العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2014, 08:11 AM   #11
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله



أوصافه الخَلقية والخُلقية:
أوصافه الخَلقية:
نظرت فيما وصف به ابن عمه الشيخ إسماعيل بن محمد الأمين والد المترجم له فوجدت شبه الفرع بالأصل، فمما قال عنه : (رجل أسمر جميل الوجه أسيل الخد ذو أرنبة وذو هيئة ومروة ... هشاش لا يملكه الغضب، ألوف مألوف موطأ الأكناف، لين الجانب يتودد للأقارب صفوح وصول للرحم، كريم النفس غاض البصر، يتغاضى ويتغافل ، واسع الصدر، رحيب الفناء على الزوار،عاقل حازم عازم رشيد راشد ، أديب وقور أمين عند المشورة صائب الرأي) وهذا في ترجمته لوالد المترجم له وقد أودعها الشيخ المحمود في كتابه :التبر التالد..
ومما لم يذكر الشيخ إسماعيل في أبيه وكان من أوصافه هو أنه طويل القامة طولا غير مفرط كما وصف به بعض الشعراء أهل بيته الهاشميين فقال: (م الهاشميين الطوال الزهر) متوسط الهامة، أجلى الجبهة، بعيد الإدراك، إذا نظر إليه من يجيد الفراسة قرأ على وجهه أنه شعلة ذكاء.
فارق الدنيا، ولم يتم بياض ناصيته، يمشي مشية متواضعة وقورة ليس فيها خيلاء حتى كأن قدميه تسيل في نعليه، لايلتفت في مشيته، إذا رأيته رأيت سمت العلماء ورزانة الفضلاء، مهاب جليل حيي، إذا سمع شيئا لا يليق نكس رأسه خجلا من فعل صاحبه.
يغضي حياء ويغضى من مهابته
فلا يكلم إلا حين يبتسم
وإن رآى منكرا تغير وجهه، ولا يخاف في الله لومة لائم، فإن كان لديه مقترف السوء حاضرا أنكر عليه ورآى على وجهه التغير
وكان طيب السيرة، ويكفي من ذلك أنني لم أسمع منه ـ طول حياته التي أدركتها ـ قرابة خمس وعشرين سنة اغتياب أحد لا سرا ولا علنا، لافي حضوره ولا في غيابه .
وكان تعجبه المشورة، ويذكر أن اجتماع الناس؛ لتداول آرائهم في قضاياهم له أثر فاعل في توحيد كلمتهم وتخفيف سوء التفاهم بينهم، ويثني كثيرا على من كان ذلك منهجه من إخوانه وأقرانه. .
ثانيا: أوصافه الخُلقية:
: تقدم منها ما ذكره الشيخ عمنا إسماعيل في أوصاف والده، فالأوصاف الخلقية تتداخل أحيانا مع الخلقية؛ إذ الخلق عرض من أعراض الذات وإنما أذكر هنا بعض العناوين فقط فقد أقول اليسير، ويفوتني الكثير.
ومجمل القول: أنه كان - رحمه الله- دمث الأخلاق، برا بمن عرف ومن لم يعرف، يألف ويؤلف، يحبه كل من تعارف معه حبا جما،حتى كأنه أخلص إخوانه، أو أخص أخدانه.
وقد عقلت منه بعض أخلاقيات شدت انتباهي تعود كلها إلى كرم الطبيعة وزكاء الطوية
فمن أخلاقه : جوده وكرمه؛ فإنه غاية في الجود بما ملكت يداه، سواء أيسر أو أعسر، فقد رأيته يجتمع إليه من كرائم الإبل وسواد الشاء في مدة قليلة ما يجعله من أغنياء بلده، لو أنه جمع فأوعى, لكنه يفرقه على الناس شذر مذر.
وكيف يزكي المال من هو باذله
فما أحقه بقول القائل :
لايألف الدرهم المضروب صرتنا
لكن يمر عليها وهو منطلق
إنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا
ظلت إلى طرق العلياء تستبق
وقد شهد له بذلك كل من عرفه وكثر الثناء عليه بذلك ، ووصفه به أقرانه.
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا
من غير أن يجدوا آثار إحسان
وقد سمعت مجلسا من عارفيه بعد وفاته، يتحدثون بما رأوا من جوده وكرمه، وكل يذكر قصة يعرفها، وقد وصفه بذلك الأدباء والشعراء من أقرانه وزملائه..
واسمع للشيخ محمد بن يوسف الحسني التبورقي- رحمه الله - إذ يقول يصف جوده وكرمه:
ما مسبلات غوادق مجلجلة
تنسي المواهب منه وهي مطمومه
يوما بأكثر منه يوم مسغبة
نفعا لميتمة وافته مهجومه
بدر يحت بدورا يوم مسألة
حتا لمسكنة بالطول مهمومه
وللأراجل يستغلي مراجله
سودا مكتكتة بالكتر موكومه

وقال الشيخ محمد يحيى (آمدي) بن الشيخ حمدا الحسني الجلالي يصف كرمه
وما البحر إلا من ينابيع خمسة
وما شطحات الوكف إلا جمامه
ومن شام برق الجود منه وأرعدت
رواعده سحت عليه سجامه

وقال الشيخ العاقب السوسي يصفه بمثل ذلك:

وهو الكريم النفس طبعا مابه
كبر ولاعجب كطبع محالف
ما إن على من بابه من حاجب
غير الندى ويجيب هل من غارف
إلى غير ذلك

ومن إنفاقه الذي كان يشهد به كل عارفيه أن طعام بيته طعام لكل ما حواليه من الأرامل والأسر الغيب أهلها، بل كل ما حضر طعامه استدعى سائر جيرانه فيطعم الكل عنده .ينادي يا فلان... يا فلان... ولا يرتاح حتى يجتمعوا إليه، وإن اعتذر بعضهم بشيء ما، كأن يكون قد طعم قبل أو نحو ذلك، تأسف كل الأسف وظهر ذلك على قسمات وجهه، وبالمقابل يهتش ويطرب إذا اجتمعوا للطعام لديه ، وسواء في ذلك القليل والكثير والرخاء والضيق .
بل ينادي كل شبح رآه مارا على الشارع ليطعم عنده، هذا يعرفه كل من يعرفه، وكان جيرانه يتعجبون من حرصه على أن يأكلوا من طعامه حتى ولو في حال حضور طعامهم هم وحال رخائهم ولسان حاله يقول فيهم :
أنا الجار لا زادي بطيء عليهم
ولا دون مالي في الحوادث باب
ولا أطلب العوراء منهم أصيبها
ولا عورتي للطالبين تصاب
ولا تسأل عن تفقده للأسر المحتاج أهلها، فقد كنت أعرف أسرا غرائب في قريتنا( وادي الشرف ) شمال مالي ( آزواد) كان حاله معهم في وقت تشتد فيه عليه أزمة الضيق، أول ما أجلى الجدب الناس إلى ( وادي الشرف ) عام 1404هـ بعد هلاك المواشي وجفاف الزروع أنه كلما تجدد إليه شيء من مؤن المعاش صرف لهم من النفقة ما يصرف لأهله .
وأعرف من أولئك رجلا تحسن حاله بعد فقر مدقع، فصار من أهل الثروة والغنى فأتيته يوما، وكلما رآني بالغ في إكرامي مكافئة لإحسان الوالد إليه – آنذاك -
وقد قال لي يوما إن بعض الناس يحفظ أن بيني وبينهم عهدا، والحق أن العهد الأكيد، ليس إلا بيني وبينك عرفانا لإحسان أبيك إلي، هذه أسر غريبة
أما إحسانه إلى جيرانه وقرابته فأمر يجري منه مجرى النفس
وهم ربيع للمجاور فيهم
و المرملات إذا تطاول عامها
ويكفي لجوده أنه مع ما فتح الله علي من حطام الدنيا لم يورث لا دينارا ولا درهما ولم يورث إلا مكتبة أغلب ما فيها كتب الحديث ورجاله ومصطلحه.
وما تقدم من شمائل الكرم الذي وصف به هو سيرة أهل بيته الأدرعيين كما عبر به نفسه في قصيدة له إذ يقول :
والسخا فيهم قديما سنة
قد رووها عن أصول عن أصول
ومن أخلاقه: الصفح الجميل،فإنه يتجرع الإذاية ويسيغها بماء الحلم والعفو، والغالب تذويبه ملوحتها في نهر فياض من الإحسان، وكان حاله مع إخوانه لو بدر منهم ما يستاء منه غيره ـ لو كان محله ـ .
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
جاءت محاسنه بألف شفيع
بل كان بارا بهم كما عبر عنه نفسه في رسالة له سبقت في قسم الأدب حيث قال (وما شوش خاطري منذ عقلت أشد علي من أن يظن أحد من إخواني أني أسأت الأدب معه...) فهو كما تمثل نفسه في رسالة له بقول الشاعر:
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
تجاوز عن مساويه الكبيره
فإن الشافعي روى حديثا
بإسناد صحيح عن مغيره
عن المختار أن الله يمحو
بعذر واحد ألفي كبيره
وهكذا حاله وكان يأمرنا به – معشر تلامذته وأبنائه – وكنت أتذكر وأنا صغير أنني تأذيت يوما من الأيام من أحد الأطفال، فهممت أن أوقع به، فناداني فقرأ علي قول الله تبارك تعلى ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ وفسرها لي،وقال لي ما معناه: ذلك رسول الله ﷺ فكيف بك ؟
ومن ذلك الوقت ما تأذيت من أحد فأريد مقابلته بالمثل إلا مثل لدي ذلك الموقف وتذكرت الآية ،وكيف قرأها علي وفسرها - فجزاه الله عني كل خير-
ومن أخلاقه: لين عريكته، مع أنه لا يتحمل الضيم، بطيئ الغضب، سريع الفيئة،وكان حريصا على التقريب بين وجهات أنظار رإخوانه ، ولا يطمع أحد في كسبه لغير موقف الحق، ومن كسبه في قضية من قضايا محيطه يرى أنه كسب سندا قويا .
ولا يتكلم إلا فيما يعنيه، وإذا تكلم أفحم المخاطب بحجة قلما يقوى لهاكما وصفه به الشيخ عبد الكريم الحسني الجلالي قائلا –كما يأتي – في مرثيته له
وإذا يقول تهيبوه فإنه
لم ينفحم مذ طر منه الشارب
فإذا يناظر في عويص مسائل
أعيت عقول الناس ،فهو الغالب

ومن أخلاقه : عزة العلماء ، فكان لا يقبل أن يهان ولا أن يهان الشرف والعلم الذي يحمله .
ولوأن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما

ومن أخلاقه: التواضع: فقد كان - رحمه الله - على جانب من ذلك، وقد مرت عليك من خلال كلامه في هذه الترجمة نماذج من ذلك يذكر فيها أن ما وصفه به زملاؤه إنما يعتبره تفاؤلا فقط - وقد وصفه به الشيخ العاقب السوسي
وهو الكريم النفس طبعا ما به
كبر ولا عجب كطبع محالف

وهذا التواضع ظاهر في سمته وكلامه وحاله كله، بل وفي عدم تطلعه إلى الدنيا والنظر إليها بعين الازدراء.
ومما يردد كثيرا :" إذا حصلتك يا قوت، فلا أبالي أين ذهب الدر والياقوت "
دنوت تواضعا وعلوت مجدا
فشأناك انخفاض وارتفاع
كذاك الشمس تبعد أن تسامى
فيدنو الضوء منها والشعاع
ولا باس لو ختمنا الكلام على أخلاقه بما نقله الشيخ عمنا إسماعيل أيضا في مثل هذا المقام في الكلام على والده إذ يقول (وأما ماعدا ما سبق التصريح به من خصاله السنية وأفعاله السنية،فهو موكول إلى القياس على ما هو الغالب على مآثر أسلافه ـ يعني أسلافه الجلاليين ـ فهم مفطورون على التنقب بعمائم إخمال النفوس وعلى التستر بقباب التأبي من تشهير المحاسن والمناقب والصالحات إلا ما أبت المشيئة إلا أن يكون شريك الشمس سائرا معها في فضاء مر الدهور،
انظر: التبر التالد، للشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني التبورقي ج2/378


 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترجمة العلامة اللغوي الأديب الفقيه المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الشريف الأدرعي منتدى الأعلام و التراجم 3 06-09-2014 08:30 AM
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-08-2014 08:47 PM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM
الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر السوقي الأسدي منتدى الأعلام و التراجم 34 05-18-2013 12:41 PM