إتحاف الأحيا بذكر مناقب ومآثر ملخيا

الترصيع

هذا فلما وردنا موارد آل يحيى العذبة، سمت بسمار المنزل كواكب درية الفضائل والمكارم من أهل العلم في الحي ـ حي النخبة.
حييتم يا أهل هذا المنزل***وعشتم في خفض عيش خضل
وكنا في ليلة سماؤها تسخو بمزن مطرة، في خيمة تفوح فيها رياحين الفضائل العطرة.
ونحن في ظلام دامس لا نرى إلا ببرق خاطف، وأنا في هم شديد بلقط درر في آثار الحي وكيف يكون ذلك والحق كما وصفه الواصف.
فشرد مني الذهن فإذا هو في عود حميد بخاطرة من الخواطر، تنبؤ بدور المصباح في مثل هذا من تاريخ البشر لا سيما أرباب الأقلام والدفاتر.
بعد حل اللغز بتلك الأدوات، بقي لي كيف يكون عرض طلب ما في نفسي في ليلة والبة المطر برعود شديدة التسبيح لرب السماوات.
فتيسر أيضا حل لغز عرض الطلب بآية: فإذا عزمت فتوكل...
ومن أصدق من الله قيلا. صدق الله عز وجل.
فمهدت تمهيدات يستفتح بمثلها تاريخيا كل خطاب كريم جليل هام أو سوال.
وهي منثورة في تراثنا الإسلامي الذاخر، خاصة في دواوين الأدب، التي منها ما بلغ في الحسن والطرافة منتهى براعة السوّال.
فالحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، كما شكرت من تفضل علي من سادة الحي الفضلاء مما فاض حسنه البهي إلى مدينة السوق لينشر في سهولها العزيزة وأوديتها الجميلة ليبصره من في المشرق والمغرب رأي العين مما يسر الناظرين في الساحات.
فلما قضيت ما إذا قضاه المسافر سن له العود الحميد، عدت في الليلة نفسها إلى موطن رحلي غانما مجوهرات نفيسة من الطارف التليد.
وقد ودعت كواكب الفضائل في تلك الليلة.
ولو نعطى الخيار لما افترقنا***ولكن لا خيــار مع الليـالي
فلما كان آخر من ودعته هو سيد القبيلة المكرمة الشيخ محمد ـ إفدت ـ حفظه الله، وحفظ قومه معه للفضائل.
ذلكم أني ساعتئذ ما ملكت مشاعري تجاه ما أحياه آل يحيى من محاسن المكارم والفضائل إلا بقول القائل، مودعا به سيد الحي ـ حي ملحيا ـ كدأب الشاكرين.
إنك يا ابن جعفر نعم الفــتى***وخيرهم لطـــارق إذا أتى