رد على اميغالاد

كل المسائل التي أثارها اخونا أميغالاد هي فعلا أحاديث الساعة، فله كل الشكر على إعادتنا إلى الحاضر ....
لن اناقشه في "حقوق المرأة"، إلا بالقول: إن الإسلام ليس مذهبا واحدا، ولا تمثله دولة واحدة، هو حضارة امتدت زمانا 14 قرنا، ومكانا من المشرق إلى المغرب، ومن آسيا إلى إفريقيا، إلى أوربا.....
فمن ينقده لا بد أن يحيط بمفاهيمه ، وألياتها، وبمذاهبه، وأدلتها، وبفرقه، وخلفياتها، فينظر إليه في شموليته، لا في جزئياته، وللأسف لا يمتلك تلك النظرة أيضا كثير من المسلمين، فكأنكم جئتم كرد فعل طبيعي لذلك التيار المنغلق على ذاته؛
وبتلك النظرة التكاملية يمكن أن تتوصل إلى "الإسلام" في جوهره كحضارة، وفكر، ودين...... و هي التي تفتقدها أنت وزملاؤك من العقلانيين، وهي عقلانية متناقضة، عندما تناقش "الأديان"، خاصة "الدين الإسلامي"، فالعقلانية تقتضي "الموضوعية"، والموضوعية تستلزم "النظرة التكاملية" التي أومن بأنكم لو طبقتموها لما خرجتم حاقدين "للإسلام" على الأقل، وإن لم تعتنقوه.....
أما الموضوع الثاني من مواضيع أميغلاد المتعلق ب"الهيئة":
فرغم عدم تشجيعي لبعض المضايقات التعسفية التي يقوم بها اتباع الهيئة، من مداهمات للمنازل، وما ينجم عن ذلك من اختناق المواطن تارة.... رغم كل ذلك أقدم أمامك برهانين على ضرورة إنشاء مثل تلك الهيئة، ولا أضيف الأدلة النقلية التي تجعل كلا منا عضوا فيها، "من رآى منكم منكرا...." بل أذكر لك الأدلة الآتية:
الدليل الأمني:
يعتبر الأمن من أهم مطالب المواطنين بطبيعة الحال، فلا تنس أن للهيئة أهدافا أخري غير الهاجس الديني البحت، حيث تعد من أكبر أجهزة المخابرات بالمملكة فإن كنت تنقدها فانقد "المباحث الفدرالية الأمريكية"، و"الموساد الإسرائيلي..." إلخ. فكأنك نسيت ما ستقوم به الهيئة من حد نشاط الإرهاب، والمخدرات.... إلخ.
الدليل الديمقراطي:
انطلاقا من المسلمة الديمقراطية القائلة برأي "الأغلبية" الساحقة، ألا ترى معي أن أغلبية المواطنين السعوديين هم من يطلب هذه الخدمات، ويشدد على وفاء الحكومة، ولكل شعب رغباته، ومطالبه التي تحاول الحكومة التجاوب معها، فكما يطالب غالبية الأمريكان ببناء القدر الكافي من محلات "السينما" و"الرقص" فكذلك فإن غالبية السعوديين "ملتزمون"، وبحكم التزامهم هذا كان أكبر أمنياتهم تلاشي وغياب مظاهر المعصية في العالم كله، فضلا عن وطنهم، "مهبط الوحي"..........
ألا ترى إذن في إنشاء الهيئة تطبيقا صادقا للديمقراطية في السعودية؟؟؟