هدية من المبارك بن المبارك من كل (فامبلقو)

بسم الله الرحمن الرحيم
( لوائح النصائح )
الحمد لله العظيم الشاني
أحمده حقا كما أنشاني
سبحانه جلّ تعالى الحق
من صفة الكمال يستحق
ذا الطول والحول عليه المتكل
في كل أحوالي خلاف من نكل
ثم السلامان على خير مضر
محمد ومن أحبّ وحضر
من صحبه القدى الهداة الأمم
ومن تلا من بعد جيل القمم
من كل تابع ومن تلاه
في نصرة الذي ارتضى مولاه
من شرعة واضحة المعالم
مختارة من فاطر العوالم
وهذه لوائح النصائح
لعلها من أنفس اللوائح
خصّت من الشباب من يهتم
بأمره وبالهدى يأتمّ
تكون في مضماره المنارا
ليأمن الهلاك والشنارا
دونك يا أخا النهى نصيحتي
في لهجة قريبة فصيحة
إياك أن يصدك المريد
مسوّلا للنفس ما تريد
من عجز أو بطالة أو كسل
إن كنت لا تصدقنّ فسَلِ
لا يلق منك للدّفار بالُ
لأنها الخبال والوبال
وأنها في غاية التفاهة
ومن بها اغترّ أخو السفاهة
لا تصحبنْ من عام فيها أو سبح
( فما أُبيح افعل ودعْ ما لم يبح )
( ولا تمدنّ ) وما تلاها
في ( طه ) تكفي كل من تلاها
واطلب علوم الشرع كي ما تنفعا
نفسك يوم الحشر كيما ترفعا
ولا تقل حسبي أو قد يكتفى
( والعلم نعم المقتنى والمقتفى )
وبالغنْ جهدك في التحصيل
لا سيّ بالغدوّ والأصيل
حتى تقول معلنا دون ددِ
( لو أن سلمى أبصرت تخدّدي )
لا ترض في الآداب باليسير
وروض النفسَ بها تسيري
حتى تراها للمعالي تقتفي
وكل ما يلقى بروعها تفي
وشيخك الذي تلقفت على
لسانه العلم عليك قد علا
أقبل إلى الفلاح والنداء
( ولو توالت زمر الأعداء )
أخيّ لا تضيع الموقوتا
والذّكر دوما فاتخذه قوتا
إن قلت ذلك علي قد عسرْ
قلت ( وذكر الله عبده يسرّ )
ففي رياض الذكر نفسك اصطبرْ
غير نوادي أهلها لا تعتبر
ضمّ إليك شمل والديكا
يا حبذا لو وجدا لديكا
أحسبهما الإحسان لا تقل كفى
كم ديمة عليك قبلا وكفا
كم ليلة أسهرت أمك التي
أحنت عليك في ليال ولّتِ
حنّت وأنّت زمنا كم علة
بها تبيت وبها استقلتِ
حملاً ووضعاً يا لها من الحقوق
تبدّلت منّا مرارا بالعقوق
إن قلت هذا ممكن قلت أجل
(لا حول لا قوة إلا بالأجلّ)
كذا نصيب الوالد الحفيّ
في البرّ كفلٌ ليس بالخفيّ
وصل ذوي الأرحام يا أخي صلة
( على ضمير لائق مشتملة )
لسانك احفظْ لا تكن بصائد
سوانح الأعراض بالحصائد
حديث ( نجل جبل ) يُعنى معاذ
دليل ذا (وربنا نعم المَعاذ)
واغضض من الصوت وفي المشي اقصد
وكن لباب الكبر خير موصد
وارع حقوق الجار إن الجارا
وصيّ جبرائيل بل لو جارا
وفي الطلاب للمعاش أجملا
( إجمال من تجملا تجملا )
والظن إثم أكذب الحديث
لا تتبع وذاك في ( الحديث )
والاحتياط في الأمور أمر
دلّ عليه قبل عقل ( أمر )*
لا تطلبن لنفسك الإمارة
ولو دعت لذلك الأمّارة
والاختلاط بالنسا لا ترتضي
إدمانُه فعل المناهي يقتضي
فلا تكن زيرا ولا بهائم
هبْ أنه من خُلق البهائم
وغضّ ما استطعت عند غير
محارم ( إنّك من نمير )
ثم الأغاني فهي يابن عمتي
في هذه الأزمان بلوى عمّت
لا تسع خلف مارق موّار
ولا تكن للسوق بالزوار
فحيث لا بد من الأسواق
لله كن يكون خير واق
ثم القناعة ففي النفس ازرع
يا حبذا لو عزّزت بالورع
والضيف أول كرما واستعجل
ولا تعلّق القرى بالأجل
مزاحه يندب يجلب المنى
ولو بقولك ( هنا امكث ازمنا )
إياك والسباب إنه الفسوق
كمْ طالما إلى التدابر يسوق
ذكرك في الحضور أو في الغَيبة
أخاك بالمكروه عين الغِيبة
يا ويح من يلوك لحم الآدميّ
معتمدا ومن يسوغه دمي
والخول الخول إن الخولا
لهم حقوق كثرت لو بالولا
رفقاً بهم وتالدي فداكا
( ولو بغا واعتديا عبداكا )
لا تنهر المعترّ أعط دون منّ
( وألبسن من زاركم نسج اليمن )
وكن زمان فتنٍ صبورا
(ثبيراً) إن أبيت قل ثبورا
واتّبع المشروع في ( المشروع )
يا حبذا من دان للمشروع
وردّ بالأحسن من حيّاكا
(تمت هنا نصيحتي إياكا)
الراجز / المبارك الخضر السوقي