تذهيب الثبتْ بدرر من مآثر مفاخر كَلْ جرتْ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي

ومما يجب أن نتناصح به في الله دائماً: أن لا سكوت في معرض البيان.
فلنطبق تلك القاعدة خاصة عبر منتديات مدينة السوق المكرمة، لنجعلها منبرا من منابر الدعوة إلى الله، لا سيما فيما بين أبنائها:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الرحمن الرحيم
والعصر إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

هذا وما توفيقي إلا بالله إليه أدعو وإليه مآب

يحيى السوقي

بناء على التناصح والنقاش العلمي والتواصي بالحق والصبر والخير والبر.. أرجو إعادة النظر في قولكم: (وكل توسل وقع على غير صفاته المشروعة فصاحبه ممن ضل سواء السبيل ـ سواءً كان في ضلاله قديم، أو في ضلال حديث ـ كما هو مبين مجمله في كتب السلف الصالح).
وجهة نظر:
التوسل بالله بغير الله تعالى (كأن يقول القائل اللهم إني أسألك بفلان أو بجاه فلان..) بدعة محدثة، لا يصح لها دليل سندا ولا استدلالا..وقد كفانا الإمامان ابن تيمية والألباني توضيح الأمرين..
ولا شك أن مسألة التوسل من المسائل التي اتخذها بعض الفرق والطرقية ممن لا شك في انسحاب اسم البدعة عليهم ـ اتخذوها شعارا وهدفا ودينا وحمى..
أما القول بأن (الضال من توسل بغير الله، أو من توسل بغير الله فهو ضال) أو ما في معناه مثل (المبتدع من توسل بغير الله، أو من توسل بغير الله فهو مبتدع).. فهذا غير صحيح؛ لأن علماء أهل السنة يفرقون بين الحكم على المسألة والحكم على قائله، فالقائلون بأن التوسل بدعة لا يبدعون كثيرا من القائلين بجواز التوسل من أهل العلم والفضل.. وهذه مسألة أكتفي بالإشارة إليها فقط، فقد صارت كالمثل عند علماء أهل السنة المعاصرين فالألباني رحمه الله تعالى يقول دائما: ليس من وقعت منه البدعة وقع عليه الابتداع.. أو نحو ذلك..
ومن الأمثلة الحية على هذا أن الحنابلة يرون أن القنوت كل يوم بدعة .. ومع ذلك لا يبدعون فاعله (ينظر آخر كلام الإمام ابن القيم على القنوت في الزاد)...
وكم إمام من أئمة المسلمين ممن نعلم أنه ليس بمبتدع ذهب إلى القول ببعض البدع سواء كانت فكرية (اعتقادية) أو عملية..
بل حتى المبتدعة المتوسلون لا يبعد أن يعذروا بالتأويل أو بالجهل..
والخلاصة تذكريكم بما لا يخفى على أمثالكم من التفريق بين المناط في الحكم على المسألة والحكم على القائل..
ولو تفضلتم علينا بموطن أن (كل توسل وقع على غير صفاته المشروعة فصاحبه ممن ضل سواء السبيل) من كتب السلف مشكورا مأجورا.