بحث في الفلسفة والمنطق جدير بالتأمل

هذا اختصار لبحث طويل حول منشأ وأصل الفلسفة والمنطق ، وهو في جوهرة تلخيص لكتاب التراث المسروق ، وقد قرأتُه ورغبتُ في تلخيصه للفائدة ، مع الكثير من القص والإضافات.
و نَخلُصُ من هذا البحث إلى أن المصطلح المعروف بالفلسفة اليونانية أو الإغريقية لا وجود له في الحقيقة ، لأن الفلسفة اليونانية أو الإغريقية تسمية خاطئة ، حيث لا وجود لفلسفة لها هذه الخصوصية. وكل ما فعله قدماء اليونانيون هو ترجمة ونقل مذهب ديني معقد استحدثه قدماء المصيريين يسمى نظام الأسرار.
وهنا سنعرض الآن الأدلة بدون تفصيل :
1 – انتقلت تعاليم نظام الأسرار المصري من مصر إلى ساموس ومنها إلى كروتون وإيليا في ايطاليا ومن ثم إلى أثينا عن طريق فيثاغورس والإيليين. ومن ثم فإن زعم أن الإغريق القدماء هم المصدر والمنشأ ليس فقط خاطئاً ولكنه ناتج عن دوافع تضليله غير أمنية.
2 – فترة الفلسفة الإغريقية من طاليس إلى أرسطو كانت فترة حروب داخلية بين المدن وحروب خارجية من ضد الفرس ، ولم يكن لديهم وقت لدراسة الطبيعة، إضافة إلى فقرهم المدقع على مستوى الأمة ، والذي لا ينشأ معه عادة أي عمل علمي مؤثر. إضافة إلى أنه لم يكن لديهم أي قدرة على استحداث وتطوير الفلسفة بل إنها ماتت تماماً بعد موت أرسطو وتحولت إلى ما عرف بالتلفيقية ، برغم الكم الهائل من المعارف التي حصلوا عليها بفضل صداقة الإسكندر وأرسطو خلال احتلال مصر. ولا شك أن رفض الإغريق لهذه الفلسفة واضطهاد أصحابها يمثل نظرة الإغريق لهذه الأفكار ( الدخيلة ) عليهم ، فحوكم اناكساجوراس وفر بعد ذلك إلى أيونيا ، وحوكم سقراط وأعدم بعد اتهامه بجلب ديانة غريبة وتضليل الشباب ، وفر أفلاطون – الذي بيع في أسواق النخاسة - إلى ميجارا ملاذ اقليس ، وحوكم أرسطو وهرب أيضاً، وغير ذلك الكثير مما يثبت أنها كانت دخيلةً على الإغريق .
3 – هناك تطابق كامل بين نظام الأسرار المصري والفلسفة اليونانية ومن ذلك :
· التوافق التام بين النظرية المصرية عن الخلاص وهدف الفلسفة اليونانية .
· توافق كامل بين شروط التحاق المبتدئين من المريدين في كل من النظامين ، أي التحضير والتهيئة ( مراحل متدرجة من الفضيلة ) قبل كل التحاق .
· التوافق في المعتقدات والممارسات
· كان معبد الأقصر الكبير يمتد على ضفتي النيل ، وهذا المعبد الذي بناه فرعون مصر أمنتحب أومينوتيس وأكمله رمسيس الثاني كان مقر الحكم وله الولاية على جميع المقار الأدنى منه في كل بلاد العالم وقتها , وعندما أغلقه الأمبراطور جوستنيان امتد الأمر إلى جميع المدارس الفلسفية في اليونان لتوحد الصلة بينها .
4 – المصريون علموا الإغريق ، وبعد الغزو الفارسي لمصر ألغيت القيود على الهجرة إلى مصر التي كانت مفروضة على اليونانين. ففتحت أبواب مصر بعد ذلك أمامهم ، وذهب طلاب مصر لغرض التعلم.
وبعد غزو الإسكندر لمصر فتحت المكتبات ونهبت أكثر الكتب منها ، وبهذه الطريقة حصل أرسطو على آلاف الكتب ومنها ما نسب إليه فيما بعد . وأجبروا بعض كبار الكهنة المصريين على أن يدونوا تاريخ الديانة والفلسفة عند المصريين كما فعل بطليموس الملقب بالمخلص مع مانيتو.
5 - مبادئ الفلسفة اليونانية هي مبادئ نظام الأسرار المصري ، فزينوفانيس شاعر الهجاء وزينو صاحب قياس الخلف الذي يظهر أن كانت تأثر به ، وبارمنيدس الذي ينسب إليه تعريف الوجود والعدم بقوله ( الوجود ما هو موجود ، والعدم ما ليس بموجود ) – هذا شكله كلام فاضي لكن ميزته أنه يؤسس لنظرية السلب والإيجاب - وظهرت هذه النظرية عند فيثاغورس الذي استخدم أضداد بارمنيدس في نظرية الأعداد ، ثم عند أرسطو في برهانه على خلود النفس ، ثم مُثل أفلاطون وأخيراً أرسطو في تحديد صفات الوجود وبهذا التسلسل يظهر أن أصل نظرية الأضداد هو نظام الأسرار المصري .
حتى اللوجوس عند هيرقليطس والـ nous عند اناكساجوراس و ذرات ديموقريطس وأيضاً مبادىء افلاطون في الـ Atom ومبدأ المحرك وغير المتحرك عن أرسطو التي نجد تفصيلاً لها في مدرسة ممفيس عند المصريين ، والخلاصة أن كل هذه النظريات تعود إلى نظام الأسرار بشكل واضح تماماً حتى أن كلمة الأهرام اللاتينية Pyramid مشتقة من pyr وتعني النار التي يتضح الربط بينها وبين النظريات السابقة والربط بينها وبين المصريين من جديد ، والبحث يطول في هذا جداً.
ويتضح هذا أكثر عند سقراط فمثلاً الكلمة التي تنسب إليه ( أعرف نفسك ) موجودة في كل المعابد المصرية وكذلك نظرية التناغم وخلود النفس والخير الأسمى . وقد اتهم صراحة بإدخال آلهة أجنبية وإفساد الشباب والشجاعة التي أظهرها هي شرط في نظام الأسرار الذي يظهر جلياً أنه تبعه بلا جدال . وقل مثل ذلك عند أفلاطون وأرسطو الذي يقال إنه ألف 1000 كتاب وفي شتى المجالات مع انه لم يبدأ التأليف إلا في آخر 12 سنة من حياته !!
ولقد سمعت بعض طلبة العلم المعروفين يذكر أنه كان على شريعة موسى وأنه لا ينبغى سبه ونحو ذلك ، وهذا ما يثر الإستغراب حقاً.

6 - فقه الهيات ومدرسة ممفيس يتضمن الهيات وفلسفة وكزمولوجيا المصريين ولهذا فكل ما يعرف بمبادئ الفلسفة اليونانية هو أجزاء من تعاليم ذلك الفقه .
وقد استغنيت عن ذكر بعض الأدلة الأخرى لتضمن بعض ما ذكر لها ورغبة في الاختصار الشديد .
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول