|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
لا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً - مالك ابن الريب
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً ** بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه ** وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت ** بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا ** مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى ** وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما ** أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي ** بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ ** تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا ** جَزى اللَّهُ عَمراً خَيرَ ما كانَ جازِيا إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن ** وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي ** سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي ** لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد ** إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً ** بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً ** يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما ** عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي ** بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي ** وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد ** سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ ** إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ ** يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ ** عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ ** يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي ** وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ ** يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا ** بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ ** وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا ** لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي ** وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما ** مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما ** فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت ** سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى ** ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى ** وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ ** وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ ** تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا ** بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ ** تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما ** تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم ** وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني ** وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ ** لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا ** رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا ** بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها ** يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى ** بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ ** وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ ** كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي ** عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ ** تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت ** قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن ** بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها ** سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً ** بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها ** مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ ** يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا ** أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى *** بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ ** ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي ** وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|