91. حمّاتِ بن أبي هريرة الأنصاري الأيوبي السوقي

91. حمّاتِ بن أبي هريرة الأنصاري الأيوبي السوقي :
هو حمّت بن أبي هريرة بن إسكن بن المختار الأويوبي الأنصاري(1) .
ترجم له الشيخ العتيق فقال : وكان من المجيدين ورأيت بخط الشيخ إسماعيل بن محمد الصالح قصيدة له كتب في آخرها ما لفظه : ( انتهت القصيدة البليغة التي تكاد من بلاغتها أن يحجر عليها أن تكتب إلا بمداد ذوب ... وأن يذهب من ينقب على مخدرات معانيها البديعة كل مذهب على يد كاتبها إسماعيل بن محمد الصالح راجيا من المولى الرحيم أن يرحمه وناظمها الذي كان أبا عذرها ، ومبتكر حلوها ومرها حَمَّاتِ بن أبي هريرة الأنصاري البالغ في التقوى ومقاساة الأتصال بالمولى مبلغا لا تحيط به العبارات وأن يجعله من الذين يقاله لهم غدا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين آمين . أنتهى ما كتبه عنه وعن شعره ، وأما القصيدة فأولها :
عل أنت أشجانا تكابد أسرها
واكفل مهاملها وكافح عسرها

واركع لسلطان الهوى وأسجد له
واستكف حر العور منه وقرها

فلربما سام المحب تعبدا
لكن عبادته نكابد شكرها

إني أراه متى استطال على أمري
أشلى إليه من المهانة مجرها

فلقد جنت يده على وكم جنت
منها رعيته بشيعا جورها

يوم ابتلتني بالفراق غديّة
من أهل حنة لا أحاول غيرها

فغدا ، يحن ولات حين حنينه
قلبي ونار الغم أبطن جمرها

وتروح روحي إذ برحت براحة
من لمحها والنفس تُسلب صبرها

ولعبرتي صبب وتصعد زفرتي
والخد ما اتخذت سواه مقرها

ممن لي بآس أو معز مسعد
من علتي ويقي فؤادي ضرها


وأطال في التغزال إلى أن قال بعد عشرين بيتا :
دعها فإنك لست تدرك صفوها
وأحسب عريكتها توافق خبرها

لكن محبا في الحفاوة بالغا
أغيى المدى بدآ كريما مدرها

إن الصفاء إلى الوفا للمصطفى
وعليه تبني رحى السيادة دورها

كل الخصال الحسنيات قد أحرزت
كفاه وهي له غشاء غرها

رشأ مليح حاز أوفر بهجة
أنساك فارة تاجر أو عطرها

لو عاشر امرأة العزيز صلاوة
لأراحها هما وبثت سرها

أو غازلته وجد في تعطافها
هند ، لخصت بالقطيعة بشرها

أو كان شر الخنساء يوم بكائها
لسلت برءيته وناست صخرها

فإليه من عندي سلام طيب
تأتي له نفس المصادق بشرها

وتحية كالقطر في فوح الكبا
يا فوز منتشق يقابل نشرها

وعلى النبي الزمزي محمد
أوفى صلاة والسلامة إثرها

وعلى صحابته وعلية آله
ما حبرا نظم الصلاة ونثرها


ولم أقف على غيرها كما لم أقف على تاريخ ولادته ولا وفاته ولا عقب له وهو ابن عم موسى والد الشيخ أحمدُ بضم الدال الذي تأتي ترجمته عن قريب(2) .