|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
فصول من حياتي
إخوتي رواد منتديات مدينة السوق أحببت أن تشاركوني في أدق التفاصيل عن حياتي من خلال, عرض تفصيلي لمراحل طلبي للعلم , ورغم أن حياتي لم تكن مسار جدل ولا محل اهتمام حتى تهدرفي قراءتها طاقات أو قاتكم الغالية, فإنني رغم ذلك ألقيت بها بين أيديكم رغبة في أن تعدلوا ما ترونه يحتاج إلى التعديل, وقد اتبعت في سرد هذه التفاصيل طريقة معينة تتمثل في الأمورالآتية:
1- لم أتعر من ذاتي كما يراه الكثير من كتاب السير الذاتية, بل تناولت بعض المواضيع بحذر نظرا للأعراف القبلية. 2- تكلمت عن مواضيع كثيرة في شأن المجتمع السوقي بنفس الناقد المحب, لاالمناوئ الناقم 3- لم أهمل كل من له بصمة في حياتي سواء كانوا رجالا أونساء أوخدما, ولم أترك من ذلك إلا النذر اليسير الذي طواه النسيان. 4- قسمت المرحلة التعليمية إلى عدة مراحل وتناولت في المرحلة الأولى القبيلة التي أنتمي إليها, وعلاقاتها بالقبائل المجاورة لها ولم يكن ذلك عزفا على وتر القبلية التي كنت ممن لايشجعها في هذا الموقع, بل فعلت ذلك من أجل نصب خيمة التعارف بيننا أكثر. 5- تناولت في المرحلة الأخيرة منها تفاصيل حياتي في السعودية ومن أخذت منهم, وكذلك مواضيع تخص الدعوة والدعاة أرجو قرءتها جيدا وتقديم مايلزم من التوجيه والنصيحة. 6- سوف أنزل الموضوع في حلقات خوفا من الملل. غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
آخر تعديل السوقي الخرجي يوم
12-24-2011 في 06:07 PM.
|
12-20-2011, 07:50 PM | #2 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: فصول من حياتي
شوقتنا شيخنا الفاضل لمعرفة المزيد عن الظروف التي شكلت شخصيتكم المتميزة ولا شك بأن التجارب هي التي تكسب الإنسان معارفه وتشكل شخصيته وكتابتك لفصول من حياتك ما هو إلا درس مجاني للجيل الحاضر لكي يتجاوز ما يصادفه من عقبات أثناء السعي إلى تحقيق أحلامه وأهدافه رغم جميع الصعاب التي تواجهه .. ولعلى أول من يستفيد من هذه التجربة أو بالأصح ( من هذه الفصول )
شكرا أديبنا وشيخنا المعطاء فقد إجتهدت وحققت معظم ما يتمنى الشباب السوقي تحقيقه . |
|||||||||
|
12-20-2011, 09:18 PM | #3 |
عضو مؤسس
|
رد: فصول من حياتي
أخي محمد /على انتظار وتشوف ، ولو أن أحدا من رواد الموقع تبرع علينا بفصول من حياته أو بفصول حياته بدقة ، لربما تفاهمنا كثيرا في محل التفاهم وعذر بعضنا بعضا في محل الخلاف ، ما يعني عندي أن ترجمة الإنسان إذا قرأتها ـ وخصوصا بقلمه ـ عند ذلك تعرفه جيدا وينجلي لك منه ما غاب عنك ، فأنا من المنتظرين ومن القارئين لأي ترجمة تيسرت لي قراءتها ،والغرض مني الاستفادة من أدوار حياة صاحبها وتجاربه ، فكيف بتراجم خواص الإخوان والأحباب والزملاء.
والعجب أنني ـ وأظنني ممن يعرفك جيدا ـ أظن أنه لن تنتهي تلك الفصول حتى أستفيد عنك ومنك ما لا أعرف ،فكيف بمن هو دوني في معرفتك . وجميل أن تكون لتلك الفصول نسختان نسخة عامة ، ونسخة تطرر فيها كل ذكريات الحياة وتهدى منها النسخ للإخوان والأصدقاء وهذه أحلى ،أكرر على انتظار وتشوف . |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
12-21-2011, 01:37 AM | #4 |
|
رد: فصول من حياتي
جار الانتظار..
|
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
12-21-2011, 07:54 AM | #6 |
|
رد: فصول من حياتي
ترقبــــ ناظرون ـــــــــوا
أحــــــــــــــــــــ ناظرون ـــــــــــــــلى جديـــــــــــــــــــــــــــــــ ناظرون ــــــــــــــــد [/QUOTE] |
ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
12-21-2011, 05:18 PM | #7 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
][color="red"]فصول من حياتي[/color] : ـــــاسمي: محمد بن أحمدا بن عبدُ بن محمد اكنن بن محمد(آبال) بن محمداحمد بن هابا القبلي السوقي الادريسي. ولدت في(تجريرت) في أعمال (منكا)عام 1388هجري الموافق 1967م وكان ذ لك قبل انتقال حي والدي من منطقة (منكا) إلى موطن القبيلة الأم في تيسي غرب النهر. امهات الأجداد. [1- الشيخ أحمدا وأمه مريم ( )بنت عيسى بن سيدي محمد بن محمد الأمين ابن محمد البشير بن محمد (انتل) بن محمد بن الذاكربن الخليل (بن أك الخليل) بن عثمان بن نان بن ساكل بن جريج بن أننَّ بن أشلوم (القنششية).2- الشيخ عبدُ وأمه تدان بنت عبدُ بن أحماد بن هدا بن محمد احمد بن هابا(القبلية). 3- الشيخ محمد اكنن المعروف (أما)وأمه أكدا بنت حندا بن حنديدي . 4- محمد المعروف (آبال) وأمه فاطمة بنت المجتبى (القنششية). 5- الشيخ محمد أحمد وأمه عائشة بنت حنكل بن حام بن محمد المختار بن ابي بكر بن احمد بن محمد بن محمود حوا من (كل لام ألف). 6- شيخ شيوخ القبيلة هابا وأمه عائشة بنت حام بن عقيل بن أدا بن الغزالي . والشيخ (هابا) هو الجد الجامع لفرع أهل القبلة من (كل فامبلقو) . وأما عن والدتي فهي هوكة بنت محمد احيا بن ادول بن محمد المصطفى بن محمد المختار بن أحمد بن باب بن أيَّن بن آل(الوامية) . حياتي العلمية : وأما عن مرحلة تعلمي الأولى فقد سلمني الوالد عام 1392هـ - 1973 إلى عمي محمد الأمين بن الشيخ محمدُ (هسك)بن أبي بكر بن هدا (إزقغ) بن الشيخ محمد أحمد بن الشيخ هابا وأنا في سن السادسة لتعلم القرآن وكان من عادتهم في مثل هذه الحالة عدم التدخل في شأن الطالب بل يترك أمر تربيته وتعليمه لأستاذه ولا يتدخل في شأنه بحال, وكنت أرى الوالد في الحي كأي واحد من أفراد القبيلة,لأن الستور مسدلة بيني وبينه فلا أكاد أكلمه أو أدخل معه في أي موضوع أو أطلب منه شيئا وكانت له في نفسي هيبة تبلغ حد الرهبة وكذلك فإنني لاأذكر أنني أخذت منه في تلك الفترة شيئا من العلم إلا بعدما أشرفت على سن الأربعين فأخذت عنه أنا ومجموعة باب الطهارة من كتاب(مختصر خليل) في الفقه المالكي فلولا عطف عمي وعنايته بي لكانت حالتي مع الوالد أشد وأقسى من حالة الوالدة التي كانت بعيدة عني وكاد ذكرها لايمر على ذهني إلا كحال الطيف أوالخيال الذي يعبر مجال الذهن فيذهب إلى حال سبيله كما جاء بسرعة والحقيقة أن الغربة ألوان وأشكال ولايعرف ذلك إلا من قاسى الغربة, وخبر أيامها, وعرف أسرارها. دفقات العطف والحنان التي لاتنقطع. مما من الله به علي في هذه السنوات أنني لم أفقد فيهاما يحتاجه الطفل مثلي من الحب والحنان فقد كانت جدتي لأبي وهي خالة أمي أيضافي سعي لايعرف الكلل والملل في أن تمنحني من عطفها وشفقتها ماشاء الله أن تمنح وكانت جاهدة في تعويض مافاتني بسبب فراق الأم وتعد مأرزا وسدا منيعا أمام مايواجهني من صعاب كان الغالب منها بسبب شقاء الطفولة,وهي الأفق الرحب والجسر الذي أعبر من خلاله إلى الفضاء الجميل المشبع بصور الحب والدفء والحنان في ليال الطفولة المفعمة بالضحك والبكاء واللعب والصراخ والعبث والمرح والسرورفلم يصدق من زعم أن هذه الأمور تمرعلى الطفولة دون أن تطبع على جدران الذاكرة رسومات ونقوشات تبقى على ضفاف الفكر ومسارح الوجدان تسعد حينا وتشقي حينا وتؤلم وتسلي وتضحك وتبكي فمهما سرح الذهن في متاهات النسيان فإنها باقية لن تضيع. فهي عليها شئابيب الرحمة كانت كتابا مفتوحا أجد الدفء بين فصوله وأبوابه وأسرح بين دفتيه. اليوم الأول يوم التخفيف: لم انس أبدا ماحييت أول يوم بدأت فيه مرحلة انفصالي عن الجدة وانتقالي إلى خيمة المعلم الجديد وكان يوما مشحونا بالعواطف رغم أن الحي واحد فإني أحسست بالغربة وابتعدت عن الجو الذي أتمتع به عند الجدة وأصبحت أفكر كيف أعيش هذه الحياة الجديدة وكنت على يقين بأنني لامحالة محاسب هذه المرة بأفعالي فأطلقت لخيالي العنان أفكر في حياة لاعبث فيها بأغراض البيت ولا مجال فيها باللعب والإزعاج الذي لايعرف الكلل والملل فقد كنت أرتاح لأرى الشيء الواحد وأحوله إلىِ شيئين فلا يمر يوم بدون إتلاف أوكسرشيء من من أغراض البيت وأعرف جيدا أن الوضع سوف يختلف وقد نبهتني الجدة قبلا بذلك فماكان مني إلا أن أطلقت ساقي الصغيرتين للريح ميمما شطر خيمة الجدة فأرسل المعلم ورائي صبيانا فانقضوا علي انقضاض الصقور على الفريسة وحملوني إليه وأنا في حالة يرثى لهافهدّأ من روعي ومسح وجهي وقال: (اليوم الأول يوم التخفيف) وحفظتها في ذلك اليوم, وكتب (بسم الله)على لوحي الخشبي الذي أكرمني به واحد من النجارين الذين نسميهم نحن (انهضن)- الصناع- وكان طوله(40)سم في (20) تقريبا,وقد أعده النجار ليتحمل الضربات والمبارزات التي تنتظره من قبل ألواح زملائي الطلاب وقد بقي محفوظا حتى الآن رغم ما مربه من تلك المبارزات. ومضى الأسبوع الأول وأنا مازلت غير مطمئن بهذا الوضع الجديد ولم أر أشد علي من يوم السبت فهو يوم نحس ونذير شؤم عندي فأفكر وأنا في طريقي لبيت الأستاذ في أيام الأسبوع وعيني على الخميس والجمعة فتبتسم معهما الحياة وتذهب مرارات الارتباط بالدراسة وأحلى الليالي عندي ليلة المطر والرعود و العواصف الرملية التي تبعدني عن الدراسة ولا أحس بالألم عندما أجد خيمة المعلم ممزقة جراء هذه العواصف وأحلى الأيام عندي بعد أيام العيد أيام تحل الضيوف فيها على مخيماتنا وكان معلمي الشيخ محمد الأمين مضيافا كريما ذبح الشاة والشاتين عنده كشرب الماء ولكي لانذهب بعيدا فإنه ليس غنيا فغالب هذه الذبائح يأخذها من ناس من القبيلة دينا ليردها عليهم عينا أوقيمة حسب الاتفاق ولا يوجد عنده ذاك الوقت أولاد ذكور,فكان يؤثرني برأس الذبيحة دائما ورأس الذبيحة لايقدم عندنا للضيوف عكس أهل الجزيرة العربية الذين يرون تقديمه للضيف درجة من درجات الإكرام ويعد أحيانا من الضروريات. بل يعطى عند السوقيين للأطفال الذكور والطريف أن أكل (المخ) خط أحمر لايأكله غير البنات فنأخذه على إغماض إلى أقرب بنت لتأكله وحكايات البادية وخرافاتها تزعم أن أكل(المخ) يؤثر دماغيا على الطفل ويزعمون أن أكله يسبب له الفزع والخوف ولا يخافون هذا الخطر على البنات لأن الخوف والحياء فيهن أخف.؟ وقال الأصمعي ، قيل لأعرابي من بني كلاب : كيف تأكل الرأس ؟ قال : أفك لحييه ، وألخص عينيه - هذا قوله باللام وقال غيره بالباء ، وله وجه - وأعرك أذنيه ، وأسحي خديه ، وأرمي بالدماغ إلى من هو أحوج مني إليه. غيرأن عدم أكل المخ لم يمنعني من خوف ما كنت أخاف منه كركوب البحرووخذات الإبر والمقبرة بعد المغرب ,وكان العرف السائد في البلد الخوف من المقابر, ولا أعرف سبب خوفي منها غير ذلك, ولعل هذا الخوف ناتج من زعم العامة أن أصحاب القبور يجلبون لهم النفع, والنفع أخو الضر, فيخوفون منها ويرجونها في آن واحد,نسأل الله العافية. سنوات الأواح. استغرقت فترة دراستي القرآن أكثر من ست سنوات وكان شيوخ السوقيين على الطريقة المغربية في أنهم يبدؤون بتعلم القرآن قبل أي شيء من العلوم عكس أهل الأندلس فالسياسة لدينا تقوم على أساس تفريغ الطالب في هذه الفترة لتعلم القرآن والكتابة ولا يثقلون ظهره بالمقررات وقد بدأت الدراسة وعمري خمس سنوات وخمسة أشهر جريا على نظام القبيلة وقد استطاع لوحي الخشبي البقاء طيلة مدة الدراسة يكتب فيه المعلم ما تيسر من القرآِن فإذا انتهت الجهة الأولى انتقل إلى الثانية من اللوح وعندما تنتهي الجهتين نرجع إلى الأولى فنمسح ويأمرني المعلم بشرب غُسالة اللوح لقصد التبرك ودفعا للشرور فأخذهاواسترطها ولا أكاد أستسيغها وكان ما يُعطى للطالب من القرآن يختلف باختلاف الطلاب ومواهبهم وبعض الطلاب أوعية من أوعية الحفظ وقوة التركيز وكانت ذاكرتي بصرية وليست سمعية فأتذكر ماقرأته بخلاف المحفوظ فإنه كما أتى يذهب بسرعة البرق ولم يكتشف معلمي ذلك إلا بعد أن فات الأوان وتخددت أخاديد في ظهري بسبب الضرب والعقاب على عدم الحفظ وغالب ذلك يعود إلى عدم اهتمامي فقلما نأتي نحن الطلاب إلى مكان الدراسة بنفس ولا تكاد جيوبنا تخلو من شيء يوكل فنكون دائما مشغولين عن الحفظ والتركيز بشواغل كثيرة معروفة لدى الصغار وإذا حملق فينا المعلم فإننا نُصدر أصواتا وهمهمات توحي بأننا نقرأ ,وتجد أننا نُسمِّع مرة ومرتين أوثلاثا ونكرر نفس الخطأ فيرجعنا المعلم . والجدير بالذكر أن القراءة على المعلم تتم وقوفا على الأقدام ويقولون إن الجلوس ليس جيدا للتسميع وأن الوقوف أفضل وهي فلسفة تعليمة ولدت عندي ميتة. وختمت القرآن بدون أن استظهره كله, وليوم الختمة لدى السوقيين طعم خاص وبخاصة الطلاب فهو يوم يملئون فيه بطونهمم من الأرزاق التي يقدمها أهل الطالب الذي ختم القرآن فتذبح الذبائح, ويتغنى أصحاب النغمات الجميلة بالقرآن, ويحضر الختمة جمع حاشد من الأعيان والعلماء , غير أن شيخي محمد الأمين لم يقم بترتيب حفل للختم, كما هو البروتكول المعتاد, بل وزع الطعام بين الفقراء من الحي فقط. أسماء في جدران الذاكرة. لم يكن منعطف فراق الوالدة بسيطا في حياتي, ولكنني لم أتأثر به تأثرا كبيرا, ولم تتعقد حياتي به وذلك بسبب وجود من يمنحني ما أحتاج إليه من العطف والحنان . ولعل هذا الفراق المبكر جعلني أجد السعادة في العلاقات السوية مع الناس, وأجمع بين صفات الشخصية الانطوائية, والانبساطية, ولكن النفس أميل إلى الانبساطية أكثر, بسبب كرهي للوحدة, وعدم صبري على الغربة عن الأحباب وهذه الخصلة عرفتها من نفسي, من أول يوم عقلت فيه ولازالت تكبر معي ولا تشيخ أو تضعف فهي عكس شعر رأسي ولحيتي تماما والطريف أن قدري دائما يأتي عكس ما أشتهي من ذلك فقد كتب الله على والدي أن يفترقا قبل أن أتجاوز سن الرابعة من عمري ولم تكتحل عيناي برؤية والدتي من عام 1972 إلا زيارتي للجزائرعام 1988 م ولا أنسى أنني تعرفت في هذه الزيارة على المشايخ سيدي محمد (سيدوكرا) بن حمّدُ وأخيه أبي بكر بن حمدُ ولأبي بكر فضل علي وعلى إخواني سفيان وأحمدُ حيث إنه جار أبي بيت بيت في (منكا) وقدم لنا من العناية ما يستحق الإشادة وكذلك شيخ منتديات (مدينة السوق) الشيخ أداس , والشيخ أحمدُ (همودي) بن حمد و أبنائه والشيخ محمد أحمد (حما) بن شيت وابنه النبيل النبيه المحمود وهو شقيق محمد حما الدبلوماسي المعروف. وقد استمتعت كثيرا من هذه الزيارة, وجلبت لي من الأنس والراحة النفسية, ما جعلني أفكر في البقاء معهم وعدم مغادرة الجزائر. وقد أقاموا في نواديهم دولة للأدب , ومملكة للنغمات الجميلة, ولهم تأثير علي في حب الشعر والتغني به وكان إنشاد الشعر ديدنهم حين يتحلقون للسمر ويرتشفون معتق الشاهي الأخضر فتراهم قبل أن يطوي الليل وشاحه، و يمتشق البدر بريقه, يتبادلون النغمات الجميلة ويتناشدون مارق وراق من الشعر العربي فتتراقص لها القلوب ويهتز بهاالوجدان, وتتحرك لها المشاعر كما تتحرك أنسام العشي, بأريج الورد الشذي, فكأن لسان حالي يهتف ويقول: لوْلاَكُمُ يَا أَهْلَ ذَاكَ الحِمَى ماراح قلبي موثقا بالجراح أَسَرْتُمُ القَلْبَ فَيَكْفِيكُمُ لاَتَقْتُلُونِى قَدْ رَميْتُ السِّلاحَ وقد مرت هذه الفترة علي وخلدت فيها الذاكرة أسماء نساء ورجال فلا تكاد ذكريات الطفولة وأيامها الحلوة تخلو من طيف خيالهم والدعاء بالمغفرة والرضوان لهم وكنت أمقتُ الحديث عن الحياة الذي يبتر بعضها عن بعض وخاصة عندما تهمل الجوانب المهمة التي ساهمت بشكل أو بآخر في التكوين الأول للطالب وأستغرب زهد الكتاب في تسجيل هذا الجانب الذي أرى أن ذكره ضروري عرفانا بجميل هؤلاء وتخليدا لذكرهم وتنويها بشأنهم و مكانتهم في النفس ومنزلتهم في حنايا الفؤاد ويمج سمعي التراجم التي لاتهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية فتكتفي بتصوير العالِم أوالشخص المترجَم له إلى أسطورة خيالية خارقة بعبارات غير نابضة بالحياة ولاهي مكسوة بالجمال وافتتن المترجمون باختلاق ألقاب وصور يتلونها تلاوة لاطعم فيها ولاروح فتحولت التراجم إلى قصائد مدح وتواشيح ثناء دون اعتبار عقل القارئ وفكره هذا. وفي مقدمة من احتفظت بأسمائهم الذاكرة : جدتي لأبي مريم بنت عيسى رحمهاالله . وعمي وشقيق والدي مُحمد (هما) حفظه الله. وعمتي خديجة بنت عبده حفظها الله. وبنت عم والدي السلامة (أنن)بنت محمدُ رحمهالله. وعمتي رقية (رقا)بنت محمد الصالح (اللادي) رحمها الله . وعمتي أخت معلمي أم المؤمنين بنت محمدُ رحمها الله . والشيخ موسى بن محمد الصالح (اللادي) رحمها الله . والحسن بن محمدُ (ممد )رحمه الله . وكل واحد من هؤلاء له دور معين ترك أثرا بالغا في نفسي فعمي محمد وجدتي مريم بنت عيسى كفرسي رهان في الإحسان إلي والشفقة بي علما بأن عمي محمدا يكلفني أحيانا برعاية الحيران والاهتمام بها فأتكاسل وأذهب لحال سبيلي أوللصيد في الوادي فيراني عند الجدة جالسا والحيران مع أمهاتهم فلا يعنف ولا ينهر بل يكتفي بعقابي عاطفيا بالامتناع عن الكلام معي لمدة جزاه الله عني كل خير. وبالجملة فالجميع ترك أثرا جميلا في نفسي وكل في مجاله فالعمة السلامة بنت محمد المعروفة(أنن )رحمها الله عليها لها نصيب الأسد من ذلك فمما أذكر من إحسانها وكم نسيت الكثير أن ناقة لي انكسرت وهي من النياق الأصيلة عندنا فما كان منها إلا أن شمرت ونادت خدمها وأمرتهم بذبحها وسلخها ووزعت لحمها بين رجال الحي وحددت قيمة كل قطعة من قطع لحمها, فجمعت من ذلك مبلغا من المال, وشرت لي به بكرة مازالت بقيتها إلى يومناهذا وهذا بالإضافة إلى ما لها من الفضل علي في تعليمي حروف الهجاء فهي تحفظني وتكتب لي وتحول دون معاقبتي لوما حفظت وأنا حين أخلد قلمها ورعايتها في هذه المرحلة فإنني كذلك لا أنسى مسّاحة عمتي خديجة, فإنها لاتكتب ولكنها قامت بدور المساحة التي تمسح الحزن عني وتغمرني بعطفها الذي كم رسم السعادة في قلبي وبدد بواعث القلق فلله مامنحنت لي من سجل العواطف المتدفقة التي لم تكن مصطنعة, وياالله كم دافعت عني ظالما أو مظلوما. لمسات تربوية. ولرقا والحسن وموسى وإغلس دور آخر لايقل عندي أهمية عن ما تقدم فلا أذكر أنهم رأوني في يوم إلا وقدموا لي لونا معينا من الإحسان وأهمه الأكل والحلوى. وكثير من المربين ينسى أن الطفل يحب الاعتبار, ولاينسى من أحسن إليه في أيام الطفولة,أويعترف به واستعملت لفظة (الاعتراف) بقصدٍ لأن إعطاء طفل مثلي وفي سني وقتا للحديث معه في دائرته الصغيرة , واهتماماته البرئية نوع من ألطف أساليب التربية التي حرم منها كثير من المربين . وهذه فلسفة أخلاقية كان الحسن بن محمد(ممد) ممن يتقنها ويجيد فنها,فهو بالرغم من أنه يكسوه جلال العلم وهيبة النساك فإنه يحدثني ويحادثني وكأنني رجل من الرجال, ويترك القراءة أو الكتابة إذا جئته فينصرف إلي بوجهه ويسألني عن كل شاذة وفاذة فلاأغادر منزله إلاوأنا أشعر بنمو ذاتي وتكيف جيد مع المجتمع ومع النفس وساعدني ذلك في القدرة المبكرة على مخاطبة الرجال وعدم الرهبة من المواجهة. وكانت حياة الإنسان في تغير وتبدل مستمر فخلاياه تتجدد وولاءاته تتغير وقناعاته في تتبدل دائم وتبقى هذه الذكريات نقوشا ثابتة في جدان الذاكرة لاتبلى ولاتشيخ ومن الأشياء التي مازالت رطبة وطرية فيها إحسان الحسن بن محمدُ , فإن كان للإ حسان صفو فهو صفو هذا الصفو, وهو من العلماء الذين حباهم الله من لطفه الخفي , والاجتباء الزكي ماتحير فيه الألباب, كان رحمه الله عليه يحلم بالدنيا, ويستيقظ بالآخرة, فتراه حاضرا وهو في الحقيقة غائب رحمه الرحمن. لداتي من الحي. محمد بن أحمدا بن اللادي والأحمدون في القبيلة أربعة وهم أحمدا بن اللادي وأحمدابن عبدُ وأحمدا بن احيا بن فذاوأحمدا بتشديد الدال بن مداحمد ومن لايعرف هذا يخلط بينهم . والخضر بن الشيخ عالي وأخوه البشير ومحمد بن الخضر وموزا بن اسميمي ومحمد بن ابراض والحسن بن هم وارزغ بن احيا بن جابروأبن عمه إسماعيل عمر والبشير بن محمد (رمت) والبشير بن إقوي ومن النساء خدي بنت أحمدا بن اللادي وزينب بنت محمد احمد )ابوخن(وساتا بنت ابوبكر وأختها فتِ وتحيا بنت أحمدا بن احيا بن فذا وافتا بنت افون ورقية بنت رمت وأختها جوي وهكي بنت موسى. ومن الخدم الحسن بن ابلغ واكلينن بن ونكاس وخوسي بن أخمد,ونكنا وأخوه انتغلسو وزيد الفلاني وأكلنن من(ابوغليتن) وغيرهم. 1- وأمها ختو بنت شيخ شيوخ (كل تموكسين) الشيخ الفقي (انتلمان) بن محمود بن لالابن محمد المختار بن محمد احمد بن أعال . 2-مابين قوسين زيادة غير موجود في النسخة القديمة التي وجدناها عام 1430 هجري من خط يعد من اقدم الخطوط التي عثرنا عليها عن هذه السلسلة, وهو بخط الرابع بن ونكل وتاريخه عام 1121هجري وقد التقى صاحب الخط مع الجدة مريم بنت عيسى في الخليل بن عثمان 3- وأم تدان (ستونة) بنت الأمين بن أمشقغ بن محمد أحمد بن أعال المرسية وبيتها بالتحديد بيت أبناء جابر من (كل تموكسين). 4- وهو جد المنير بن مدا. 5- وأم المختار عائشة بنت أحمد بن مهمد بن ابو بكر (إغفنسن). 6- وباب هذاهو الجد الجامع لقبيلة (كل أغشر) الدغوغيين. 7- وتلتقي مع عبد الله موسى (تنا) في جده الأول (إدول) وبالدغوغيين من قبيلة (كل وامي) في جدهم (آل).[/size] |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 02-11-2012 الساعة 11:48 AM
|
12-21-2011, 08:49 PM | #8 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: فصول من حياتي
بداية أدبية رائعة من أخي السوقي الخرجي
فقد أستمتعت وأيما متعة بهذا الطرح الأدبي الرائع لمراحل الطفولة المبكر ة وطرق التعليم لدى السوقيين وضحكت كثيرا على سيف الخرجي البتار ألذي أدعى أنه لم يكسر برغم مقارعته لفرسان الحلقات العلمية وهذا إن دل فإنما يدل على جودة الصنعة أو ضعف الخصوم فقعقعة الألواح لا تبقي ولا تذر ,, أستمر ياشيخنا فقد أمط اللثام عن الكثير الذي يرغب القارئ معرفته عن السوقيين وخصوصا ما يتعلق بالتربية والتعليم . |
|
12-22-2011, 08:25 PM | #10 |
|
رد: فصول من حياتي
بوركت أخي أبا عبد الرحمن .. ووفقت .. وجزيت خير الجزاء.. فقد جمع مشروعك هذا التاريخي الأدبي التربوي ـ عدة أوصاف تصفه منفردا في محراب الموضوعية، غير مأموم ولا مسبوق .. فكرة وعرضا وأسلوبا: ومن ذلك: واقعيته: بحيث يعلم المثقف في الموضوعات التي تطرقها أن تناولك لها لم تكن له أجنحة من الخيال، وإن كان محلقا في سماء المثالية بذاته. وهذا هو المطلوب.. مصداقيته: ونحن (القراءَ) إن لم نعش معك حلقات هذه السلسلة.. ولم نعش معك دقائق هذه التفاصيل.. إلا أن طريقتك في عرضها.. من البساطة (بالعامية)، والبسط (بالفصحى) ـ برهان على أنك لا تقود من خلالها فحل إبل.. ولا تطارد ظل أصيل.. وإنما تفصل في أمور تعرضها كما تعرض الحديث عن تاريخ أذربيجان.. وهذا وحده كاف .. فبوركت.. عمقه: بحيث أتحت للقارئ عنك السباحة من خلالك في بحور محيطك: الثقافي والاجتماعي والتربوي.. مما يعكس بعدا اجتماعيا جديدا للحديث عن الذات.. وعن التاريخ.. وعن المجتمع.. إنه فيتامين مغذ (بلغة الأكلة) وإثراء فوق المفيد (بلغة الباحثين..) وكلاهما قل أن يشبع.. وهنا أعتذر عن الوصف الدقيق لمشروعك من جهة تاريخية بحتة.. أو اجتماعية بحتة.. أو تربوية بحتتة..؛ لأن ذلك يحتاج إلى دراسته دراسة موضوعية.. وهذا لا يعبر عنه (واقعيا) إلا بعد اكتماله.. وأنا وإن كنت ملبب اللباب بسحره إلا أني أكره المزايدة والزيادة خصوصا وأنا أثني على الموضوعية.. ومع ذلك لا أجدني إلا واجبا علي أن أعتبره مثالا للمثالية والموضوعية في الكتابة عن السوقيين.. وأن أعده أحد الأمثلة التي يحتذى بها، والأئمة التي يقتدى بها في الحوك على منوالها.. والسير على خطاها.. وأنا فرح بك ولك على هذا الإنجاز.. كنت متأسفا على أن لم يكن باكورة عملك في الكتابة عن السوقيين.. وأن لا تكون ألهمت صياغة فلسفتك في منهجك في صياغته ورسالتك فيه.. لعلها أن يقف عندها الإخوة الذين يعوزهم المنهج في الكتابة عن التاريخ.. والله أسأل أن يثيبك عليها وأن يوفقك فيها.. وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.. سؤال على الهامش: ما معني القبلي في نسبتكم؟
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18) | |
|
|