128. شعيب بن محمد الإدريسي التبورقي السوقي

128. شعيب بن محمد الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ شعيب بن مُحمد المروف بحام بن محمد المعروف بحمنٌ بن سيدي بو بكر بن القاري ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
ترجم له الشيخ العتيق ناقلا ترجمته مختصرة من كتاب " التبر التالد " فقال : ولفظ ما فيه بحروفه : ( ومنهم البدر الزاهر ، والبحر الزاخر ، والحبر المعدود في الأوائل لا في الأواخر ، صاحب المآثر والمفاخر ، بل حقه أن يسمى مجمع البحرين الأغزرين ، أو ثالث القمرين ، ورابع اللؤلؤ والمرجان واللجين ، الحائز بإحراز العلم مع العمل كلا المفاخرين ، ألا وهو شعيب بن مُحمد ابن سيد ، أرضاه الله كما نريد ، وأتانا وإياه الحسنى والمزيد . مر إلى أن قال : أخذ الفنون عن أبيه مُحمدْ الملقب حَامَّ ، وما سمعته ارتحل في طلب العلم لقريب من شيوخ البلد ولا نازح إلا ما كان من أمر الشيخ محمد الصالح المعروف باسم حَايِ فإنه الذي آخذ عنه التفسير بعد ارتحاله إليه من مسافة يومين أو أكثر ، وسمعت أنه لما عزم على التوجه إلى الشيخ حَايِ للسماع منه أشرف على المكتبة وهو بمرئي من والده فأخذ بطرف الحبل المربوط في كتاب المحلي ليجذبه ففهم أبوه أنه أراد حضور المجلس التفسيري ، فقال إن كنت متى تجاذبوا أطراف مسألة نحوية أوردت نصها المحفوظ في محله من الألفية أو الفريدة أو الكافية ، أو بيانية قرءت نصها من كتاب الجوهر المكنون ، إن كان متضمنا لها ، وإلا فتخلفك ها هنا أحب إلي من عار الافتضاح بين الناس فأخذ صاحب الترجمة الكتاب وشرع في السفر لعلمه أن الشرط الذي شرطه أبوه هين عليه ولم ينطق ببنت شفة ، ثم لما حضر المجلس لم يفارق الشيخ حَايِ حتى أخذ عنه التفسير كله ، وكان في مدة إقامته عنده مشتغلا بخدمة الدرس قائما بحفظ الرواية واستكمال الدراية أحسن قيام . وشاع في الناس أن التفسير في ذلك العام ما وفى بحقه إلا هو والأكفؤه عبد الرحمن بن الميمون . مر إلى أن قال : الآخذون عنه منهم الأستاذ محمدْ بن محمد محمود ، ثم شيخي السعيد بن محمد الأمين ، والسيدان الجليلان محمدُ بضم الدال ابن محمد محمود ، ومُحمدْ بن نوح ، والعلامة الموفق بن المصطفى ، والإمامان المبجلان محمد أحمد بن محمد الصالح وأخوه عمران ، ومحمد المعروف باسم آيَّ ، والأستاذان الكريمان محمود بن محمد الصالح وسعد الدين بن عُمار ، وجل أقرانهم من حينا ومن حيهم بل سائر الأحياء المجاورين له ، وكان الشيخ يعظمه جدا ويكرمه غاية كما هو عادته مع الأفاضل ، وينزله من نفسه منزلة الكتف من الكاهل . مر إلى أن قال : وكانت له آثار علمية نظما وخطا ، كتب بيده المباركة نسخا عديدة متفرقة من أهمها : تفسير الجلالين خطه مرتين أولاهما حصلها بعد الجدوالين وبعد إتمامها حمرة وسوادا وتطريرا ومقابلتها تصحيحا وتوفيرا ، تسلط عليها أكف الأعداء ، من سكان البرار والبواد، فصبر على تلك البلية الكبرى ، وشمر على ساق الجد حتى جدد كتْبه مرة أخرى وزاد على الأجر الأول أجرا ، عسى أن يكون له ذخرا . ومما كتبه ولا أكاد أحصيه : الجزء الأول من صحيح البخاري قد أجاد خطه وهو الآن عام ألف وثلاث مائة وسبعة وتسعين 1397هـ بأيدينا على حسنه ورونقه الأول ، وعليه في تصحيح النسخ المكتوبة بعده المعول . وأما نظمه ففي غاية من السهولة والعذوبة قلما يستعصي منه شيء على الأذهان ، جامع مع السلاسة ، حسن الوصف وجودة السبك ونصاعة المعاني على وجه يستثير الطرب ، وتستحليه النفوس استحلاء شهي الضرب ، والقرائن دالة على أنه له ملكة الاقتدار على النثر كالنظم لكن لم يصرف له الهمه ولا يجوم حوله إلا بقد لمه . ثم قال : وله مع الشيخ مساجلات شعرية تنبئ عما له من صفاء القوة الفكريه ، وما للشيخ من غزارة العلم وفيوضاته الغيبية السريه ، فما أميلحها من شذور تزري بالعقود الدريه ، وإن كادت لتفعل بالألباب ما تفعله الرشفات الخمريه ، أو النفاثات السحريه . ثم جاء بالقصائد التي جرت بينهما وهي طوال من اشتاق إلى الاطلاع عليها فعليه بكتاب " التبر التالد "(2) .