|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
كنوز علمية يكاد الأرض أن يبلعها
كنوز علمية يكاد الأرض أن يبلعها
إن هذه الأرضي الصحراوية الواسعة النطاق المحيطة بمعالم تراثية أصيلة لها تاريخ تحتاج منا إلى نهضة عزيمة تكشف عن أسرارها وما تحتوي عليها من علم وعلماء يكاد البساط ينطوي عليها فتنسي وتنسّى من كل أفكار المفكرين ، وقد نامت أعين الناس عنها وغضوا الطرف دونها ، فليس هناك من تأخذه رأفة فيرأف أو يغار على هذا الموقف فيقف . إن الواقع أو الحال الذي نعيشه في الصحراء واقع مؤسف تدمى له العين ويحنو له القلب رغم ما لنا من تاريخ عريق مملوء بالمشاهد والعبر ، له أصل حميد ، وجزر شديد وما لنا من علم زاخر وفكر ناضر وشرف فاخر وكنز زاخر ، (كنز المعرفة والعلوم) ، فأدعو من لا يعرف بهذه الكنوز أن تطئ قدماه تلك الأرضي النائية المليئة بصنوف العلم حتى يستغرب ويتعجب مما سوف يراه من علماء أجلاء يعكفون على العلم ونشره و طلابا يجتهدون في طلب العلم طيلة أعمارهم ، رغم الظروف الصحراوية الصعبة التي يعيشونها . قبيلة السوقيين تقطن قبيلة السوقيين في مناطق متفرقة ومتفاوتة الابتعاد عن ضفتي نهر النيجر الشرقية والغربية في كل من النيجر ومالي، بالإضافة إلى مجموعات في بوركينا فاسوا وإلى هذه القبائل يشار بالبنان في كل ما يتعلق بالتعلم والتعليم ، وأود في هذه العجالة أن أقدم نبذة عن هذه الكنوز العلمية ، وتمشيا مع ضرورة الاختصار فإني سأعطي الأمثلة عن الجانب اللغوي والشرعي . فلقد كان للسوقيين في الجانبين باع طويل في الصحراء الكبرى فقد كانوا من القبائل المعروفة بالعلم والمعرفة فهم المرجع الأساسي لجل سكان الصحراء وما زلوا على ذالك إلى وقتنا الحاضر ، ولقد نالوا احتراما مشهودا وملموسا من كل القبائل الصحراوية من أجل ما يملكون من أفكار ناضجة وكتب سامية ، ومعالم تراثية أصيلة ، ومن أجل العلم الذي حووه من كل جوانب قالوا عن أنفسهم : يقول الشاعر : محمود محمد الصالح السوقي [ســائلا عنا الذي يعرفنا = في قرانا يوم تفسير الكتب أبنوا عدنان أم من عـجم = سـيقولون هم هام العرب أنحـاس نحن أم من فضة =سيـقولون هم عين الذهب بلداء العـــصر أم نقاده =سـيقولون بهم قام الأدب بخـلاء الوقت أم أجواده =سـيقولون بهم نجح الأرب يقول الشاعر : محمد الحاج الحسني السوقي ســائلا عن أصلنا وهو جهول = إننا ما رابنا عنه ذهول إننا من دوحة العز ومن = هامة العرب من أبناء البتول سادة السادة أرباب الحجا = صفوة الصفوة من سبط الرسول وسواهم فتية من آل من = نصروا المختار . فخر لا يزول نصروا أحمد آووا صحبه = نافحوا عنه وعنهم من يصول زد على زينك قوما شاركوا = آل فهر في اعتزاز بأصول والقوافي شاهدات أننا = عرب ننحتها كيف نجول ما اشتكى اللكنة منا مشتك = لا ولا عيا به حين يقول إن تكن في ريبة فاستفت من = ساجلونا في مجالات العقول هل رأوا من شمسنا إذ بزغت = فوق جو اللفظ والمعني أفول من يساجلني يساجل ماجدا = من بني الأدرع أبناء الفحول فلعمري إننا إن لم نقد = لم نقد والمرد منا كالكهول ويقول الشاعر : محمد بن يوسف السوقي ليهنك النفس أنا عمومة = لكم غير أنكاس ولا بالمتاعس فكل عصامي عتيق مسود = سليل سعود لم تكن بالمناحس لنا فكر صواغة ومقاول = مقارض تعني بارتباض الترامس خلقنا نجوما رينة لسما العلى = رجوما لأجناد الجثي الحواسس فلولا انفتاق الصبح فينا لأشرقت = أشعتنا في الجو غير طوامس ففاخر بنا من شئت تفخر بفتية = فوارس تعتاد افتراس الفوارس ومارس صناديد الفحول باسرهم = بنا نجتهد في إثرهم أو فنافس فإنا لأس للعلوم أساسها = أساة لآلئ ساسة للمدارس يقول الشاعر : إغلس بن محمد اليماني حيث ما كنت باريا لليراعة = وملقا للنون مجت براعة يقون الرق إذ علاه ذراعي = أنني مفلق أجيد الصناعة أشعوري ولّى شعوري سواء = فليزع إن يشا مزيع الإزاعة وفي ما يلي نظرة سريعة عن العلوم التي اعتني بها السوقييون في مسيرتهم التعليمية : 1- العلوم الشرعية فلقد اهتم السوقيون بالشريعة والتمسك بها وجعلها منهجا مستقيما ومنبعا عظيما يغرفون منه والتزموا بها في كل الميادين ، فهي سلاحهم الذي يغزون به ، ومسلكهم الذي يمشون عليه وحكمهم الذي يحكمون به ، فقلد ألفوا كتبا كثيرة في علوم الشرع ، فما تركوا صغيرة ولا كبيرة إلا تعلموها وعلموها للناس ، فلهم حلقات ومحاضر تحفيظ القرآن يتخرج منها أبناء الصحراء ويفد إليها الطلاب من كل أقطاع الصحراء فتحفظهم القرآن وتملأ جعبهم بالعلوم الشرعية واللغوية ، فصارت تلك المحاضر منهلا صافيا ومنبعا ضافيا تملك كل الآليات التي تجعل الطالب يتفوق في طلبه للعلم وتملك أساتذة معروفين بالبراعة ورزانة العقل والأفكار المستقيمة الطازجة . ومن الغريب أن هؤلاء الطلاب المتخرجين من المحاضر الصحراوية ، لا يستطيع الطالب المتخرج من المدارس النظامية أن يقف أمام أحد منهم ويناقشه في المسائل الشرعية أو اللغوية ، فإن ناقشه عرف أنه مستواه أرقي من مستواه . العلوم اللغوية : ظل الأدب العربي السوقي يواكب مسيرة الحياة لتبلور الأفكار والتعبير عن المشاعر والأحاسيس ولم يزل الأدب العربي السوقي يتطور ويتجدد مشكلا ومضمونا، حسب تطور الثقافة العربية ووفقا لما تمليه رؤى وأفكار ذوى المواهب والمهارات في كل قطر، وعلى قدر ما تجود به قرائح وملكات الأدباء والكتاب من الناحية الإبداعية وما يترتب على ذلك من التغيير ، لا يكاد العقل يصدق ما توصل إليه السوقيون من الشعر وصناعته والاهتمام الدائم به ، ولقد اعتنوا به اعتناء كبيرا حتى توصلوا فيه إلى نهاية محمودة ، حيث لم يتركوا غرضا من أغراض الشعر إلا خاضوه ، ولا فنا من فنون العلم إلا قالو الشعر فيه ، فأصبحت لديهم دواوين مدونة وكتب ذهبية مخزنة ، ومقالات شعرية مقننة ، فبنوا من وراء ذالك جيلا شعريا ضخما جديدا يضاهي الأجيال الجاهلية السابقة في الصياغة والسياق وتنسيق المعاني وسلامة الألفاظ والعبارات ، فلا يتخرج واحد منهم من المحاضر إلا وله إلمام تام بالشعر وحفظه ، وكثيرا ما يكون بعد ذالك شاعرا مشهورا . ومن مؤلفاتهم في هذين الجانبين : الكتاب === المؤلف الجوهر اللامع نظم جمع الجوامع === المحمود بن حماد محرض الحريص نظم التلخيص === محمود محمد الصالح الجوهر الثمين في أخبار الملثمين === العتيق بن سعد الدين نظم كتاب مسلم في الأفراد والوحدان === الحاج بن محمد أحمد السلم الحال = == المحمود بن حماد البدعة وأقسامها وأحكامها === محمد يحي حمدا قوالب التخليص في نظم التلخيص === حمدا بن محمد عدة الحافظ في الفرائض === محمد إنلبش الدوالي الدواني نظم عقيدة القيرواني === المبارك الخضر رسالة في أحكام القصر === محمد يحي حمدا الدرر نظم نخبة الفكر == الحاج محمد أحمد الكوكب اللامع نظم جمع الجوامع === محمود محمد الصالح الطريق المثلي في حكم نكاح الحبلى == محمد يحي حمدا * مقارنة بسيطة للشعر السوقي العربي والشعر الجاهلي القديم : لو أمعنت النظر جيدا وفكرت مليا في الشعر الجاهلي والشعر السوقي العربي لوجدتهما متماثلين في صياغة المعني ومتقاربين في سلاسة اللفظ ودقة المعاني وغرابة الكلمات ، فما خاض الجاهليون واديا من الشعر إلا خاضوه معهم ، ولا مسلكا إلا سلكوه ، فتوصلوا فيه إلى درجة عالية لو كشف العالم الستار لرأى ذلك حقا وسيجد كنوزا شعرية ذهبية تكاد الأرض أن تبلعها وينطوي دونها البساط ، فلم يفطن أحد لذلك . فكلما مر زمان من الأزمنة يزداد الشعر السوقي تطورا وازدهارا ، وفي ما يلي أمثلة للشعر السوقي العربي يستطيع القارئ من خلالها مقارنته مع الشعر الجاهلي القديم : يقول الشاعر : محمد يوسف السوقي يا دار هند بذات الطلح مهدومه = مجت أفاويقها من فوقها ديمه فذي (الأراني) إلى أعلام (ميم) إلى = (كورام) فالرس من (أنكور)مرهومه أقوت وأمست خلاء لا أنيس بها = وآيها باليات غير معلومه من نسج دانية الأركان هاتفة = قهباء رجاسة وطفاء مركومه وكنست متليات حولها كنسا = بمائرات تباري الريح مسلومه ويقول : الشيخ المحمود حماد السوقي أشوقا ولما تظعن أم مالك = ولم تقو دوران الحسان الفوالك رويد الهوى ما لم يجدني مزايلا = لملعب دعداتي وممشى عواتك فما تيم التيهان مثل قطيع = من الغيد خدل السوق عذب المضاحك ولا شاق مثلي مثل لمح ظعائن = جمال على شتى جمال رواتك ولم أر شمسا مثل شمس تكفلت = بإزهاق روحي يوم شد الشكائك تراءت لنا والحي ما بين سائق = محث وملجم عجول وحانك فما إن ترى إلا دما نهريقه = إذا غاض ماء الدامعات السوافك فيا أم مال إن قتلت لمسلما = براء فهات الأرش من رأس مالك ويقول أيضا : سلم على مربع أقعت قواعده = وغيبت عن هنوده مهادده واسق المظامئ منه كل ملتطم = من الدموع يعل منه وارده فالدمع أجدر ما حيا الجدار وما = أحيا قتيلا يد التوديع وائده وأسأله كيف أطاع الدهر في نفر = كالفور ولولاه لم تعهد معاهده وأختار ظبيا أغن لا قلاد له = على أغن تضاعفت قلائده يا ليته صان ربربا مراضبه = كاســــــــــــــــــــاته وثغوره نواجده من كل أحور ريمي اللحاظ إذا = مشى التبيهس وسوست فرائده ولا شك أن الإبداع من ميزات الشعر العربي الصحراوي السوقي ويلاحظ الإبداع منه اعتبارا من طبقة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد، ومحمود بن محمد الصالح؛ وهما اللذان رفرفى في سماء الإبداع بكل جدارة وتفوق ثم درج بعض الشعراء على النسج على منوالهم، هذا من الناحية المعنوية وفصاحة النطق وجزالة اللغة وحسن الأسلوب، أما الإبداع من الناحية الشكلية فيمكن أن نعتبر ابتداءه من حيل الشيخ محمد يوسف الذي وضع شكلا هندسيا رباعيا في الشعر العربي يسمى عندهم ( عِجَارُ ) ومن ذلك الجيل الشيخ محمد أحمد بن ابراهيم الذي انشأ رسالة وقصيدة في الحض على التعلم، وليس بين حروفها أي حرف معجم رباعيا ولم يزل التطوير يتزايد والإبداع يظهر في الأدب العربي السوقي الصحراوي حيث استطاعة مجموعة من الشباب من الجيل الحالي رسم أشكال هندسية كشكل الزهرة والنجمة في الشعر ويتعذر إعطاء الأمثلة على ذلك في هذه الكلمة لتعقيد تلك الأشكال وضيق الوقت . النهضة الحديثة : في الآونة الأخيرة والواقع الحالي تخرج من محاضر السوقيين شبابا نبلاء ارتووا من معين الشعر الصافي من الشعر القديم والحديث وامتلأت ذاكراتهم من الشعر يروونه بكل سهولة وبذلوا له جل وقتهم وكانت لهم ملكة شعرية معروفة ، ومحمودة وقرائح فكرية مسعودة ودواوين شعرية جديدة فلم يزل هؤلاء البراعم يتغلغلون في مدارج الشعر ودروبه. ومع ما يعاني هؤلاء الجدد من ظروف صحراوية صعبة جعلوا همهم الوحيد ومقصدهم الفريد العلم وطلبه من الصغر إلى الكبر ، وليس لهم عمل ولا شغل إلا دراسة الكتب الدينية واللغوية والاعتكاف إلى جانب علمائهم للاستفادة منهم والمناقشة معهم في كل مجالات العلم في المسائل المتعقدة والغامضة مما ترك فيهم سمات ظاهرة لكل ذي عينين . وفي ما يلي أمثلة قليلة عن إنتاجهم الشعري : يقول الشاعر : علي سليمان الحسن السوقي هي النفس إما أن تشد وثاقها = وإلا هوى بها هواها وساقها فإن ساقها أعمى عن الحق عينها = وأودى برشدها وأبدى نفاقها وأخلى من أخلاق الأفاضل همها = وأغرى بها غرورها وإباقها فن أتبع النفس الهوى طول عمره = وعن كل ما عقباه تحمد عاقها أضلته في الدنيا الطريق وإن يمت = أذاقته في الأخرى لظى وأذاقها ومن راضها دهرا ولم يرض صنعها = وهون في كسب المعالي فراقها أطاعته في سعي إلى ما يزينه = وراقته كل المعلوات وراقها ومالت به نحو النفوس التي ارتقت = ورامت به حين السباق سباقها يقول الشاعر أحمد محمد ألحاج في رثاء الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في قصيدة طويلة تربوا على مائة بيت هلك الندى فالطرف دام دامع = لأفول بدر التم هام هامع أنى نسر مصيبة شقت بها = أكبادنا، وبها يسك السامع أمر أمرّ فلم يدع من مسلم = قلبا ولا صبراً فكل جازع فبفقد فهد طاش عقلي حيرة = وكأنني في المهد طفل راضع فلفقده فابكوا جميعا جهدكم = فدعوا التباكي هو أمر جامع بل شرفوا أشعاركم برثائه = فالشعر إن يهمله شعر ضائع فخرور ركن الدين أولى ما به = تبلى السرائر بل تهد اضالع فلئن مضى فلقد أضاء حياته = فسل الزمان يجبك فهو يتابع شرط النهاية أن تصح بداية = فاهنأ فربح الله بحر واسع التعقيب : هذا هو الأدب العربي الصحراوي الأزوادي الذي قضى عقودا زمنية بل مضت عليه قرون متتابعة تحت رمال الصحراء، ينسج عليه بمناكب الإهمال نسيجا مروعا من النسيان، مع أنه لا يقل من حيث الأهمية عن الأدب العربي الموريتاني في الذي تهتم به الدول العربية، بل يقاسمه الأهمية ويشاطره الجودة ويجاريه في ميادين الإبداع وينافسه من حيث الأناقة والتطور ويحاكيه لفظا ومعنى، ويضاهيه شكلا وموضوعا. إلا أن الأدب الموريتاني قذف على الأزوادي بجناحين فقدهما الأزوادي : الأول : هو قيام الدولة الموريتانية التي قدمت تسهيلات للأدباء حتى وصل أدبهم إلى الدول العربية. الثاني : طباعة ونشر الدواوين الشعرية الموريتانية في كل الدول العربية الثالث :هو الاهتمام من قبل الدول العربية بالأدب الموريتاني وبأدبائها؛ ومن المؤسف أن ذلك يشبه التقصير من قبل العرب في حق هذا الشعب الأزوادي العربي أصلا وفصلا وولاءا إلا أننا يحدونا الأمل في أن يثمر ما تبذله المراكز العربية الآن في كل من النيجر ومالي، من جهود تتعلق بالثقافة العربية وذلك عن طريق مبادرات وآراء واهتمامات مديري شئونها الغيورين على وطنهم ودينهم وأمتهم وبالتحديد منظمة المركز الخيري في نيامي بالنيجر ومركز الإسلامي في مالي ونحن نشكرهم على جهودهم وننتظر المزيد. والله ولي التوفيق إعداد : أمح محمد أحمد السوقي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
افتح كنوز الحسنات | أمح محمد أحمد | المنتدى الإسلامي | 1 | 05-16-2009 09:33 AM |
أحببت الأرض والدار | فارس الحجاز | منتدى الترحيب و المناسبات | 5 | 05-03-2009 06:26 PM |