العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-11-2015, 07:13 PM
إشراقات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3921
 تاريخ التسجيل : Jun 2014
 فترة الأقامة : 3793 يوم
 أخر زيارة : 03-23-2020 (11:02 AM)
 المشاركات : 51 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : إشراقات is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شياكة رسول الله صلى الله عليه وسلم



كان صلى الله عليه وسلم لا يتكلف في ملبسه، وانما كما قيل يلبس ما وجد، أي ما وجده مناسباً له ولظروفه ولهيئته ولدعوته ولظهوره بين أمته، كان يجعل ثوبين خاصان لصلاة الجمعة لتعظيمها وللإشادة بشأنها، وجعل حلة كريمة خصيصاً لصلاة العيد أهداها له بعض أصحابه، وكانت نُسجت لسيف بن ذي يزن ملك اليمن ولكنه مات ولم يلبسها، وقيل اشتراها باثنين وعشرين جملاً

غير أنه صلى الله عليه وسلم كان أهم ما يراعيه في ملبسه النظافة والستر، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: {إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ} {1}

فكان يحرص على نظافة ملبسه، ويحرص على نظافة جسده الشريف، كما يحرص على نظافة مسكنه، كما يحرص على نظافة مسجده، كما يحرص على نظافة أي موضع وُجد فيه، ويقول لأصحابه: {تَنَظَّفُوا بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ بَنَى الإِسْلامَ عَلَى النَّظَافَةِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلا كُلُّ نَظِيفٍ} {2}

ولذا روى الامام الرازي رحمة الله عليه في تفسيره أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يقف عليه الذباب، ولا يمص دمه البعوض، ولا يقترب منه القمل ولا حشرات الأرض، وهذا كما تعلمون لشدة نظافته وحرصه على النظافه التامة في كل ما يلامس جسده صلى الله عليه وسلم صلوات ربي وتسليماته عليه.

وأنتم تعلمون أن هذه الحشرات التي ذكرناها وأشباهها لا توجد إلا حيث لا توجد النظافة، لكنه من شدة نظافته حتى في هذه البيئة القاحلة كان هذا حاله صلوات الله وتسليماته عليه.

والأساس الذي ينبغي علينا أن نتابعه في زي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولاً: أن يكون من رزق حلال أحلَّه لنا الله فقد قال صلى الله عليه وسلم: {مَنِ اشْتَرَى? ثَوْبَاً بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً مَا دَامَ عَلَيْهِ} {3}

وقال صلى الله عليه وسلم: {الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ} {4}

ثانياً: أن يكون هذا الملبس حلال أحلَّه لنا الله، فقد نهى صلى الله عليه وسلم أصحابه عن لبس الحرير سواء في البطانة أو في ظاهر الأمر، وأباح ذلك لنساء أمته، فقد أمسك صلى الله عليه وسلم بيده حريراً وباليد الأخرى ذهباً وقال: {إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لإِنَاثِهِمْ} {5}

فيحرم على الرجال لبس الذهب والحرير، بل حرَّم استخدام الآنية والمقتنيات المصنوعة من الذهب، أو دخل في صناعتها قدر من الذهب كالساعة الذهب، والقلم الذهب، والولاعة الذهب، والميدالية الذهب، وأي شيء يستخدمه الإنسان مصنوعا من الذهب سواء كان هذا الذهب خالصاً أي عيار 24 أو مختلطاً كعيار 21 أو 18 وخلافه.

ثالثاً: أن تكون هذه الثياب ساترة للعورة الشرعية التي وضَّحها الله ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المرضيه.

رابعاً: ألا تكون ألوانها من الألوان التي يمقتها العقلاء من المجتمع، وتجلب على صاحبها أقوال السفهاء وجدل العلماء وما يحدث من ذلك من أشياء.

فعلينا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أجمعين، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته يحرص على الدون من الثياب لكنه يحرص على نظافة الثياب ويقول صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ نَقَاءَ ثَوْبِهِ، وَرِضَاهُ بِالْيَسِيرِ} {6}

ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وسخ الثياب فقال: {أَمَّا يَجِدُ هَذَا مَا يُنَقِّي بِهِ ثِيَابَهُ ؟} {7}

ويجعل لكل مناسبة ما يلائمها من الثياب، ولذلك مشى على هذا الهدي الصحابة والأئمه المرشدون والعلماء العاملون الى يومنا هذا.

الإمام سفيان الثوري رحمه الله، وكان من العُبَّاد؛ رأى الإمام جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنهم يلبس ثياباً من صوف طيبة - أي مصنوعه بطريقه طيبه - فذهب اليه وقال: يا ابن بنت رسول الله أمثلك يلبس هذه الثياب؟ فاخذ جعفر الصادق رضي الله عنه يد سفيان وأدخلها بين طيات ثوبه الى ملابسه الداخليه فوجده يضع على جسده صوفاً خشناً، ثم قال: يا هذا لولا أنك من أهل العلم ما أخبرتك، جَعلْنا هذا الذي أمسكته بيدك لله، وجعلنا هذا الذي ألبسه ظاهراً لخلق الله، فما كان لخلق الله أبديناه، وما كان لله أخفيناه، هل تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في هيئة رثة فقال له صلى الله عليه وسلم: {هَلْ عِنْدَكَ مَالٌ؟، قال: نَعَمْ، مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ آتَانِي اللَّهُ، مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، قَالَ: فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَلْيُرَ عَلَيْكَ نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ} {8}

إذا كان عندك المال لِمَ تقتر على نفسك وتظهر هيئتك بمظهر مسكين؟ وكأنه كما قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه عندما جاءه أحد الزهاد واعترض على ثيابه التي يلبسها وقال له: أمثلك يلبس هذا؟ قال: يا هذا ثيابي هذه تقول الحمد لله وثيابك هذه تقول أعطني شيئاً لله.

فهذا شئ جوهري ينبغي أن نقف عنده، ونتريث عند دراسة ملابس حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما رُوي من كتب السير من أنه كان صلى الله عليه وسلم يحب لبس القميص، والقميص الذي لبسه هو ما رأينا عليه آباءنا بالقريب، حيث كان يصنع من الدبلان أو الدمور، وكانوا يجعلونه طويلاً أسفل الركبتين وطويل الأكمام، وكان كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ أو الأصابع، وكان قميصه فوق الكعبين، وكان صلى الله عليه وسلم إذا لبس قميصه بدأ بميامنه.

وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم في ملبسه ما هو أتم وأنفع للبدن وأخف عليه، وكان مثل هذا القميص يصلى فيه آبائنا ويمشون به، لكن تغير العصر فليس هذا من الأشياء الضروريه التي لا بد أن نتمسك بها في الاقتداء بخير البرية صلى الله عليه وسلم، أما في الألوان فكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الثياب الخضر، وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: {خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ} {9}

إذاً لا عبرة بالألوان، المهم أن يكون الملبس طيباً ومكتمل في تغطية البدن، وتوافق أهل الزمان العقلاء الذين يستنون بسنة سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يتتبع الحرير من الثياب فينزعه ويكسوه بناته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس ما وجد من المباح، وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج بالقطن، وربما لبسوا ما نسج بالصوف والكتان.

وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سراويل، وكانت ثيابه صلى الله عليه وسلم كلها مشمرة فوق الكعبين، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أسبلت ردائي فقال: {كُلُّ شَيْءٍ يَمَسُّ الأَرْضَ مِنَ الثِّيَابِ فِي النَّارِ} {10}

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ} {11}
وذلك محمول على ما كان فيه خيلاء، فهو الذي ورد فيه الوعيد

وكان صلى الله عليه وسلم يرخي إزاره من بين يديه ويرفعه من وراءه، وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ، عِمَامَةً، أَوْ قَمِيصًا، أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ: {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ} {12}

وإذا لبس ثوباً جديداً حمد الله وصلى ركعتين وأعطى القديم لفقير يحتاجه، وإذا استجد ثوباً لبسه يوم الجمعة، وكان له صلى الله عليه وسلم برد (عباءة) يلبسه في العيدين والجمعة، وكان صلى الله عليه وسلم له ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة

وكان صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه وفد لبس أحسن ثيابه وأمر علية أصحابه بذلك، وكان ينهى أصحابه عن لبس الأحمر الخالص، وقال صلى الله عليه وسلم: {الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ} {13}

والصالحون أخذوا الإشارة من قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: {إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ}{14}
إلى أن الغرض في هذا المقام الثياب التى تكسوا القلب الذي هو موضع نظر الله كثوب المحبة والشفقة والعطف والحنان والزهد والورع وحسن التوكل على الله وغيرها من ثياب التقوى التى يقول فيها الله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} الأعراف26

وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يلبس الجبة وأحياناً يلبس البرده أي العباءه، كل هذه الأصناف وارده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن لبسها فقد اقتدى بسنته صلى الله عليه وسلم، المهم أن لا نتعصب لهذه الأمور، فيظن أنه على خير وكل من خالفه على غير هذا الهدى والنور، وهذه طامة كبرى قد يقع فيها البعض بحجة التمسك بسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وورد أنه: {كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خِرْقَةٌ - قطعة قماش - إِذَا تَوَضَّأَ تَمَسَّحَ بِهَا} {15}

وفي رواية أخرى: {أنه كَانَ مُتَّخِذًا مِنْدِيلا يَمْسَحُ بِهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ} {16}

{1} المطالب العالية لابن حجر والبزار عن سعد بن أبي وقاص {2} التدوين في أخبار قزوين للرافعي عن أبي هريرة {3} أحمد فى مسندهعن ابنِ عُمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا، جامع المسانيد والمراسيل {4} صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة {5} سنن ابن ماجة والبيهقي عن علي بن أبي طالب {6} المعجم الكبير للطبراني والحلية لأبي نعيم عن ابن عمر {7} الحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله {8} معجم الطبراني عن مالك بن نضلة {9} صحيح مسلم والشمائل للترمذي {10} المعجم الكبير للطبراني {11} صحيح البخاري وسنن النسائي {12} سنن الترمذي وأبي داود عن أبي سعيد الخدري {13} سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجة عن ابن العباس {14} صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة {15} الطبقات الكبرى لابن سعد {16} مسند الربيع بن حبيب



 توقيع : إشراقات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إشراقات المنتدى الإسلامي 0 01-16-2015 01:14 AM
263. محمد بن عالّ الحسني السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 08-25-2014 02:27 PM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
عشر ذي الحجة فضائلها وأعمالها أداس السوقي المنتدى الإسلامي 12 10-05-2013 11:11 AM
فصل : في محاسن الأخلاق الخزرجي السوقي المنتدى الإسلامي 1 10-13-2011 02:39 PM