|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
من أجمل ما قيل في حسن الخط
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإخوة الكرام بمناسبة تنزيل الأخ الأديب السوقي الخرجي لموضوعه عن الخط السوقي , أحببت المشاركة بموضوع عن الخط _ بشكل عام- لبيان أن اهتمام السوقيين بالخط ناتج عن اهتمامهم بالعلم , ومنبثق منه , وأن ذلك هو الأصل , وفي نفس الوقت أبدي اعتذاري ؛ لأن الموضوع منقول , والمنقولات يرغب القائمون على الموقع في التقليل منها , من أجل التفرغ للمهمة الأساسية , وهي التركيز على ما يخص السوقيين والكتابة عليه , فلعلي لن أعود إلى النقول بعد هذا . تعريف الخط: لقد جعل الله التفاهم بين الناس باللسان والقلم ، وجعل الكتابة وسيلة الإقرار وتوثيق العقود والتراث الثقافي والحضاري للأمم عبر التاريخ وهي وسيلة هامة للمعرفة والتواصل بين البشر . وقد قال ابن خلدون في مقدمته عن الخط : ( إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره ، وبها تتأدى الأغراض ، لأنها المرتبة من الدلالة اللغوية . وقد عرفه بقوله :هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس الإنسانية من معان ومشاعر . ليس هناك تشريف أرفع لعلم الخط من إضافة الله سبحانه تعليم الخط لنفسه وامتنانه بذلك على عباده . قال صاحب كتاب زاد المسافر : الخط لليد لسان ، وللخلد ترجمان ، فرداءته زمانة الأدب ، وجودته تبلغ شرائف الرتب ، وفيه المرافق العظام التي من الله بها على عباده ، فقال جل ثناؤه : ( وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) أول من خط بالعربية : أول من خط الخط العربي– كما قال ابن عباس – إسماعيل عليه السلام , وزاد أنه كان موصولاً حتى فرق بينه ولده. وقيل : مرامر بن مرة ، وأسلم بن جدرة ، وهما من أهل الأنبار . وقيل :أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس ، تعلم من أهل الحيرة ، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار .... ويقول ابن دريد في أماليه : عن عوانة قال : أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مرامر بن مرة وأسلم بن جدرة الطائيان ، ثم علموه أهل الأنبار ، فتعلمه بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل ، وخرج إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان ، فعلم جماعة من أهل مكة ، فلذلك كثر من يكتب بمكة ... ولذلك يقول رجل من كندة يمن على قريش بتعليم بشر لهم : ولا تجحدوا نعماء بشر عليكم = فقد كان ميمون النقيبة أزهرا . أتاكم بخط الجزم حتى حفظتم = من المال ما قد كان شتى مبعثرا . البعد الأخر للخط العربي في تراثنا العلمي : لا يشكل الخط العربي فقط أداة تجسيد اللغة الحاملة للخصائص الحضارية والتاريخية والثقافية للأمة العربية بل يحمل هذا الخط أقدس رسالة خص بها العرب إلى جميع بني البشر في كل زمان ومكان ، وهي القرآن الكريم وبهذا المعنى أضحى الخط العربي يتمتع بميزة مقدسة لم تتوفر لغيره من الخطوط لكل اللغات المتعارف عليها في العالم اليوم . ولهذا الغرض اجتهد العرب ( ومنهم السوقيون ) وجهدوا ليمنحوا الأحرف العربية المكانة الأعلى والمنزلة الأرفع التي منحها القرآن الكريم للغتهم السامية . نشأة الخط العربي وتطوره : في الجزيرة العربية : على إيقاع آيات الوحي يتردد صدى إيقاع الكلمات المكتوبة ليحتل الخط العربي في جو من الصمت مكانة الكلام الشافي ويصل النص النهائي إلى ذروة الكمال والجمال الفني للمعاني والصور القرآنية . ويزيد من جمال هذا الفن الرائع شكل الخط العربي القابل أكثر من أي خط آخر لجمال الحرف وأناقته ونجد قصة تطور الكتابة العربية التي يمارسها الخطاطون في كل أنحاء العالم الإسلامي . كما نجد أن عربية القرآن تعود في منشئها إلى لهجة عرب الشمال (شمال الجزيرة العربية ) التي اشتقت بدورها من اللغة النبطية التي كانت مشتقة بدورها من اللغة الآرامية . وأقدم أصل معروف للكتابة في الجزيرة العربية هو ذلك المدعو بالجزم وقد انتشرت كتابة الجزم شيئاً حتى أصبحت لغة كل العرب عندما نزل القرآن بها وخلدها ونستعرض فيما يلي أهم هذه المراحل والشخصيات : أبو الأسود الدؤلي : توفي عام 688 م وهو المؤسس الشهير للنحو العربي بتكليف من االخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكاد اسمه أن يكون أسطورة ويقال أنه هو الذي اخترع نظام التشكيل للتعويض عن بعضها البعض فقد حلت من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي والي الأمويين والمنطقة الشرقية من المملكة بين عامي (649-714م ) وكانت الرموز التي تميز الحروف في البداية عبارة عن نقاط صغيرة سوداء بعدد واحد أو اثنين أو ثلاثة موضوعة تحت الحرف أو فوقه . ولكن استخدام النقاط السوداء مع النقاط الملونة الأخرى قد أوقع الخلط والارتباك ولهذا السبب استبدلت الحركات المائلة القصيرة بالنقاط ولكنَّ المشكلة لمْ تُحلّ إلا بظهور ذلك العبقريّ . الخليل بن أحمد الفراهيدي عالم النحو المتوفي عام (786 م) فقد حافظ الخليل على النقاط التي اقترحها الحجاج من أجل التمييز بين الحروف المتشابهة ولكنه وضع مكان رموز حروف العلَّه التي اكتشفها أبو الأسود الدؤلي ثمانية رموز للحركات الجديدة ( مثل الفتحة ، الكسرة ، الضمة ..) وهكذا تمَّ توحيد التنقيط الذي اخترعه الحجاج مع رموز الحركات التي اخترعها الخليل في نظامٍ واحدٍ أعطى للخطِّ العربي شكله الجميل الذي نعرفه حالياً . تأثير هذاالفن على الغرب يعترف الغرب اليوم بالتأثير الذي مارسته عليه الحضارة الإسلامية ، بما في ذلك الفنون في هذا السياق ، يقل رئيس ومدير متحف ( اللوفر هنري لويرت ) إن تأثير الفنون الإسلامية على ثقافتنا عميق ومستمر ، وقد تأثر بالفن الإسلامي كثير من رواد الحرية الفنية المعاصرة مثل (ماتيس) و(بولكيلي) اللذان عاشا فترة طويلة في البلدان العربية يدرسان تراثها الفني ، كما زار شمال إفريقيا كل من (مونيه)و(ديلاكروا)و(كاندنسكي) وغيرهم...وقد انبهروا بالفن الإسلامي وتأثروا به. وقد ألهم فن الخط العربي وهو جزء لا يتجزأ من الفنون الإسلامية ، الكثير من الفنانين الغربيين خصوصاً خلال القرن العشرين الميلادي كا(الشينسكي) و(دوترمونت) و(ميشو) على سبيل المثال ،حيث شكل هذا الفن بالنسبة لهم مدخلاً جديداً لخلق اشكال جديدة من الفنون . فكاندينسكي في بحوثه ، يظهر أنه يجسد أستمرارية فكر كبار الخطاطين الشرقيين الذين سبقوه من قبل كما يعترف (ماتيس) بالتأثير الذي مارسه الفن العربي على خطوطه وألوانه . يقول في هذا الإطار : إن الوحي أتاني من الشرق وبالتحديد من الإسلام . هذا الفن أثر في كثيراً ، خصوصاً أثناء معرض ميونيخ الرائع ... لأن هذا الفن يمنح فضاءً أوسع ، فضاءً تشكيلياً بكل معنى الكلمة . أجمل ما قيل في حُسن الخط لقد كتب الأولون في كتبهم عن آداب الكتابة العربية وضوابطها ، ولا غنى لمن يريد الرجوع إلى هذه الآداب من الاطلاع على بعض هؤلاء الأولين في الكتب التالية مثل : (صبح الأعشى ، والعقد الفريد ، وأدب الكتاب ، والفهرست) . وبودي أن اقتطف بعض ما قيل فيه : إذا كان الخط حُسن الوصف ، فليح الرصف ، مفتح العيون ، أملس المتون ، كثير الائتلاف ، قليل الاختلاف ، هشت إليه النفوس ، واشتهته الأرواح حتى إن الإنسان ليقرؤه ولو كان فيه كلام دنيء ومعنى رديء ، مستزيدا منه ولو كثر من غير سآمة تلحقه ، إذا كان الخط قبيحاً ، مجته الفهام ولفظته العيون والأفكار ، وسئم قارئه ، وإن كان فيه من الحكمة عجائبها ومن الألفاظ غرائبها . ويقولون فيه أيضاً : أجود الخط أبينه ، والخط الحسن هو البين الرائق البهيج ، وينصحون كل من يريد تجويد خطه بقوله : ألق دواتك ، واطل شباة قلمك ، وفرج بين السطور ، وقرمط بين الحروف. وسأل الصولي بعض الكتاب عن الخط : متى يستحق أن يوصف بالجودة فقال : إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره ، وضاهى صعود حدوده ، وتفتحت عيونه ، ولم تشتبه راؤه ونونه ، وأشرق قرطاسه ، وأظلمت أنفاسه ، ولم تختلف أجناسه ، وأسرع إلى العيون تصوره ، وإلى القلب تنمره ، وقدرت فصوله ، و اندمجت أصوله وتناسب دقيقه وجليله ، وتساوت أطنابه ، واستدارت أهدابه وصفرت نواجذه ، وخرج عن نمط الوارقين ، وبعد عن تصنع المحررين ، وخيل أنه يتحرك وهو ساكن . كما قيل في وصف الكتابة وآلاتها ، قال : في كتاب نسيم الصبا لابن حبيب الحلبي : الكتابة ألهمك الله تعالى معرفة فضلها ، ولا حرمك نقع صداقة أهلها ، أشرف الوظائف والمناصب ، وأرفع المنازل والمراتب ، وأفلح صناعة ، وأربح بضاعة ، قطب دائرة الآداب ، وصدر أسرار الألباب ، ورسول صادق ، ولسان بالحق ناطق ، وسيف تحد بحده المعارف ، وميزان يميز التالد من الطارف ، تلحق خبر الحاضر بالغائب ، واليها تنتهي الآمال والرغائب ، بها تتم النعمة ، وتفصل شذور الحكمة . منقــــــــــــــول
بالنسبة للقرمطة كأنها اعتبرت في النقل السابق مدحا بينما السوقيون يتبرونها ذما كما يدل عليه قول شاعرهم عن خطهم : ( لم يقرمط ) أفيدونا في ضوئه .
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
آخر تعديل م الإدريسي يوم
05-25-2009 في 06:20 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إنما الخط للعقول عقال. | السوقي الخرجي | المنتدى الأدبي | 3 | 11-04-2010 02:11 PM |
أجمل ما قيل من أبيات | الأمبراطور | المنتدى الأدبي | 3 | 04-22-2009 02:37 AM |