|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
تشييد العُمران ......
تشييد العُمران بما في صحيفة الشيخ العلامة عمران بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يكرم خلقاً من خلقه بما يشاء من البر الجسيم، فيسبغ عليهم بما لا يحصى من مدرار عطائه الكريم. فله الحمد والشكر في السر والعلانية، ونرجو من جوده وفضله ما يبلغنا في الدارين الدرجات العالية. والصلاة والسلام على السراج الوهاج، محمد بن عبد الله المصطفى المنهاج. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، ومن تبعهم واقتفى آثارهم الجليلة الهدي العظام. ثم إننا ما زلنا نتتبع مظان المصادر التي قد تسعفنا بشيء من سيرة شيخنا الشيخ العلامة زين الدين التنغاكلي ـ رحمه الله رحمة واسعة. ومن أجل مظان مصادر سيرته تلامذته الأعلام الذين منهم الشيخ العلامة عمران بن يوسف التنغاكلي ـ رحمه الله. لأن الشيخ عمران من أعيان قبيلة تنغاكل الكبار في السن والعلم ـ رحمه الله تعالى. بل اقترن اسمه باسم شيخه زين الدين لاتساع أفقه العلمية على وجه التبحر، فكان هذا الشيخ العلم العلامة ممن يقال عن مثله نار على علم. ومن المواقف الجليلة له التي لا يمكن أن أنساها له ـ رحمه الله ـ بإذن الله تعالى ـ موقفان. الموقف الأول: إحسانه العظيم إليّ ـ بادئ ذي بدء: وذلك أنني لما جئت من بلاد الحرمين 1409هـ. نزلت في بامكو ـ عاصمة دولتنا مالي. نحو شهر، ثم مضيت إلى ساحل العاج، فجهزت هناك لهذه الرحلة التنغاكلية، في جو مليء بتحقيق حب هذه الرحلة الغالية حقيقة ـ ولله الحمد. تجاوزت أحراساً إليها ومعشرا***عليّ حراصاً لو يسرون مقتلي وذلك لكثرة العوائق التي تعرضت لي، بل واعترضت لي، والتي منها: موقف بعض المعارف المحبين الناصحين، لخوفه من عدم الاهتمام بعظم أمر هذه الرحلة وأهميتها في تحقيق ما حققه طلاب العلم الجادين الآيبين منها في قوافل النجاح. فقدمت تلك النصائح على نحو قول القائل: إذا لم تستطع شيئاً فدعه***وجاوزه إلى ما تستطيع قلت: هذا البيت وما في معناه مما يحمل بين طياته رسائل التسبيط، أنصح كل من يرغب في خير ما مهما صعب مرتقاه أن لا يؤمن بوحي قلمه المنقود... بل عليه أن يرفض العمل به رفض الحديث الضعيف الموضوع المردود. فيلتجئ كل راغب في الخير إلى الله ويتضرع بين يديه بصالح الأسباب المعينة في تحقيق الحصول ذلك الخير ـ وما ذلك على الله بعزيز. إذ الرغبة في الخير خير. كما أفتى به صاحب خلاصة الخير: ورغبة في الخير خير...وعلى كل حال فليس هذا موضع عرض أغلال ما تعرض لهذه الرحلة العلمية العزيزة، ولقد يسر الله لي السلامة منها ـ ولله الحمد والمنة. إذ أنشأت تلك الرحلة من ساحل العاج إلى جمهورية مالي مولياً بها الوجه شطر قبيلة تنغاكل الشهيرة المناقب الميمونة. وكان من أعيانها الأعلام الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله ـ الذي نتعرج إلى ذكر موقفه الجليل معي: وهو أني لما قذفتني مراحل تلك الرحلات من أول محطاتها إلى آخر محطة لها، وهي تشرفي ببلوغ حي تنغاكل، في أرض التاريخ: إنْ ابْرامْ. ويقال له: إنْ بَرامْ. وكنت في أصل الرحلة قاصداً ذرى شيخنا الشيخ زين الدين الذي كأنه القول عنه: ولو نثر البحر المذخر دره***لما كان إلاّ في ذراك انتثاره فآواني إليه الليل الكريم، لكن لما تنفست بنفس الفرح بتحقيق حلمي أن أصبح أو أمسى في قبيلة تنغاكل الجليلة... أدرك أن شيخنا الشيخ زين الدين تتعطشه سحائب المنطقة كتعطشي لماء مزنها العلمي العذب المعين. لأنه في رحلة داخلية فعدت في أدراج الغم، والحزن والهم، فوضعت جنبي لسكرات الحيرة الأليمة فلما أصبح الصبح، وصليتها وفؤادي في ظلام جنح. فإذا العسر يغلبه اليسران، لأن من البارحة انتشر خبر الضيف الضعيف، فلما بلغ ساحة الشيخ العلامة عمران. قام بهذا الموقف الكريم ـ الذي ننوه به هنا ـ جعله الله له من أسباب الرضوان والهنا. إذ أمر أحد طلابه الكرام أن يأتي بجمل يردفني عليه حتى يبلغني شيخنا الشيخ زين الدين... فلما علمت بصنيعه الجليل، وحسن موقفه الجميل، فرحت فرحاً شديداً أشد من فرح من منح له حمر النعم... كيف لا، ولا غرابة: إذ العلم أجل منها وأكرم. فأردفني طالبه الكريم حتى بلغ بي الشيخ العلامة زين الدين، ولقد أشغلني شدة همي وقتئذ عن حفظ اسمه إلى هذه الساعة... ولا أعلم كيف أعلل ذلك، إلاّ على قول من قال: أي هكذا خلقت. لأني ساعتئذ على سنة من قال عن فساد سنتها: الصبر عند الصدمة الأولى. إذ فقدت الصبر، بل لا أعي ما معنى الصبر في المراحل الأخيرة التي تدنيني إلى لقاء شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله. قلت فكل قول له حقيقة، منه قول أحدهم فأصاب: وأرى الشوق يزداد يوماً***إذا قرب الديار من الديارأو كما قال، لأني لا أفقهه حقيقة وقتئذ، لكوني في سن الغلام من يتطلب إرث الغلام العليم الحليم من أكرم أبوهما الكريم الملائكة الكرام بعجل سمين حنيذ. فهذا الموقف الذي أوصلني بشيخنا الشيخ زين الدين مما يستحق صنيع معروفه الشيخ العلامة عمران أن أشكره له بالذكر الحسن والدعاء الصالح بالرضوان الأكبر، يوم: فمن يعمل مثقال ذرة خير يره. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|