من هم آل السوق

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عرف العلامة سيدي محمد البكاي الوافي الكنتي الملقب أمك السوقيين بأنهم : حفظة اليوم عن تدقيق وتحقيق ,وتثبت في كل ما فن وطريق ,المحمود غب سراهم في صباحهم ومساهم ,فلا زالت ينابيع فصاحتهم والبلاغة تتفجر من أنابيب تلك البراعة , فقد عضوا على الدين بالنواجذ, في زمن عموم البدع والشعاوذ وأسسوا كل فن على مبانيه وشيدواأسافله وأعاليه وأغوروا وأنجدوا وصوبوا وصعدوا فما تركوا دليلا إلا أدلوا به ولا مستكنا إلا أغروا به و أبرزوه من كنه وسربه فصيروا ليله نهارا وصم صخره غبارا وسلكوا فيه سواْء الطريق فلله درهم من هداة أعلام تكل عن نشر حسن نعتهم الأفلام.
ويقول فيهم الأديب الصحفي المرحوم خي باب شياخ أهل السوق وهي قبيلة عربية التحقت بالطوارق فأخذت من عاداتهم الشيء الكثير كاللثام واللغة ولكن أفرادها لا يتكلمون فيما بينهم إلا العربية الفصحى حتى في أبسط الأمور وأحقرها ويقتصرون من كلام الطوارق على مخاطبة غيرهم وقد ساعدهم اللسان العربي الفصيح على التضلع في علوم الشريعة تضلعا لا يتصور من أهل بلاد منقطعة عن العالم العربي و مراكز تجارة الكتب وقد رأيت أطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم يتكلمون فيما بينهم باللغة العربية سجية دون تكلف (راجع كتاب الطوارق للقشاط)
ولكل السوق دور أيضا في الحياة المعمارية في منطقة أزواد فقد كان الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد بن محمد أحمد بن موسى بن بوكم السوقي الملقب بسيدي أحمد أبشك ومعناه الثاني بلغة الطوارق هو بان قصر بوجبيهة شمالي تينبكتو في مطلع المائة الثانية بعد الألف هجرية (راجع كتاب الأخبار لهارون بن بابل
كما كان للسوقيين دور بارز في الحركة الجهادية ضد المستعمر الفرنسي في أزواد وذلك شخص الشيخ محمد احمد بن الجنيدي السوقي وكان الشيخ الإمام باي بن سيد أعمر الكنتي من أشياخه وكان يراسله في تلك المدة يأمره بالإجتماع مع القواد الفرنسيين ليصالحهم ويكون كسائر من حاربهم ثم صالحهم فلما تيقن أن عزيمة شيخه باي أن يجتمع بالفرنسيين سار إليه متخفيا حتى وصل اليه فوقع الصلح بينه وبينهم على شرط أن يقيم بقاوة ولا يرجع الى منزله الأصلي فأقام مكرما مبجلا تفد عليه الوفود من جميع الجهات ويجيزهم حتى مات رحمه الله عام 1351ه
ولمعلومات أوسع حول السوقيين وأنسابهم وقبائلهم ومثاقفاتهم وطريقة تعلمهم وعلاقاتهم مع الفبائل والأسر العلمية والسلاطين وأهل الشوكة (راجع كتاب الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين من تأليف الشيخ العتيق بن سعد الدين الأدريسي الدغوغي السوقي )و(اتحاف المودود بالجواب عن أشئلة الأبن محمود من تأليف الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي السوقي).
مقتبس من كتاب ديوان الصحراء الكبرى
المدرسة الكنتية والقصائد النيرات
جمع وتحقيق وتقديم :يحي ولد سيد أحمد