07-01-2010, 07:10 PM
|
#25
|
مراقب القسم الإسلامي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 84
|
تاريخ التسجيل : Apr 2009
|
أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
|
المشاركات :
1,240 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: مشاركة بمتن النيرات
انتهى ما كتبه لي برد الله ضريحه وأسكنه من الفردوس فسيحه .
وكنت سألت السيد محمد الأمين بن شيخنا سيدي محمد باي قبل السؤال الذي أجابني به أهل السوق عام رجوعه من الحج في الطيارة ، وهو لله الحمد له يد طويلة في علمي المعقول والمنقول ، فأجابني بما نصه :
أما مسألة وجوب الحج في الطيارة فلتعلموا أني لم أفهم ما أشكل عليكم من أمرها كل الفهم ، أهو عدم جواز ركوب الطائرة أصلا ، وهو رحب المجال لا مدخل فيه لمن لم يبلغ درجات أهل الاجتهاد لاحتياجه إلى كثير من التعليلات وتنتيجها ، والجواب عنها وعما يعارضها مما أنا عنه بمعزل ، بل قصاراي التمسك في ذلك بما عليه الجم الغفير من المسلمين من أهل كل مذهب في مشارق الأرض ومغاربها من جواز السفر في هذه الآلات المخترعة ، وقد وقفت على كلام لبعض أبناء مايابى ، فيه أن الإشارة بقوله تعالى : (( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) إلى هذه المراكب ، وأن الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام : (( لتدعن القلاص فلا يسعى عليها )) إلى ذلك ، أيضا . انتهى كلامه، ومن ذلك : (( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه )) الآية في معرض الامتنان بالركوب وغيره إثر قوله تعالى : (( الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره )) الآية ، وقد نص الفقهاء على وجوب الحج في البحر بمثل هذه الآيات وعللوه بأنه لا يمتن على خلقه بما حرم عليهم ، وأقرب ما تقاس عليه هذه الطائرات السفن البحريات لسيرهن على جرم الهواء كما يسرن على جرم الماء ، أو هو عدم اعتيادها للركوب في زمن التشريع ، وهو أيضا غير متوجه عندي ، وخصوصا المالكية الذين لا يذكرون اسم الراحلة أصلا ، وإنما يعتبرون القدرة على الوصول بأي حيلة أمكنت مع الأمن على النفس والمال ، ومن تضييع ركن صلاة ، ومن ارتكاب محظور ، وجميع ما ذكر مأمون في هذه الطائرات كما شاهدت بنفسي وكما سمعته من غيري ، وهو أن هذه الطائرات أقل غررا من غيرها من هذه المراكب الحديدية ، وأمـــا الصلاة فالذي شاهدته أنها لا يأتي عليها وقت صلاة إلا بالأرض ، وإن طرأ عليها ما يوجب غير هذا ، ففيه من التفصيل ما في ركوب البحر ، وأما ثـقل ما يبذل عليها ، فأي ثـقـل في عشرين ألف ريال كارطة فرنساوية تبذل عوضا عن زاد وتعب ، وكراء راحلة ، وخوف طريق أو عدمها أصلا ، وركوب بحر مع كثرة ميده ، وتجريد راكبه وتفتيش أمتعته من هنا إلى جدة ، وإن كان لما يقول العلماء من عدم جواز السفر في مراكب النصارى ، ففي علمكم أن ذاك في حال ليست الآن ، وإن كان إشارة إلى ما يشاهد من المناكر ؛ فإنها منهم أقل مشاهدة فلم يبق إلا أنها من المحدثات ، وإن أقرب ما تقاس عليه السفن البحرية إذ لا فرق بينهن أصلا ، وقد حكم محققو المتأخرين كعليش بتكفير من أفطر متعمدا في رمضان بعد ثبوت الشهر عنده بالسلك ، وأين هو مما عليه العرب من التشريع من البداوة فأجيلوا النظر في هذا المهيع إذ ليس له غيركم في هذا الصقع . انتهى ما كتبه لي حفظنا الله وإياه ووفقنا إلى ما فيه رضاه .
تـتـمـة: ما أشاروا له كلهم من صحة السجود على سطح الطيارة الجوية يخالفه ما حده به المالكية كما قاله ابن عرفة وغيره في حده ، ونصـه: { السجود مس الأرض أو ما اتصل بها من سطح محل المصلي كالسرير بالجبهة والأنف } انتهى ، وبه يعلم أن ما نقله العالم محمد الأمين بن آبَّ الجكني فيما تقدم عن الدسوقي لا حجة فيه للسجود في الطائرة ؛ لأن ما في الدسوقي فيما اتصل بالأرض ، والطائرة غير متصلة بها ، ولا بما اتصل بها ، فحكم من أدركته الصلاة فيها في مذهبنا الإيماء على ما ظهر لي من نصوص المالكية ، والله أعلم وأحكم ، وسيأتي إن شاء الله رد الإمام محمد يحيى بن أب لفتوى عليش التي نقل لي السيد محمد الأمين بن شيخنا هنا ، ورده لما قاسها عليش عليه من الاعتماد على غلبة الظن مثل إيقاد النار ، وصوت المدافع عند من تمالأ عليه من المسلمين لرؤية الشهر ، أن من رآه منهم يفعله للآخرين ، وقال : إن مثل هذا من صوت الجمادات أو دلالتها لا يفيد إلا غلبة الظن ، ولا يعتمد عليه في الأسباب الشرعية الوضعية التي تحصل بالعلم اليقيني ، وبين أدلة ذلك بما لا مزيد عليه كما سيأتي إن شاء الله .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أداس السوقي ; 07-08-2010 الساعة 09:26 PM
|