عزاء يا أهل السوق

عزاء يا أهل السوق
بقلب أعجزه الصير ولم يجد له مقاما فيه ،
تلقيت نبأ وفاة عمنا العلامة الشيخ الفاضل محمد يحي بن حمدا بن محمد بن الخضر الشريف الإدريسي الجلالي السوقي المعروف (آمدي ) وذلك بتاريخ يوم الجمعة 20/5/1430هـ
فكان يوما لا نحسد فيه على ذبذبات قلوبنا ، ولا غيوم غمومنا ،ولاضعضعة ضلوعنا
وإن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ،ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا على فراقك يا يحيى لمحزونون ،
عزائي جميل ، والمصاب جليل *** وظني بأن الله سوف يديل
جراح تحاماها الأساة مخـوفة *** وسقمان باد منهما ودخيل
ولما كان أولى الناس بالبكاء عليه أن يبكى على أهل العلم وأهل الفضل ، واقتضت عادة بعض أهل الشعور ترجمة بعض شعورهم في موزون مقفى ، ويسمون ذلك في مثل هذه المناسبة رثاء،
فأصالة عن نفسي ونيابة عن طلاب العلم والعلماء السوقيين عموما
وباسم أعضاء ( موقع مدينة السوق )عموما
وباسم قسم الأعلام والتراجم أصالة عن نفسي كمشرف ونيابة عن بقية إخواني
وباسم القسم الأدبي نيابة عن المشرف وأصالة عن نفسي كنائبه
أحمل هذه السطور أحر التعازي وأصدق التألمات في فقيدنا الغالي
وإذ نعزي فيه ، لنعزي في أحد علماء السوقيين وأدبائهم ونبلائهم ورجالاتهم التي يعتبر فقدهم خسارة للقبيلة السوقية ، راجين من كل من يطلع عليه الدعاء له أن يتغمده الله برحمته
وبإذن من الله سوف نلحق ترجمته التي كتبها بيده في محلها في طبقته وسنودعها مايدل على علمه وأدبه ونبله ، فرحمك الله يا شيخنا
خير من العباس أجرك بعده *** والله خير منك للعباس
وهذه تعزية منتدى الأعلام والتراجم ، تعزية المنتدى الأدبي ، تعزية منتديات السوق ، تعزية موقع مدينة السوق

لئن سالت دموعي ،وهي تتـرى *** ففقـدك باتر للقلب بتـرا

فيا حـزني ويا أسـفي ،ويـايـا *** لنعي كان في جنـبي جمـرا
فلا أسـلو بغير الأجـر –كلا- ***دع الخنساء تبكي الدهرَ صخرا
فهذا اليوم أيتـمني وأبــدى *** عواري ،بل وأعورني ،وأعرى
تغلغل في الفـؤاد الحزن حـتى *** تمكن فاسبرن -ما شئت- سبرا
فيـالله من حــزن عـظيم ***رمى فأصاب سهـم منه نحرا
ويالله من كمـد شــــديد ***فكل عواطفي للحزن أسـرى
فلو تفدى –فدتك النفس مني -***ولو تشرى حياتك- يحيى- تشرى
دعـوني يادعـوني إن كسـرا *** بظـهر ، ليـس يجبر فيه جبرا
دعوا دمعي سيسبل مـثل ودق*** ليحفر في كلا خــدي حفرا
إذا مارمت أمسـكه توالـت ***سحـائبه ، فتُجري العين نهرا
ذهبتَ وما ذهبتَ بغـير خير*** فطب نفسا بأنك شـدت خيرا
فلاأدري ،أتربك أودعـــوه ***وعاء الـدر ،أم مـلأوه تبـرا
هنـيئا للمقابر حين قامـت *** تحيي الشيـخ ،أن تختـار قبـرا
فإن بكت السماء عليك حزنا*** فقد ضحكت بأن ضمتك غبرآ
وإن تك هذه للبؤس تبـكي ***فإن لتلك إذ لاقتك بُشـــرى
وأحسب أن عين الدهر مرهآ*** وأحسب أن عين الكـون عبرآ
فإن قيامة الأشجـان قامت ***على ساق الزلازل ،جِـد كبرى
فلا أنسـاك يا عمي تروي ***وتـروي العلم ،تمـلأ منه صدرا
وتسقي الناس علما ثم خُلقا *** وإن شربوا بكأس ، سقت أخرى
وحيث جلست مجلسهم لعلم ***تلـح –لله درك –فيه بـدرا
فمن لم ينتشق مسكا رطـيبا ***يجد بســماع ما تمليه سكرا
فلا أنسى حديثك ،وهو أشهى ***من الشـهد المعتق ،نـح خمرا
ولا أنسى اهتشاشك كل حين ***فقلبك مشرب خيـرا وطهرا
أبا الإحسانِ ،يا راحي وروحي ***لعل الله يخلـف فيـك خيرا
سأبكيكم وأبكي الخير منكم *** تسلسل منكم سـرا وجهرا
فإن عـرفوا ظواهره ، فإنـي ***بباطنه –لعـمر الله – أدرى
كأنك إذ رحلت –أبا المعالي ***تركـت العالم المعمـور قفـرا
فحيا الله وجهكم وأحــيا ***مآثركم ، وأعظـم فيك أجـرا
ولقاك الهناء بدار خـــلد ***فتطعـم ما تشآ خمـرا وتمـرا
ونلت جوار أحمد وهو أغـلى***وأعـلى ما ينال المرء قـدرا
وزاد عـلاوة لك منـه ربي *** زيادة رؤيـة تكفيـك ذخرا
وبارك في البقية –يا إلـهي –***وأحسن فيهم للنـاس ذكـرا
وأحمد ربنا أن قد حـباهم ***فشكـرا ثم شكـرا ثم شكـرا
فيـاربي أنلـنا كل خـير ***وإياهم ، ونـح ونـح ضيـرا
ويا عَزَى العتيق الشيخ شيخي***...وزيـن الدين شيخي عزِ عشرا
وعَزَى الخِل إبراهيم فيــكم *** وعَزى أحمدي ،وأطـال عمرا
وعزاني ،فقدكابــدت حزنا *** عظيما ،بل وعزى الناس طرا
ويكفيهم ويكفــيني رجائي *** لربي ، فـلأدع نثرا وشـعرا
فما في الشعر أوفي النثر نفـع*** فقد سالت دموعي وهي تترى
فعين أذرفت دمعا ،وأخـرى ***تريق دما ،فتسقي الصدر بحرا
وكيف أكف منها السيل حاشا ***فـفقدك باتر للقـلب بترا