العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-09-2014, 02:32 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5409 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 38. عامّ / أحمد بن هَمَّهَمَّ الإدريسي الجلالي السوقي



38. عامّ / أحمد بن هَمَّهَمَّ الإدريسي الجلالي السوقي :

هو أحمد المعروف بعامّ ابن همهم هَمّهمّ بن أحماد ابن أحماد ابن أنكّ بن أبي بكر ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
ترجم له الشيخ العتيق فقال : كان مشهورا بالعلم والكرم والشجاعة وسخاء النفس والبر بقرابته عموما وخصوصا شقيقه مَحمد الذي سبقت ترجمته وقد جرت بينهما قصة تدل على كرمهما وإخلاص كل منهما النصح والمودة للأخر وكان ذلك في عقبهما إلى الآن بحمد الله تعالى فكان ابن الأخت من ذرية أحمد يقرب ابن عم أمه من ذرية مَحمد على ابن خاله الأقرب ويرضون ذلك وكان ابن الأخ من أولاد أحمد يفضل ابن عم أبيه من أولاد محمد على عمه الأقرب من غير إنكار أحدهما على الأخر بل من شدة البر والتقريب ، ويولونهم تربية صغارهم وتعليمهم وإنكاح إخوانهم وبناتهم وكان ذلك عادة جارية يتوارثها الأخلاف عن الأسلاف . هذا والقصة التي أشرت إليها مما يدل على كرمهما وبر كل منهما أن ذرية الشيخ هَمَّهَمَّ لما أمنوا من الخوف الذي كان السبب في وضع وآلدهم مكتبته في الكهف وأئسوا من الاطلاع على تلك الكتب بعد بذلهم الجهود في طلبها قاموا بكتابة الكتب واسترجاع ما قدروا على استرجاعه من ذلك التراث فجعلوا يرحلون إلى البلاد التي يجلب منها الكاغد بعضهم يذهب بنفسه ليأتي بما استجاد من أنواع الكاغد وبعضهم يرسل بضاعته مع من يثق به فلما أراد المسافرون إلى بلد الكاغد أن يخرجوا عيّن محمد رأسا من البقر ليستبضعه وأخبر أخاه أحمد بذلك وإن أكبر مهمة له في الكاغد بعد حصوله أن يكتب فيه نسخة من صحيح البخاري ونسخة من شرح الشبرخيتي على مختصر خليل ولم يأمره بأي عمل في ذلك بل جرى على عادته معه من أخباره إياه بكل مقاصده فلما تهيأ الركب أرسل معهم الشيخ أحمد ذلك الرأس بلا مشاورة صاحبه واشتروا الكاغد ولما جاء به أوصلوه إلى من أرسل معهم الضاعة فلم يراجع أخاه في شيء ولم يسأله هو عن شيء لأن كل تصرفاته ماضية عنده ولم يزد الشيخ أحمد بعد وصول الكاغد إليه على أن شرع في الكابة وما انتهى حتى جود كتابه ثلاثة أجزاء من نسخة صحيح البخاري وهي ما عدى سفره الثاني فإنه أعوزه وجود نسخة منه حينئذ ، وكذلك حصل من أجزاء شرح الشبرخيتي ثلاثة وهي ماعدا الثالث الذي أوله " باب البيوع " تركه لعزة وجود نسخة منه لكنه لما أعوزه وجدانها كتب مكانها ما يساويها من شرح الزرقاني على المختصر فتمت له الأجزاء أربعة وحين فرغ من تحصيل الكتب وتصحيحها جلّدها بيده ثم جعلها في وعاء صالح لها واحتملها على كاهله حتى ألقها بين يدي أخيه محمد وقال : له هذا ثمن بضاعتك التي أخبرتني بها سابقا ، وأخبرتني بمرادك منها ففرح أخوه بذلك ثم قال : له خذ الجميع معك فيه بعينها أجرة صنيعك من أوله إلى آخره فذهب بها واستمتع بها مدة حياته ثم ورثها ولم تزل موجودة بيد أولاده ، وما زالوا يسمحون لمن شاء مطالعتها من أولاد عم آبائهم الذي آثر بها أخاه الذي هو جدهم .
وأما شجاعته : فيشهد لها سفره إلى دنّك في أيام الحروب والغارات والواقعة بن أهل دنّك وأهل أتَرام الذين كان معهم وما جرى له مع السلطان خَتّوتُ من محاورات تدل على ثبوت الجأش وصدق التوكل ، وما جرى له مع علماء قطره مما يدل على تفوقه عليهم في سائر العلوم وسبب سفرته تلك على ما بلغني من أفواه الثقات أن ختّوتُ سلطان إولمّدنّ دَنَّكْ غزا بلادنا بجيوش لا قبل لأحد من أهل الدفاع والقتال بها فكيف بالضعفاء والرعايا فنهبوا ما اطلعوا عليه من الأموال وغيرها وكان من أكثر من نهبوا جماعة تتبع الشيخ محمد المصطفى بن محمد إكْنَنْ الأنصاري اليعقوبي جد أهل تِكِرَتِنْ ومنهم جماعة من دبّاكَرْ فشق ما ناب دبّاكر على محمد المصطفى فوق ما يشق عليه ما نابه هو وحيه فتفكر فيما يصنع بهم ثم أنتجت له فكرته المباركة أن يذهب على أخيه أحمد بن همّهّم ليتعاونا على تخليص بعض أموال ضعفاء المسلمين الذين أغار عليهم خَتُّوتُ وجنوده فوافقه على السفر إلى بلد الأعداء الغيرين في زمن لا يجتري أحد من أهل البلد فيه أن يتوجه إلى تلك الجهة ولا أحد من أهل تلك الجهة يتوجه إلى الجهة الغربية منهم إلا في جيش غرمرم من شد ما كان بين أهل البلدين من التباغض والتناخر بحيث لا يأمن أحد أن يلقى آخر فينجوا منه ، ولكن الشيخين لم يلتفتا إلى تلك المخاوف بل غلبا جانب التوكل مع الحرص على نفع المسلمين فسارا مع المخاوف حتى وصلا إلى السلطان خَتُّوتُ فتعجب الناس من وصولهما إليه مع كونهما من أهل البلد الذي يحارب أهله ومع كونهما من أشياخ أعدائه الذين يعتبرونهم أقوى قوة لهم فأنزلهما السلطان وأكرمهما لأنه سبق أن اجتمع بالشيخ أحمد قبل الحرب فأحبه وحسن اعتقاده فيه حتى صار يسميه باسم الشيخ فلما استقر بهما القرار عند السلطان سألهما عن سبب سفرهما وإلى أين توجهان فقالا له لا نقصد غيرك ولا حاجة لنا إلا أن تشفعنا في المساكين الذين سيقت إليك أموالهم فقال : لهما إني لم أعز على بلادكم إلا بعد مشاورة علماء بلدي وهم الذين قالوا لي لا حرج عليّ في غزو بلادكم ولا نهب أموال أهلها بل دماء أهل بلادكم حلال فضلا عن أموالهم لأنهم خوارج بغاة ولا فرق بين السلاطين والرعايا ، وأما علماء بلادكم فهم الذين يقوون السلاطين ويتعاونون معهم على المناكر فهم أشد ظلما فلا بدّ لي من احضارهم وجمعهم ومناظرتكما لهم حتى يتبين لي المحق من المبطل فإن كنتما على حق رددت عليكما ما لم يفت من أموالكما ، وأما ما أتلفه الجيش فقد سبق فيه السيف العدل ، فأرسل إلى العلماء ليناظروا الضيفين فلما حضروا تقدم إليهم السيد أحمد وحاجاهم واحدا واحدا في سائر الفنون حتى غلبهم جميعا في جميع العلوم فأرسلوا إلى عميدهم الذي يقتبسوا من علومه ويعترفون له جميعا بالأعلمية فلما حضر وناظر الشيخ الضيف أخذ بطريق من قبله في الإعياء والمغلوبية فقال لهما السلطان أرسلا من معكما من الأتباع ليفتشوا عن أموالهم فكل من رأوا عنده شيئا يعرفونه أو يعرفون وسمه فليقولوا له أني آمره برد ذلك الشيء إلى أهله ومن أبى من تسليم ما بيده فليس بينه وبينهم كلام وما عليهم إلا أن يرجعوا فيخبروني ففعلوا ذلك حتى جمعوا من أموالهم وأموال إخوانهم ما لم يتلف قبل وصول الشيخين إلى السلطان ثم ساقوا الجميع إلى بلدهم . وأما العالم الذي لجأ إليه إخوانه لينقذهم من المغلوبية فإنه لما وقف حماره في العقبة ورأى أدونيته في المرتبة رغب في الاستفادة منه بذل ما توهمه أولا من قدرته على مجاراته فقال : للسلطان وكان عنده ذا حرمة ونفوذ كلمة " أعلم أن ضيفك هذا عنده من العلوم ما ليس في بلادنا فمن نصحك لأهل بلدنا وإحسانك إلى المسلمين أن تحبسه عندك حتى نغترف من بحار علومه فأمر الشيخ بالمقام معه حتى يستفيد منه كبار علمائهم ما يفيدونه غيرهم ممن دونهم في المرتبة فرضي الشيخ بذلك لرغبته في التعليم وحرصه على نفع المسلمين فاجتمع الطلبة الكبار والصغار للأخذ عنه وابتداء بتدريسهم في جميع الفنون ثم قال لأخيه محمد المصطفى وكان ماهرا في تدريس خليل وشروحه كل درس فقهي فأنت له وأقوم أنا بجميع ما سواه فشرعا في التعليم إلى مدة قيل أنها شهران ثم انصرفا إلى بلادهما .
ومن مظاهر الشجاعة التي رويت عن أحمد في تلك المدة أنه لا يتلكأ عن قول الحق في شيء سئل عنه ولا يبالي بمن سخط أو رضي ، ويروى أن السلطان الذي يقيم عنده غاب يوما في بعض شئونه فلما رجع زار الشيخ فصادقه وقد حفر حفرة فقرأ شيئا فيها ثم أهال عليها التراب وضرب عليها بكفه ، فقال له يا شيخي أريد أن تخبرني بعملك هذا ما هو ؟ فقال له بديهة هذا العمل إنما عملته لأجل أن لا تخرج إلى بلادنا برسم الغزو الإغارة أبدا فما كان من السلطان إلا أن قهقة تعجبا وإعجابا بما رأى من صدقه وشجاعته ، ثم ذهب إلى بيته فورا ورجع إليه ومعه قميص وعمامة من أجود ما رأى الناس وقال له خذ هذا وإنما أتاني البارحة هدية من بعض الرأساء إليّ وكان اشتهراه بعدد من العبيد ليكرمني بها وما اتحفتك إلا لما جربت عليك من عدم الميل عن الحق رغبة ولا رهبة . هذا آخر ما بلغني من القصة فجزى الله الشيخين والسلطان خيرا .
وأما علمه : فيعترف به من عاصره وناظره ومن اطلع على آثاره ومن أغرب ما يحكى مما يدل على تبحره في العلم أن بعض من نهض لمناظرته سأله عن كلمة الإخلاص فقصر عن مراده فجعل يلقي عليه الأسئلة ويعجز عنها ، ثم يذكر له الجواب وما زال كذلك يسأله عما يتعلق بالكلمة من سائر الفنون حتى طلع الفجر فقال للناس لو لم يطلع الفجر لبينت له تعلق القرآن كله بالكلمة سورة سورة ، ومن أعجب وأغرب ما يروى من تبحره في سائر العلوم ما يسطر منها وما لا يسطر ما جرى له مع الشيخ الكبير سيدي المختار بن أحمد الكنتي الذي أذعن له جميع معاصريه من جهة العلم ولولاية وهابه الناس وفخافوا من معارضته أن يصيبهم ما يصيب من تعرض للأولياء من جهة الدين ومحصل ما بلغنا مما جرى بينهما : أن الشيخ المختار نزل عليه مرة فأعد ما يناسب من أنواع الكرامة والضيافة ، ثم أخذ بيده وغابا عن الناس ولم يرجعا إلى أن طلع الفجر فسئل الشيخ أحمد عما جرى بينهما في المذاكرة فقال : أما أنا فلم أستفيد منه شيئا وأما هو ففي أثناء مباحثتنا جرى على لساني ذكر كتاب ( مطالع المسرات شرح دلائل الخيرات ) وكأنه ما قرع سمعه قبل ذلك فلما رأيته متشوفا إليه لقنته إياه ثم رجعنا إلى المفاوضة فيما سوى ذلك إلى الصباح وفوق كل ذي علم عليم . وأما أثاره العلمية فكثيرة يعتمدها الناس في كل شيء عملت فيه ولم أطلع من فوائده المنثورة إلا على أوراق حل بها ألغازا نظمها لإعجاز بعض من يجاريه فعجز عن حلها فطلب منه بعض إخوانه أن يحل تلك الألغاز ليستفيد منها الطلاب ولكن ذلك الحل ضاع ولم أجد منه إلا ورقتين ، وأما ذلك اللغز فلم يزل معجزا حتى قام بعض حفدة الناظم بحل بعضه ، ورأيت منه نسخة ثم ضاعت كما ضاع غيرها من كتبنا بسبب الأعداء . ومن منظوماته في فن مصطلح الحديث التي أولها :
يقول أحمد بحمد الأحد
مصليا على النبي الأحمد

إن حديث المصطفى يجري على
خمسة أوجه ، يكون مرسلا

ومسندا ثمت مقطوعا ، كذا
موقوفا، البلاغ ، نظمها خذا

فإن يحدث عالم بسند
متصل إلى النبي الأمجد

فمسند ، كمالك عن نافع
عن شيخه ابن عمر عن شافع

إن يسقط الصحاب كابن عمرا
فهو مرسل كما قد قررا

كمالك عن نافع عن أحمدا
صلى عليه الله ما الصبح بدا

وقطعه لسند أي كله
يدعونه المقطوع مثل قوله

قال رسول الله ، والموقوف
قال أبو هريرة المعروف

إذ كان موقوفا على الصحابي
من غير ذكر المصطفى الأواب

ثم البلاغ قوله بلغني
أن النبي الخاتم النظم السني


إهـ ومراده " بالنظم السنيّ " نظام الرسل عليهم الصلاة والسلام . ومن منظوماته في الفقه نظم جيد قرّب به فهم ما أشكل من مسألة تراجع الحملاء الستة وكانت من الصعاب المنغلق فهمها على كثير من الطلبة ولا يتقنها إلا القليل ، ونظمه هو :
أقول بعد حمد رب العالمين
مصليا على إمام المرسلين

ياسائلي حل تراجم الحميل
وشرح ما مثله به الخليل

خذه بعون الصمد الجليل
لتهتدي به إلي السبيل

وسمّه الكافي إذا يكفيكا
وزد له الشافي إذا يشفيكا

والله أسأل انتفاع البادي
به بحرمة النبي الهادي

ها أنا في المقصود قد شرعت
واللطف من ربي قد رجوت

رتّب مثال هؤلاء الحملا
ومن يبيع لهم تحملا

على أسامي الفقهاء السبعه
الفائزين بمُقام طيبه

وهم عبيد الله ثم عروة
فقاسم ، سعيد ، الأجلة

ثم أبو بكر ، سليمان تلا
خارجة ، تركا بهؤلا

واخصص عبيد الله بالبيع ومن
سواه بالشرا واعطاء الثمن

وكل طالب فبالتبويب
يمتاز ، والتفصيل للمطلوب

باب ، عبيد الله باع سلعته
حملة ، للصحب بالست مائه

أن يلق عروة يناله مائه
عن نفسه ، والخمسَ عن باقي الفئه

باب ، التقاء عروة معهم على
ترتيبهم مختصرا مفصلا

وهو يطالبهم بخمس
من المبين حسب دون لبس

فصل : من القاسم يأخذ المائه
عنه ، وحملا ما ثنتين عن ثقه

إذ يستوي معه في الأربع مائه
حمالة عن الصحاب الأربعه

فصل : سعيد يدفع الخمسينا
أصلا ، فخمسة مع السبعينا

فصل : فإن يلق أبا بكر يُؤد
عن نفسه الخمسة والعشرين قد

ثم يؤدي مثلها تحملا
عن صاحبيْه الغائبين فاقبلا

فصل : وحيثما سليمانَ يرى
بالأصل ، يعط النصف واثني عشرا

إذن فيبقى مثلها مقسما
بستة وربع بينهما

فصل : وخارجة حيثما وُجد
يؤخذ بالستة والربع فقد

باب : التقاء قاسم من بعده
مطالبا بالمائتين عده

فصل : فإن يلق سيعدا نا
أصالة خمسين ثم قالا

عن صحبنا المائة والخمسينا
أعطيت ، كن بنصفها معينا

قال أنا السبعين قد أديت
وخمسة ، بمثلها ساويت

فحطها وبالثلاثين ففز
مني وسبعة ونصف ثم جز

بمثل ذا يجيب من تكررا
معه اللقاء ، للذي تقررا

فافترقا ، كل يروم اثني عشر
والنصف والمائة ممن استتر

فصل : فإن يلق أبا بكر يُؤد
سبعا ونصفا بثلاثين تمد

وبعد أخذها يقول فضلا
خمس وسبعون ، بنصفها أحملا

يجيبه بأنه لعروة
قد دفع العشرين بعد الخمسة

من ثم خمسة وعشرين قبل
وكل واحد لخمسين ارتحل

فصل : وخمسة مع العشرينا
يعطي سليمانُ له يقينا

فبعد أخذها يقول بقيا
عليّ مثلها وأنت مثليا

فيها ، يجيبه بأنه دفع
لعروة من قبل ستا وربع

في مثلها ساواه ، ثم يعطي
نصف الذي يبقيه بعد الحط

لستة وربع وهو الربع
وثمن وتسعة فيقتنع

فصل : وخارجة خمسة عشر
والنصف والثمن يعطي إن ظهر

باب : سعيد طالب المائة مع
عشرة والنصف واثنين جمع

فصل : أبو بكر يؤدي النصفا
مع الثلاثين وسبع يلفى

فنصف خمسة وسبعين التي
يبقى يريد منه بالحمالة

ثم أبو بكر يقول إني
أديت خمسين لأولين

دعها ونصف ما بقي ، أُفي
اثنين بعد عشرة ونصف

فصار كل طالبا باثنين
والنصف والستين دون مين

فصل : ويعطيه سليمان أحد
ثم ثلاثين وربعا إن وجد

وإذ يقول إنني حميل
بمثلها فساوني ، يقول

أخذني الأول أعني عروة
حمالة بربع وستة

وقاسما أعطيت أيضا ربعا
وثمنا مع تسعة مجتمعا

وذاك عشرة ونصف وثمن
وخمسة فحط مثلها قمن

فنصفها السبعة مع نصف ثمن
ثلاثة الأرباع ، يعطيه إذن

فصل : وخارجة عشرين دفع
ثلاثة ثمنا ونصفه ، الربع

باب : أبو بكر ملاقي اثنين
بالنصف والستين بعد اثنين

فصل : سليمان ثلاثين غرم
أصالة ، للفرد والربع تضم

ثم أبو بكر يريد منه
النصف بالحمل فصد عنه

لأن جملة الذي أدآه
حمالةً لكل من أتاه

ثلاثة من بعد عشرين إلى
ثلاثة الأثمان وصلها انجلى

مع نصف ثمن وهما سيان
في مثلها ، فالكل يسقطان

من الثلاثين وفرد وربع
فبانتصاف الباقي إذ ذاك قنع

وهو ثلاثة ونصف وربع
ثمن واثمان ثلاثة تبع

فصل : فإن يكن أبو بكر لقي
خارجة الذي من الصحب بقي

يعطيه ربع ثمن ونصفه
من بعد عشرين وربع سبعه

باب : سليمان إذا يلاقي
خارجة المكمل التلاقي

فصل : فخارجة قد يؤدي
ربع ثمن ، نصفه من بعد

عشرين ثم ربع وسبعة
كما تقدم بلا تفاوت

خاتمة : قد بان أن الأول
منهم قد استوفى الذي تحملا

فمائة من قاسم أصاله
ومن سعيد مائة وخمسه

ومن سعيد مائة وخمسه
من بعد عشرين بغير مريه

ومن أبي بكر بخمسين أثر
ومن سليمان ثماني عشر

مع ثلاثة من الأرباع ثم
بست خارجة مع ربع يتم

مجموع ما استوفاه خمس مائة
كذاك تعمل لباقي الخمسة

وبان أيضا أن كل واحد
قد غرم المائة دون زائد

إذ كل ما يدفعه تحملا
عن صحبه يأخذه مكملا

هنا انتهى والحمد لله على
إكماله مفصلا مسهلا

مصليا على النبي الهادي
والآل والصحب أولي الرشاد


ومن منظوماته الفقهية : أبيات في الفرق بين ما يجوز بيعه ، وتحت كل من الأقسام الثلاثة أربعة فلأول قد رمز له بلفظ ( بجكن ) فالباء لطعام البيع والجيم لطعام الإجارة ، والكاف لطعام الكراء ، والنون لطعام النكاح ، فهذه الأنواع الأربعة هي التي لا يجوز بيعها قبل قبضها ، والثاني : رمز له بلفظ ( قسم ) فالقاف لطعام القرض ، والسين لطعام الاستهلاك ، والهاء لطعام الهبة ، والميم لطعام الميراث ، فهذه الأربعة هي التي يجوز بيعها قبل قبضها .
والثالث : رمز له بلفظ ( جكصخ ) فالجيم لطعام الجزاف ، والكاف لطعام الكتابة ، والصاد لطعام الصلح عن دية الخطأ ، والخاء لطعام الخلع ، فهذه هي التي في بيعها قبل قبضها خلاف والنظم الجامع لهذه الرموز مع فكها هو هذا :
بَجَكْنٌ قَسَهْمٌ جَكصَخٌ رمز الأطعمة
فبيع بجكن قبل قبض محرم

طعام بيوع والإجارة والكرا
نكاح ، وقبل القبض جوز قسم

عنيت طعام القرض مستهلكا هبه
فميراثا ، وخلف جكضح يعلم

جزاف كتابة وصلح عن الخطا
وخلع ، بمنع والإباحة يرسم


وله أرجوزة في نظم فصول مختصر الأخضري وترك باب السهو لأن ناظما قبله اقتصر في نظمه على الباب وترك الفصول فقام هو بنظم الفصول وقال : في أول نظمه :
الحمد لله الذي قد كملا
لنا فروض دينه وفصلا

وتمم النعمة في تبيان
نظافة القلوب والأبدان

ثم الصلاة والسلام سرمدا
على النبي الهاشمي أحمد

وآله وصحبه وكل من
يعني باتقان الفروض والسنن

وبعد بالعون من المقتدر
في نظم ما تركه المزّمّري

محمد بن أُبّ من مختصر
سيدنا الشيخ الإمام الأخضري

فإنه بنظم سهوه أتى
وعن جميع ما سواه سكتا

ثم اسميه بنيل الوطر
لطالب تكميل نظم العبقري


وقال : في آخره مؤرخا نظمه :
وإن نسيت عدهن فالقضا
بما يزيل الشك والنظم انقضى

بحمد رب العرش يوم مولد
خير الورى نبينا محمد

سنة خمس وثمانين التي
من بعد ألف سنة ومائة

من هجرة الهادي الأمين محمدا
يا ربنا صل عليه أبدا

وآله وصحبه وسلم
واغفر لنا واغفر لكل مسلم


وهذا النظم وصنوه العبقري هما اللذان جرى عمل الشيخ الوالد بإقرائهما الصغار التلاميذ بعد إقراء عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وقبل شروعهم في علم النحو وجرى كثير ممن بعده على ذلك الطريق ، وله منظومات أخرى في العروض والمنطق ووقفت على منظومة بخطه يرد فيه على بعض العلماء وذكر أن السائل الذي يجيبه لم يعرفه بل وقف على السئوال محذوفا منه اسم السائل وحاصل السئوال أن كاتبه يشكو إلى علماء السوق أن بعض من يقول بحرمة النبات المسمى ( تَبَغَ وطَابَ والطباق ) بالغ في التشديد في تحريمه إلى أن كفر من يستعمله وعده من المشركين واستدل على تكفيره بقوله تعالى { واعبد الله ولا تشركوا به شيئا } وذكر السائل الشاكي أنه لا سبيل للعلماء إلى السكوت عن تكفير ذلك المحرم للمسلمين المتناولين لها ، فلما وقف على السئول نظمه ثم نظم الجواب المتضمن للرد على ذلك العالم المحرم وإبطال قوله فقال : في نظم السؤال :
الحمد لله العلي الأعلى
الحكم العدل الخبير جلا

من لا يضل ليس ينسى لا ينام
ثم على الهادي الصلاة والسلام

العروة الوثقى صلاة لا تعد
ولا نهاية لها ولا تحد

وبعد هذا فإلى أدله
هدى مصابيح الدجى الأجله

معادن العلوم والتحقيق
والحقِّ أعني جيل أهل السوق

مسلما بخالص الود يبوح
ذاك السلام وبغبر يفوح

وقائلا لكلهم لا زلتم
شفاء الأسقام كما أدركتم

فأنتم الدواء والمفتاح
لمعضل وفي الدجى المصباح

فإن أمر منع طَابَ أو تَبَغْ
قد بلغ ابن قُطْبُ فيه ما بلغْ

حرمها كما سمعتم وقد
ازداد والتشديد في المنع قصد

بجعل من يشربها من جملة
عبد الأوثان أهل الفرية

بواعبدوا الله إلى شيئا نزع
وغير ذلك ، وأنه قطع

مصمما بأنها شرك فالأن
الأمر منكم وإليكم البيان

فأتوا بما يرشد للصواب
من الحديث ومن الكتاب

فبينوا الحق لأهل السنة
نصحا بلا حقد ولا تعنت

فترك ذا الأمر سدى ليس يليق
بكم ، بل الذب عليكم حقيق

فلتدفعوا الضيم عن أهل القبلة
بالنص نقلا عن حماة الأمة

لا تتساهلوا فذا أمر عظيم
يهول ، والعياذ بالله العظيم

إن قلتم فإذًا الأطعمة
معبودة ، والخيل والأبنية

فالشرع آمر بها من دون أن
يعبد غير الله جل ، كالوثن

فقد يسينا الآن نفعها وما
من الخلاف ينتهي للعلما

وإنما نطلب بطلان حجج
مشدد منهج كفرنا انتهج

هذا ملخص سئوال لم نقف
على اسم من نثره بل انحذف

أرشدنا الله إلى السداد
نحن وإياه بجاه الهادي

صلى عليه الله ما جن الظلام
وآله الغر وصحبه الكرام


والجواب هو هذا :
الحمد لله المجيب الواسع
الصمد البر الرؤف النافع

نحمده على أجل النعم
لعمة هديه الدين قيم

من خصنا بالملة السمحاء
ملة خير خلقه الغراء

أحمد مصباح الظلام الناصح
مفتاح ما انعلق ، طه الصالح

صلى عليه الله ما طاب الثمر
وضاءت الأفق بأنوار القمر

وبعد فانظر أولا لحال
ذا المستدل بالكلام العالي

فإن يكن مدعي اجتهاد
صرف فرد ما ادعاه باد

لأنه في الزمن الخالي مضى
وكم إمام راسخ بذا قضى

لا يدعيه اليوم إلا جلف
إلى هواه مائل وخَلف

وإن يكن مقلدا مقيدا
بمذهب وناقلا ما وجدا

من نص كتب مذهب الإمام
مكتفيا بذلك المقام

فإن يكن لمالك مقلدا
وما على أحمد بَابَ اعتمدا

وشيخنا عليّ الأجهوري
القدوة المحقق المشهور

المفتيين بإباحة طَبَع
وما بتأليفيهما فيها اقتنع

أو أن يكن مقلدا للشافعي
وللزيادي لم يكن بالتابع

وللفقيه الشوبري الأرضا
المفتيين بالجواز أيضا

أو لأبي حنيفة الأوّاه
ولم يثق بالشيخ عبد الله

الناسك العابد في الإفتاء
بحل شربها بلا امتراء

أو لابن حنبل وليس يأتسي
بالشيخ مرعي هو المقدسي

العالم الكامل حيث يفتي
بحل شرب تَبَغ ببت

أو لم يقلدهم ولا غيرهم
من كل من بحل طَابَ يحكم

وغيره اكتفى بهم أئمه
وكان خلف العلماء رحمه

ولم يخلّ غيره في سعة
رحمة مولانا الجزيل النعمة

ولم يكن ميسرا بل عسرا
مشددا منفرا مكفرا

لأهل لا إله إلا الله
محمد أرسله الإله

مخالفا اجماع أهل السنة
لو مال في استفافها للحرمة

فكيف يسأل إذا عن قوله
وما لنا والجدال مثله

هلا نذبت بالعراء سخفه
مبينا للمنصفين ضعفه

هذا وإن نظرت في استدلاله
بواعبدوا الله ، على مقاله

وحملِه عبادة الله على
تجنب الشيء الذي قد حللا

علمت أن زعمه مردود
إذ العبادة هي التوحيد

في كل موضع من القرآن
نص على ذاك ألو البيان

فواعبدوا الله " بوحدوه قد
فسره كل فقيه معتمد

ليس بترك طَابَةٍ مؤولا
ولا بترك كل شيء حللا

كذلك الإشراك بالتسوية
فسّره الغر بغير مرية

لا تشركوا أي لا تسووا فانبذن
تأويلها بمنع طَابَةٍ إذن

وزعمه في من تشبّه ، بطل
بما المناوي به الحديث حل

وهو إكرام إمرء تشبها
بالصالحين كهم فانتبها

ومن بزي الفاسقين يكتفي
يهان محذورا بلا توقف

وزعمه أصالة السودان
إذ كفر الشارب ، ذو بطلان

إذ ليس يعتبر في الأشياء
من عنده تبدو في الإبتداء

وإنما العبرة بعد الشرع
بحكمه ، بالإذن أو بالمنع

والحكم بعد الشرع أن أصلا
ذي النفع في الأصح ، أن يحلا

كم من طبيب ماهر مجرِّب
دل على هذا الدخان الطيب

وكم منافع مشاهدات
له ، وللشيوخ منصوصات

ومن هنا ينظم في سلك الطعام
للانتفاع بالجميع والسلام

يا عجبا لعاقل يشككه
من ليس من أسر الردى يفككه

فكيف يستميله الخيال
أم كيف يستفزه الجدال

أم كيف ينسى نفع ما أبيحا
بالنقل حال كونه صريحا

أم كيف يقطع بتكفير أحد
من أهل قبلة ومنعه ورد

ففي حديث الجامع الصغير
من ذاك تحذير ، عن البشير

كفوا عن أهل لا إله إلا
الله لفظه ، وقد تجلى

وهذه تكفي بالاتفاق
في منع كفر شارب الطباق

وإن أردت غاية التبيان
فطالعن رادع الأذهان

ويرحم الله إمراءا تنبها
وعند ما حُدّ له . قد انتهى

ثم صلاة الله مع أزكى السلام
على النبي والصحابة الكرام


وحاصل النظم : أن عالمين من المالكية وهما أحمد باب وعلي الأجهوري ، وعالمين من الشافعية وهما الزيادي والشوبري ، وعالما من الحنفية هو عبد الله الناسك العابد ، وعالما من الحنابلة وهو الشيخ مرعي المقدسي كلهم أفتوا بحلية تناول تَبَغْ فمن قلدهم فلا سبيل إلى تضليله فكيف بتكفير ه وأن المسارعة إلى تكفير المسلمين خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الكف عنن المسلمين .
وأما وفاته ففي عام ألف ومائتين وخمسة 1205هـ كما تقدم وخلف من الأولاد الذكور ثلاثة صاروا كلهم من كبار العلماء وهم محمود ومحمد المختار ، ومحمد ألاغ ، ولا ينتسب إليه الآن من جهة الذكور إلا أولاد محمود ، وأخيه نوح ابني محمد الصالح بن عبد الرحمن بن محمد المختار المذكور ، وخلف بنات أنجبن بكبار العلماء ، ولم يبق من جماعتنا من يعد من كبار العلماء إلا وهو من نسله بارك الله فيهم(2) .

قلت : نظمه في تراجع الحملاء اسمه الكافي الشافي يقع في ثلاث أوراق(3) . وله أيضا : أرجوز في معرفة كل منزلة تغرب عند طلوع الفجر ومطلعها :
يقول نجل هماهم المفتقر
لرحمة الله العلي المقتدر(4)


وعدد أبياتها : 34 .
وله أيضا : أرجوزة فقهية مطلقعها :
أقول بعد الحمد والصلاة
على النبي وصحبه الثقاة(5)

وعدد أبياتها 31.
وله أيضا : نظم في الفراائض وموضوعه التداخل والتماثل والتوافق والتبيان(6) . والظاهر أنها شبيهة لنظم الشيخ ميدي / أحمد بن محمد الأدرعي التي نظم فيها مسألة امتحنهم بها الشيخ / أفَكَدَا ، فكلاهما نظم جوابا لأفكدا(7) .



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
28.أحمد بن محمد أحمد الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 04-07-2014 07:38 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM
الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي ) الدغوغي المنتدى التاريخي 4 09-04-2012 07:11 PM