العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-28-2009, 01:26 AM
عضو مؤسس
م الإدريسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5698 يوم
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : م الإدريسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اللغة وأعضاء الجسد الإنساني



أعضاء الجسد الإنساني في اللغة
أحبتي في الله مشرفي منتدى الأدب وزواره .
تقبلوا مني هذا الموضوع الذي قرأته في بعض الكتب وأعجبني فأردت أن تشاركوني الاستفادة والاعجاب .
إنه موضوع أعضاء الجسد الإنساني في اللغة .
إن لأعضاء الجسد الإنساني دورا بارزا في اللغة العربية بل وسائر لغات العالم حسب ما أكده علماء اللغات , ويرجع ذلك إلى بديع صنعها وخطورة دورها , وحسبنا دليلا على ذلك الأمور التالية :
الأعضاء مادة غزيرة لاشتقاق الأفعال
فقد اشتقت العرب من أعضاء الجسد الإنساني كثيرا من الأفعال :
- فمن العين اشتقت الفعل عاين , كما في قولهم :"عاين الطبيب المريض"إذا فحصه بعينه.
- ومن الرأس اشتقت الفعل " ترأس " , كما في قولهم : " ترأس فلان قومه " أي :كان منهم بمنزلة الرأس من الجسد.
- ومن الأنف اشتقوا الفعل " أنف يأنف " إذا شمخ بأنفه زهوا وكبرا .
- أما الفعل " راقب يراقب " فمأخوذ من " الرقبة " ؛ لأن من يراقب شيئا محتاج إلى تحريك رقبته.
- والفعل " اختصر يختصر " مشتق من الخصر ؛ لأنه يكون ضيقا بالقياس إلى سائر البدن.
- ولا ريب أن الفعل " ظفر يظفر " بعدوه , مأخوذ من الظفر ؛ لأن الظافر إنما ينشب أظفاره في جسد فريسته.
- ومن ذلك الفعل " حدق يحدق " في الشيء فهو مأخوذ من حدقة العين.
- وما ذكرنا ينطبق على كثير من الأفعال , مثل : ساعد وأيد وعاضد وعانق وتأبط وترجل وتشدق وهلم جرا.
ويمكن لأعضاء الجسد أن تستخدم كرموز للجسد بكماله وتمامه.
- ومن ذلك قولهم : "بث الأمير عيونه في أنحاء المدينة " أي جواسيسه.
- وقولهم : "فلان غرة قومه" أي : زعيمهم .وقولهم : " التقيت بوجوه القوم " أي : زعمائهم .
- وقولهم : " إنه لسان قومه " أي : خطيبهم . وقولهم : " أولئك عقب فلان " أي : أولاده.
- وقد ورد مثل هذا في القرآن الكريم , قال –تعالى-: ( فتحرير رقبة ) فالرقبة هنا العبد.
- كما ورد في الشعر , ومنه قول الشاعر : " ولم يتطربني بنان مخضب " فالبنان هنا يراد به المرأة.
- وقد استعمل المحدثون أعضاء الجسد على هذا النحو كثيرا , ومن ذلك :
- قولهم : " نحن بحاجة إلى أيد ماهرة " أي : إلى عمال ماهرين.
- وقولهم :"إنه ذراعي اليمنى"أي : معاوني ومساعدي.
- وقولهم : " فلان فقير معدم عنده سبعة حلوق " أي أولاد.
- وقولهم : " تعاني البلاد من هجرة الأدمغة " أي: العلماء.
- وقولهم : " المسرح بحاجة إلى وجوه جديدة " أي : إلى ممثلين.
وقد اشتقوا من أعضاء الجسد صفات تدل على الاستهجان أو الاستحسان
- فمن " الذقن " اشتقوا " ذقناء " فقالوا : " امرأة ذقناء " أي : عريضة الذقن.
- ومن الفم اشتقوا " فوهاء " فقالوا : " امرأة فوهاء " أي : واسعة الفم.
- ومن العنق اشتقوا " عنقاء " فقالوا : " امرأة عنقاء " أي : طويلة العنق.
- ومن الفرع -وهو الشعر - اشتقوا " فرعاء " فقالوا : " امرأة فرعاء" أي :كثيفة الشعر.
وربما اشتقوا من أعضاء الجسد أسماء للأمراض.
-فمن ذلك قولهم : " القلاب " وهو مرض القلب ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه .
-وقولهم : " الكباد " وهو مرض الكبد ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه.
-وقولهم : " النكاف " وهو مرض الغدة النكفية ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه.
وكثيرا ما استخدموا أعضاء الجسد في صنع الكنايات .
-كقولهم : " ضيق اليد " أي : فقير.و " طويل الباع " أي : مقتدر
و " رحب الذراع " أي : قادر. و" ثبت الجنان " أي : شجاع . و " طائش اليد " أي : جبان . و " خفيف اليد " أي : بارع ماهر و " شماء العرنين " أي : فيها كبرياء وأنفة.
-ومن ذلك قولهم : " عض أصابعه " أي : ندم . و " غض بصره " أي : تجاهل /استحيا. و " فغر فاه " أي : دهش .وهكذا...
واستعملوا أيضا أعضاء الجسد في صنع الاستعارة على نحو واسع
-فأبو تمام استعار ل " لموعد ظهرا " في قوله : "وحطمت بالإنجاز ظهر الموعد"
-والمتنبي استعار ل " لردى جفنا " في قوله : " كأنك في جفن الردى وهو نائم "
-وابن أوس جعل ل " لضغن أظفارا " في قوله : " وذي رحم قلمت أظفار ضغنه"
-وشوقي جعل ل " لزمان فما " في قوله : " وفم الزمان تبسم وثناء "
بل إنهم لم يكتفوا باستعارة أعضاء الجسد للمعنويات حتى استعاروها للماديات , كقولهم : " يد الهاتف " و " عنق الزجاجة " و " فم الإبريق "
و " لسان النار " و " قفا الورقة " و " رأس الدبوس " و " أصابع البيانو "
و " أسنان المشط " و " رجل الكرسي " و " صدر البيت " و " بطن الأرض " و " كتف الشارع " .
وقد يستخدمون أعضاء الجسد لرموز تدل على المعاني المجردة
" اليد " تستخدم بمعنى " المعروف " كقول الشاعر : "ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا "
-أو بمعنى " القوة والتأييد " ومنه قوله –تعالى- ( يد الله فوق أيديهم ) على قول.
-ونحن اليوم نقول : " لفلان إصبع/ضلع في الجريمة " ف " الإصبع " تعني الدور.
" لفلان أذن موسيقية " أي : مقدرة على تمييز الأصوات.
" يفعل ذلك لوجه الله " أي : لمرضاته.
" هم في قبضته " أي :تحت نفوذه وسيطرته.
-و" نفذوا العمل تحت بصره " أي : تحت إشرافه.
وقد استعملوا أعضاء الجسد كمادة لاشتقاق أفعال تدل على الضرب خاصة
-من ذلك قولهم : " أفخه " إذا ضرب يأفوخه.
-وقولهم : " دمغه " إذا ضرب دماغه.
-وقولهم : " صدغه " إذا أصاب صدغه.
وقد تحدث ابن سيده عن هذا النوع في كتابه المخصص.
ولنا معكم لقاء في حلقة قادمة لاستكمال الموضوع.



 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نشأة اللغة بين نظرية الاصطلاح وغيرها. م الإدريسي منتدى المصطلحات 7 05-19-2009 09:45 PM