لك الحق في مخالفتي ولكن الزم مكانك لا تهاجمني

كثرا ما نبدأ البداية الصحيحة نحن معشر الأقلام ... عندما تحضرنا فكرة , نبنيها بناءً متكاملاً , أو نظن كذلك ، فنغرم بها حد الجنون .... وفي ثنايا القول تجدنا نتبجح بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ...
لكننا ما نلبث أن ننتكس ونتقهقر ... لمجرد أن فلانا من الناس خالف وجهات نظرنا ... فنتشنج ونصاب بشيء يشبه الحمق .... ونستميت في الدفاع عن أنفسنا ... لأننا نتصور أن المخالف كان يهاجم ذواتنا المقدسة والمعصومة ...
إن دائرة التفكير الضيق هي الآفة الحقيقية التي يجب علينا محاربتها ... إن إؤلئك الذين يفضلون أن ينظروا إلى أنفسهم نظرة تعال وغرور - وهم الصغار بطبيعة الحال - هم من يستحق من الكبار أن يقفوا معهم وقفات تربوية من شأنها أن تمنحهم فرصة العيش بتوازن في محيطهم ..
كثيرا ما نبدأ حواراتنا بأنفس بريئة لا تحمل حقدا ... ولا ضغينة ... ولكن غالبا ما نخرج من نقاشاتنا ونحن مرهقين بكثير من النفوس المتعبة ... والمحطمة ... بل والحاقدة أحيانا ...
لماذا نفشل في الاستفادة من ثروة عظيمة ومنحة من المانح الرحيم ألا وهي اختلاف مداركنا وتباين درجات عقولنا ... ألم يجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ... شعوبا في كل شي في أجناسنا وألواننا ولغاتنا ومداركنا وفكرنا ... لنتعارف فتتلاقح أفكارنا ونستفيد من بعضنا
لماذا نرفض إثراء مخزوننا المعرفي والفكري ... لماذا نسقط في الفخ باستمرار ...
لماذا كل من رد كلامي يفترض أن أرد عليه ... ألا يفترض أحيانا أن أشكره على شيء ما
لنكن كبارا ... ولنغذي الصغار ليصبحوا كبارا ... اللهم أحينا كبارا ... وأمتنا كبارا .. واحشرنا مع الأبرار
كنت قد كتب هذه الخاطرة دعوة للإنصاف فيما بيننا ... دعوة للوقوف مع الحق إن كان لنا أو علينا ... دعوة للرقي بهذا الصرح ... فليكن مدرسة يعلم فيه كبارنا الصغار
نعم خالفني فإن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... لكن إياك أن تهاجم شخصي :)
كونوا جميعا بخير