العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-11-2009, 01:29 PM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5733 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مناجم الوفا للمتأمل تدبراً معنى الآية الجليلة المن والبر: فمن عفا



الجمانة الخامسة:
مناجم الوفا للمتأمل تدبراً معنى الآية الجليلة المن والبر: فمن عفا
.
الحمد لله الحليم العفو الغفور، قابل التوب ذي الطول لا إله إلاّ هو الرحيم الشكور، من عصي فامتنّ على الخاطئين بالرحمة والعفو الجليل، المرغب في أجر المجاوزة عن الخاطئ لأجله مرة بذكر عظم أجره، كقوله سبحانه: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
وتارة على وجه التخويف الدقيق المنزع من قوله تعالى: {وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.
الإخوة الأفاضل، الكرماء الفضائل: إن العفو عزيز بين الورى ، العافي به معتل رفع فعله إلى الخاطئ بثقل ظهوره على واو الهوى:
وهبك وجدت العــــفو عن كـل زلة فأيـــن مقام العفو من مقعد الـــــرضا
زوار موقع: مدينة السوق أهل المقام الرضي، ما أجل العفو بل و أجل منه صفاء السريرة لأخيك بعده والمحافظة على بره ووده تبتغي بذلك ما عند الله من الأجر الجزيل وإلى رجاء تحققه المضي.
وكن رجـــــلاً على الأهوال جــــلدا وشيــــــمتك السماحـــة والـــوفــــاء
أحسن به من قول الشاعر، معطوفاً عليه قول الآخر في مثل تي المشاعر:
يا نفس ويحك توبي واعملي حــسنا عــــسى تجــــازين بعد المــــوت بالحسن
قائلاً بين يدي جمانة مناجم الوفا، قول القائل:
والحمد لله ممـــــسينا ومصبحـــنا بالخير والــــعفو والإحسان والمــــــــنن
إخوتي ـ أحبتي ـ قرابتي الكرام: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}. اللهم أرزقنا حسن هذا المقام.
أو ليس أننا قد ناهزنا الحد الذي قال عنه الشاعر:
فما ذا تــــبتغي الـــــشعراء مـــني وقــــد جـــــاوزت حد الأربــــعين
بل مسطر هذه الأحرف ـ عفا الله عنه ـ ممن بلغها بالتأكيد، قائلاً على وجه امتثال الآية الآتية ـ بعد حمد الله تعالى الحميد: { حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
هذا الحد السني الذي نوه به هنا في هذه الآية الكريمة عن أمم تلك القرون التي يعيش المرء فيها المئتين، والثلاث مائة، و...... أكثر، أو قل .... فما بالكم بنا نحن أمة خير من أكرم بقوله تعالى: (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ).
القائل عليه أفضل الصلاة والسلام: « أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ».
القارئ الكريم، كل سن مطلقة لا ينبغي أن يكون أهلها فيها من المسرفين، لا نقلاً ولا عقلاً إلاّ على شاكلة من قيل في وصف سوء حالهم: { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ}.
فكيف بمثل هذه السن سن الشيخوخة المستهجن عدم الرزانة فيها من لدن الجاهلية الثانية والأولى، كما صرح بذلك قائلهم حين قال ما ذهب مذهب المثل فسرى:
وإن سفــــاه الشيخ لا حلم بعــــده وإن الـــــفتى بعد السفاهة يحـــــــلم
فاستحال الشاعر رشد من وصف بوصف شيخ عصرهم الجاهلي، إلاّ أننا معشر المسلمين ديننا الحنيف، دين يدعو إلى ارتقاء سلم المعالي، ومكارم الأخلاق دائماً ـ في أي سن ـ بفأل حسن كما فاز بذلك وحظي به في أرض الواقع أولو السعي الحميد الفاضلون، إذ: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}.
لذا فإن سن الأربعين يتعلق بها التعقل الموحى في آية: ((وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً...)).
المشتملة على ذكر شكر ما أسبغ الله من النعم على المنعم بها، والتضرع بالابتهال إلى المألوه بالدعاء في حسن العمل الصالح المرضي، والرشد في الموهوب رجاء الأسوة الحسنة، والشفقة على النفس بالتوبة الصحيحة، ماداً يدي الضراعة بأن يكون ممن لوجه الله تعالى أسلم.
أيها المحب الناصح ألا تتعظ وتعظ كاتب هذه الأحرف ـ سامحه الله وعفا عنه ـ بأن يعاتب نفسه ـ مستعيذاً من شرها ـ وقارعاً لها على لسان قول الشاعر بمقالته:
وقد غـــــدا ظــل الشباب زائــــلاً ولم أنــــــل من الـــــزمان طـــــــائلا
ومواعظاً لها على وجه النصح الصريح بقول الآخر:
وصن منــــك الفؤاد بحسن سـير بإخــــلاص على النــــــهج الــــسوي
مرقياً إياها بقول من قيل في حقه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
((اللهمَّ آتِ نفسي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ، اللهمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا)).
فيا ورثة من قيل له في معرض الإرشاد: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}. إلى هذا الحد: أقول من باب رجاء مزيد فضل الله تعالى عليّ بشكره والثناء عليه بالحمد، سائلاً البر الرحيم أن يعفو عني ما اقترفته واجترحته مما سولت لي نفسي، يا عالم السر وأخفى فاغفر لي خطيئتي في كل يومي وأمسي:
يا نفس كفى عن العصيان واكتسبي فــــعلاً جميــــلاً لعل الله يرحــــمني
اللهم اجعلني وجميع إخوتي والمسلمين جميعاً ممن يأتيك ـ يوم يفر المرء من أخيه ـ بقلب سليم، وممن تجازي من عفا عني من عبادك يومئذ بالنعيم المقيم.
لأني في الحقيقة قائل على وجه الإقرار عن خطئ وخطيئاتي ـ عفا الله عني: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
هذا وأشهد علام غيب السماوات والأرض، بأني قد أحللت كل من وقع لي عليه حق فإني قد عفوت له عن حقي والعفو جار الذيل على من يقدر لي حق عليه إن قدر ـ لا سمح الله ـ رجاء العتق يوم العرض: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}.
متخلصاً هنا ـ في ذكر شيء مما يجب للأخ في الله الكريم، والصديق الحميم، والقريب من مقام الفضل والتكريم ـ بهذا النقل الملخص منه قوله في سنن آداب الأخوة: ((ومن آدابها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها، قال الله تعالى: فاصفح الصفح الجميل.
وفي التفسير أن لا يكون فيه تقريع ولا تأنيب ولا معاتبة. وقيل: أيضا وهو رضا بلا عتاب.
وجاء عن الفضيل بن عياض أنه: يقول الفتوة العفو عن عثرات الإخوان.
وقيل: وكما يجب على العبد السير في طلب علم يتعلمه ليحسن به آداب خدمة سيده كذلك واجب عليه أن يسعى في طلب من يعاشره ليعينه على طاعة مولاه فإن بعض الحكماء قال المؤمن يألف المؤمن يواليه طبعا وسجية.
وقال أعرابي: تناس مساوىء الإخوان يدم لك ودهم)). آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي الناشر : دار الصحابة للتراث.
هذا وصدق الله إذ يقول: (((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ..))).
متخلصاً بتعليق الظلم عن العفو إلى ما لمّح إليه الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ رفضه، في قوله:
إن كان رفـــــضاً حـــــب آل محمد فــــليشهد الثــــــقلان أني رافــــــضي
وإلى نحو منحاه أنحو، مؤاخذاً بالظلم أو بالعفو عنه المحو:
إن كان ظـــــلماً نــــشر لؤلؤ سوقنا فــــليشـهد المـــــــلآن أني ظــــــــــالم
المتمذهب بمذهب قنبر بل الدولي ظالم، المنتسب إلى قبيلة من قال:
ومن لم يـــظلم النـــــاس يـــــظلم.
المقر بذلك الظلم إقرار الغارم المعسر،المسترحم له عن غرمه في يوم شديد عسر، بقول من برحمته يرحم الراحمون: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
لذا فإني أسير بمظلمتي بين يدي مقامكم الكريم ـ إخوتي النبلاء، أقاربي الفضلاء، ارحموني يرحمكم الله، إذ: ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء)).
((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم))
((اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
ها هو ذا أخوكم السوقي الأسدي منسوباً إلى ذرية بعض من ضمهم كتاب: أسد الغابة، المرفوع نسبه الشريف ـ إلى من بعث ليتمم مكارم الأخلاق ـ بابنه الحسن سيد الصحابة.
ولك أن تقول أيها الأخ الشريف الجلالي الأدرعي الحسني أسند هذه السيادة بما صح وبه أيّد، فتجاب بما في صحيح البخاري، وغيره، من قول من لا ينطق عن الهوى: ((ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ...)).
جاءكم طالباً العفو منكم والمسامحة، ومستشفعاً بقول الرحمن الرحيم: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).
مسترحماً بهذه الآية الكريمة العفو كل من ظهر له علي ما لا يليق بمقامه الكريم: ((أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه)).
إلى هنا ألقت جمانة: مناجم الوفا، بالجمانات رحلها، مقولاً عنها:
فألـــقت عصاها واستقر بها الــنوى كمــا قــر عـــينا بــالإياب المــسافر
خارجاً بها عما قبلها إلى سوق: مدينة السوق متوردا بالورد المأثور: ((اللهم إني أعوذ بك أن أذل أو أذل، أو أضل أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي)).
ألسنا إخوتي الفضلاء ممن انتظم بسمط لآلي آل السوق، المقول عنهم على وجه الشهادة لما جبلوا عليه من محاسن المكارم، والفضائل العلمية والدينية والخلقية العظام، التي بوأتهم المكانة العظيمة التي تمناها لهم الشيخ العلامة المحقق والمدقق الشيخ الكبير الكنتي ـ رحمه الله في قوله المشار إليهم:
ولو كنــــت بواباً على بــاب جنة لـــقلت لأهل السوق أنتم لـــــها أهل
بل ولقد قالها عنهم أحد أحفاد ذلك الشيخ الكبير
لو كنت بواب جــــنة لقلـــــت لآ ل الــسوق أنتم لها أهل مع النخب
هذه غرة من غرر شهادات العلماء الأجلة من غير قبائل السوقيين منوهين على شرف فضائل قبائل السوقيين، ومناقبهم الجليلة.
تـــجرّ ذيل ســـنــدس يا للعجـــب.
أخوكم أبو العباس



 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل السوقي الأسدي يوم 03-15-2009 في 09:54 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع