صور من الإعتداء على الأدب السوقي

بسم الله الرحمن الرحيم
صور من الإعتداء على التراث السوقي
قد ينظر البعض إلى صافرة الإنذار التي أطلقتها في مقالي السابق عن التراث السوقي على أنها شعور متشائم ،
وتجاهل صارخ للمنجزات التي تم تحقيقها حتى الآن –
وقد يكون هذا من حقهم – ولكن من حقي أيضا أن أقيم الحجة على دعواي ،
وأن أبرهن عليها بقضايا واقعية ،وهذا ما سأحاول القيام به في هذه الإطلالة الخاطفة
فلعل ذلك يثير غيرة الغيورين أكثر،
ويدق ناقوس الخطر بشكل يجعل المتفائلين يعيدون النظر في حساباتهم ،
ويحكمون السياج على تراث آبائهم الذي هو أعز ما يملكون،
سأشير إلى ثلاث صور على ثلاث مستويات كل منها يندى لها جبين الغيور على التراث:
أولا: على مستوى الشخصيات
ففي إحدى السنوات الماضية رأى أحد الطلاب الأفارقة أن يتناول في رسالة ماجستير كان يعدها عن الأدب الإفريقي
{حياة الشيخ العلامة:محمد الحاج بن محمد احمد الأدرعي}
وتم القبول من طرف الإدارة ،لكنه أساء التصرف عند ما زور كل المعلومات الرئيسية عن الشيخ ،
سواء فيما يتعلق بنسبه أو وطنه الحقيقي،أو غير ذلك،
بغرض تصنيفه في قائمة أدباء منطقة معينة لكن الله أراد للمؤامرة أن تفشل ،
فقد تنبه لها الأخ (أحمد خميس الطارقي) وأبلغ بعض الإخوة بها فتصدوا لها وتم إفشال المخطط بحمد الله!
ثانيا:على مستوى التراث
ففي {معجم البابطين للشعراء}تم تناول الأدب السوقي بشكل لا أخلاقي ولا مسئول حيث نسبت عدة قصائد إلى غير قائليها ،
وتم التلاعب بتراجم الشعراء السوقيين بشكل لا يكاد يصدق ،ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك،أولا:
جاء في ترجمة الشيخ السابق الذكر:أنه ناضل من أجل استقلال شمال مالي بل وحمل السلاح في وجه القوات الحكومية وأخيرا استشهد في إحدى المعارك –
كما يقول هذا اللص الكاتب(وأنا أستحيي من نقل هذه المعلومة الملفقة)لكن للضرورة أحكاما،!
وحبذا لو ذكر – بدلا من ذلك – أن الشيخ كان يعد في تلك الفترة عملا علميا بارعا يتمثل في نظم {نخبة الفكر في علم الأثر لابن حجر}
ثانيا:كتب أحدهم ترجمة مظلمة للشاعر السوقي المبدع {الشيخ :المرتضى بن محمد الإدريسي}
وأدلى بمعلومات لا تمت إلى الواقع بصلة ولا تتسم بأدنى معايير البحث العلمي،
وادعى أن الشيخ درس على يد(يحظيه الموريتاني)
فبالله عليكم من يستطيع الصبر على مثل هذه التصرفات المذكورة والتي لا بد أن لها أمثالا لم أطلع عليها؟
ومتى سيخضع أولئك اللصوص للمساءلة القانونية ؟وإلى أي مدى يمكن متابعتهم و مكافحة جريمتهم الفكرية،
ثالثا:عند ما زرت المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي وجدت أنه يضم بين جناحيه دررا من المؤلفات والمخطوطات السوقية لكن تم تصنيف هذه المخطوطات على أنها
[كتبت بالخط الطارقي]وأنا أعتز بالطوارق من الرأس إلى القدم ،غير أن الخط الطارقي هو{التيفيناغ}
وليس الخط السوقي الذي يعد من ثقافات السوقيين الخاصة

أيها الإخوة الأعزاء:أرجو أن تضعوا هنا ما وقفتم عليه من قبيل هذه الممارسات ليكون الجميع على وعي تام بما يجري ،
إذ يمكن إيجاد العلاج قبل تشخيص المرض
أخيرا:لم يبق أمامي إلا أن أشيد – دون مجاملة – بجهودكم الجبارة وأن أعتذر لكم عن شعوري المتشائم وتعبيري الركيك،
وأنا بانتظار ردودكم ،ولكم فيها كل الحرية إذا كانت توصلنا إلى بر الأمان وتساهم في حل مشاكلنا،!
وتقبلوا تحياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـي