|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-31-2012, 11:27 PM | #25 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
مواقف في الدعوة.
كنت أتحاشى دائما الحديث عن الأمور التي قمت بها في الدعوة خشية وخوفا من حظوظ النفس, ومكايد إبليس, ورغبة في نيل ما يترتب على العمل الخفي, كما في الحديث الصحيح عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )رواه مسلم . وكنت أرى أيضا عدم الخوض في الحديث عن الأخطاء السابقة التي يقع فيها الماضون, إلافيما يخص مقام البيان, ولاأحبذ أن يكون البكاء على أطلال هذه الممارسات حديث المجالس, لأن ذلك يوغر الصدور, ولايربي على ترك هذه الممارسات,فأقول في مقام البلاغ سواء في الدروس العادية, أو في الدورات التي نقوم بها, ما يخطر ببالي فإذا اتنهى المجلس سكت, ولا أتكلم في المجالس العامة إلا في ذكر أمجاد هذه القبائل السوقية, وماقدمته من خدمة للدين وللغة العربية ,و يعجبني قول الأول. لاتلتمس من عيوب الناس ما ستروا=== فيهتك الله سترا من مساويكا واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا === ولا تعب أحدا منهم بما فيكا وكنت في إحدى المرات مع أحد الإخوة المهتمين بهذه الجوانب المضيئة من تاريخ القوم وهو الحبيب الاديب حمزة بن عثمان فتطرقنا في الحديث عن فتوى تدل على دقتهم , وفهمهم لواقعهم, وبصرهم,بخفايا زواياه, وتفيد الفتوى بضرورة التفرقة بين (أحباس) الطوارق, وأحباس السوقيين, وأن أحباس الطوارق عبارة عن صدقة يرثها من جعلت لهم, لعدم معرفتهم بمدلولات هذه الألفاظ بخلاف أحباس السوقيين فإنها باقية على أصلها, وغيرذلك من الأمور التي لايجهلها من يعرف السوقيين ودقتهم في الأمور الدينية. ومن هذه المواقف أنني كنت في بعض سفراتي ضيفا عند بعض رجال العلم السوقيين, فجاءني في هدأة من الليل, وأنا ما بين النائم واليقظان, فتنحنح وسلم, فعرفت أنه يريد أن يجلس ويتحدث معي فرددت عليه السلام, فجلس وقال لي بالحرف الواحد, بدأت نيراننا تتراآى وهو مثل يضرب ويراد به نوع من التقارب في وجهات النظر, فقال أصدقني ما رأيك في (النداء), بغض النظر عن أقوال علمائنا وعلمائكم - يقصد علماء السعودية-, فسكت هنية فقلت لاأعرف من ذلك إلا ما تعرفه ومافي هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى(وقال ربكم أدعوني استجب لكم..) الآية فقلت له هذا سؤال تولى الله الإجابة عنه بهذه الآية التي صُدرت بقوله (وقال ربكم..إلخ),وقلت له وكأن الآية جواب عن سؤالك, قال: ليس في الآية دليل صريح على ماقلت قلتُ له :ألا تتفق معي أن فيها تربية المهابة في قلوب المؤمنين, وإرشادهم إلى ما يفعلونه عندما يريدون الإجابة قال: بلى قلت لا أعرف غير هذا فذهب من عندي وأخذ معه النعاس من عيوني تلك الليلة وقد ظللت أفكر في الموضوع حتى أذن الفجر. ومن هذه المواقف أنني سافرت ومعي أحد الإخوة وهو أحمد بن آمدي فجرى بيننا حوار ونقاش هادئ مع بعض مشايخ الصوفية, في مسألة تقسيم التوحيد, وذكر أن هذا التقسيم لاأصل له, وإنما أتى ابن تيمية من كيسه, وقال إن الرب هو الإله واستدل على ذلك بآيات منها قوله تعالى: (الست بربكم) ولم يقل ألست بإلهكم,وقوله تعالى : عن فرعون (أنا ربكم الأعلى), واستدل بحديث مسلم في سؤال القبر(فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِى اللهُ وَنَبِىِّ مُحَمَّد ( صلى الله عليه وسلم ..) الحديث. وقد فند أحمد استدلالاته, وحولها ضده وكان مناظرا جيدا له حوصلة علمية واسعة, وأذكر أن مشاركتي لم تتجاوز أن قلت له: عند رجوعنا إلى مقامات هذه الآيات ومناسباتها لن نجد ما يقوي مدعاك,فقوله تعالى (ألست بربكم )قيلت في مقام الامتحان, خاطب الله بها الذر في الميثاق الأول وليس في مناسبة العمل فهؤلاء ليسوا في مجال العمل والتكليف حتى يبتلوا بمقتضيات الألوهية, وأما قوله (أنا ربكم الأعلى) فيكفي في الرد عليها قول اللعين نفسه (لئن اتخذت إلها غيري..) الآية. وأماالحديث فيقال فيه مثل ما سبق بيانه في الآية لأنه كان في مقام ابتلاء وليس مجال عمل, ومازلت بعد ذلك أبحث عن عاضد لهذا القول في مظانه ولكنني لم أجده ولعدم وجودي من سبق إليه من العلماء فإنني لم أشر إليه في كتابي (الإعلان والإعلام, بأقوال من قسم التوحيد قبل ابن تيمية من الأعلام), ولعل من عثر عليه يفيدني به مشكورا. ويضاف إلى ما تقدم أن أحد أصدقائي وهو بدر بن حامد الحربي جاءني, وأخبرني عن أخ (مصري) صوفي فقال لي تعال معي لمناقشته, فقلت له أنا لست عالما أنا مجرد طالب إذهب إلى مشايخ (الخرج)فهم أحق بهذه المهمة مني ومنك, فلم يسمع نصيحتي وحلف علي بضرورة الذهاب معه, فذهبنا إلى المصري, فوجدته شابا عمره ما بين الثلاث والعشرين إلى الخمس والعشرين, فأخبره الأخ بدر بأنني إفريقي ومن (مالي) فرحب بنا وجاءنا بالشاهي المصري (الثقيل) ولم استطع شربه لثقله, فذهب بنا الحديث في أحوال المسلمين وما يعانونه من التفرق والتشرذم, فبادر المصري وقال: لوكانوا (صوفية) كلهم ما حصل هذا التفرق ولكانوا أمة واحدة كما كانوا في السابق, فقلت له يبدو أنك ملم بالصوفية والتصوف, وأصول مذاهبهم, فاشرح لنا مذهبك الصوفي,قال مذهبنا ماوقر في القلب وصدقه اتباع الشيوخ,فعرفت أنه ليس من النوع الذي ينفع النقاش معه. ورأيت من هذا الشاب تعصبا,وغلوا من وحدة الوجود وغيرها من الحماقات التي كنت أتوقع أنها لم تعد موجودة بهذا القدر بين شباب اليوم, ولكنني فوجئت بمالم يكن في الحسبان,والله المستعان, وحمدت الله أن هذا النوع لم يكن موجودا في القبائل السوقية, أو على الأقل لم أطلع فيهم على هذا النوع من الغلو, وأنا أسميها اجتهادا مني صوفية(العجم),ولم أنف أن تكون الوثنية قديمة في العرب, ولكنهم أخذوها بتقليد العجم, وأول تغيير حصل لدين إبراهيم كان بسبب عمرو بن لحي سيد خزاعة, والذي رأى أهل الشام من الصابئة (العجم) وغيرهم يعبدون الأصنام, فأعجبه فعلهم وجاء بالوثنية إلى العرب. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 09-02-2012 الساعة 08:10 PM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|