مرثية علم من أعلام السوقيين

أعزي العلماء وطلبة العلم أينما كانوا ،
وأعزي علماء السوقيين خصوصا وطلاب العلم في العلامة الشيخ محمد الرشيد بن أحمد بن موسى الأنصاري الأيوبي السوقي الجلالي والذي لحق برحمة ربه يوم الجمعة 13/5/1430هـ - نسأل الله له الجنة -
وباسم موقع مدينة السوق أعزيكم عموما
وباسم القسم الأدبي
وقسمي الأعلام والتراجم خصوصا -
راجين من أبناء الفقيد تجهيز ترجمته لإلحاقها في محلها في قسم التراجم


وهذه تعزيتنا
قليل في بكائـك لـلرشيد*** نثـار الدر، أو نظم النشيـد
قليل فيه دمع سال عفوا***على خدي ،كالدر النضيد
قليل فيه خفق القلب مني*** وما في الصدرمن لهب شديد
لهيب لو تنفس في فؤادي***لذوب لفحه جبل الجليد
كذاك الخطب،أحسبه مذيبا***لصم الصخرأوصلب الحديد
فما أدري التجلد إن أمري***لإمر ، باتر حبل الوريد
وكنت أظنني جلدا ، ولكن ***أراني اليوم لم أك بالجليد
كأني بالمكارم ، وهي تنعى***فراقك للقريب وللبعيد
كأني بالعلوم وبالمعالي***بلحدك إذ تسقف بالجريد
كأني بالفضائل ، وهي تبكي***عليك بكاء ثاكلة الوحيد
فياعجبا لبحر قد حواه***ذراع في ذراع في صعيد
وياعجبا لطود فوق نعش***تمر به رقاب في وخيد
ومن عجب بقاؤك أنت ميت***وموتي في حياتي كالشهيد
ولا عجب ، فإن العلم باق ***وأهل العلم في العيش الرغيد
فروحي ، يوم مأتمها أتاها***وروحك في الهناء بيوم عيد
فنسعد بالأجور بفضل ربي*** وتسعد أنت بالعمل السعيد
فما غرتك - لا والله - دنيا***برونقها المنمق والجديد
ولا يصبيك رقص الآل فيها***ولا طمع بزخرفها الزهيد
كأنك نجل أدهم في اتضاع***- لمالكنا -وفي الزهد الفريد
وإما أنس لا أنساك تلقي*** لئالئ علمك الجم العتيد
فإن عقدوا مجالس بث علم *** أفضت فيوض ملتطم مديد
وحيث تناهبوا أطراف فتيا *** أجدت وجدت بالرأي السديد
وإن ذكروا بفضل أو بعلم***ذكرت بسائر الخلق الحميد
بفقدك خر في بيتي عمود ***عظيم ، خر من بيت مشيد
بفقدك أسبلت عيناي دمعا ***كأن قد أنقعت حب الهبيد
بفقدك غاض مني الفكرغيضا***فكان اليوم كالحجر الصليد
فصرت لحيرة ما كنت أدري ***هزيل الشعر من غررالقصيد
فلو أبقى الحمام أعز علق***بقيت مخلدا أبد الأبيد
ولكن يصطفي منا انتقاء***وما للمرء عنه من محيد
فكم شمل يفرقه لقوم ***ووالدة يفجع بالوليد
فصبرا يابني عمي فإنا***جميعا آسفون على الرشيد
وصبرا إنه ضيف لرب ***كريم راحم رؤف مجيد
فأسكنه الفرادس يا إلهي *** وأنعم ثم أنعم بالمزيد
وأطعمه الرضا وأذقه كأسا***لوعدك ، لايذق طعم الوعيد
عزاء يا محمدُ ياابن عمي ***عزاء يامحمدُ ياوديدي
عزاء للجميع وكل قومي ***عزاء في مصابهم الفريد
ولا تبكوا فأجر الله أبقى***وإن الله أرحم بالفقيد
ولا تبكوا عليه فكل دمع *** قليل في البكاء على الرشيد