|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
مدينة الإباء
زارني طيف الخيال .. رأيت كأني أمشي في فسحة جرداء .. قد انبسطت رمالها على سطح قاموس الماء .. وكانت الشمس قد ازورت بعد أن كانت في كبد السماء .. فكتبت أمشي لا أعرف لي مذهبا .. ولا أدم ولا حواء .. وأنى يكون لي ذلك في هذه الصحراء .. وقد تشاكلت مذاهبها وتشابهت مسالكها كتشابه الظباء .. ***** لم أزل في هذه الأجواء .. حتى انحدرت الشمس إلى مستقرها .. وطار طائر الليل من مكمنه ونشر الظلام أجنحته السوداء .. فقرأتني أحير من دمعة وجد في مقلة عاشق يدفعه الحب ويمنعه الحياء .. ولا أعلم هل أنا سر كامن في باطن الظلماء .. أو حوت مضطرب في أعماق الماء .. ***** ... وأتى الصباح ينشر بسمات الأضواء .. فوجدتني في مدينة سمراء .. مدينة امتازت بأشياء وأشياء .. إنها مدينة .. استهوت نظري بواحاتها الخضراء .. وحدائقها الغناء مدينة يعرف فيها الرجال حق النساء والأغنياء حق الفقراء .. ***** فدخلت في بيت من بيوتها الرحباء .. فاستقبلني أهله بكل سرور وإخاء .. ............ .................... ................... فهل عرفتم هذه المدينة .. ؟ وهل عرفتم أهلها الكرماء الأوفياء ..؟ إنها مدينة السوق .. مهد العلم والعلماء .. مدينة الشعر والشعراء والأدب والأدباء .. مدينة تسوق منهلها لطالب الماء .. وتسقي طالبها علما .. قبل فراغ الإناء .. ***** آه آه .. كيف لي أن أصف سروري وأنا غصن يترنح في تلك السماء .. وآه .. ثم آه ..كيف لي أن أصف فخري وأنا تلة في تلك الصحراء .. وكيف أرسم لوحة وسامي وأنا ياقوتة مكنونة في أعماق هذا الماء .. وكيف ... وكيف ... لقد جف قلمي .. لأنه ليس مبقدوره أن يصل إلى الشاطئ للإرساء .. فعذرا يا مدينة السوق على الخروج وعذرا على الإرجاء .. فأنت مدينة الآباء ... مدينة الأبناء بل أنت مدينة الإباء خاطرة تنتظر نقدكم فأرجو أن تشبعوها نقدا ، يهمني رأيكم فيها دمتم على الخير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|