|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
نثرة الورود الخامسة:
نثرة الورود الخامسة: المعنونة، بعنوان: فتح المناجم بمفاتيح فواتح التراجم بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة: الحمد لله الكريم المنعم ليشكر، الواهب المعطي العطاء الأكبر، نحمده حمد الشاكر لنعمه، وأشكره شكر الحامد لمننه. سبحانك أنت أهل الثناء والمجد والمحامد، عالم غيب السماوات والأرض وما تخفيه الصدور من المقاصد، أنت البر الوهاب، لا إله إلاّ هو إليه أدعو وإليه المآب. المرجو الفضل وسوابغ من رحمته الواسعة، فامنن علينا بنعم منها صافية ضافية تسمو بنا إلى درجات الفضلاء السامية الرافعة. والصلاة والسلام سرمدين على نبي الهدى محمد، المصطفى المجتبى السمي الاسم أحمد. صلى الله عليه صلاة توصله بآله المبوئين أصدق مقام كريم في الذكر الحكيم: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى. وصل اللهم على صحبه المعظم جانبهم في الوحيين، كما في حديث: لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم. أكرم بهم صحبا. فارض عنهم ومن اقتفى أثرهم الأنير، واستضاء بضوء نورهم الوهاج المنير. التمهيد: إن مما يحزن له ما مر على تاريخ صحرائنا المجيد ـ مضارب الطوارق، وجيرانهم ـ من غفلة أرباب العلم في تاريخها الزاهر من تدوينه عصراً عصرا، حتى دبّ ذلك إلى عصر الحضارات ليزداد الأمر عسرا. وكأننا أمة تنتظر من في أقصى المشرقين، أو من في أدنى المغربين أن يكتب عنا نفائس تاريخ صحرائنا لزاما. أو هما ونحن ممن لا يعنيه غياب مجوهرات أسواقنا التاريخة الغالية الغنية بالدرر أن تغيب عن الأسواق التاريخية العالمية المجدية النشطة عاماً عاما. كتّاب صحرائنا الكرام، أرباب سوق العلوم آل السوق كلا الفريقين أنتما المعنيان لرفع راية تاريخ مجد أمتكم من بين الأنام. ألا فلينشر كل واحد من أهل أفقنا عصرا عصرا خير ما يعلمه في قومه ومن في أفقهم اللامع، ليكون باراً بهم فـ:رب مبلغ أوعى من سامع. من ذا الذي يحقر من المعروف شيئا، ومن ذا الذي بلغ الغاية ولم يبدأ بدءا. من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسن فقط أقول تذكيراً من باب فرض الواقع: إن الأجيال ستأتي ـ بمشيئة الله تعالى ـ حسب مقادير عصورها، ولسان حالها ينطق بأن سيبحث من بينهم أرباب قلم البحث التاريخي عن آثار تاريخ من قبلهم، كما يبحث الباحثون في عصرنا عن تاريخ من مضى من تاريخ أمتنا حسب قرونها. فمن فاته جبر فرضه بالسجود قبل السلام، بقي في حقه أن يبتدر قبل أن تقوم قيامته بأن يسجد بعده. إذ لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها ـ سبحانه وتعالى وحده. لذا فإنا على علم أنه مضى على تاريخ أفقنا المجيد حين من الدهر، وقرون، وفات ما فات إثر رحيلهم إلى ما قدموا من فواكهه الجنية الدواني، فلنحرص كل الحرص أن لا يفوتنا ما فاتهم من الخير خاصة لأهل عصرنا ومن في معناه من فضل قطف الثمار اليوانع الرطب الغصون. لعل أن يكون ذلك لنا من الخير المدرج في قول الباري البر الكريم: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يحجر واسعا، أخي القارئ الكريم: خيركم خيركم لأهله. فليكن كل واحد في عصره لأهله نافعا. ولنتيقظ أشد تيقظ لداء كثير من فضلاء الدهور، وهو حرمان النفس والأهل من بذل الخير المقدور، متكئا على مزاعم التواضع، مفترضاً له قوله: بأنا دون المأمول مني حقيقة بمفاوز للشروع فضلاً في تحقيق تلك المواضع. من ذا الذي اتفق له أقرانه ببلوغ حقيقة تلك المراتب، كلا ورب الكعبة مؤكداً القسم بأداة النفي جزماً ولن أخت النواصب. فبقى في ذاكرة التاريخ من بمثل سعيه يفوز السعداء، وإن لم يسلم من عثرة كما لم يسلم من الطعنة الشهداء. أليس المجتهد على أجر إن أخطا، أو ليس هو نفسه إن أصاب فإلى الأجرين سما. من ذا الذي يلام إن سعى إلى الخير فعزم: فإذا عزمت فتوكل على الله ... قول الهادي إلى سواء السبيل الأعظم. أبدأ بسم من يتوكل عليه المتوكلون، الله ربنا رب العالمين رب العزة والفضل والإحسان والبر الماعون. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
12-20-2010, 09:44 AM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
المدخل: إن مما يدعو البحث إليه ـ أخي القارئ الكريم، الاستفادة من تجارب الآخرين، ولا سيما الحكمة التي هي ضالة المؤمنين.
من ذلك ما يجيله ما أفادني به السيد الأستاذ أحمد بن ناجي السوقي ـ حفظه الله: أنه قرأ في بعض كتب في تاريخ إفريقيا باللغة الفرنسية، للمؤرخ أَمَدو أُما بَتي ا الفلاني: قائلاً في كتابه ذلك: إن إفريقيا إذا مات فيها أي شخص كبير في السن، فمعناه أن ذلك يساوي مكتبة أحرقت بكاملها.. أقول: إذا تأملنا هذا النقل، وجدنا أنفسنا أمام حقيقة في معاني ما تناوله النقل، بل وهي حقيقة في مثل معاني تلك الحقيقة. لأن المعرفة إما أن تكون حصلت من مشاهدة الكاتب بنفسه، هذا أمر، يكون هو العمدة فيه. وإما أن يكون الكاتب ناقلاً عمن ينتهي إليه سنده، فيكون المتن موقوفاً على المسند إليه، الذي هو العمدة فيما الغالب عليه المشاهدة، وإلاّ لكان من جنس المنقول البلاغي... فيكون الحاصل أن أخبار الأمم تؤخذ عن أبناء عصورها، خاصة بعد انقطاع الوحي بخاتمة الرسالات. إذ لا سبيل للوقوف على شيء منها إلاّ عن نحو طريق ما مهد به. والمعمرون في كل جيل هم أصول مصادر تلك الأخبار، فكل معمر يفوت بموته كنز معارف جيله خاصة في محيطه، ولا سيما أهل العلم في كل عصر، فإن صدورهم خزانات العلوم، كما هم خزانات المعارف على نحو قول الشافعي: علمي معي حيث كنت أحمله***بطني وعاء له لا بطن صندوق فينتهي بنا التخلص إلى أن كبار السن في صحرائنا الغالية، هم الكنوز المدفونة، سواءً ما يتعلق بتاريخ أهل العلم، فهو في صدور خلفهم فيه ممن أدركوهم، بغض النظر عما دون من آثارهم، فذلك فضل آخر من الله لمن له الأثر... وأما تاريخ غير أهل العلم من تاريخ ساساة الصحراء ـ مضارب الطوارق من السلاطين، والأساطين، والسادة النجباء، والقادة النبلاء، والأثرياء الفضلاء، وغيرهم من شاهير الظرفاء، كل ذلك لا سبيل للوقوف على شيء من أيامهم المشهودة إلاّ عن طريق كبار السن فيهم... فعلى هذا يتوجب عرفاً على أرباب القلم في صحرائنا أن يستنطقوا ذاكرة تاريخ كبراء السن الثقات عن بعض ما أدركوه من مفاخر التاريخ، لينسخوه قبل احتراق تلك المكتبات، مكتبة مكتبة على حد معاني النقل السابق المسند من السيد أحمد ناجي السوقي، إلى ذلك المؤرخ، الذي آلمه احتراق تلك المكتبات بكاملها واحدة تلوى أخرى بموت كبار السن. قلت: وهذا المؤرخ الفلاني هو من المثقفين باللغة العربية والفرنسية، التي يبلغ في ثقافتها مرتبة أهلته أن يكون من نواب الحاكم الفرنسي بعد الاستعمار، وقبل الاستقلال. فلما استقلت جمهورية مالي كان من أصحاب الرئيس مودبا كيتا، فساءت العلاقة بينهما، فانتقل إلى ساحل العاج كلاجئ فأكرمه رئيسها أوفوين بانا... مرحباً حتى مات هذا السيد المؤرخ الفلاني. ومن ذريته: ابنه السيد سُوري، وكان يعمل في الوزارة الخارجية المالية، كما أفادني به زميله الأستاذ أحمد بن ناجي السوقي ـ حفظه الله. قلت: إن الأستاذ أحمد ناجي، ممن أخبرني به السيد ابن السيد إلياس بن أيوب أحد أعلام قبيلة ضُسْهاك المشاهير، هو وأبوه: وكان لقائي معه فرصة ذهبية بالنسبة لي في ولاية زيبَوْ إحدى ولايات دولة بركينا فاسو. وفي ذلك اللقاء أفادني أن أحمد ناجي أحد رجال الثورة الطارقية الأولى الذين طالهم معه الاعتقال في سجون مالي، زمن الرئيس مودبا كيتا. قلت: ولم يحصل لي وقتئذ شرف المعرفة بالسيد أحمد بن ناجي، فضلاً أن أكون على علم أنه أحد المناضلين البواسل، والمثقفين بثقافات ثورات الأوائل. فكان من حظي أن أصبح وهو والسيد إلياس بن أيوب من شيوخي المؤرخين الذين نالني من ذاكرة التاريخ عنهم بعض أخبار الثورة الطارقية الأولى... فلما أكرمني الله بالإقامة في بلاد الحرمين ـ حرسها الله من كل سوء ـ كان مما سعدت به معرفة هذه الشخصية السيد أحمد بن ناجي، الذي أخبرت ببعض سيرته النضالية من أحد أسود النضال المهوب، السيد الشهير إلياس ابن السيد الثري أيوب، ولي معهما وقفات تعريفية نبيلة بهم ـ بإذن الله تعالى ـ في كتاب: ((إخماد الجمرة بمحاسن لطائف ما تناثر من أخبار الثورة)). أخي القارئ الكريم سأصحبك في جولات مقبلة حسب محطاتها ـ بإذن الله ـ ببعض الملخصات النادرة ـ المقتطفة من بعض تلك المكتبات الثرية بالمعارف المعمور بها أصحابها ـ حفظهم الله. كمشاركة لأخوتي الكرام الكتاب أبناء الصحراء الشامخة الأعلام، وذلك من باب جهد المقل ببضاعة مزجاة، والله وحده هو المسئول أن يهديني إلى سواء سبيل المرضاة. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 12-20-2010 الساعة 10:20 AM
|
12-21-2010, 12:34 AM | #3 | |||||||||
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
مؤوخنا ونفتخـــــــــــــــــــــر.
لا شك أن ذاكرة الشعوب تزخر بكنوز معرفية جليلة، خاصة الشعوب التي لا تهتم بالكتابة، وشعبنا من ضمن الشعوب المعتمدة على الرواية والمشافهة. نحن ننتظرك وننتظر قلمك السيال، أن يتحفنا بمعلومات كاد الزمن يبتلعها بابتلاع اهلها، ولا ريب انك ستفاجئنا بغرائب وعجائب من هذا المصدر الكبير. دمت موفقا. |
|||||||||
|
12-22-2010, 01:42 PM | #4 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب محمد الحسني ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجميل البراق السني. الأستاذ الفاضل، لتعلم أن تدوين ما أجمل في مرورك الكريم، أنت وأنا وغيرنا من المعنيين بنقله من مرحلة الرواية والمشافهة، إلى تدوينه في سجلات الدواوين كما هو صنيع بررة أبناء الأمم، فمن دورك ما لا يسده غيرك، ومن دور غيرك ما لا تسده وحدك. على ضوء قول القائل: ما حك جلدك مثل ظفرك... ولكن كل يكمل الآخر بنشر ذخائر جهة حتى ينتهي بنا دور التقميش ـ وفق الله الجميع إلى سواء السبيل. |
|
12-22-2010, 01:43 PM | #5 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
الديباجة: [justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify] [justify] [justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify] [justify][/justify][justify][/justify][justify]إن تاريخ صحرائنا السياسي والعلمي والاجتماعي تاريخ عظيم، وإن كان مما ينبغي أن يسلط عليه الضوء، هو ما يتصل بتاريخ أفقنا المجيد، تاريخ ما يتعلق بالمؤسسات العلمية في صحرائنا الغالية، في تاريخها القديم والحديث. من باب الأهم فالمهم، وإلاّ لو كان بالإمكان نشر نبذة منهما معاً، لتشرفنا بذلك ـ بإذن الله ـ فرحين به، لكن من أدلج بلغ المنزل. اللهم بلغنا المنازل العالية في الدنيا والآخرة. هذا وقد تناول بعض أهل العلم بأفقنا من العلماء شيئاً من تاريخ المؤسسات العلمية خاصة أعلامها الذين منهم من سنصحبه في الجولة الأولى ـ بإذن الله ـ ليحدثنا بنفائس جواهرها، ولا سيما جانب آل السوق، الذي سنستمتع بإتحافات سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ السنية ضمن جمانات إفاداته الجميلة السمط الحديث. قلت ـ بادئ ذي بدء: إن صحراءنا الغالية تختلف بكثير من الصحاري، التي الغالب على أهاليها عدم الاهتمام بجانب التعليم، فضلاً التبحر في العلوم على نحو حواضر المشرق والمغرب. فهي صحراء عزيزة تتمتع بالعلم والعلماء في كثير من القبائل الضاربة فيها عروسة الصحارى المكللة بتاج فنون العلم العلية المنصب. وإن كان عامة الصحاري الغالب عليها الجهل والأمية، وذلك لأسباب كثيرة، منها: البعد عن مواطن العلم وأهله. ومنها: قلة استيطان أفراد أهل العلم فيها من بين أهلها لما في ذلك من نتائج البعد عن مواطن أهل العلم السيئة خاصة من طال به الأمد فيها، وهو أمر مشاهد، ليس هذا موضع الاستطراد فيه. ومنها: بسط التصحر ذراعيه على سكان بادية الصحراء بالوصيد، إذ لا ينفلت منها إلاّ صناديد الصديد. ومنها: ما جبل عليه أهلها من الجفاء إلاّ من رحم الله، جفاءً قد يصل أهل العلم لعدم معرفتهم قدر العلم وأهله، على نحو قول القائل: أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا ** حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب ومنها غير ذلك من الأسباب، ما جعل صحراءنا العزيزة تمتاز عن كثير من الصحارى بكثرة القبائل العلمية الشامخة بجهابذة من العلماء أولي الألباب. وذلك لعدة أسباب ميمونة، منها: تخصص قبائل كثيرة بالعلم كدور عرفت به، وفرضه عليها النظام القبلي السائد في دول الطوارق قبل الاستعمار بقرون... منها: ما تتمتع به تلك المؤسسات العلمية في صحرائنا الغالية بالاحترام، والتقدير والمكانة السامية بين سلاطين تلك الدول، وأمرائها، والمجتمع جميعاً إذ الناس على دين ملوكهم. ومنها: جلالة المكانة السياسية المرموقة التي يتبوؤها رجال الدين في تلك الدول، من مقام وزاري ديني متميز، بل أرباب هذه الوزارة الجليلة المحكمة، أن إدارتها هي أهل الحل والعقد، بين سلاطين دولهم، وقد بينت شيئاً من ذلك في كتاب: مدينة السوق... فضلاً عن الحصانة التي يتمتع به بقية أفراد أهل العلم بين الخاصة والعامة في تلك الدول، بل بلغوا الغاية المرموقة الحصينة بالتقدير والاحترام، والتبجيل والإكرام. فأهل العلم في صحرائنا الغالية لهم مكانة عالية جدا، ليس هذا موضع الاسترسال في بيانها. ولئن طال بنا العمر ـ بإذن الله ـ سنشارك في نفض الغبار عن مكانة تلك القبائل العلمية، خاصة آل السوق لما لهم من صدر الصلة. إلاّ أننا الآن في صدد تسليط الضوء على مكانة قبيلة آل السوق، ومدينتهم مدينة السوق، التي ينتسب إليها من يصح في حقهم، معاني قول الإمام الشافعي ـ رحمه الله: إن كنت في البيت كان العلم حيث معي*وإن كنت في السوق كان العلم في السوق ومضة عن مكانة قبيلة آل السوق السامية: إن مكانة القبيلة السامية، أو الشعب، أو الأمة، إنما تحصل بجلالة مآثر أفرادها، فمن بعض مآثر آحاد أعلام مدينة السوق، ما تناوله: أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي: أد ورفق بن محمد بن محمد أطمت السوقي قبيلة، الأقدري منشئاً ومواطنا. له شرح حسن مفيد في مجلد كبير على ألفية ابن مالك، سماه: هبة المالك على خلاصة ابن مالك. جمع فيه ما تشتت في غيره من الشروح مما يعسر استحضاره غالباً في آن واحد، وتلقاه الناس بالقبول وحصل به النفع... فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور ص 96. ط: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت. *** وقد توفي هذا العلم الشامخ سنة1111هـ قلت: إن هذا الشرح النفيس، أخبرني الشيخ أبو عمر الشيخ الداعية عبد الملك بن أحمدُ الإدريسي السوقي المرسي، أنه أدرك نسخة منه بهذا الاسم في مكتبتهم التي هي من المظان الثرية آن ذلك بنفائس الآثار المخطوطة، السوقية وغيرها. هذا ولا نفقد الأمل على الوقوف على شيء من تلك الآثار وغيرها: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ... ومن باب التعرج إلى ما تضمنه كلام البرتلي، الذي يعد في عداد شهادات أهل العلم في القديم المأثور، وأما عن الحديث المأثور، فمنه قول سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ حين حدثنا عن شرحات المقدمة الآجرومية: قائلا: ومن شروحها نفيسة، شرح للشيخ محمد الضغوغي، وفي النسخة المخطوطة: الطقوقي، لكن الصحيح الضغوغي السوقي. مضيفاً في معرض التحقيقات قوله: وهو شرح من أنفس شروح المقدمة لدى المغاربة، وله نسخة في مركز أحمد باب التمبكتي، ولمؤلفه منظومة في التوحيد، وهو من أهل القرن الثاني عشر الهجري. قلت حقاً ما قاله القائل: فمن يساوي بأنف الناقة الذنبا لأن مكانة آل السوق العلمية العزيزة، ومقامها الأسمى: لا يمتري فيه الصحيح المعرفة. كما قال القائل. فكل من رام أن ينال من قدرهم تنقيصاً، فعن مثله يقال: للقارئ الكريم مقالة القائل الحكيم: ولا تمار جاهلا فتتعبا. ومضة عن مكانة مدينة السوق السامية: قلت والكلام يطول حول مآثر مدينة السوق، التي يحدثنا سعادته بحديثه العزيز، قائلا: السوق أهم المواقع الأثرية في جمهورية مالي. مضيفاً قوله: ولقد زرتها في رحلة مع أحد السياح الغربيين. ومن المعلوم: أن سيتقبلك لوحة إرشادية قبل مداخل كيدال، خاصة بهذه المدينة التاريخية الحضارة الإسلامية، الجميلة المعالم بآثارها العلمية، وأنك ستصحبك تلك الإرشادات إذا اتجهت إليها حتى تحتضنك مشاهدها الآثارية العلمية الإسلامية العربية. ومن معروف أيضاً: أن ليست تلك الآثار من الزخارف التي لا معنى لها، كما أن تلك الآثارأيضاً ليست من صور الحيوانات، منقوشة على معالم جبال المدينة، كما يؤثر على مثل ذلك في مواطن آثار الأمم البعيدة عن العلم. بل آثار مدينة السوق آثار علمية، ومن أجلها جانب الآيات القرئانية، والأحاديث النبوية، ودررا من الحكم، كل ذلك منقوش قرونا على جبال تلك المدينة العلمية، إضافة إلى جانب أسماء بعض الأعلام المنقوشة على مقابرهم، وتواريخ كثير منهم، منها ما يعود إلى القرن الخامس الهجري، وما بعده، كل ذلك بالخط العربي الجميل الجلي، في كثير من الأماكن. هذا غيض من فيض، من إقرارات وشهادات أرباب الثقافات الإسلامية، والغربية عبر تلك الرحلات السياحية لمعاينة، ما عن مثلها يقول القائل: يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما***قد حدثوك فما راء كمن سمعا ومن البراهين أيضاً ما حدثنا الأستاذ موسى بظويش حين رافقنا إلى مدينة السوق، في رحلتنا إليها مع جمع من أبنائها البررة، من طلاب العلم المهرة، وللحديث عنهم وعن تلك الرحلة الجميلة، موضعها ـ بإذن الله. وعلى كل حال فإن مجمل معاني ما تكلم به الأستاذ موسى بظويش عن أهمية مدينة السوق، وندرة وجود موطن الآثار العلمية الشاهدة لأهلها بالفضل العظيم، والتربع على عرش السيادة العلمية والتقدم القديم، الذي كان يتمتع به أربابها سلفاً وخلفاً خاصة في الازدهار العلمي المنقطع النظير في أفق صحرائنا الغالية، مثل ما لأهل هذه المدينة الجليلة المآثر. إذ يقول المتحدث الأستاذ موسى بظويش عن شيء من مناقبها في حديثه الشيق، بقوله: رافقت سائحاً عربياً إلى مدينة السوق، منطلقين من كيدال، فما إن رأى ذلك السائح العالم العربي، آثار النقوش العلمية على القبور، وعلى أحجار الجبال، من كل الجهات المتصلة بمنطقة مدينة السوق، من الآيات القرئانية، والأحاديث النبوية، والحكم المأثورة النقوش... فلما وقف على تلك المعالم الدالة على الحضارة الإسلامية، في الازدهار العلم، قال: ولقد مرت بي الطائرة في الجو قادماً من الجزائر، وكنت أحدث نفسي، هل وصل الإسلام هذا الشريط؟ وأنا في جو هذه الصحراء، التي ما ظننت أنها مرت بمثل هذه الحضارة الإسلامية، التي أعاينها عبر آثاره هذه المدينة... ما أحسن تخلصاً بقول القائل في معرض الاستشهاد على جلالة أمثال آثار أهل هذه المدينة: تلك آثارنا تدل عليا***فانظروا بعدنا إلى الآثار وبهذه التمهيدات اللطيفة، سنقوم بنشر ورود ما اقتطفناه من بساتين معارف سعادة الدكتور محمود زبير حول تاريخ أهم مؤسسة علمية في أفقه ـ آل السوق ـ ليترك توقيعه على تقدم من أدركهم في العلوم على غيرهم، كما ترك من قبله من الأعلام توقيعاتهم المأثورة في ذلك ـ فصبر جميل [/justify] [/justify] |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 12-23-2010 الساعة 10:27 AM
|
12-22-2010, 10:06 PM | #6 |
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
الشكر الجزيل لكم مرة أخرى.
وهلا أوضحتم لنا أكثر من هو محمد الضغوغي هذا الذي شرح الآجرومية |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 12-20-2016 الساعة 05:35 PM
|
12-22-2010, 10:06 PM | #7 |
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
الشكر الجزيل لكم مرة أخرى.
وهلا أوضحتم لنا أكثر من هو محمد الضغوغي هذا الذي شرح الآجرومية |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 12-20-2016 الساعة 05:36 PM
|
12-25-2010, 11:06 AM | #8 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الخامسة:
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب محمد الحسني ـ بارك الله فيك وفي مرورك اللطيف. الأستاذ الفاضل، إن التحقق بمن وقع السوال عنه، مثله مثل صاحب: هبة المالك... وأضرابهم، ولا يكشف النقاب عنهم على الوجه المحمود المطلوب المشكور بين الأجيال إلاّ ذوي أدوار جبارة من أبناء بررة، فمن الواجب العرفي أن نكون وأنا وأنت وغيرنا منهم... ثم لتعلم أن التحقيق يتعلق به أمور، يصعب في بداية جمع أيّ مادة علمية، كما قال السيوطي: فقد رووا إذا كتبت قمش***ثم إذا رويته ففتش فلذا سرت على هذا النهج الذي قننته عقول من سار على درب خدمة العلم، فتوصلت إلى هذا المنهج القويم... ولكن ـ إن شاء الله ـ إذا انتهينا مما نحن فيه من جمع المادة التاريخية ـ حسب الإمكان، عند ذلك سنحاول مرة ثانية المشاركة في الوقوف على: ***- ما أمكن من آثار علماء أفقنا... ***- ربط أصحاب تلك الآثار بأسماء قبائلهم المعروفة بها الآن في مجتمعات صحرائنا الغالية ـ حسب الإمكان... ***- نشر ما يتيسر من ذلك التراث الكبير المدفون بين رمال تلك الصحاري النجيبة... ***- والتنبيهات على ما يظهر لي فيها من كبوة الجواد ببعض المجتهدين في المواطن الجلي الخطأ عامة، و خاصة في أصول الدين من العقيدة الصحيحة والتوحيد السليم... هذا خلاصة ما أرجو أن نوفق إليه، وما ذلك عند الله بعزيز ـ وهو ولي التوفيق... |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثرة الورود الثالثة: | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 205 | 12-14-2011 08:52 AM |
نثرة الورود الرابعة العنونة بإتحاف الأنام ببعض سير العلماء القابريين الأعلام | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 7 | 09-21-2010 04:24 PM |
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-21-2010 04:15 PM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |