التقدم الحضاري

التقدم الحضاري

التقدم لغة من تقدَّم أي سار أو انتقل إلى الإمام، و لفظ التقدم يشير إلى أي حركة تتجه وجهة مرغوباً فيها، وإلى التحول المتدرج من حال إلى ما هو خير منها ، و التقدم اصطلاحا هو مصطلح اقتصادي يتمثل في قدرة الدول على مواكبة التطور الاقتصادي وتحقيق الرفاهية الاجتماعي والازدهار الثقافي بسبب استغلالها الجيد والعقلاني لمواردها الطبيعية والبشرية المتوفرة

تقدم الدول والشعوب له أسباب والدول التي تأخذ بأسباب التقدم تتقدم أما الدول التي لا تأخذ بأسباب التقدم فتتأخر و كلما زاد الأخذ بأسباب التقدم زاد التقدم و كلما قل الأخذ بأسباب التقدم قل التقدم و من أسباب التقدم الجدية في العمل و الاجتهاد فيه فمن جد وجد ومن زرع حصد و من أسباب التقدم أيضا توفير الخبرات الفنية فكيف يقوم تقدم بلا خبرات فنية إنما المتتبع لمسيرة أمريكا أو غيرها من الدول العظمى يجد أن سر عظمتها يكمن في العلم والتعلم فمخرجات التعليم لديهم عظيمة وكان دأب المربون منهم الاهتمام ن بالنجباء والأذكياء ويجعلونهم في عنايتهم المركزة ويرعونهم ويغدقون عليهم ويستثمرون فيهم وفي التعليم أكثر من أي مجال آخر حتى يصلون لما يريدون وعدم السكينة إلى منجز حضاري معين فأين مجتمعاتنا ودولنا الإسلامية ولماذا لا ننظر إلى تجارب الغرب في ميادين التعليم عموما والعلم التجريبي خصوصا وإلى متى ونحن نعيد نستنسخ أساليبنا التعليمية الجافة والجامدة فبنظرة فاحصة لواقعنا ندرك مستوى تعليمنا ومخرجاته والننظر إلى واقعنا ومكاننا بين الشعوب ونسأل أنفسنا هل هناك أمة تتمنى أن تكون عيشتها مثل عيشتنا وهل هناك أمة تريد أن تقتدي بنا إذا كانت ألإجابة بلا فيجب علينا أن نعيد النظر في مناهجنا وأساليب التعليم لدينا وندق إنذار الخطر فالأجيال القادمة سينفرط عقدها إن لم نتداركها وأستطيع القول إذا بقي وضعنا على هذا الحال بأننا مجتمعات طاردة لأبنائها فقد دعى الإسلام إلى علو الهمة و الجدية في كل شيء نافع ‌ و من ضمن الأشياء النافعة العمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها} فلا نريد أن يربط البعض ما نعانيه من التخلف بالتدين فلا تلازم بين التقدم و صحة الدين و المعتقد إنما التلازم بين التقدم و الأخذ بأسبابه ، و لا تلازم بين التخلف والتمسك بالإسلام إنما التلازم بين التخلف و الأسباب المفضية له و ليس التمسك بالإسلام سبب من الأسباب المفضية للتخلف بل التمسك بالإسلام سبب من أسباب الرقي وتهذيب الأخلاق وحث على العمل ولإخلاص فيه فقد حث الإسلام على العمل فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل منعمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده } و‌ دعا الإسلام إلى إتقان العمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { إن الله يحب إذا عمل أحدكمعملا أن يتقنه }و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان} إننا كمجتمع إسلامي حمل لواء الدعوة إلى أقاصي العالم وجب علينا أن نكون مثال للإنسان المحب للخير والباذل له ولن يتأتى هذا إلا إذا جمعنا خيري الدنيا والآخرة وهذا يقتضي منا أن ندخل في خضم الحضارة الإنسانية ونأخذ بأسباب الريادة في جميع العلوم ونأخذ بأسباب القوة والتفوق من خلال حث أبنائنا على تعلم جميع علوم العصر المعينة على التفوق وأخص بها العلوم الإنسانية: السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، وكذالك العلوم الحديثة مثل : الطب، والهندسة والطاقة والإتصالات وعلوم الحاسب الآلي والفلك، والتجارة، والصناعة وفوق هذا كله أن نحبب إلى أبنائنا التمسك بالدين الحنيف الذي هو عصمت أمرنا وفلاحنا وإرثنا الذي به نتفاخربين الآنام