|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
أسماؤنا.. بداية الإذابة الثقافية والاجتماعية
إن تسمية الإنسان لنفسه أو بلده من أهم الأمور التي تعبر عن ثقافة المجتمع وعن عقائده، وقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالتسميات، فهناك أسماء مجمع على تحريمها، كما أن هناك أسماء مكروهة .. وقد غير صلى الله عليه وسلم أسماء أشخاص وبلدان، ومن تبويبات الإمام النووي (رحمه الله) على بعض الأحاديث في صحيح مسلم: "باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن". وقد حافظت الشعوب والدول على جانب من حضارتها وتاريخها وثقافاتها من خلال تسمية أبنائهم وأوطانهم وشوارعهم ومعالم الحضارة في مدنهم برموزهم الوطنية والاجتماعية والثقافية والدينية.. على اختلاف الشعوب والأديان والثقافات. ونحن (الأزوادين.. الطوارق، العرب السنغاي الفلاليت..) في شمال مالي نعاني من عوامل محو الذات ابتداء من عدم وجود موارد متداولة لتاريخنا، وعدم الاهتمام بثقافاتنا.. إلى غير ذلك مما سيأتي وفي موضوع التسميات نعاني من أمور أخشى أن تؤدي بنا على مر الزمن إلى اختفاء معالمنا الحضارية والثقافية على أسماء بلداننا وأبنائنا من خلال ثلاثة عوامل: الأول: أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية الوحيدة في بلادنا، وهي لغة تتبنى تحريف الأسماء حسب هواها بغض النظر عن نطق أهلها. قارن بين كتابة (مكة، محمد، أحمد) باللغتين الفرنسية والإنجليزية تجد أنها في الفرنسية تكتب بخلاف نطق أهلها، بخلاف الإنجليزية. الثاني: أن الحكومة المالية لا تعتني بكتابة أسمائنا وبلادنا حسب ما ننطق بها نحن، وإنما يكتبونها حسبما اتفق لهم. الثالث: أميتنا الكتابية القرآئية، والنظامية السياسية، مما جعل أغلبنا لا يهتم بكتابة اسمه ولقبه بشكل صحيح، بل منا من لا يضيف له لقبا لا قبليا ولا مرتجلا.. وهذا الأمر في وجهة نظري سيؤدي على مر السنوات إلى تغيير جذري في الأسماء مما له أثر في أمور ثقافية واجتماعية هي من أولويات الأمم والشعوب. والعلاج في وجهة نظري أمور: 1)إضافة العربية كلغة ثانية رسمية للدولة أسوة بالدولة الموريتانية التي تتكون من مكونات مالي الاجتماعية والثقافية. 2)إعادة النظر في أسماء البلدان بحيث تكتب في البلديات وفي غيرها كما ينطقها أهلها؛ لتبقى لها دلالتها الثقافية والاجتماعية، المنقولة أو المرتجلة. 3)أن تعيد القبائل كتابة أسمائها في الكنانيش مع وضع لقب لكل مجموعة أو قبيلة؛ ليعبر عن انتمائها وثقافتها وخصائصها الاجتماعية. 4)أن تكون لجنة من الإعلاميين والثقافيين تهتم بتوعية الناس بهذه الفكرة والدعوة إليها. ولعل هذا أفيد لثقافة المجتمع وماضيه وحاضره من بعض الدعوات التي تحمل شعارات ليست لها قاعدة من الواقعية، ولا سقف من الإمكانية، مع ما تكلف من التمزيق والتفريق. والله الموفق.
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
12-16-2011, 03:21 AM | #2 | |||||||||
|
رد: أسماؤنا.. بداية الإذابة الثقافية والاجتماعية
لك كل الشكر والتقدير على هذا التفكير العميق الذي تجاوز القشور ... مما لفت انتباهي في تفكيرك هنا أنه اتسم بأكبر ميزات العصر الحديث، هي "الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، التي ينظر إليها قديما كأنها هامشية" مثل "الأسماء" هذه هي روح المنطق الحديث. بعد هذا أقول: إي نعم، ف"قضية الأسماء" لا أظنها يعيرها الفكر التقليدي أي اهتمام، بينما هي مركزية، وخطيرة جدا، لو نحن فكرنا فيها قليلا بعقل غير معكوس. كأني بك يا مفكرنا أفصحت عما سطره الروائي الطوارقي العظيم "الكوني" في روايته "من أنت أيها الملاك" فقد بناها على قضيتك هذه فقط، حيث ينسى البطل اسمه، ويكتشف أن والده لم يضع له اسما، وهكذا تنبجس الرواية، وتتنامى الأحداث حول "قضية الاسم" فقط،، في خيال مرهف، وإيحاء بديع، وسخرية، وتعقيد المشاكل التي تنبثق واحدة من أختها .... كل ذلك ليصور الكوني مدى اضطهاد الليبيين للإنسان الطارقي المسلوب الاسم، أي المسلوب الوطن، والتاريخ، والمجد ، أي المسلوب النفس ... ننظر الآن كيف تمكن الكوني من إحكام رواية كاملة طويلة تنشرها مجلة دبي للثقافة حول قضية "الاسم" فقط، ولكن ـ يا أداس ـ تلك القضية التي أوضحتها هنا لم يشرحها إبراهيم الطارقي طبعا بأسلوب الخطباء، والفقهاء، بل بأسلوب إنسان مثل الكوني ... وإلا لما نشرتها دبي كأفضل رواية عربية قدمت لمجلتها الثقافية عام 2009، ولو أنها كانت خطابا رسميا يندد باضطهاد العرب للطوارق بشكل وصل محو الأسماء الأمازيغية، ومنع تسجيلها في السجل المدني بوزارة الداخلية الليبية فهل سيحتفي بها أي قارئ فضلا عن القارئ العربي . ثم أقول لليعقوبي: بروكت على الإبداع الفكري، ولكن لا أرى أن إدماج العربية سيكون حلا يحفظ "الاسم الطارقي"، فبالعكس أثبت التاريخ أن العربية هي التي تمحو الأسماء الأعجمية عموما، والطوارقية خصوصا، فلا أريد ان تكون أبا نواس حين صرع في اللحظة الإبداعية، والخمرية، وقال: "وداوني بالتي كانت هي الداء". أعترف بحالتك الإبداعية أنت أيضا، لكنك فيما أعتقد لست في تجر عانة حين كتبت هذه السطور. ولذلك قبل من أبي نواس قوله، وكل شطحاته، أما أنت هنا فلا. تحياتي. |
|||||||||
|
12-16-2011, 08:47 AM | #3 |
|
رد: أسماؤنا.. بداية الإذابة الثقافية والاجتماعية
أشكر الأخ اليعقوبي والأخ المعلق محمد أج محمد على موضعه الشيق الذي يحكي واقع فئة مغلوبة في أمرها بسبب أمور يعرفها كل واحد منا لا يعلم أحد السبب المباشر في حدوثها لكن في نظري القاصر أن الجانب الأكبر يعود إليها وهذا ليس مهما وإنما المهم عدم البقاء في هذا الخطأ ما دمنا عرفناه .
فلنحاول تجنبه في المستقبل القريب ودمتم بخير |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|