نثرة الورود الثالثة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.
وعلى آله أئمة الهدى، وصحبه مصابيح الدجى، ومن سار على نهجهم واهتدى.
ثم هذه بقية قصيدة: لله أفزع لا أرضى به بـــدلا..
منتهجاً في باب الآثار: 1- طريقة الجمع من مصادرها.
2- من رأيت له تعليقاً تتعلق بها جنيت من القطوف الدانية منها جنياً.
3- ثم إن مد لي ـ بإذن الله ـ في العمر، فلن تخلو أن أكون لها هي وغيرها من آثار سلفنا كواو عمرو.
4- فإذا بقي من القصيدة شيء لطولها نزلتها حسب ما تيسر لي مستصحباً هذه العلامة ======
بإذن من بيده ملكوت كل شيء.

أغفل بقوم تعـاموا في قياســهم***على الضــرير ألا يدرون ما عملا

من أنه قيــد للمختار سيــدنا***مستشــفعاً بــدعاه بعد أن مثلا

فظـل خير الورى يدعو ويشفــع في***شكــاته وجدير شفـيه عللا

كــم أزمة نزلت بالناس حــف به***لأواءهــا وأوام أعقب العلـلا

كما شرحبـــيل عن طحن لسلعــته***براء وبرء عــلي بعد ما تفلا

لغــير ذلك مما لـست أحصــره***ولو تكــتب كل الناس ما كفلا

بـذلك المد واستمداد شـــائمه***ورائد الغــيث ينضي نحـوه إبلا

كم من مناد وراء الغيــب يا سندي***ولم ينــاد بيا سار اتق الجـبلا

أمــا نداء عبــاد الله في أثــر***إن صـح فهو على من ثم قد حملا

إذ كـــل بادية تيــهاء حاضرة***للجن فيهم رجال بايعوا الـرسلا

أولا فــإن عليكم حافظـين كرا***ما كــاتبين يرون مـا بكـم نزلا

إني لأبــصر في ســعي الأولى اجتهدوا***في الاحتجاج على نداهم قذلا

كـما تيقنت فيما يتقـــون به***أوان أمست إليـــه حاجة نــغلا

إذ لا يـــرد إلى ذكر ولا ســنن***ولا له فيـــهما إذ يتلــيان جلا

فالاحتــمال إذ ما افــتر بــارقه***فــالاحتجاج ترى في اسمه دغلا

لـذاك آنف بــحثاً في مجـــــادلة***على نهار شعاع الشمس فيه جلا

فلا تقـــولوا نـــكوصاً لا ولا فزعاً***من أن أنازل عبسياً ولا ابن جلا

هيـهات هيهات ما أوجست دربصة***تعروا الهبيت فلا يسطو ولا وجــلا

ولا رأيت نقــــيع الخيل عابسة***إلاّ اقـــشعر عليّ الجلد وارتجــلا

أخـــشى إذا قيل هل يحمي ظعيـنته***أو ذا يولي عليهم مدبراً خــجلا

ولا تقـــاعد حزمي عن منـــازلة***شلـــت يميني هــذه إذامجلا

هـــذا ومن ينكر الافراد من قبلي***فـــإن لله في مرصـــاده أجلا

جــــهزتها آية الــتوحيد تبسم في***وجه الحنيفي لا فوغى ولا يلــلا

صلى الإله على المختار من مـــضر***والآل والصحب ما حاذوا العلى كـملا

أنوار الشروق..ص83-86
للأديب الشاعر السوقي الخرجي.
معلقاً بتعليقات نفيسة، منها قوله: ((الأقطاب، والأبدال، أسماء وضعها الصوفي علي بن عبد الله بن الحسن بن الجهضم، وهو الذي وضع أيضاً صلاة الرغائب.
ومن اصطلاحاتهم أنهم يقولون: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد.
فالنقباء في المغرب، والنجباء بمصر، والأبدال بالشام، والأخيار سياح في الأرض، والعمد زوايا الأرض، والغوث بمكة.
فإن عرضت حاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، فإن أجيبوا، وإلاّ ابتهل الغوث فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته.
انتهى بتصرف من كتاب: التصوف لعبد القادر بن حبيب السندي.
ولا يخفى على من عنده أدنى بصيرة في دينه ما حوته هذه الأساطير من سذاجة، وركاكة، ولا سيما إذا نحن نعلم مدى تناقض المتصوفة وغلاتهم في هذه القاعدة التي أسسوها فقلما تجد فرقة من فقرهم إلاّ وقد نصبت لها غوثاً في جميع أقطار هذه الدنيا، مع ادعائهم أنه في مكة لا يغادرها، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ضعف هذه الأساطير..)).