لمحة عن بعض قضاة السوقيين

• عودا إلى موضوع أخي الضغوغي أحب أن أنوه إلى أهمية القضاء ودور القضاة فى تحقيق الأمن الاجتماعي والأسرى والديني للمجتمع وبدورهم الإصلاحي لضبط سلوك الإفراد لمنع إي تعارض محتمل بين حق الفرد الشخصي وحقوق الآخرين وذالك بإقرار السلوك المتفق عليه اجتماعياً ودينياً وزجر السلوك المنحرف وإنزال العقوبة التي يستحقها مقترف ذالك السلوك أو التحذير منه واتشهير به , وبذالك يكون القضاء من أهم الضروريات التي تكفل لأبناء المجتمع إستقراره ونشر العدل بين أطيافه والمحافظة على السلم الأهلي له ..
• ومن نافلة القول بأن أمر القضاء في البوادي منوط في معظمه إلى شيوخ القبائل اللذين يحكمون حسب أعرافهم وتقاليدهم وهذا ديدن أهل البوادي , أما في صحراءنا فان الأمر مختلف جدا فالقضاء الشرعي هو المعمول به لدى معظم شعب الطوارق برغم غياب السلطة التنفيذية والمحاكم الشرعية بينهم , وهنا يبرز مكانة القضاة وعلى رأسهم قضاة السوقيين اللذين تبؤ هذا المركز منذ أكثر من أربعة قرون وقد ساعدهم في ذالك بعض طلبة العلم من ابناء المنطقة ..وإستئثار السوقيين بهذا المركز يدل على مكانتهم الدينية و على المصداقية والمكانة الاجتماعية التي يتمتعون بها بين أبناء المجتمع قاطبة برهم وفا جرهم ..
• ومن ما سبق من نماذج لقضايا وأمثلة لعمل القضاة والتي نقلها لنا أخي الضغوغي لأعلام القضاة في القرن الثاني عشر الهجري يتضح ما يلي :
• {1} حرية المتخاصمين في اختيار القاضي الذي يتحاكمون لديه
• {2} أن أحكام القاضي و قراراته قابلة للطعن من الطرفين
• {3}دور قاضي القضاة في المنطقة الإيجابي والإصلاحي بين القضاة فيما بينهم وعدم التعنيف على القاضي الذي أخطأ في حكمه إلا إذا أصر وكابر فإن لقاضي القضاة الحق في زجره وبيان الحق له والتحذير منه وهذه منقبة أخرى لقضاة أهل السوق .
• هذا ما تيسر وأدعو مؤرخي الموقع أن يميطو اللثام عن أعلامنا المذكورين في هذه القضايا
• أجدد شكري وتقديري لأخي لضغوغي الذي أتحفنا بهذه الصفحات البيضاء من تاريخ القضاء في المنطقة