رسالة هامة وعاجلة لأدباء المنتدى.. أرجو سرعة التجاوب معها
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
إخواني رواد هذا المنتدى المبارك... كنت أطللت عليكم قبل نحو عام مقترحا عليكم أن تسجلوا تجاربكم الشخصية في المجال الدعوي من خلال نظرات أو يوميات أو رحلات... تتضمن مشاهداتكم وانطباعاتكم في تعاملكم مع أهلنا في الصحراء... سواء في عاداتهم أو طباعهم أو خلفياتهم الدينية أو الثقافية، وأساليب معيشتهم وأوضاعهم الاقتصادية.. وحتى مضاربهم وأماكن تجمعهم وأوقات ضعنهم وإقامتهم... وكل ذلك أنتم على دراية وافية به ... فلو لم تكونوا علماء في الطبيعة والاجتماع ..أو مؤرخين ورحالة ... فأنتم أهل تلك البلاد عشتم فيها... وزرتموها مرارا.. فكيف وأنتم تنطق كلماتكم التي يشع بها نور منتداكم بما أنتم عليه من دراية وعلم وأدب.
كان هذا قبل عام مضى وقد غبت عنكم هذه الفترة ثم عدت لأجدني في سعادة بما لمست من نضج في مستوى أطروحاتكم ورقي في لغة خطابكم... وروح الدعابة والمرح الأدبي اللذيذ الذي أطربني حتى الثمالة، فقلت ماذا لو توجهت كل هذه المواهب، واستغلت كل هذه الإمكانات لخدمة هدف سام، نفخر كلنا بأننا نسعى إليه ونحفد.. ونسعد لو كنا في دعوانا الانتساب إليه صادقين... وهو الدعوة إلى الله بكل وسيلة ممكنة... ماذا يا إخواني لو استغل كل واحد من أدباء المنتدى المحترفين قدرته الأدبية في كتابة تجربة دعوية عاشها... ودون أحداثها بأسلوب أدبي مشوق يشد القارئ ويمتعه... أو أنشأ قصيدة يصف بها حال المسلمين في تلك الصحراء في نواحيها التي يحتاج الدعاة أن يعرفوها ليطرقوا من خلالها الباب ويصلوا إلى قلوب الناس... ماذا لو صغت أيها السروجي مقامة تشرح فيها كيف ينطلق الداعي الغريب عن بلادنا من أحد مطاراتها إلى حيث يلتقي بمن هم في أمس الحاجة إلى هديه وإرشاده ومعونته من المطحونين فقرا وجهلا في تلك البوادي البيداء.
لا أخفيكم أيها الإخوة أنني وأنا أتصفح مساجلاتكم الشعرية في التهاني والترحيب وأتابع الحرب يشتد أوارها بين اليعقوبي وخصومه الذي تكالبوا عليه من كل جانب، وهو لا يزداد إلى ضراوة وإبداعا، ولا يزداد خصومه إلا قسوة وتألقا، ثم وهو يعلن في أمتع اللحظات استسلامه في أوجه لمعانه، فيبرهن أنه لم يكن يعني بكل تلك الحرب التي أشعلها وأذكى أوارها عامدا إلا هذا المغزى الذي حققه فعلا ببروز هذه المواهب.. وهذه المتعة الشعرية الرائعة.
لا أخفيكم أنني في هذه الأجواء المفعمة بالود والعلم والأدب... تبسمت ضاحكا وقلت في نفسي: هل هؤلاء أبناء تلك الصحراء القاحلة التي خبرتها جرداء من كل شيء حتى التمر والماء... كيف تسرب هؤلاء من بين ركام العدم... أليس هذا دليلا على أننا بخير وأن أمتنا ولود.. نعم.. فانتعش بذا في الأمل وظل يكبر.. فلولا بعض من هنات أعرفها مع ذلك في قومي لا تفارقهم لقلت قد أشرقت أخيرا شمس النهار.. وانتهت هنا معاناة شعب الطوارق في الصحراء... فهنا رجال يملكون كل مواهب الرجال وسواعد الأبطال... يبنون بها الأمجاد ويشيدون الأمم.
ومع ذلك فاليقين في نفسي ليس لازال طفلا ... بل هو الآن في مرحلة الصبا.. وبات الآن قريبا جدا من النضج والكمال.. وما هي إلا خطوات ويصبح قومي قائمين على أقدامهم سائرين.
إخوتي الأدباء بهذه المواهب الفذة فقط... سجلوا لنا على صفحات هذا المنتدى... وحسب... كيف ندعو إلى الله أهلنا هناك... كيف نتفانى من أجل أن ننتشلهم من وهدة الفقر والجهل... عدوينا اللدودين.. أخرا ركبنا وضيعا مجدنا... فأصبحنا في ذيل الأمم... مع أننا جزء من خير أمة أخرجت للناس.
وحتى أحاول محاولة التخلص من عار ما أدعوكم إلى التخلص منه... عار التخلف عن ركب الدعوة في سبيل الله.. وحمل راية الدين؛ إعلاء لكلمة الله وإعزازا لدينه... وعملا لأجل الأقربين.. فقد وضعت بين أيديكم بضع صفحات كتبتها عن رحلتي الأخيرة في المنطقة... إذا تكرمتم علي وقرأتموه فسوف لن تجدوا بقريحتكم الأدبية الراقية لها طعما... فهي لا تستطيع أن ترقى في الأدب رقيكم.. فلست في هذا الباب إلا متطفلا على موائدكم.. ولكنها جهد وحسب... وبكلمات وأحرف عربية... هذا كل ما في الأمر... تجدونها عند شاعركم اليعقوبي... فاسألوه عنها... حفظكم الله ورعاكم... وسامحوني.. والسلام.
|