العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الحوار الهادف > منتدى الحوار الهادف

منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-19-2011, 01:05 PM
عبادي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5634 يوم
 أخر زيارة : 11-04-2024 (11:22 PM)
 المشاركات : 389 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبادي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام




تعني حقوق الإنسان حرفياً تلك الحقوق التي تؤول إلى الفرد ببساطة لأنه بشر أي "حقوقه كإنسان". ويثير هذا التعريف سؤالين نظريين جوهريين: ما معنى أن يكون للمرء حق؟ وكيف أن يكون الإنسان إنساناً يؤدي إلى نشوء الحقوق؟
لكلمة حق Right في اللغة الإنجليزية،والكلمات المماثلة لها في اللغات الأخرى، معنيان جوهريان أحدهماأخلاقي والآخر سياسي؛ فمن ناحية تعني أن شيئاً ما صح، ومن الناحيةالأخرى تعني حقاً يعود على الفرد. وبالمعنى الأول لصحة الشيء وعندمانتحدث عن شيء صحيح فإننا نقول إن هذا العمل صحيح. أما بالمعنى الثانيوهو الحق فإننا نتحدث عن شخص يملك حقاً. ونحن نتحدث بهذا المعنىالأخير فقط عندما نشير إلى الحقوق في صيغة الجمع (حقوق Rights). وإذاكنا سنأخذ حقوق الإنسان مأخذ الجد كحقوق تعود على الفرد لأنه إنسان،فإن الخطوة الأولى هي فهم ما الذي يعنيه أن يكون للمرء حق.
إنالحقوق هي حقوق الملكية التي تقوم عليها دعاوى لها قوة خاصة. أن يكونللمرء حق في س، يعني أن له حقاً خاصاً في أن يمتلك س ويستمتع به. وهكذا يحكم الحق العلاقة بين مالك الحق ومنفذ الالتزام، طالما كانتالعلاقة مستندة على هذا الحق.
علاوة على ذلك، أن يكون للمرء حق،يعني أن تحول سلطة المطالبة بهذا الحقوق، والتي عادة ما تثير المنفعةوالسياسات الاجتماعية والأسباب الأخلاقية أو السياسية الأخرى للتصرف،وتضع هذه التصاعدية صاحب الحق في وضع السيطرة المباشرة على العلاقة؛أي أن الواجبات الملازمة للحقوق تخص صاحب الحق، الذي هو حر إلى درجةكبيرة في التصرف فيها كلما يرى ذلك مناسباً.
وبالتالي.. عليناالتمييز بين ثلاثة أشكال متمايزة للتفاعل الاجتماعي الذي يتضمن الحقوق:
1- الممارسة الجازمة (المؤكدة) للحق: حيث يمارس الحق (تتم المطالبة به) ويستجيب منذ الالتزام باحترام هذا الحق (أو انتهاكه). ويمكننا القول أنه نتيجة "الممارسة الجازمة" أن هذا الحق يتم التمتع به (أو لا يتمتع به الشخص) بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح.
2- التمتع المباشر بالحق: حيث يأخذ منذ الالتزام بنشاط هذا الحق في حسبانه في تحديده لكيفية سلوكه أو سلوكها، بحيث يمكننا القول أن هذاالحق يحترم (أو ينتهك)، أو القول أنه يتم التمتع به. ففي حالة التمتع المباشر بالحق لا توجد ممارسة (مطالبة) للحق بواسطة صاحبه.
3- التمتع الموضوعي بالحق: كما في المثال المذكور أعلاه الخاص بشراءقطعة الخبز، حيث يمكننا القول أن موضوع الحق يتم التمتع به لكن لاتتم ممارسة الحق، ويمكن حتى بسط المصطلح والقول أن الحق يتماحترامه.
يجب أن يكون التمتع الموضوعي بالحقوق هو المعيار. وإذاأريد
ألا يتم تآكل الانسجام الاجتماعي بدرجة كبيرة، فإن التكاليفوالقلاقل وعدم الشعور بالرضا والتوترات المرتبطة بالتمتع المباشربالحقوق يجب أن تكون هي الاستثناء وليست القاعدة. ومع ذلك، فإن الممارسة الجازمة هي مظهر محدد للحقوق (على عكس من مجرد الحقوقية)،ولها أهمية لا مثيل لها لصاحب الحق. وما لم يتمكن المرء من المطالبةبشيء كحق من حقوقه "استحقاق" ـ أي ما لم تكن الممارسة الجازمة متاحةتماماً ـ ربما يتمتع الشخص بمنفعة، لكن ليس له حق.
وتكمن القيمةالحقيقية للحق في التخويل الخاص الذي منحه للمرء لإثارة دعوى حق، إذاكان التمتع بموضوع الحق مهدداً أو ممنوعاً.
وهكذا فإن ملكية الحقلها قيمة هامة بالتحديد، عندما لا يمتلك المرء موضوع الحق ـ أي عندمايحرم المرء من التمتع المباشر أو الموضوعي بالحق ـ وقد أطلقت على هذاالوضع "تناقض امتلاك الحقوق": أي أن تمتلك حقاً ولا تمتلكه في نفسالوقت،ويكون هذا الامتلاك مهماً خصوصاً عندما
لا يمتلك المرء هذاالحق بالتحديد.
إن تناقض الامتلاك هذا هو سمة كل الحقوق، وسنرىفيما بعد أن لهذا التناقض مدلوله الخاص بالنسبة لحقوقالإنسان.
علينا أن نميز بين امتلاك الحق والاحترام الذي يحوزهوسهولة وتكرارية نفاذه.
ففي دنيا القديسين، تحترم الحقوق بشكلواسع، ولكن نادراً ما تنفذ (فيما عدا من خلال "الإنفاذ الذاتي" منقبل منفذي الواجبات القدسية).
أما في حالة الطبيعة.. فمن النادراحترام الحقوق (وبالتالي تحترم من خلال الرغبة الذاتية لمنفذالواجبات فقط)، ويكون الإنفاذ من خلال المساعدة الذاتية فقط.
ولكنهذه الظروف المتباينة، لاحترام وإنفاذ الحقوق، لا تحدثنا عن الحقوقالتي يمتلكها أس شخص. فمثلاً، لدى نفس الحق في سيارتي سواء كانتقابعة في الجراج، أو استعيرت دون أذني سواء لغرض خير أو شرير، أوشرقت ولكن أعيدت إلى لاحقاً، أو سرقت ولم أراها بعد ذلك أبداً (سواءتم البحث عن السارق أم لا، أو اعتقل ووجه إليه اتهام وحوكم أوبرئ).

السماتالخاصة لحقوق الإنسان


إن حقوق الإنسان صنف خاص من الحقوق، فهي تلك الحقوق التييمتلكها المرء ببساطة لأنه إنسان، وهي بالتالي حقوق أخلاقية رفيعةالمستوى. ورغم ذلك، فهي عادة ترتبط بشكل وثيق بحقوق "أدنى" موازنة،
أو بالنضال من أجل إقرار هذه الحقوق.
تأمل مثلاً حقالشخص في عدم التمييز ضده بسبب العرق، ففي أغلب الأقطار، يمكنالمطالبة بهذا الحق بناءاً على عديد من الأسس. فعلى سبيل المثال،يمكن المطالبة دائماً بهذا الحق كحق دستوري في الولايات المتحدة. ووفقاً للظروف، يمكن المطالبة به كحق نابع من تشريع فيدرالي (مثلاًمن -/أو منطقة؛ أو كحق يستند إلى أمر تنفيذي (مثل قرارات البرامجالإيجابية)
أو قرار محكمة؛ أو كحق نابع من القانون الدولي أو نابعمن عقد (أي حق مبني على اتفاقية من اتفاقيات التفاوض الجماعي). بالطبع يمكن أن تطالب به كحق أخلاقي، وكحق من حقوق الإنسان،باعتبارها نوعاً خاصةً من الحقوق الأخلاقية.
لنفترض أن مواطناًيواجه تمييزاً عرقياً في العمل، كيف يمكنه/ يمكنها التماس الإنصاف؟عموماً سوف يستخدم الحق "الأدنى" المتاح لعدم التمييز العرقي. فإذاكان عقد العمل ينص صراحة على عدم التمييز العرقي، فقد يكون كلالمطلوب هو رفع تظلم. وإذا فشل التظلم، يمكن التقدم بشكوى قانونيةمبنية على أساس عقد العمل. وإذا حال حائل دون ذلك، يمكن للمرء التقدمبشكوى مبنية على أساس قانون حقوق الإنسان المحلي، أو تشريع ضدالتمييز في الولاية. وعلى مستوى أرفع، يمكن أن تمنح التشريعاتالفيدرالية والدستور الإنصاف المطلوب. ويمكن للمرء اللجوء إلى الصكوكالدولية لحقوق الإنسان، إذا لم يتم تغطية النوع المحدد من التمييزالعرقي من قبل الضمانات الدستورية، التي لها قوة نفاذ في القانونالأمريكي كجزء من القانون العرفي.
ما هو ملفت، هو: إلى أي مدىيمكن للمرء أن يذهب قبل أن تصبح حقوق الإنسان ضرورية. فمثلاً، يمكناللجوء إلى حقوق الإنسان الأخلاقية في المستويات "الدنيا" من أجلإضافة قوة أخلاقية للدعوة.
إن مثل هذا اللجوء أو الاحتكام إلىحقوق الإنسان، أو حتى إمكانيته، له أثره على الذين يحتلون مواقعتمكنهم من انتهاك و احترام هذا الحق. ولكن يمكن للمرء أن يلجأ إلىدعوى حقوق الإنسان مباشرة، عندما يبدو أن طرق الانتصاف القانونيوغيرها لن تتحقق، أو أن المحاولات أخفقت من قبل. وفي الحقيقة، إنالوظيفة الخاصة لحقوق الإنسان تتطلب واقعياً أن تتم المطالبة بهابالتحديد، عندما لا تكون قابلة للنفاذ بواسطة الوسائل القانونية أوالسياسية العادية.

المفاهيم غير الغربية لحقوق الإنسان

أنه من الواجب التأكيد على عالمية حقوق الإنسان. ولكننا يجب أن نكون حذرين من توسيع فكرة العالمية أكثر مما يجب. وفي الحقيقة، يلزم توضيح الخصوصية التاريخية لفكرة وممارسة حقوق الإنسان، وهي خصوصية تتوافق تماماً مع السمة الأخلاقية والعالمية لحقوق الإنسان على السواء.
إن الحجة القائلة بأن "حقوق الإنسان ليست اكتشافاًغربياً" هي مظهر شائع في النقاشات المعاصرة، حول حقوق الإنسان فيالمحافل غير الغربية. على سبيل المثال، يناقش أدامانتيا بوليس وبيترشواب "Adamantia, Polllis Peter Schwab أن "لدى كل المجتمعات فكرةعامة عن حقوق الإنسان"، وأن "كل المجتمعات تظهر تاريخاً وعبر تعددثقافي مفاهيم عن حقوق الإنسان". ويذهب يوجيندرا خوشالاني Yogindra Khushalani إلى أ[عد من ذلك مناقشاً أنه "يمكن إرجاع نشوء مفهوم حقوقالإنسان إلى أصل الجنس البشري نفسه"، وأن كل الفلسفات في وقتناالحاضر" ملتزمة بحقوق الإنسان. ورغم ذلك تخلط مثل هذه الحجج بين حقوقالإنسان والكرامة الإنسانية.
وفي الواقع هناك ارتباط نظري بينالمفهومين، ولكن هناك مفاهيم كثيرة عن الكرامة الإنسانية لا تنطويعلى حقوق الإنسان، كما أن هناك مجتمعات ومؤسسات تهدف لتحقيق الكرامةالإنسانية باستقلال تام عن فكرة أو ممارسة حقوق الإنسان.
إن حقوقالإنسان تلك الحقوق التي تؤول إلى المرء ببساطة لكونه إنساناً (شخصاً). وكما صاغتها الاتفاقيات الدولية، فإن حقوق الإنسان، "تنبعمن الكرامة المتأصلة في الشخصية الإنسانية". لقد بنى المدخل إلى حقوقالإنسان على فهم للكرامة الإنسانية الذي ينظر لكل شخص باعتبارهإنساناً متساوياً وله قيمة، وهب حقوقاً معينة غير قابلة للعدوانعليها (بالمعنى الدقيق لمعنى كلمة ملكية ومطالب/ دعاوى) ويمكنالمطالبة بها ضد المجتمع ككل. وأن المفاهيم البديلة عن الكرامةالإنسانية تعادل تحديات موجهة لفكرة حقوق الإنسان.
تمثل حقوقالإنسان مجموعة متميزة من الممارسات الاجتماعية، مرتبطة بأفكار معينةعن الكرامة الإنسانية، التي نبعث في البداية في الغرب المعاصركاستجابة للتعبيرات الاجتماعية والسياسية التي أنتجتها الدول الحديثةواقتصاديات السوق الرأسمالية الحديثة.
لقد افتقدت أغلب الثقافاتوالتقاليد السياسية غير الغربية، كما كان الحال في الغرب القديم، ليسفقط تقاليد حقوق الإنسان وإنما الفكرة في حد ذاتها. وإذا نظرناباختصار إلى الطرق التي عالجت بها عديد من الثقافات التقليدية ومجتمعحديث غير غربي، موضوعات تعتبرها من وجهة نظر حقوق الإنسان، سيبدوواضحاً أن هذه الاهتمامات قد تم التعامل معها بمصطلحات الواجبات التيهي غير مشتقة من حقوق الإنسان ولا علاقة لها بها. وتقر هذه المجتمعاتأن ضمانات اجتماعية معينة ضرورية لتحقيق الكرامة الإنسانية، كما أنلديها نظماً مفصلة لواجبات الإنسان المصممة بهدف حماية الكرامةالإنسانية. ولكن حقوق الإنسان بعيدة عن هذه الاتجاهات.
وبرغم أنحقوق الإنسان ذات أصول غربية، وهي بالتالي ذات خصوصية تاريخية، إلاأن حقوق الإنسان لها صلة عالمية معاصرة تقريباً، فقد منحت الظروفالاجتماعية المعاصرة فكرة وممارسة حقوق الإنسان إمكانية تطبيقواسعة.




 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع