العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-03-2010, 02:17 AM
أحمد رجب الحبوني غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 573
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 فترة الأقامة : 5393 يوم
 أخر زيارة : 05-03-2010 (10:46 PM)
 العمر : 45
 المشاركات : 17 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أحمد رجب الحبوني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لا صحراء بلا طوارق





((المدينة الثلاثة))
علاقة الطوارق بفزان
تقع فزان ضمن منطقة بها العديد من الواحات وهى مركز تجاري من أهم المراكز التجارية في الصحراء الكبرى منذ أقدم العصور، كما تربطها علاقات جيدة مع أواسط إفريقيا الإسلامية ولقد شهدت مرور موجات من هجرات الطوارق اليها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر،لاسيما من طوارق ترك الكيل واواي والكيل أتيسان والكيل جير، الذين استقروا فيها فترة من الزمن ويبدو أن اغلبهم ذهب من فزان إلى الآيير في القرن الرابع عشر ويورد جاك تيري (Jak Tery) في تفسيره عن معنى تأرقا قوله: ((في التمحقية بمعنى فزان وكذلك وادي ويبدو أن من الممكن تقريب هذا التعبير من التعبير تارقا الذي استعمله ابن خلدون في تسمية واحدة من قبائل الملثمين كانوا يسكنون بلاد البربر وبلاد السودان...... )) .
يتألف سكان فزان من عناصر عربية يرجع أصلها إلى بنى سليم، من فرع بني زغب وتمثلهم قبائل المقارحة والحساونة والفوائد وهي قبائل بدوية رحل يتخذون لأنفسهم اسم عربان الشاطئ تميزاً لهم عن الأهالي.
وتعيش في فزان قبائل التبو والطوارق وعناصر أخرى اختلطت بهم، ولعل أكثر قبائل الطوارق أنشاراً في هذا الإقليم هي الأوراغن والامنغساتن أي اتحاد الأزقر، ويعد أولاد سليمان وهم قبيلة عربية أخرى، أنفسهم سادة فزان، وعلى العموم جلب الإقليم قبائل مختلفة وعناصر ببشرية شتى كانت تجوبه لأغراض التجارة.
وقد كان النظام الإداري في العهد العثماني الثاني لفزان وباقي المناطق الصحراوية بمثابة تغير جذري في ظل مركزية العهد العثماني الإدارية تسحب فزان متصرفية قائمة بذاتها وعاصمتها مرزق وعين على رأس الإدارة العثمانية فيها قائمقام يعين بفرمان سلطاني من الآستانة، ويخضع لنفوذ الباشا في طرابلس ويتلقى منه التوجيهات والأوامر في المسائل الهامة المتعلقة بالسيادة، ومنح هذا القائمقام أي متصرف فزان مطلق الصلاحيات في إدارة شئون المنطقة السياسة والعسكرية وقت السلم والحرب وبعد تطبيق نظام الولايات في الدولة العثمانية عام 1864 م.
وعلي غرار طرابلس قسمت فزان إلى تقسيمات إدارية صغيرة بعد تطبيق نظام الولايات العثمانية في عام 1864م، شملت عدة أقضية ونواحي وقرى، وكانت تضم في أواخر القرن التاسع عشر سبعة أقضية وست نواحي وهي الحفرة الشرقية – سبها – سوكنه – الشاطئ – غات – أزقر – الرشادة أما النواحي فهي ((الوادي الشرقي – والوادي الغربي – ووادي عتبة – والقطرون – وهون – وزله مع كاوار وبوكور وتشير الوثائق إلى اهتمام حكام بلاد السودان الأوسط وكذلك الولي العثماني بتجارة القوافل عبر هذه الطريق وتبيان حرصهم على استمرار العلاقات بينهم كذلك ازدهرت العديد من الطرق البرية التي تربط فزان بالمراكز والمحطات الطرابلسية الهامة، ويلاحظ أن الطرق الرئيسة كانت طرقاً طويلة تربط بين الأقاليم الليبية وتحتاج القوافل التجارية لقطعها مدة طويلة تصل إلى حوالي الشهرين، وبفضل توسطها لطرق القوافل الآتية من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب أدت فزان دوراً نشطاً في الحركة الاقتصادية، وقد كانت تعتمد فزان على الرعي والتجارة والزراعة غير أن الرعي كان الحرفة السائدة في مناطق الطوارق وخاصة في جنوب وجنوب غرب فزان.
وكذلك عاش البعض من الطوارق الذين يقطنون بالقرب من فزان على السلب والنهب القوافل التجارية وقد رفع الكثير من التجار بشكواهم إلى متصرف فزان ففي عام 1873م رسالة تبور شاة إلى متصرف فزان رسالة يخبره بأن الطوارق قد سرقوا من أحدى القوافل التجارية عشرين جملاً ومروا بها من فزان وقد طلب من متصرف فزن، التدخل واعترض الطوارق الذين سرقوا الجمال وعلى إعادة الجمال المسروقة، والبعض يلجأ إلى زعماء القبائل من أجل أن يتدخلوا في عمليات السلب التي تتعرض لها القوافل التجارية من قبل الطوارق، ففي رسالة مؤرخة في عام 1874م طلب الإعانة من عربان فزان من أجل حماية القوافل من قطاع الطرق في مناطق الطوارق.
وقد كان امتلاك الأراضي الزراعية في فزان ثروة ومصدر دخل للدولة والموظفين وكانت عملية الشراء والبيع وعقد الصفقات المتعلقة بملكية الأراضي تتم في كثير من الأحيان بالذهب بحكم علاقاتهم التجارية الوطيدة مع بلاد السودان.
أما عاصمة فزن مرزق فقد كان نشاطها خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر يرتكز بالدرجة الأولى على إنتاجها المحلى وخاصة الزارعة، وكذلك يوجد في مرزق بعض الصناعات التقليدية، وفيما يخص التجارة فكانت مرزق ذات موقع مهم ساعدها في أن تلعب دوراً كبيراً في تجارة العبور الخارجية فهذا الموقع أتاح لها أن تصبح مركز التقاء لشبكة من الطرق الداخلية التي ربطتها بغيرها من الأسواق الهامة في الصحراء الكبرى وخاصة المراكز في الصحراء الليبية، ونتيجة لذلك كان لها دور بارز في الوساطة التجارية الداخلية.
وكان طوارق غات يترددون كثيراً علي مرزق وهم يتمتعون بحق الإعفاء الضريبي علي تجارتهم التي ينقلونها إلي غات تعد مرزق حلقة وصل بين المدن والواحات الليبية وترتبط معها بشبكة من طرق المواصلات، وعبر هذه الطرق كان يتم اتصال الواحات مع بعضها البعض فقد كانت مرزق تمثل سوقاً رائجة للبضائع وملتقى لتجار الواحات الداخلية، حيث كان تجار مدينة طرابلس يأتون إلى مرزق من أجل تصريف تجارتهم في أسواق مرزق النشطة، وكانت التمور بمختلف انواعها من اهم المنتجات التي كان تجار طرابلس يحملونها معهم فضلاً عن الالياف والحبال كذلك تجار بنغازي الذين كانوا يحضرون بضائعهم إلى مرزق عبر واحات جالو وينقلون ما يحتاجون من مرزق أما تجار غدامس وغات فكانوا على علاقة مستمرة عبر طرق القوافل الغربية والخارجية.
وقد أسس هذا الاتصال نوعاً من التكامل الاقتصادي بين أسواق الواحات الليبية وغيرها، وكان التبادل التجاري بين هذه الواحات والأسواق التجارية يتم دون عراقيل وذلك،لأن معظم تصريف البضائع وتسويقها كان يتم عن طريق المقايضة فعلي سبيل المثال كان تجار طرابلس يحضرون إلى مرزق الأقمشة والعطور ويقومون بمقايضتها بمنتجات مرزق وخاصة التمور، ونتيجة لتصاعد حركة التجارة الداخلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتسع نشاط مرزق ومعاملاتها التجارية مع أسواق السواحل الليبية والواحات الداخلية لاسيما وأن شبكة الطرق التي كانت تتمتع بها مرزق مكنتها من أن تكون حلقة وصل بين مركز فزان ومحطاتها وواحاتها من ناحية وبين غيرها من المناطق الليبية الأخرى حيث وثقت هذه الطرق الداخلية العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع المراكز التجارية الليبية الهامة وهذا أدى إلى ازدياد النشاط الاقتصادي لمرزق حيث ازدهرت صادراتها ووارداتها حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وقد ازدهرت ثلاثة طرق رئيسة داخلية انطلقت من طرابلس الغرب مارة بعدد من المحطات والمراكز التجارية الداخلية الواصلة إلى مرزق عاصمة فزان آنذاك وهذه الطرق على النحو الأتى:
1- طريق عبر جبال غريان الواقعة جنوب غرب طرابلس.
2- طريق عبر جبال بنى وليد الواقعة في الجنوب.
3- طريق عبر مصراتة.
لقد كانت الرحلة إلى فزان عبر هذه الطرق المذكورة شاقة وتعتريها بعض الصعاب غير أن طريق مصراتة أفضل من الطريقين المذكورين،وقد استفادت من موقعها بكونها إحدى المراكز التجارية الهامة التي تفد إليها سلع بلاد السودان الأوسط والغربي وفي مقدمتها الرقيق ولكن بداء هذا النوع من التجارة في الاضمحلال منذ تحريمها دولياً.
وكانت قوافل الرقيق تنطلق من مرزق إلى أسواق المناطق الساحلية ومنها إلى الخارج، وقد شارك التجار الأوربيون في ممارسة وتمويل هذا النوع من التجارة وخلال القرن التاسع عشر التي ازدهرت وازدهرت مرزق بازدهارها ووفد إليها التجار من كل حد وصوب، وأصبح بها بعض العملاء التجاريين من جنسيات مختلفة،عرب وأتراك، وأفارقة، وقد كان لهؤلاء وكالات تجارية في مرزق تقوم على أعمالهم التجارية ومراقبة سلع العبور التي يتولون نقلها شمالاً و الأسواق كانت ليلاً ونهاراًَ حيث لا يهدأ وق مرزق خلال تلك الفترة، وقد كان الرجال والنساء يتعاملون بالبيع والشراء وينزل إلى تلك الأسواق أعضاء مجلس إدارة مرزق وبعض الوجهاء من الضباط والموظفين ومعهم لفيف من التجار ولقد أدت النساء دوراً بارزا في ممارسة التجارة داخل الأسواق في مرزق.
وكان سكان المزارع المحيطة بمرزق يفدون إليها حاملين إليها منتجاتهم لتسويقها ومن بينهم طوارق ليكيتينيل الذين يفدون عليها من الوادي الغربي حاملين معهم الفحم، الذي كان يعد من اختصاصهم حيث يكثر الإقبال على الفحم في مرزق لقلة الأشجار في المنطقة، وفي سوق مرزق توجد العديد من البضائع الأوربية وكذلك السلع الموجودة في الأسواق الساحلية مثل السجائر والدخان التركي والحلويات المستوردة من طرابلس وحتى الأستانه.



للمزيد انظر جاك تيري (Jak Tery
و أحمد رجب الحبوني ، الحياة الساسية والاقتصادية للطوارق خلال القران التاسع عشر
جيمس ويلللادر( Jems willaldar)، الصحراء الكبرى
فريدريك هورنمان Fredric Hornman))، الرحلة من القاهرة إلى مرزق عاصمة فزان




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع