسنى التحيات: لقد وددت أن أكون خرجياً لأستفيد من جناح مكتبتك التراثية الجليلة المعلل ـ لكن عزائي بركم علي المتواصل من دررها. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-14-2010 الساعة 10:40 AM
![]() |
![]() |
#9 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الإطلالة السادسة: أوقات حصص التدريس المقننة المناهج الفنية المتبعة في مدرسة ((تكربنت)) المدرسة التاريخية العلمية المتميزة: ديار التي كادت ونحن على منى***تحـل بنا لولا نجاء الركـائب تبدت لنا كالشمس تحت غمامة***بدا حاجب منها وضنّت بحاجب يا لها من تصوير مطالل بكاء، هيج قلبي الثملي بالبكاء، عن فتية آمنوا بالعلم هدى، فزادهم الله به بصيرة وسؤددا: فقل لمرجّي معالي الأمور***من غير اجتهاد رجوت المحالا الحمد لمستحقه وحده، وهو رجائي وملجئي لا ملجأ بعده، يهدي من يشاء إلى الصراط السويّ، الكريم البر اللطيف الحفي ـ اهدنا ـ ما لك يوم الدين ـ سبل الهدى، وأكرمنا بنزل الكرام المنعم عليهم بالرضوان غدا. أعاذلتي على إتعاب نفسي***ورعي في الدجى روض السهاد إذا شام الفتى برق المــعالي***فأهون فائت طــيب الرقاد صدق هذا الشاعر المدرك لحقائق مهور المعالي، كأنه المؤرخ لحقيقة طلب العلم عند السوقيين جيلا جيلا ـ اللهم اجعلها خصلة باقية في عقبهم إلى يوم المآل. وقد آن لنا استدعاءك لمشاهدة شيء من واقع حال تلك الفترة المعينة العلم ـ حول أنشطة مدرسة تكربنت العلمية ـ حسب مناهجها المقررة ـ حصصها ـ دروسها ـ حسب دقة ضوء نجم آحاد النجوم الوهاجة، من جهة صغر سنهم: يا ابن الكرام ألا تندو فتبصر ما***قد حدثوك فما راء كمن سمعا إكسير ذهبها الأول: وقت التدريس فيها، وتوزيع طلبتها النجباء لحصصهم ـ حسب سلمالأولويات. بعد الفجر: الدروس القرآنية وأهل هذه الفترة الكريمة: الأطفال الصغار، ذوو الخمسة السنين الأولى في أعمارهم أقل أكثر ممن كان في طبقتهم من النشأة المباركة،بعد ارتفاع الشمس نوعاً ما إكسير ذهبها الثاني: الطبقة الثانية: طبقة الأطفال المتميزين عن الطبقة الأولى، فهم الذين يدرسون الأجرومية، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، بعد هذه الميمونة. إكسير ذهبها الثالث: طبقة الشباب المتميزين المجتازين المستوين السابقين، وهؤلاء يدرسون الألفية، ومختصر خليل. إكسير ذهبها الرابع: طبقة الشبيبة الفضلاء النبلاء، وهم أصحاب المستوى العالي: الكافية، المعاني، الأصول، المنطق. بهذا يتصل بنا السير: سير ذي رشد، إلى حقيقة القول الأسد، وهو ما نقله الشيخ العلامة سلالة الشيوخ الأعلام حَنّا بن إمتّال السوقي الأنصاري ـ رحمه الله: قال بعد كلام له ناقلا عن عبد الكريم المغيلي وغيره من أهل القرن العاشر الهجري ما نصه: والشيخ محمود السوداني التنبكتي، الذي قال: فيهم: كل من أقيم شاهداً أسأل عن عدالته وجرحته إلاّ السوقيين فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولاً مرضيين تابعين للحق، وقال فيهم أيضاً: إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبار من غيرهم كحال أجدادهم أهل الحجاز.ص 13. مخطوط بالخط السوقي وكأني بك ـ أيها القارئ الكريم ـ في مشهد من قالت: لك الويلات إنك مرجلي، وذلك حين وصلنا بر أمان ساحات البحر، عبر سفينة من الزمر، فقمت أمشي ـ مع شيخي المؤرخ الغطاس ـ: كمشية العرنجل والذي يركــب بحراً سيرى***قُـحَم الأهوال من بعد قحم |
![]() |
![]() |
#10 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الإطلالة السابعة: طرق مذاكرة النجوم الوهاجة ـ الطرق المتبعة عند أسلافهم ـ دهراً دهراً. ولو لم يشقني الظاعنون لشـاقني***حمام تغنّى في الديار وقوع تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى***نوائح ما تجري لهن دموع إن هذا الموقف من مواقف البكاء الطللي يجري لحمام إذا ترنم، صيرني صورته أنا: ابن ثلاث بين عودين أعجما. ألا لائمتي لومي إذا شئت أو دعي***فمن يهوى هذا الحسن لم يخش لوما أيها القارئ الكريم، إنني لما خرج بي شخي المؤرخ الغطاس من قحم البحار، أوقفني على الأطلال والفيافي والقفار، ثم غرب، وشرقت ينشد عنه لسان الحال: أليس من ورائي إن تراخت منيتي***لزوم العصا تحنى عليها الأصابع ومضيت في سبيلي أجوب الصحاري، وأقطع مفاوز البراري: كأني ورحلي والقراب ونمرقي***على يرفئي ذي زوائد نقنق بسم الله القائل ـ سبحانه: ( بسم الله مجراها ومرساها)أخي القارئ الكريم: بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها***تنال إلاّ على جسر من التعب لم يبالغ هذا الشاعر، في تصوير حقيقة محور هذه المحاور، وهو ما يناله الطفل السوقي من المعانات في سبيل طلب العلم إلى يوم يتمثل له في المجالس بالأثر المشهور: لا يفتى ومالك في المدينة. هذه بعض اليوميات عن صور النجوم الوهاجة، لما شمر كل واحد منهم عن ساق الجد، وعن ساعديه حسر. وذلك عبر هذه الشعل. الشعلة الأولى: ما تقدم في الإطلالة السادسة من تلقي دروسه من أفواه العلماء الأعلام في كل فن، يتلقى الطالب درسه من في شيخه، بعد كتابه على لوحه الخشبي ـ الدفتر التقليدي ـ إن كان الطالب من الأطفال الصغار، أومن فوقهم بقليل. وإن كان غيرهم فيأخذ دروسه من نسخ متونهم العلمية المخطوطة بالخط السوقي، وهو الغالب. الشعلة الثانية: يشرع الطالب في الحال من قراءة درسه، بعد قراءة شيخه عليه درسه ذلك، ليتأكد شيخه من صحة ألفاظه، وإدراك حقيقة فهم ذلك الطالب لمادة درسه. ويظل الطالب بقراءة الدرس على شيخه ليصحح بين يديه الألفاظ، والمعاني، فإذا رأى من شيخه أنه أحكم صحة ألفاظ درسه، ومعانيه، إضافة إلى فهم مدراك درسه نهض. الشعلة الثالثة: قيام ذلك الطالب بدرسه ذاهباً به إلى أبعد مكان، لما توارثوه من هذه القاعدة: صوت الذباب يذهب بالعقل اللباب. وذلك ليمكنه من عدم الانشغال إلاّ بدرسه، مجانباً كل ما يشغله عن مذاكرة درسه، وإتقانه حفظه لفظاً ومعنى، وفهماً. على قاعدة: الدرس حرف والتكرار ألف. كما يتوارثون تلقينه لطلابهم جيلا جيلا. فإذا ارتفعت الشمس ارتفاعات تدنيها إلى منتصف النهار، عاد الطلاب إلى البيوت، وكل واحد يذهب إلى بيته لوجبة الغداء والقيلولة إلى وقت الظهر، فإذا صلى الناس الظهر رجع كل واحد إلى ما كان من مكان بعيد عن الناس كما تقدم. فهم في الحقيقة في النهار أسد الغابة، لا يمل كل واحد منهم من زأرات في دروسه إلى قرب غروب الشمس. الشعلة الرابعة: دور الفترة المسائية، فمن كان يرى أنه بقي له شيء من درسه، أي: أنه ما كان قد أتقن حفظه من وراء ظهر القلب على الوجه المطلوب، احتطب ليستعين بضوء النار في الليل لحفظ ما بقي عليه اتقانه. الشعلة الخامسة: قيام الطالب بمذاكرة ما حصل عليه من المتون حفظاً في حياته العلمية من أولها إلى متن درس يومه ذلك، وكل ذلك يقرأه من وراء ظهر القلب. بعضهم من بعد المغرب مستمرا بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وبعضهم من بعد العشاء من غير عشاء إلى قول المؤذن للفجر: حي على الفلاح.. وهو الغالب المشهور المتواتر المستفاض. الجسم يذيبه حقوق الخدمة***والقلب عذابه علو الهمة والعمر باك ينقضي في تعب***والراحة ماتت فعليها الرحمة حقاً ما قاله الإمام ابن دقيق العيد ـ رحمه الله. قلت هذا مقام ضرب فيه طلاب آل السوق أورع الأمثلة، عصراً عصراً من ذلك حدثنا به صاحب الترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ عن نفسه، قائلاً: وكم رعى نوج ليل وارتقب***ما ذاك إلاّ في خصائص العرب وكم مداد قد ألاق وكتب***وكم يراع شجه وكم قصب وكم طوى أحشاءه على السغب***وذاك من تدآبه على الطلب وبهذا مواصلة السلسلة الذهبية في تفنن السوقيين في العلوم، تاركاً للبرتلي ـ رحمه الله ـ قائلاً: الشيخ حم بن أحمد بن الشيخ السوقي كان عالما عاملا بعلمه.. متفننا في العلوم النقلية والعقلية، شيخ في علوم التفسير واللغة العربية والحديث... ص 94 فتح الشكور ط: دار الغرب ـ بيروت. وواد كجوف العير قفر قطعته***به الذئب يعوي كالخليع المعيل كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته***ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 03-15-2010 الساعة 07:02 PM
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-21-2010 04:15 PM |
نضرة الورود الثالثة | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 12 | 12-26-2009 12:59 PM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |