العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-17-2010, 05:30 PM
عبادي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5637 يوم
 أخر زيارة : 11-08-2024 (02:58 PM)
 المشاركات : 389 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبادي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مختصر قصة الحضارة



أبطال من التاريخ.. مختصر قصة الحضارة
عرض/ إبراهيم غرايبة
يستوعب هذا الكتاب موسوعة الفيلسوف ويل ديورانت المشهورة "قصة الحضارة"، وقد قام ديورانت بذلك بنفسه قبل وفاته. ولكن الكتاب بقي مخطوطا ولم يعرف عنه شيء حتى العام الماضي. وفي هذا الكتاب يستعرض الفيلسوف ديورانت التاريخ الإنساني من كونفوشيوس إلى شكسبير، ومن الإمبراطورية الرومانية إلى عهد الإصلاح، وينتهي في القرن السابع عشر.
ولد ديورانت عام 1885 وتوفي عام 1981، وقد منح جائزة بوليترز عام 1968 وميدالية الحرية عام 1977. وقد أمضى أكثر من خمسين عاما في كتابة موسوعته "قصة الحضارة" المكونة من أحد عشر مجلدا.
والكتاب وإن كان يبدو ملخصا للموسوعة الأصلية لكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل هو برأي الباحث المتخصص في دراسة ديورانت "الدروس والعبر المستفادة من التراث الإنساني، وشهادة ديورانت الأخيرة على النعمة التي تمنحها بلاد العقل التي طالما أحبها وكرس معظم حياته لكشف خباياها وإبراز معالمها".
الحضارة
في سيرة الإنسان التي تزيد على المليون سنة، لم يشتغل بالزراعة إلا قبل 25 ألف سنة، وقبل ذلك كان صيادا مولعا بالاكتساب والنهم، تشغله مؤونة الغذاء غير المؤكدة، وليستغل غنيمته قبل أن تفسد، وكان بطبيعته تلك مشاكسا ميالا للقتال، ويتخذ أكثر من زوجة لمواجهة الأخطار، ولا تزال هذه الخصائص هي السمات الأساسية للإنسان من أجل البقاء.
وكانت الزراعة تحولا كبيرا في حياة الإنسان، ولعله استغرق في ذلك قرونا عدة من التجارب والملاحظة، واستتبع ذلك أن يروض الإنسان نفسه على الإقامة المستمرة بين الجدران ليرعى مزروعاته وحيواناته، واقتضى ذلك أن يتعلم خصالا اجتماعية كالحنان وحب الأسرة والرزانة والتعاون والعمل الجماعي، ومن هنا بدأت الحضارة.
ولكن من هنا بدأ النزاع العميق والمتواصل بين الطبيعة والحضارة، بين الغرائز العميقة المتجذرة في الإنسان إبان مرحلة الصيد الطويلة وبين الميول الاجتماعية التي تكونت لديه على نحو ضعيف بفعل الحياة المستقرة الحديثة العهد، ولأن المستوطنة تحتاج إلى حماية كان لابد من الاتحاد والتعاون، وصار ذلك أداة التنافس بين الجماعات.
كيف تسنى غرس القواعد والمبادئ الأخلاقية المعقدة والمزعجة بنواهيها المتعددة والمتعارضة مع الطبيعة المشاكسة والنهمة؟ لقد رسخت بخمس مؤسسات هي العائلة والدين والمدرسة والقانون والرأي العام.
وتحت هذه المظلة الحامية للنظام الاجتماعي توسعت الحياة المشتركة، وازدهر الأدب، وتقدمت الفلسفة، وتفتحت الفنون والعلوم، وطور الرجال والنساء لديهم روح الاعتدال والمودة والضمير والحس الجمالي. فالحضارة هي النظام الاجتماعي الذي يحرك عجلة الإبداع الثقافي، وهكذا نشأ سجل الحضارة بدءا بكونفوشيوس لكنه سجل لم يجد فيه ديورانت الحضارات العربية والشرقية والإسلامية.
الصين.. كونفوشيوس
الحضارة الصينية هي أقدم حضارة معروفة للمؤرخين والفلاسفة، وتاريخها حي نابض بالحكمة والشعر والفن والعلم، ولا يزال تراثها قادرا على توسيع مداركنا وتعميق إنسانيتنا. وقد ولد كونفوشيوس معلم الحضارة الصينية في القرن الخامس قبل الميلاد لكن آثاره تحكي عن حكماء وفلاسفة سبقوه بآلاف السنين.
وتقوم فلسفة كونفوشيوس على الحفاظ على الأخلاق والنظام الاجتماعي بالتعليم، فعندما أراد الأسلاف تنظيم بلادهم وجدوا سلسلة من الشروط والحلقات المؤدية لبعضها تكون بتنظيم أسرهم وتهذيب أنفسهم وتطهير قلوبهم والإخلاص والمعرفة والبحث عن حقائق الأشياء.
من بوذا لغاندي
نشأت حضارة هندية عريقة وضاربة في القدم، وأهم روادها هو بوذا فيلسوف الهند الذي يعلم الناس حتى اليوم التطهر والبحث عن السكينة والتأمل والزهد والتقشف. وكان ألمهاتما غاندي في العصر الحديث معلما للهند ويعده الهنود مؤسس دولتهم الحديثة، واشتهر بفكرة المقاومة السلمية للاحتلال.
واختار الهنود أنديرا غاندي ابنة أول رئيس وزراء للهند وهو جواهر لال نهرو، وعرف عنها الذكاء والشخصية الطاغية، وقد عملت على أساس فلسفة مخالفة تماما لغاندي ولأبيها.
مصر الفراعنة
يعتقد بعض المؤرخين أن الحضارة المصرية هي أقدم الحضارات عهدا وأطولها عمرا، وقدمت إلى العالم أعظم ما على الأرض من حضارات حتى اليوم. فقد كان علم الفلك والحساب المصريين في حالة متقدمة قبل الميلاد بخمسة آلاف سنة، وظلت متواصلة على نحو مستمر حوالي أربعة آلاف سنة عندما انتهت على يد اليونانيين قبل الميلاد بثلاثمائة سنة.
وقد بنى المصريون أسطولا تجاريا وطوروا التجارة عبر النيل والبحر المتوسط، وتعبر الأهرام في ضخامتها وارتفاعها ودقتها الهندسية عن علم وتقنية معمارية متقدمة.
وعرفت الحضارة المصرية نظاما إداريا وماليا وخدمات بريدية منتظمة، وصناعات وفنونا متطورة كصناعة الأسلحة والدواء والحرف والمناشير ومعالجة الأخشاب والبناء والمراكب. وحفرت القنوات بين النيل والبحر الأحمر، ونقلت المسلات التي تزن آلاف الأطنان لمسافات بعيدة.
وكانت النساء المصريات يتمتعن بوضعية قانونية أرفع، وبحريات أدبية واجتماعية أوسع منها في أي دولة أوروبية قبل العصر الحديث. وعرفت الحضارة المصرية ملكات خالدات جميلات مثل نفرتيتي، وحكيمات مثل حتشبسوت، ومتهورات مثل كليوبترا.
العهد القديم
ظهر اليهود في فلسطين قبل الميلاد بألف وثمانمائة سنة، وهاجر يعقوب (إسرائيل) مع أبنائه إلى مصر. وظل الإسرائيليون يعيشون في رفاه وعز لأربعمائة عام، ثم تغير الفراعنة وبدؤوا يضطهدونهم. وبدأت أول مملكة لبني إسرائيل بعد موسى بحوالي أربعمائة سنة على يد داود ثم ابنه سليمان.
وكان لليهود أنبياء وحكماء ومصلحون قدموا لقومهم رؤى وحكما خالدة، مثل عاموس الذي حارب الكهنة المستغلين والمتاجرين بالدين، وإشعيا الذي حارب الظلم والطبقية. ثم تعرض اليهود لهزائم على يد المصريين والآشوريين، وأخرجوا من فلسطين، ثم أعادهم قورش ملك الفرس.
ونظم عزرا (عزير) لليهود شريعة وتعاليم مستمدة مما أنزل على موسى، ومن بينها الوصايا العشر المشهورة في الأخلاق. وتضمنت التوراة أو العهد القديم كثيرا من الأسفار والحكم والأشعار، من أكثرها تأثيرا المزامير التي تنسب إلى داود.
ولكن مما يدعو إلى التساؤل كيف جاء "نشيد الإنشاد" إلى الكتاب المقدس، فهو شعر مليء بالصراحة، ويحتفي بالاستسلام المبهج للحب المتبادل.
وينسب ديورانت إلى باحثين أن هذه الأشعار ربما تكون من بعض طقوس الخصب والنماء الوثنية، وفيها مؤثرات أفريقية ربما جاءت من مصر، مثل البيت الذي يقول "أنا سوداء لكن جميلة".
ومن أبيات نشيد الإنشاد "صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت، ها أنت جميلة يا حبيبتي، عيناك حمامتان.
أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا توقظن حبيبي النائم حتى يشاء..
حبيبي لي وأنا لحبيبي، الراعي بين السوسن، إلى أن يفيح النهار، وتنهزم الظلال...
اهرب يا حبيبي وكن كالظبي، أو كغفر الأيائل على جبال الأطياب..
تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل، ولنبت في القرى
كالسوسنة بين الشوك... حبيبتي بين البنات
كالتفاح بين شجر الوعر.. حبيبي بين البنين".
الإغريق والرومان
أنشأ اليونان حضارة امتدت آثارها حتى اليوم، وقدمت للعالم فلاسفة كبارا مشهورين مثل سقراط وأرسطو وأفلاطون وفيثاغورث، وامتدت إمبراطوريتهم في العالم القديم كله تقريبا.
وورثت روما أثينا، وقامت إمبراطورية تهيمن على العالم قرونا متواصلة، وإن واجهت أزمات وثورات عدة من أهمها ثورة العبيد عام 139 قبل الميلاد. فقد أسرفت روما في استعباد الناس من الأسرى والبلاد التي تحتلها وغرقت في الترف والفساد، واختفى الزراع والفلاحون الأحرار ليحل محلهم عبيد يكرهون روما، وقامت حروب أهلية عدة.
عرفت روما الإمبراطور أغسطس أعظم مشرع في تاريخها الذي حاول أن ينقذ الإمبراطورية من التهتك والفساد الذي اجتاحها، ولكنها غرقت بعده في الفوضى والاستبداد حتى اجتاحتها القبائل البربرية عام 476 للميلاد. وإن شهدت بعده برأي المؤلف مائة عام هي الأعظم في تاريخها كله، وتعاقب عليها ملوك فلاسفة عظام مثل نيرفان وتراجان وهادريان وأنطونيوس بيوس.
المسيحية
ينحدر المسيح من الملك النبي داود، وقد ولد في عهد الإمبراطور هيرودس، وكانت الشام ترزح تحت الاحتلال الروماني الوثني، وقد تعرضت المسيحية لاضطهاد روماني استمر أكثر من ثلاثمائة عام.
ولكن المسيحية انتشرت بسرعة، وبخاصة بعد تمايزها عن اليهودية وانصراف أتباعها عن السياسة. وفي القرن الرابع الميلادي تنصر الإمبراطور قسطنطين، وصارت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، وانتشرت الكنائس والكاتدرائيات والفكر المسيحي والشعر والفلسفة المستمدة منها.
وتعززت الكنيسة بمرور الزمن، وتضاعفت ثروتها ونفوذها، ولكن في المقابل تم إضعافها بدفقة البحبوحة الدنيوية، وتغذية النزعة الفردية، والتحايل السياسي، وفكر الشك. ونشأ في رحم المسيحية النهضة الوثنية الأبيقورية الكلاسيكية، والإصلاح الديني في منظومتين ثقافيتين قويتين.
النهضة
بدأت في القرن الرابع عشر الميلادي النهضة العلمية الأوروبية والتي مهدت للتفوق الغربي والثورة الصناعية والهيمنة على العالم القديم بدءا بالقرن السابع عشر واكتشاف العالم الجديد واستيطانه.
ومن شخصيات هذه المرحلة المبكرة ليوناردو دافنشي الفنان المبدع الذي مازالت لوحاته الفنية مثل موناليزا والعشاء الأخير من روائع الفن العالمي وأكثرها شهرة، وكان له أيضا مؤلفات ومحاولات علمية وهندسية.
وعرفت هذه المرحلة رافائيل الرسام والمصور الذي زين جدران كنيسة الفاتيكان بلوحات خالدة، ومايكل أنغلو الرسام والنحات وصاحب تمثال داود الذي يعده النقاد متفوقا على كل التماثيل الأخرى قديمها وحديثها اللاتيني منها أو اليوناني.
وعادت روما بفنانيها وفلاسفتها وعلمائها مرة أخرى رائدة أوروبا، ولكنها هذه المرة اختارت الريادة عن طريق النهضة العلمية، فلم تعد إمبراطورية مهيبة وقوة عسكرية.
وشهدت النهضة موجة الإصلاح الديني، ونشوء البروتستانتية، وربما كانت الشيوعية واحدة من أزمات المسيحية وتفاعلاتها.
ومن أهم رواد الإصلاح الديني كان هانز لوثر الراهب الألماني الذي نشر أفكارا تراجع ما استقر عليه الفهم والسلوك المسيحي أكثر من ألف سنة، وقد أمر البابا ليو العاشر بإحراق جميع كتابات لوثر ولكنه وجد تأييدا كبيرا بين الألمان جعل موقف بابا الفاتيكان غير ذي أهمية عملية.
ومن علامات مرحلة النهضة البارزة الجهود والأعمال العلمية لكوبرنيكس، والاستكشافية لكولومبوس، والمسرحية لشكسبير، والمنهجية العملية والفكرية لبيكون، ومطبعة غوتمبرغ في القرن الخامس عشر.
وينتهي الكتاب ببداية القرن السابع عشر، ولعله اعتبر ذلك التاريخ بداية الثورة الصناعية المختلفة في طبيعتها ومسارها. ولم يذكر المؤلف ويل ديورانت شيئا عن العرب والمسلمين ودورهم في الحضارة، وتجاهلهم كأنهم ليسوا موجودين ابتداء. ولا شك في أن ذلك يعبر عن موقف عقائدي مسبق يتناقض مع مكانته العلمية والفلسفية.



 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة الحضارة أبوعبدالله المنتدى العام 0 08-05-2009 07:09 PM