العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الحوار الهادف > منتدى الحوار الهادف

منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-17-2010, 06:43 PM   #11
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟



الأخ اليعقوبي, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أستعد لاقتباس الفقرات التي أود التعليق عليها من مقالك حالا ؛ لظروف معينة تستوعبني.
لكني أنبهك و أنبه القراء إجمالا بأن المقال فصيح غير بليغ؛ لأنه غير مناسب لمقتضى الحال, فإن القضية التي أثرتها ـ و التي هولت قبل تعريجك عليها بأن من يتألم من الحقائق يتوقف عن القراءة, و بغض النظر عن صحتها من عدمها ـ إلا أنها ليست هي موضوع حديث المستنكرين لموضوع كتاب الأوفى.
فالقضية العالقة هي: " كيفية التعامل مع إساءات محددة, وإهانات متعمدة واضحة, وتطفيف للكيل, صدر تجاه لقب عام, يشمل السوقيين جميعا, من كانوا و أين كانوا, وهو (السوقيون)".
وهذه الإساءات اقترفها شخص واحد, معروف, له أهليته الخاصة, أمام الله, و أمام الناس, فاستنكرها بعض من يشملهم الاسم من باب ـ على الأقل ـ الذب عن أعراضهم؛ لأنهم لو سكتوا لربما اعتبر ذلك إقرارا منهم لما وصفوا به, و بعضهم تساءل عن الحلول: هل يمكن إيقاف الكتاب؟ هل يمكن تعديله و حذف المسيء؟ هل يمكن الحصول على تكذيب لهذا الكلام من عقلاء جماعة المؤلف و حكمائهم؟ و ما في هذا الصدد من الأسئلة التي تعتبر كلها أدنى حق للمظلوم في رفع الظلم عن نفسه, و الذود عن حريمه.
هذا كل ما حصل إلى الآن, وكون فلان خانه التعبير, أو استحوذت عليه العاطفة, أو طغت عليه الحمية, هذا لا يعطي أي مبرر للإساءة إلى الآخر.
فلما ذا تكتب هذا الزبور و كأنك تحاول توزيع المسؤولية على جميع السوقيين, و على جميع (كل إنصر) بحيث يتحمل كل واحد من هذين القبيلتين نصيبه من إساءات مؤلف كتاب الأوفى, حتى لا يبقى له من إساءته ما يمكن أن يستنكر, ولا ما يبرَّر عتاب المؤلف من أجله؟.
وكأنك تريد أن تلفت نظر القارئ إلى أن ما يجري هنا ليس على ما يظهر لكل قارئ, و إنما هو إفراز من إفرازات حرب باردة طويلة الأمد, بين (كل أسوك) و (كل إنصر) بدأت في بلادهم الأصلية بتجاهل كل للآخر, ثم دخلت مرحلتها العظمى في مهجرهم (المملكة), ثم نشأ مؤلف كتاب الأوفى و أمثاله تحت ظلال هذه الحرب, بما يعني أن كلام المؤلف مبرر, أو على الأقل يمكن تفهمه و هضم العقل له أوأنه هو المتوقع؟.
لم نسمع بهذه الحرب مطلقا...
إن مؤلف كتاب الأوفى عمم جميع السوقيين, ولم يقل: إخواننا في المهجر مثلا, بل إنه لم يتكلم في جو المهجر, وإنما يتكلم في جو الوطن, وصراعاته, و طرق العيش فيه, وهو كغيره من سكان الصحراء يعرف السوقيين, و يعرف أنهم أمة ذات امتداد في الزمان و المكان, و ذات وزن غير طبيعي في المنطقة, و ضاربة بالقدح المعلى في الأخلاق, و الالتزام بالحياد التام في الفتن, و المبادرة إلى زمام الإصلاح, حينما يكون مرجوا و مجديا, ووووو...
كما يعرف أن السوقيين في المهجر غير بعيدين عن أخلاقياتهم في بلادهم الأصلية, فقد ضربوا أمثلة رائعة في العلم و التعليم والدعوة, في القديم و الحديث.
فأول داعية سلفي اتجه من المملكة العربية السعودية إلى الصحراء منهم , و هو عبد الله بن المحمود وهو سوقي حسني شريف أدرعي, و وجد منهم رجال حملوا ألقابا عالية, و ساهمو في بناء الحضارة الإسلامية, و نفع الله بهم في مهجرهم, كما نفع بهم في بلادهم الأصلية.
هذا شأن السوقيين في الوطن و في المهجر, وكانوا معروفين بالمسالمة و الولاء لأولي الأمر في بلادهم و في مهجرهم, وهذا هو ما يريد صاحب كتاب الأوفى أن يسميه جبنا, و خورا من باب (جملوها فباعوها).
أما ما تتحدث عنه, و تلوح به من مواثيق الشرف, و تقسيم (كل أسوك) لصالح (كل إنصر) بحيث يتحد أنصار كل أسوك مع أنصار (كل إنصر) في نقابة, وأشراف (كل أسوك) حسب تعبيرك مع أشراف (كل إنصر) حسب تعبيرك, ثم تكون هناك نقابتان نقابة الأشراف, ونقابة الأنصار, فإن هذا بيت من الشعر يمكن أن يحرك العواطف السريالية, و تهفو له قلوب العاشقين, و يشجع قائله بعض اللائكين للوحدوية الخيالية.
أما حينما ننزل إلى الواقع, فإن سلامة أعراض السوقيين من أقلام (كل إنصر) ينبغي أن تكون مما يمكن الحصول عليها, بدون تقديم الجماعة الأنصارية من السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأنصار من (كل إنصر) , و بدون تقريب جماعة الأشراف السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأشراف من (كل إنصر) , فأنا أرى أن قصيدتك النثرية تكرس الانقسام في المجتمع السوقي, لصالح مجتمع (كل إنصر) أو العكس, وذلك أسوأ عاقبة من كلمات أطلقها واحد من كل إنصر في كتاب, قد لا يقرؤه إلا القليل, فأنا ضد فكرة الأنصرة و الأشرفة على رؤيتك هذه؛ لأنها تساوي التقسيم و التفريق, سواء نويت ذلك أو لا, ـ وسامحني على ما فيها من قسوة ـ.
من ناحية أخرى أنت أصلت للقضية من منظورك الشخصي, و ليس من الضروري أن يكون تأصيلك صحيحا, فقد لا يكون السبب كما ذكرت, فلما ذا تطرحه, و كأنه آية من سورة القارعة؟.
ختاما أرى أن احتواء المشكلة و تضييقها إلى أضيق حدودها أنجع في القضاء عليها من تدويلها و توسيعها و تشعيبها, بل إن التعامل معها على رؤيتك هذه كفيل بإضاعتها, و إهدار حق السوقيين من استنكار هذه الإساءات التي نسأل الله أن يسامح مقترفها, وأن يوفقه للرجوع عنها, و التوبة إلى الله من تقطيع أعراض أمة كاملة من المسلمين.


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع