|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
إياسُ بن معاوية بن قُرِّةَ المزني,,
إياسُ بن معاوية بن قُرِّةَ المزني
ولد سنة 46 للهجرة في منطقة اليمامة في نجد، وانتقل مع أسرته إلى البصرة، وبها نشأ وتعلَّم، وتردَّد على دمشق في يفاعته، وأخذ عمن أدركهم من بقايا الصحابة الكرام وجِلَّة التابعين، ولقد ظهرت على الغلام المزني أماراتُ الذكاء منذ نعومة أظفاره، وأكبَّ هذا الفتى على العلم، ونهل منه ما شاء اللهُ أن ينهل، حتى بلغ منه مبلغا جعل الشيوخَ، يخضعون له، ويأتمُّون به، ويتتلمذون على يديه على الرغم من صغر سنه، والعالم شيخ ولو كان حدَثًا، والجاهل حدثٌ ولو كان شيخا، وذات مرة زار عبد الملك بن مروان البصرة قبل أنْ يَليَ الخلافة، فرأى إياسا وكان يومئذٍ فتًى يافعا، لم ينبت شاربُه بعد، ورأى خلفه أربعةً من القراء من ذوي اللحى بطيالستهم الخضر، وهو يتقدَّمهم، فقال عبد الملك : أُفٍّ لأصحاب هذه اللحى، أمَا فيهم شيخٌ يتقدَّمهم، فقدَّموا هذا الغلام، ثم التفت إلى إياس، وقال : يا غلام كم سنُّك ؟ - أي ازدراءً له - فقال : أيها الأمير سني أطال بقاءَ الأمير كسنِّ أسامة بن زيد حين ولاَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم أبو بكر وعمر، فقال له عبد الملك : تقدَّم يا فتى تقدَّم - أي علمُك قدَّمك - بارك الله فيك . قال محمد بن سعيد الكراني: حدثني يحيى بن عبد العزيز الأموي؛ قال: حدثني العتبي؛ قال: حدثني أبان بن نميلة، عن خالد الحذاء؛ قال: قال: إياس بن معاوية: إن أول شيء حكي عني أني كنت في مكتب رجل من أهل الذمة، فاجتمع إليه أصحابه؛ فقال: ألا تعجبون من أهل الإسلام أنهم يأكلون في الجنة، ولا يتغوطون، فقلت يا معلم: أليس الدنيا ضرة الآخرة ? قال: بلى؛ قال: كل ما يؤكل في الدنيا يخرج غائطا؛ قال: لا؛ قلت: فأين يذهب قال: يذهب بعضه غذاء، قلت فما تنكر إذا كان بعضه يذهب في الدنيا غذاء أن يكون كله في الجنة يذهب غذاء ? قال: فألوى بيده، وقال: قاتلك الله من صبي. ذكر ولاية إياس بن معاوية بن قرة المزني أبي واثلة البصري وأخباره وقضاياه وفطنه لما ولي عدي بن أرطاة البصرة ولي عدي إياس بن معاوية بن قرة القضاء. وقد روي أن عمر بن عبد العزيز وجه رجلا إلى البصرة، فأمره بالمسالة عن إياس بن معاوية، والقاسم بن ربيعة الجوشني ويفتشهما عن أنفسهما ليولي أولاهما بذلك؛ فجمع بينهما؛ فقال: إياس للرجل: سل عني، وعنه فقيهي المصر، الحسن، وابن سيرين، فمن أشارا عليك بتوليته وليته، وكان القاسم يجالسهما، وكان إياس لا يفعل؛ فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به، فقال: للرجل: أيها الرجل ليس بك حاجة إلى أن تسأل عني، وعنه، اسمع ما أقول لك، وأحلف عليه؛ والله الذي لا إله إلا هو، ما أنا بصاحب ما تريدني عليه ولإياس أعلم به وأقوى عليه فإن كنت عندك صادقا فما ينبغي أن تتركه وتوليني، وإن كنت عندك كاذبا فما ينبغي أن تولي كذابا، فوقف الرجل ودخله شك، وهم بتولية إياس؛ فقال: إنك وقفته بين الجنة والنار، فخاف على نفسه ففداها بيمين حارثة، يتوب منها ويستغفر ربه وينجو بها من هول ما أردته عليه؛ فقال: الرجل: أما إذ فطنت لهذا فأنت أفهم منه، وعزم على توليته. قيل لإياس بن معاوية لولا ثلاث خصال فيك ما كان في الدنيا مثلك؛ قال: وما هن ? قيل له: تسرع في القضاء بين الخصمين إذا أدليا إليك؛ قال: وماذا ? قيل: وتجالس الدون من الناس؛ قال: وماذا ? قيل: وتلبس الدون من الثياب؛ قال: أما قولكم: تسرع في القضاء بين الخصمين؛ فخمسة أكثر أو ستة ? قالوا: ستة؛ قال: لقد أسرعتم في الجواب؛ قالوا: ومن يشك في خمسة وستة ? قال: فأنا لا أشك في ذلك الدقيق، كما تشكون أنتم في هذا الجليل؛ فمالي أدفعه عن حقه ? وأما قولكم: أجالس الدون من الناس فلأن أجالس من يرى إلى أحب إلي من أن أجالس من لا أرى له، وأما قولكم: ألبس الدون من الثياب فلأن ألبس ثوبا يقيني أحب إلي من أن ألبس ثوبا أقيه بنفسي. حدثنا العباس بن محمد الدوري؛ قال:حدثنا يحيى بن أبي بكير؛ قال:حدثنا حماد بن سلمة، عن إياس بن معاوية، عن القاسم بن محمد؛ قال: إذا ادعى الرجل الفاجر على الرجل الصالح الشيء الذي يرى الناس إنه كاذب أنه لم يك بينهما معاملة لم يستحلف له. قال: المدائني: نظر إياس إلى ثلاث نسوة فزعن من شيء؛ فقال: هذه حامل، وهذه مرضع، وهذه بكر، فقام إليهن رجل فسألهن فوجدهن كما قال؛ فقال: من أين علمت ? فقال: لما فزعن وضعت كل واحدة منهن يدها على أهم المواضع بها المرضع على ثديها، والحامل على بطنها، والبكر أسفل من ذلك حدث محمد بن علي بن خلف العطار؛ قال:حدثنا أبو محكم، عن بقية ابن الوليد، عن سلام بياع الرقيق؛ قال: اشتريت جارية فوجدتها حمقاء، فخاصمت فيها إلى إياس بن معاوية، وهو على قضاء البصرة؛ فقال: ما علمت أنه يرد من حمق؛ فقلت: إنه حمق أشد من جنون، فدعاها، فقال: أي رجليك أطول ? فمدت اليسرى، فقالت: هذه؛ فقال: أتذكرين ليلة ولدت؛ فقالت: نعم؛ قال: فردها، أما هذه فترد. أخبرمحمد بن أزهر بن عيسى؛ قال:حدثنا أبو عبد الله بن الأعرابي، قال: تقدم الفرزدق إلى إياس بن معاوية ليشهد هو وأخر، فقال: إياس: أما أبو فراس فقد عرفناه، ولكن زدنا شهودا فقال: الفرزدق: ما أحسن ما سللت عمك منها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل السوقي يوم
11-15-2011 في 01:23 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|