أسلوب التعامل مع النقد, يتبــــــــــع.

أخي زائر موقع مدينة السوق, أختي زائرة الموقع.
قبل أن يتغير المزاج, وتنقلب النظرة إلى النفس, أو تنخفض الثقة بها, نتيجة للتأثر بالنقد, علينا أن نجرب أقراصا خمسة, قد لا تجدونها إلا في صيدلية منتدانا, وسوف تجدون فيها ما يحميكم من جلد ذواتكم؛ بغية إرضاء الناقدين.
القرص الأول: اسأل نفسك-أيها المتعرض للنقد- ما ذا يوجد على شاشة هذا الإنسان الناقد؟.
وتذكر ما يلي:
-إن الناس لديهم خرائط ذهنية لا تطابق الواقع, وأنهم لا يمكنهم إلا انتقاد ما هو على شاشاتهم فقط.
-إن احتمالية أن يكون انتقادهم دقيقا ضئيلة جدا.
-إنهم لا يستجيبون إلا لنماذجهم السلوكية, ويرامجهم العقلية, وخبراتهم وانفعالاتهم وذكرياتهم التي قد لا تكون لها علاقة بك.
القرص الثاني: تجنب الأساليب العدوانية والسلبية.
إن كنت تعتقد أن الحل يكمن في شن هجوم مضاد على من انتقدك وتبحث عن مثالبه فهذا غير صحيح, فكأنك بهذا الأسلوب تشاركهم رأيهم السلبي فيك.
وقد تفكر في الأسلوب السلبي المتمثل في تقبل النقد بعلاته والاتفاق مع الناقد والاستسلام له.
ورغم وجود فائدة في هذا السلوك-ألا وهي أن بعض النقاد سيتركونك في حالتك- لكن المشكلة في هذا الأسلوب أنك قد تتفق معهم, خاصة إذا كان النقد موجها للشخصية والهوية, مما يقلل من تقديرك لذاتك.
القرص الثالث: الاتفاق مع الناقد عند ما يكون النقد حقيقيا وبناء وموجها للسلوك.
بالاتفاق مع الناقد سيتوقف نقده؛ لكونك تتجه مع اتجاه الضربة بدلا من مقاومتها, فيتم تفريغها في الهواء, فتكتفي في هذا الأسلوب بالقول: <<أنت على حق>> وتحاول التعديل من وضعك وسلوكك.
القرص الرابع: التعتيم.
يتضمن هذا الأسلوب اتفاقا رمزيا مع الناقد, ويستخدم عند ما يكون النقد غير بناء أو غير صحيح, ويطبق هذا الأسلوب من خلال الاتفاق مع الناقد على احتمال نتيجة معينة.
مثلا: عند ما يقول الناقد: <<سترسب إذا لم تذاكر وستصبح إنسانا عديم الفائدة>> فالرد المناسب لهذا النقد هو: <<قد تكون محقا في أني إذا لم أذاكر فإني سأرسب>> فهنا تتفق معه على هذه النتيجة المحتملة ولكنك لا تتفق معه على بقية نقده <<وستكون إنسانا عديم الفائدة>> وهذا يجعلك تبقى على تقديرك لذاتك, فتقبل النقد الفعلي البناء, وتدع ما سواه.
كما أنه يمكن الاتفاق مع الناقد جزئيا حول النقد الصحيح فقط وترك البقية.
مثلا: لو قال لك مديرك: <<لا يمكن الاعتماد عليك, لقد نسيت دراسة المعاملة الفلانية, أنت دائم الفشل في إنجاز المهام الموكلة إليك>>فإن الرد المناسب هو أن تقول:<<إنك محق بشأن نسياني لدراسة المعاملة>>.
أما بقية العبارات مثل: <<لا يمكن الاعتماد عليك...أنت دائم الفشل...>> فهي عبارات شاملة وعامة, ولا يمكن الاتفاق مع الناقد عليها بأي حال من الأحوال؛ لأنها غير صحيحة على الإطلاق, فنسيان دراسة معاملة ما, لا يعني أنه لا يمكن الاعتماد عليك, أو أنك دائم الفشل, كما أنها تدمر تقدير الذات, ولذلك تختار عبارة واقعية من هذه الانتقادات تتفق معه عليها, وهي نسيان دراسة المعاملة.
وتفيد هذه الأساليب في أنها توقف الناقدين دون التضحية بتقديرك لذاتك, فهم يسمعون الرسالة التي يرغبون فيها, وهي كونهم على حق, ويكتفون بذلك, ولا يلاحظون أن موافقتك فقط منحصرة في جزء من النقد, بل ولا يهتمون بذلك.
القرص الخامس والأخير: أسلوب التقصي.
ستلاحظ أن كثيرا من النقد الموجه إلى الشخصية يكون غامضا, ولا تعرف بالضبط مقصد الناقد, وبعد اتضاح المقصد سيسهل عليك تحديد ما إذا كان إيجابيا بناء أو سلبيا هداما, ومن ثم تحديد الاستجابة المناسبة.
مثلا: افترض أن أحدهم قال لك: (أنت غير مبال) عبارة غامضة غير محددة, تمس الهوية, فالمناسب أن تطرح السؤال التالي: (كيف توصلت إلى الحكم بأني غير مبال؟) فقد يقول لك مثلا: (لم تتصل بي...أو لم تحضر في الموعد المحدد...أو لم تحضر الوليمة...أو...أو...).
فهذا الأسلوب يجبر الناقد على الامتناع من تقديم النقد الغامض الذي يصيب تقدير الذات, وينتهي بتحديد السلوك غير المرغوب.
الإخوة الكرام, أنصح نفسي وإياكم باستخدام هذه الأقراص الخمسة مع النقاد حتى لا يجدوا سبيلا إلى المساس بتقديركم لذواتكم, وأستودعكم الله.