|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-14-2009, 06:11 PM | #2 |
مراقب عام
|
أضواء على مماليك غرب إفريقيا
2 - مملكة مالي
((2)) أسست قبائل الماندينك دولتها سنة 1213م، ودانت في أول الأمر لمملكة غانة الوثنية، لكن بعد تحرك عبد الله بن ياسين من رباطه في الصحراء سنة 1042م أسلمت هذه القبائل وبقيت تتحين الفرص للاستيلاء على مملكة غانة خاصة وأن المرابطين كالوا لها الضربات، وكذلك بعد تغلب قبائل صوصو عليها ودخولهم عاصمتها. فقامت قبائل الماندينك ضد صوصو وانتصرت عليها سنة 1235م، بقيادة زعيمهم سوند ياتاكيتا واستطاعت في سنة 1240م دخول كومبي عاصمة غانة. وقد بلغت مملكة مالي أوجها في القرن 14م فأصبحت تحادد شمالا الصحراء حيث مصادر ملح تغازة. وامتدت جنوبا حتى أطراف السفانا عند مصادر الذهب، وغربا حتى المحيط، وشرقا حتى مناجم النحاس بتكدا[10]، وبذلك قدر بعض المؤرخين العرب طولها بمسيرة أربعة أشهر من الغرب إلى الشرق، وعرضا بمسيرة ثلاثة أشهر من الجنوب إلى الشمال.[11] كما استولت مالي بقيادة سقمان دير على بلاد سنغاي وعاصمتها كاغ أو كاو سنة 1325م ،في عهد منسا موسى، ويقول السعدي بصدد ذلك "ودخل أهل سغى في طاعته بعد جوازه إلى الحج بطريقها ورجع فابتنى مسجدا ومحرابا خارج مدينة كاغ صلى فيه الجمعة بها".[12] زيادة على ضم سنغاي فإنه "طرق تنبكت فملكها وهو أول ملك ملكها وجعل خليفته فيها وابتنى فيها دار السلطنة".[13] ولم ترث مملكة مالي ملك غانة وحده، بل ملكت معه الثروة والغنى المتمثلة في التجارة السودانية خاصة الذهب والملح،وسعت مالي على غرار غانة، إلى تنظيم هذه التجارة بين الشمال والجنوب وتنظيم الأمن ومساعدة التجار وفرض الضرائب على التجارة مما جعلها تجني فوائد هامة ملأت خزائن ملوكها وجعلتهم يشتهرون خارج السودان في العالم الإسلامي وأوروبا. وظهرت هذه الشهرة في رسم الأوروبيين خرائط للمنطقة منها خريطة رسمها انجلينود ولسيرت الميورقى سنة 1339م، والذي وضع في وسط الصحراء عرشا عليه تمثال كساه بالثياب الملكية وعلى رأسه تاج وذكر أنه ملك مالي. أما الخريطة الأكثر شهرة فهي مؤرخة في سنة 1375م رسمها إبرهام كرسكس في أطلس كاتلان ، وأظهر في وسط الصحراء رجلا ملثما راكبا على جمل ومتجها إلى ملك يجلس على عرش وهو يرتدي ملابس ملكية وعلى رأسه تاج ذهبي ممسكا بصولجان في إحدى يديه والصاجات الذهبية في اليد الأخرى وهو يناولها للراكب. ولم يكن هذا الملك سوى سلطان مالي المشهور منسا موسى أو كنكان موسى كما يسميه البعض الذي ذهب إلى الديار المقدسة سنة 724هـ/1324م "في قوة عظيمة وجماعة كثيرة من الجند منهم ستون ألفا رجالا ويسعى بين يديه إذا ركب خمسمائة عبد بيد كل واحد منهم عصا من ذهب في كل منها خمسمائة مثقال ذهب" كما ذكر السعدي.[14] والظاهر أن رحلة منسا موسى قد أظهرت غنى دولته بما حمله من ذهب أغرق به أسواق القاهرة حتى أن قيمته انخفضت بنسبـة 6٪ نظرا للهدايا والهبات وشراء السلع بأثمان مرتفعة. وعند رجوع منسا موسى من الحج سنة 1325م صحب معه شاعرا أندلسيا كان يعيش بالمغرب يسمى أبا إسحاق إبراهيم الساحلي،المعروف بالطويجن وهو مهندس معماري بنى لمنسا موسى عدة مساجد في كاغ و تنبكت، ونياني عاصمة مالي، وبنى دار السلطنة وقد دفع له منسا موسى مقابل ذلك اثني عشر ألف مثقال من الذهب. وعرفت البلاد في عهده نهضة علمية كان مركزها تنبكت وجامعتها مسجد سنكوري حيث درس به علماء صنهاجة. وبعد موته سنة 737هـ / 1337م اضطربت أحوال مالي إلى أن قبض على زمام الأمور خلفه منسا سليمان وفي عهده زار السودان الرحالة المغربي ابن بطوطة مرسولا من قبل السلطان أبي عنان المريني سنة 753هـ/135م. وقد ترك لنا ابن بطوطة صورة عن مملكة مالي فذكر بأن ملكها "منسا سليمان ومنسى معناه السلطان...وهو ملك بخيل لا يرجى منه كبير عطاء...وله قبة مرتفعة...لها من جهة المشور طيقان ثلاثة من الخشب مغشاة بصفائح الفضة، وتحتها ثلاثة مغشاة بصفائح الذهب".[15] كما وصف إيولاتن أو ولاته وهي أول مدينة من أعمال مالي في الشمال بعد أن وصلها في غرة شهر ربيع الأول بعد شهرين من سجلماسة وذكر بأن بها بيوتا ومساجدا "والمسافر بهذه البلاد لا يحمل زادا ولا أداما ولا دينارا ولا درهما إنما يحمل قطع الملح وحلي الزجاج الذي يسميه الناس النظم وبعض السلع العطرية واكثر ما يعجبهم منها القرنفل والمصطكى وتاسرغنت".[16] أشع غنى مالي على مناطق واقعة شمال حدودها بالصحراء ومنها قرية تغازى التي يوجد بها معدن الملح الذي يحفر عليه في الأرض كما ذكر ابن بطوطة[17]، وتمثل هذا الإشعاع في أن" قرية تغازى على حقارتها يتعامل فيها بالقناطر المقنطرة من التبر".[18]وأصبحت ثرواتها الذهبية محط أطماع الجيران حيث صاروا يتحينون الفرص للانقضاض عليها. وسرى الضعف في مملكة مالي في القرن الخامس عشر، بسبب الصراعات حول الحكم وانغماس الحكام في الملذات. وقد عاين ابن بطوطة وجود عادات غريبة بالنسبة لسكان شمالي الصحراء،إذ يقول:"والنساء هناك لهم أصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك".[19] ولاحظ ابن بطوطة هذه الظاهرة حتى بين علية القوم والمثقفين ويقول بصدد ذلك : "دخلت يوما على القاضي بإوالاتن بعد إذنه في الدخول فوجدته عنده امرأة صغيرة السن بديعة الحسن فلما رأيتها ارتبكت وأردت الرجوع فضحكت مني ولم يدركها الخجل وقال لي القاضي لم ترجع إنها صاحبتي، فعجبت من شأنهما فإنه من الفقهاء والحجاج، أخبرت أنه استأذن السلطان في الحج في ذلك العام مع صاحبته لا أدري أهي هذه أم لا فلم يأذن له".[20] وغزى الطوارق من الشمال، مملكة مالى نتيجة ضعفها ودخلوا تنبكت وجنى وهما عصبا التجار بالنسبة لمالي، وتزامن ذلك مع نزول البرتغال بشواطئ السودان الغربي بحثا عن ثروات مملكة مالي وأدى هذا الضعف كذلك إلى خروج عدة ممالك صغيرة من نفوذ مملكة مالي كمملكة تكدا في الشرق التي زارها ابن بطوطة وذكر بأن أهلها يستغلون النحاس الموجود بالمنطقة لشراء حاجياتهم.[21] وكانت هناك مملكة تتحين الفرص أكثر من غيرها للانقضاض على مالي ألا وهي مملكة سنغاي التي دانت بالولاء لمالي منذ سنة 1325م عندما قدمها القائد سلمان دير هدية للمنسا موسى عند عودته من الحج |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 02-15-2009 الساعة 01:56 PM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستومية الخارجية، وبين دعوة محمد بن | أبو حفص السوقي | المنتدى الإسلامي | 4 | 02-21-2010 10:09 AM |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:09 PM |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:05 PM |