|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-29-2012, 11:31 AM | #16 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
وكذلك الشيخ محمد بن حسن الهاشمي, استفدت منه في جانب العقيدة وكان يدنيني ويقربني رغم صغر سني رحمه الله.
6- المرحلة الثانية مرحلة البحث عن العمل والبحث عن الأوراق الرسمية وقد استغرقت فترة تواجدي (بمكة) بدون (إقامة) أربع سنوات كما سبق فحصلت على (الفيزا) عن طريق أحد الإخوة من الجماعة في الرياض وكنت أظن جهلا مني أن الحائل بيني وبين الدراسة في الجامعة عدم وجود الإقامة فكنت شديد الحرص على الحصول عليها حتى رفعت يوما عقيرتي ليعرف الناس أنني جاد فقلت : يارب خفف حفف = من وطأة التخلف فقد دهاني شومه = وعيشه ذو الطفف إني رأيت منه ما = يدعو إلى التأفف قد قلت يوما زاجرا = للنفس صبرا واكفف عن التشكي إنه =يزري بأهل الشرف لو علموا بأنني =رب القوافي اللطف وطالب ماهمه =غير انتخاب النتف وغير صيد حكمة = من عالم ملقف لساءهم وضعي الذي = يدمي فؤاد المنصف ومنحوني منحة = من المقام الأشرف وذهبت إلى الرياض بحثا عن (كفيلي ) أولا وعن العمل ثانيا ففوجئت بأن الكفيل غير موجود وإنما صدرت الوكالة باسمه لشخص آخر غير جلده بعدما جئته , وأنكر الاتفاق الأول بيننا وكان الاتفاق على أن أدفع سبعة آلاف سعودي مقابل الإقامة وليس له أن يطالبني بشيء غير هذا المبلغ المذكور,ويسمح لي بنقل الكفالة متى أردت ذلك ولكنه أنكر ذلك كله ورفض التفاهم والمقابلة معنا أنا ويحيى بن إبراهيم الكريم ودفعنا له المبلغ الذي حدده مضطرين وأخذت أوراقي وذهبت إلى مدينة (الخرج), وأخبرني بعض الإخوة السوقيين أن هناك حلقة تحفيظ القرآن الكريم,في قرية من قرى الخرج اسمها(حي القطار),فأخذني الأخ المذكور إليهم وهو قاسم بن نقا,وأخبرهم بأنني من طلبة العلم فاختبروا قراءتي ويبدو أنها لم تعجبهم ولكنهم قبلوني على مضض مدرسا عندهم بسبب عدم وجود البديل, وأكرمني الله برجل هو أكرم من التقيت به في السعودية,ولاشك أن في البلد كرماء كثر لكنني أتحدث هنا عن معرفتي لاعن الواقع المفترض, ومن يكون هذا الرجل إلا عائض بن غائب الحارثي مسئول مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي القطار, وكانت هذه الوظيفة هي وظيفته قبل أن يكون موظفا رسميا,وكان حفظه الله من المصلحين ويعجبه الإصلاح, ويكره الفساد,وكان آية وغاية في ذلك,و يشرف على الحلقة التي كنت أدرسها, وتوثقت عرى الحب والود بيني وبينه,وأعتبره مثل والدي أستشيره في كل صغيرة وكبيرة, وهو الذي اخترت أن يكون كفيلي بعد (المخلوق) الذي مر ذكره, ويعجبك من السعودية أن الإساءة ليست سيمة فيهم على كل حال, وإن حصلت على سبيل الندور فإن هناك حسنات الكرماء والمحسنين تغطي ذلك وتغمره فقد لقيت من الشيخ عائض بن غائب من الإحسان ماغمر كل ماصدر من الكفيل الأول, وقلت أبياتا أثناء إجراءات نقل الكفالة منه إلى الشيخ عائض وهي: طول التسهاد عندي= زمنا نقل الكفاله تارة أطلب (بروة) = عجلا والحال حالة وكفيلي جعظري = بعض لومي قد سما له فهو دوما يتمطى= في تعال وجهاله قلت يوما في هدوء = ورقي في مقالة سيدي أين جوازي = لايك الاهمال غاله أوما كنا اتفقنا= أين عقدي ماجرى له قال لا لا (جب) فلوسي= لاكلام لاإقاله لا جواز لااتفاق = كل هذا لن تناله بعد دفع فليسلني = أي شخص مابدا له إن همي جمع (قرش) = بين أفراد العماله فعنى أمري شيخ= أقلق الموضوع باله وجرى نقلي إليه= ثم اسرى لي نواله بداية ارتباطي بالشيخ عائض بن غائب الحارثي. ثم ارتبطت بالشيخ عائض بن غائب الحارثي بعد ذلك وصار أبا وكفيلا, وناصحا أمينا لا يبخل علي برأي أو مشورة, أو نصيحة, وصار في نفسي بمنزلة الأب, ومن فضل الله علي أنني ما فقدت في حياتي من يوجهني ويقودني إلى الخير, بداية من جدتي مريم بنت عيسى, إلى معلمي محمد الأمين بن محمدُ, إلى الشيخين الفاضلين الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين, والشيخ محمد الحاح بن محمد أحمد,إلى الشيخ عائض بن غائب,ولم تشهد حياتي نتوءات أوتعثرات في دهاليز مظلمة, وما خلت يوما من مراقب وموجه,وناصح أمين ولله الحمد على ذلك لأن ذلك من نعم الله علي التي أمر بالتحدث عنها حين قال لنبيه ومصطفاه من خلقه: (وأما بنعمة ربك فحدث). وكان الشيخ عائض يحب أن يصطحبني في أسفاره, وقد قلت في رحلتنا إلى أبها والباحة: ياسائلا عن رحلة الجنوب= اسمع وقيت شرر الكروب قد انطلقنا من بزوغ الشمس= تقلنا في سيرنا هيلكس وما أتانا بعد ذا يوم الخميس= إلا ونحن في ندى أهل (الخميس) فاستقبلونا بوجوه مسفرة = ضاحكة طيبة مستبشرة لاسيما أخو الوفا منصور= وهو في إحسانه مشهور ثم انطلقنا نحوصوب الضلع كم نشتكي من خفضه ورفع فتارة ننزل في اصل الجبل= وتارة كأننا إلى زحل وهكذا حتى وصلنا الوادي= وكلنا من تعب ينادي ألاانزلوا فقد دنى التعريس= في بطن واد كله طعوس ثم حثثنا السير نحو (امحائل)= ولست في قولي ذا بالهازل من أنها ارض تسر الناظرين= وتبعث الراحة في القلب الحزين وبعدهاوقت ارتفاع الشارق لاحت لنا بالقرب ارض بارق وكان من اطرف مارأينا= جنب الطريق حين قد مررنا بجمل مربط ملثم= مكمم يعصر حب السمسم وبعدها ابتسم ثغر الفطن= سواقنا وقال ذا بالقرن وهي أرض شيخنا القرني= أكرم به من عالم مرضي ثم انطلقنا نحو صوب الباحة= وطرقها ضيقة المساحة تخفضنا تارا وتارا ترفع= وكم مررنا بجبال تفزع وقد دُعينا نحو دار مزهر= وهو في علومه كالمزهر وكان من خيرة أهل الباحة=إني امرؤ تعجبه الصراحة 3- وفي هذه المرحلة توسعت في العلاقات مع المشايخ وطلاب العلم بمدينة (الخرج), وفيها تزوجت, وبدأت الحياة تأخذ منحى جديدا يختلف عن المراحل السابقة والتي كنت فيها حرا طليقا أذهب متى أشاء, وأحضر الدروس والمحاضرات في المساجد إلى مقيد الحركة, بسبب ارتباط العمل, وحاجات البيت ومتطلبات العيش, فجمعت بين الحلقة وبين العمل في (البقالة), ولم تكن نفسي ترتاح إلى العمل في البقالة, بسبب عدم التفرغ للقراءة ولا للاستفادة ولأسباب اكتشف أحد أصحابي بعضها حين زارني ووجدني في البقالة فقال: حياتكم في مجال العلم والكتب= أولى من المكث بين (الكوس) والعلب فقلت رادا عليه ومدافعا عن نفسي: يا وديدي قم وقرب لي الصحاح سترى أن ليس في الشغل جناح لايلام المرء مهما جد في = طرق الكسب ليهنا بالمباح أو يكافح ليصون العرض من = ذلة تعرو الذي قد مد راح إنما اللوم أخيي للذي= ظل في مسي وفي ضوء الصباح يطرق الأبواب بحثا عن جدى= من أناس ألفوا البخل الصراح فاسع للعلم حثيثا واشتغل= وتصبر واطلب الرزق المتاح واعتلي ظهر بحابيح الثرى =واسع للمجد وبالغ في امتياح وبعد تركي للعمل في البقالة بحث لي الشيخ عائض عن مسجد أصلي فيه لأستفيد من المكافئة التي تعطيها الدولة للإمام بشرط أن يكون سعوديا وأنا لست سعوديا, فوافق بعض الشباب على أن يتقدم لوظيفة الإمام على أن أكون وكيلا له, وكل هذا بجهد من الشيخ عائض, وبارك الله في مسعاه هذا,وبقيت في هذا المسجد ثلاثة عشر عاما,وكلما استقال إمام بحث الشيخ عن إمام آخر إلى أن نصحني الشيخ نفسه بترك المسجد بسبب تغير الزمن والناس, فقبلت رأيه وعوضني الله خيرا. وهناك من لايقل أهمية من الشيخ في إحسانه إلي وهو ابن عمه وأخوه من الرضاعة الشيخ سفر بن عالي الحارثي فهما كفرسي رهان في هذا الاحسان منذ وصولي الخرج إلى يوم الناس هذا بارك الله فيهم وفي ذريتهم. وجماعة هذا المسجد رأيت فيهم من التعاون الشيء الذي لايمكن غض الطرف عنه, فقد صبروا علي طيلة هذه الفترة, ولم أذكر أن أحدا منهم لحقني منه سوء أو تفوه علي بما لايليق, فجزاهم الله عني خيرا, وكنت أسافر إلى البلاد لأجل الدعوة وزيارة والدي وأهلي فيخلُفونني في أهلي خيرا, وينتبهوا لأولادي إلى حين رجوعي فنعم الجيران هم. وبيني وبين هذا الحي ذكريات طيبة فهو مسقط رأس أولادي ما عدا بنتي مها, وأولادي الذكور أربعة, وهم عبد الرحمن وعبد الودود, والعتيق, وأسامة, وعندي اربع بنات, مها , وفاطمة, وسلي, وميمونة, ومن الذكريات الجميلة, أن بعض أصحابي سمع بولادة ابني عبد الرحمن وهو الأخ منير بن محمد بن حميدي الأنصاري, فأرسل إلي قصيدة تهنئة جميلة خففت عني من آلام الغربة, وذكرتني بليالي تلك الصحبة وهي: غن بلاعود ولا مزهر تهانئا لي بابني الأزهر سعد سعود نوّر الأرض من = أقصى بلاد(الخرج) للأزهر واستبشر الدين وسُرّ به = كل من القاموس والجوهر وهنأ التاج أساس اللغى = وبشر المصباح للجوهر قيل وقد بان علي الكرى = شوقا إليه. نم ولا تسهر فقلت هل يرقد من هام في = حب غزال أدعج أحور فقيل لا لكن نأت داره = فحاولن سلوانه واصبر فقلت هل يصبر من قلبه = في (الخرج) والجسم لدى المحجر ياقرة العين وإنسانها = يا أيها النجل الكريم السري عمرت كوفيت وقيت أذى = من ساحر أو من عدو جري ومن حسود شانئ عائن = ومن حقود كا ئد أغدر ومن. ومن يتم ولطم ومن = ومن. ومن ميل إلى منكر وذلة أو علة أو أسى =أو عيلة أو قلة تعتري وأسال الله علا أن تُرى =مقتديا بالمصطفى الأطهر قالون إن حبر حبرا إذا = فسر جعفيا متى يُخبر وأصمعيا في اللغى ما هرا= في النحو سَحبان على المنبر ومنشئا ما شاء إنشاءه = إن شاء ينظم أو يشا ينثر وقارئا أوقاريا إن أتى = لبابه السائل لم ينهر هش المحيا دائما بشه = لايخلف الوعد ولا يفتر ولايبيع الحمد والمجد والـ= ـإحسان بل هو اليشتري آمين آمين إلى الألف بل = إلى ألوف بل إلى (ملير) |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 06-19-2012 الساعة 11:28 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|