|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
عش واقعك..؟؟
.......... وبدون أي مقدمات أريد أن آخذكم عبر ثرثتي...بعيداً.. لنكتشف سوياً كيف أن كثيراً من الأدباء وأهل الذوق يعانون من تناقضات الواقع مع ما يتوهّمونه من تزلج في فضاءات الجمال وتحليق في أعماق البحار.. وبهرجة في حالك الظلمات.. وغوص في متاهات الحب ومضامير الإبداع.. إن من اعتاد العيش في دنيا من نسج خياله.. وعبارات من صنع جنانه.. وحضن من دفئ فؤاده.. لن يرضى بواقع الحياة كما هي بمنغصاتها ومكدراتها وتحولاتها وتداولاتها.. إنني أكاد أجزم أن الهيام وراء أسراب المعاني.. وأطياف الكلمات.. ومعسول العبارات.. يولد نفساً تتكدر بجفاف الحياة.. وقلباً يستعنف معتاد الكلام.. وفؤاد يستخشن الطبيعة الحقيقية.. إنما تنشئ طفلاً يخشى من الفأرة والشوكة والموجة.. فالأولى تتحرك بلا تناسق وتفتقد الانسياب.. والثانية توخز وينقصها اللطف.. والأخيرة تهيج بلا رحمة.. دعوني أفصح عن مقصودي.. فقد نفد صبري مثلكم.. ومللت الاستعارات.. لقد قرأت وسمعت عمن يرسمون للحياة أبهى الصور.. باقة من العواطف وجداول للحب والمشاعر.. ومعاطف من الورد والياسمين .. ثم لما خاضوا غمارها انكمشت كل تلك الصور.. ولم يجدوا لتصوراتهم موقعاً في حياتهم.. فعزفوا عن حقيقتها واستأثروا بخيالتهم.. فعاشوا كما كانوا.. في أوهام.. وهيام.. وغرام في أحلام.. تربعت على عرش أحلامه امرأة جميلة كان ينسج في خياله لها روايات الحب ومسلسلات الغرام.. فلما تزوجها نضبت مخيلته من تلك العبارات.. وتلاشت من ذاكرته تلك المشاعر.. فأصبح جدباً مقحطاً..لأنه لم يعتد العيش مع محيطه.. ولم يكابد مغادرة عالم الخيال.. لم يفتح عينه فيما حوله ليبصر معاني الجمال الحقيقي وشتلات المشاعر الصادقة.. فعجز عن قولبة مشاعره وصياغة عواطفه على حلقات حياته.. فعجزت الحقائق عن تلبية مطالبه وقصر الواقع عن أدنى مبتغياته.. ولم يطق مرارة الغربة عن عالمه(الخيالي) ففر هارباً منها وعاد إلى مراسه..تاركاً الجمال أمام عينيه..والمشاعر ملئ جنبيه.. وراح يحلق بأجنحة الخيال في فضاءات الأماني والآمال.. يسطرها على القرطاس.. بدلاً أن يمنحها للناس دفئاً وإحساساً. قل مثل ذلك في الأطفال رسمهم أزهاراً ورياحين..وبدوراً وأقمار.. ثم أعرض عن غرسها.. وشم رياها.. والسهر على خافت ضوئها. وهكذا.. فالصداقة.. والأخوة.. والإنسانية.. والـ... كلها معاني.. اعتاد العزف على أوتارها.. دون أن يحمّل نفسه عناء الامتثال بها.. فضلاً عن عيشها والاطمئنان بمراتب تحقيقها ودرجات عراها وتوثيقها. [/size][/size][/size][/SIZE] |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|