|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
كتاب (مدينة السوق) من جديد 3
مـدينة الـــــسوق في ســـــطور على سمـــــط من الـــزمرد المنـــسوق بقلم أحد أبنائها يحيى بن إبراهيم السوقي الإدريسي -------------------------------------------------------------------------------- (1) المقدمة الحمد لله مولي الحمد والثناء، ذي البر الكريم أهل الفضل والنعماء، أحمده حمد من يستمتع بدوام نعمه، ويستوزع مزيد الشكر على جليل قسمه، ونشكره شكر من منّ عليه بأداء فرض محامده وآلائه، والمنعم عليه المستمد من فوائد كرمه ونعمائه. ونصلي ونسلم على سيدنا محمد نبيه المكين، ورسوله المصطفى الأمين، وعلى آله البررة الطيبين الطاهرين، وصحبه الكرام الغر الميامين . أما بعد: فإن الصحراء الكبرى ـ مضارب الطوارق ـ من البلدان، والمدن والمناطق التي تمتعت بغرر الآثار، المحظوظة بوافر المزايا العطرة ومحاسن المآثر من بين سائر الأمصار، في جميع المجالات التي كاد أن يطغى ـ على ما خلده التاريخ لها من مجد زاهر، وفضل ظاهر ـ آثار الاستعمار، الذي دمر ما لهذه الأمة من الميراث التاريخي العطر، مع ما قام به من محاولة إضعاف كيانها المزدهر، وبسبب ذلك ضاع الشيء الكثير، خاصة ما سطرته أقلام التاريخ من الدر النضير، في حق هذه الأمة ذات الشرف الشامخ، لا سيما في جانب مناقب ساساتها عموماً وخصوصاً جانب العلم من العلماء الفطاحل قضاة ومفتين وأدباء وأرباب اللغة وأضرابهم من طلبة العلم والمشايخ، الذين منهم آل السوق الذين هم أحق بقول الشاعر منه: أليس أبي بالنضر أم لــــيس والدي بكل نجــيب من خـزاعة أزهرا الذين جمعوا بين أصالة النسب، وجلالة الحسب ما أورثهم به التبحر في العلوم الإسلامية، ونشرها في ربوعهم، والمحافظة عليها جيلاً بعد جيل. و إن شاء القارئ الكريم أن يقول: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} . فنقول: إن هذا البحث كله عن مناقبهم ما بين تطريزه بسوانح المعقول، أو جر القارئ إلى ساحة ما قيل في حقهم من درر المنقول، التي منها قول الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي ـ رحمه الله: جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا حووا كل فخر عن كرام أجلة رووه عن آباء مداولة دهرا إذا قيل أي الناس خير قبيلة فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا وكل وعاء بالذي فيه راشح وأنتم وعاء العلم لا زلتم ذكرا لكل أناس حرفة عُلموا بها وحرفتكم نشر العلوم كما يُدرا ودرتم بأفلاك السعادة أسعدا ومن لم يلج نجح اهتداء يلج بدرا هذا حقيقة وصفهم خاصة بعد اشتهارهم باسم مدينتهم: مدينة السوق العريقة علمياً وتاريخياً . والمستهل أيضاً ببيان فضلها وجلالة مناقبها بقول مجلة الكوثر: وكانت بلدة السوق مركزاً علمياً مهماً تخرج منه آلاف العلماء . وعلى كل حال فالأمر ـ كما قيل في المثل المشهور: ((في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا)). فلذا قسمنا هذا البحث إلى ما يلي: فقرات البحث: تنحصر في خمس محاور بعد المقدمة والتوطئة المحور الأول: إشارات حول مادة السوق وإطلاقاته . وفيه ثلاث فقرات: الفقرة الأولى: تعريف السوق لغة الفقرة الثانية: ذكر البلدان المشهورة باسم: السوق الفقرة الثالثة: ذكر لفظ السوق الوارد مقيداً بالعلم المحور الثاني: تلميحات حول ما ورد منسوباً إلى لفظ السوق: وفيه: فقرتان: الفقرة الأولى: ذكر جملة من الأسماء المنسوبة إلى لفظة السوق: الفقرة الثانية: ذكر جملة أيضاً من الأعلام ممن نسبوا إلى لفظ السوق قديماً قبل اشتهار أهل مدينة السوق بمدينتهم التاريخية، موثقة من مصادرها ـ بإذن الله المحور الثالث: الكلام عن مدينة السوق العلمية: وفيه: أربع فقرات: الفقرة الأولى: تسليط الأضواء على مدينة السوق جغرافياً: الفقرة الثانية: تسليط الأضواء على مدينة السوق تاريخياً: الفقرة الثالثة: السوق موطناً الفقرة الرابعة: الفرق بين من يتناوله اسم أهل تادمكة وبين من يتناوله اسم أهل السوق . المحور الرابع:التلميح حول السوقيين قبيلة، وذكر نسبتهم السوقية في معرض الافتخار بها والاعتزاز بها من بين سائر علماء أفقهم: قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات . الفقرة الأولى: تعريف السوقيين قبيلة . الفقرة الثانية: التعريف بنسب السوقيين الفقرة الثالثة: ذكر اسم السوق وأهله في معرض الثناء والافتخار به فيما بين المنتسبين إليه من السوقيين، أو فيما بين علماء المنطقة تجاههم بصفة عامة: الفقرة الرابعة: تاريخ مدينة السوق ـ تادمكة ـ استقلالاً، وتبعاً: الفقرة الخامسة: انتماء قبائل السوقيين العربي المحور الخامس: ذكر شيء من مناقب السوقيين قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات: الفقرة الأولى: ثناء العلماء على السوقيين: الفقرة الثانية: الألفاظ المرادفة لـ ((السوقي، وأهل السوق)) في الإطلاق الاصطلاحي على هذه القبيلة مفرداً، أو جمعاً الفقرة الثالثة: خطوطهم التقليدية الجميلة الفقرة الرابعة: مكانتهم السياسية الفقرة الخامسة: ذكر أمثلة من أعلامهم التوطئة: فإذا علمت ذلك فاعلم أننا إذ نقدم هذا البحث بين يدي القراء الكرام عن مدينة السوق وما يتعلق بها، قائلين عن تاريخ قبائل السوقيين بلسان حالنا حالاً ومآلاً ـ إن شاء الله ـ بقول المؤرخ الكبير عباس العزاوي - بعد كلام له نفيس سابق ما نصه: "فمن الضروري دراسة قبائل العرب قبل دخول الإسلام وبعده في حاضرها وماضيها البعيد والقريب .. وبهذا نقف على أحوالها في مختلف الأزمان، على أمل أن تكون صحيحة... ولن نوسع الموضوع بل سوف نقصر البحث على قبائل العراق حباً في التوغل في دقائقه ليكون مستوفى ... ونترك للأقطار الأخرى نصيبها من البحث . وهذا من أصعب المواضيع الاجتماعية عندنا، وهو أحق بالاهتمام، وأولى بالبحث، وأن أهميته لا تقتصر على المعرفة، أو الوقوف على الحالة الحاضرة، وإن كانت هذه من لوازم البحث وأركانه ولكن تسيير الجماعة وتوجيه استقامتها مما يحتاج إلى دراسة معمقة، وقدرة علمية بل خبرة كاملة للتمكن من معرفة نواحي النقص، والوقوف على محطة الفائدة تحقيقاً للغرض الاجتماعي الذي لا يصح إهماله، أو التهاون به، وفوات المدة في التلوّم أو التردد مما يؤخر في التقدم والأخذ منه بنصيب .... وليست الغاية أن نجمع حكاية القصد منها المسامرة ولذة التعرف إلى أخبار الغابرين وأدبياتهم ... الخ لذا فنحن إذ نقدم هذا البحث بين يدي القراء الكرام، نرمي إلى التعريف والتعرف بمدينة والسوق، وأهلها قديماً وحديثاً، ودور هذه المدينة التاريخية دينياً وسياسياً واجتماعياً، إضافة دورها العلمي والثقافي والأدبي، حسب أقوال العلماء المسندة إليهم عن طريق مراجعهم المطبوعة والمخطوطة، على حد قول الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره: من بركة العلم إضافة القول إلى قائله . مرة بتصرف تلخيصاً، أو اختصاراً، وتارة سوق ما يتعلق بذكر الشاهد منه فقط اقتصاراً . وسيأتيك ما وعدناك ـ بإذن الله ـ حسب هذه المحاور، وفقراتها . يتع إن شاء الله تعالى رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
آخر تعديل السوقي الأسدي يوم
03-27-2009 في 12:46 AM.
|
03-25-2009, 03:53 PM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
2 فقرات البحث: تنحصر في ست محاور بعد المقدمة: المحور الأول: إشارات حول مادة السوق وإطلاقاته: وفيه: ثلاث فقرات: الفقرة الأولى: تعريف السوق لغة: قلت: إن السوق يختلف معناه اللغوي باختلاف دلالاته، لأنه يأتي لفظه تارة ويراد به الجمع، كما قال تعالى: { فَطَفِقَ مَسْحاً بالسوق }. يعني: يضرب السوق وهو جماعة الساق. وقال العلامة اللغوي الفيومي: وتطلق السوقة على الواحد والمثنى والمجموع، وربما جمعت على: سوق، مثل غرفة وغرف. وساق الشجرة: ما تقوم به، والجمع سُوق. الخ وأما من جهة معناه اللغوي، فهو من مادة: ساق. التي مصدرها سَوْق قال الراغب الأصفهاني، في معرض كلامه مادة : ساق - سوق الإبل: جلبها وطردها يقال: سقته فانساق والسيقة: ما يساق من الدواب. وسقت المهر إلى المرأة وذلك أن مهورهم كانت الإبل. الخ وقال العلامة أبو العباس الفيومي: (س و ق) سقت الدابة أسوقها سَوقاً والمفعول: مسوق على مفول. وساق الصداق إلى امرأته حمله إليها، وأساقه بالألف لغة. والسُّوق: يذكر ويؤنث، وقال أبو إسحاق: السوق التي يباع فيها مؤنثة، وهو أفصح، وتصغيرها سويقة، والتذكير خطأ، لأنه قيل سوق نافقة، ولم يسمع: نافق بغير هاء. والنسبة إليها: سوقي، على لفظها. الخ الفقرة الثانية: ذكر البلدان المشهورة باسم: السوق: قلت: إنه لما كان هذا البحث المختصر متعلقاً بمدينة السوق، وأهلها، أحببت حب الخير أن أتناول ما يتعلق بهذه المادة خاصة هذه الفقرة، التي يقول عنها العلامة اللغوي مجد الدين الفيروزبادي: والسوق م، وتذكر وسوق الحرب: حومة القتال، وسوق الذنائب: بزبيد، وسوق الأربعاء: بخوزستان، وـ الثلاثاء: محلة ببغداد، وسوق حَكَمَة: بالكوفة، وسوق وًرْدان: محلة بمصر، وسوق لزام: بإفريقية.... الخ وقال السخاوي: وقد أملى (الزين الأنصاري) على الطلبة من نظمه أبياتاً من الرجز في معرفة أسواق العرب في الجاهلية، وهو: إن شئت أن تعرف أسواق العرب لتقتفي الآثار من أهل الأدب فدومة الجنــــــدل والمشـــــعر وهذا القول عندي أظـــــهر كذا فجار ودثـــــار الشــــحر وعدن من دون هـــذا البحر صنعاء منها وعكاظ الــــــزاهية وذو المجاز وحبـــاش تالـية وآخر الأسواق عند ذي الــرشد مجنة بها فكــــــــمّل العدد فأضفت أنا قائلاً: فقلت لو درى بسوق الــــسوق لجا به في نظــــــــمه المنسوق قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إِدْوَلْ بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ الأماكن المعروفة بالسوق علماً لها في قارة أفريقيا ثلاثة (سوق إفريقية) بتونس، (وسوق أهراس) بالجزائر، (وسوق تادَمَكَتْ) في آضغاغ الشهير عند المؤرخين بمنطقة الطوارق وهو جبال كِيدال المعروفة أخيراً بآضغاغ وانْفُوغاسْ، وكانت مدينة السوق التي في آضغاغ من المدن المعروفة في التأريخ، وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق). وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني..الخ الفقرة الثالثة: ذكر لفظ السوق الوارد مقيداَ بالعلم قلت: إنني حينما أتناول هذه الفقرة أتناولها، من باب مزيد الإيضاح، خاصة فيما بين لفظ السوق، ولفظ العلم من العلاقة المجازية، التي ساهمت بالاعتزاز إلى الانتساب إلى اسم مدينة السوق العلمية، لذا أردت أن أعزز الفقرتين السابقتين بثالثة تجري في مسارهما رافلة في تتبع آثارهما، عطاء غير مجذوذ من عجائب لغة القرآن الكريم، التي شرف الله قدر منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بفهمها، من معرفة ما اتفقت دلالات مبانيه، أو اختلفت ألفاظه ومعانيه. فإذا تقرر ذلك فإليك ما وعدناك ـ بإذن الله: قال الذهبي ـ رحمه الله: ناقلاً قول ابن الأثير عن أحد الأعيان، في قوله: كان عالماً بعدة علوم فاضلاً ، نفق سوق العلم في أيامه. الخ وقال القنوجي: الإشارة الرابعة: اختلاط علوم الأوائل والإسلام: على أن أكثرها مما لا تعلق له بالديانات ، إلى أن قال: فنفقت له سوق العلم وقامت دولة الحكمة في عصره وكذلك سائر الفنون. الخ قال الإمام الذهبي ـ عند ترجمة أبي المظفر ابن الملك العادل ـ: وقال ابن مسدى كان محباً في الحديث وأهله حريصاً على حفظه ونقله، وللعلم عنده سوق قائمة على سوق الخ وقال أبو الحسن الشنتمري، تحت ترجمة الشاعر عبد الجبار: أهدي من القريض ما نمقته... إلى رئيس سيد أملته تنفق سوق العلم في ذراه... مضمناً للبعض من حلاه في كلم كلؤلؤ العقود... أنظم ما ضمنه المسعودي . الخ وقال الإمام ابن حزم، في معرض كلامه على نصاب زكاة الإبل، فقال بعد كلام له ما نصه: فيسهل عليهم إلاّ أنها لا تنفق في سوق العلم. الخ المحور الثاني: تلميحات حول ما ورد منسوباً إلى لفظ السوق: وفيه: فقرتان: الفقرة الأولى: ذكر جملة من الأسماء المنسوبة إلى لفظة السوق: قلت: إن بعض من قصر اطلاعه على كثير مما له وجه صحيح، وإطلاق فصيح، قد يستحسن من تلقاء ذوقياته الذاتية أمراً، ويستهجن غيره، فيعيب كل ما لا يصوغ له هو الصياغة التي يستحسنها هو من الألفاظ والعبارات، وما ليس كذلك مما ضربنا له المثال بما سبق في التلميح، خاصة إذا وقف على ما يتمشى مع نهجه الشاذ، فتجده حينما يتكلم بتلك المعلومة التي قد لا يعلم سواها مما جاء خلافها في تلك المسألة، فيظل متمسكاً بها على حد قول القائل: فإن القول ما قالت حزام. ضارباً عما سواها صفحاً، فمن هذا قصدت تناول هذه الفقرة على ثلاثة أوجه. الوجه الأول: بيان قولهم هذه عبارة سوقية، في معرض التقليل من شأنها فصاحة. قال صاحب الوشي المرقوم، بعد كلام له حول فصاحة القول، قوله: وكذلك السوقي المبتذل بالتداول بالاستعمال فإنه ينزل بالكلام عن طبقة البلاغة. الخ قلت: قولهم:هذه العبارة سوقية، هو إطلاق مجازي، ليس من الدلالات الوضعية، لأصل هذه العبارة. قال صاح المعجم الوسيط: ( السوقي ) المنسوب إلى السوق أو السوقة و يقال هذا الشيء سوقي غير جيد الصنع و هي سوقية ( محدثة ). الخ. لذا انظر كيف عبر بقوله: ( محدثة ). أي ليس إطلاقها وضعياً على معنى الرداءة أصلاً، وإنما هو منقول عن تقسيم طبقة الناس إلى قسمين: الملوك، ومن دونهم. على حد ما يلي: قال الفيومي: بعد كلام له عن السوق، قائلاً: والتذكير خطأ، لأنه قيل سوق نافقة، ولم يسمع: نافق بغير هاء. والنسبة إليها: سوقي، على لفظها.وقولهم: رجل سوقة، ليس المراد أنه من أهل الأسواق كما تظنه العامة بل السوقة عند العرب: خلاف الملوك. فبين نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سُوقة نتنصف. الخ الوجه الثاني: أن عبارة السوقي ليس إطلاقها على المعنى الرديء دائماً على حد ما تقدم، وإنما تأتي ويراد بها الغاية في الحسن، مع عدم تسليم إطلاق الوجه الأول الدني أيضاً: قال أبو حاتم بعد كلام له منه، قوله : أن قوما غلطوا فقالوا للشيء المجود مُدهَمق واحتج بقوله: إذا رأيت عملاً سوقياً مدهمق فادع له سلميا فظنوا أن السوقي الرديء، قال: وأصحاب المرايا يعطون على جلاء المرآة فإن اشترطوا عملاً سوقياً أضعفوا الكرى، وهو أجود العمل. ونختم هذه الفقرة، بهذا الحديث المرفوع، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ واصفاً فيه مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان )). قال الألباني ـ رحمه الله ـ وله شاهد مرسل رواه ابن المبارك في ((الزهد)) أخبرنا أبو إسرائيل عن سيار أبي الحكم مرفوعاً، بلفظ: ((كان يمشي مشية السوقي ليس بعاجز ولا كسلان )). وأبو إسرائيل اسمه إسماعيل بن خليفة صدوق سيئ الحفظ وبالجملة فالحديث عندي حسن بهذا الشاهد. الخ هذا أمر جلي في عدم تلازم النسبة السوقية إلى معنى الرداءة اطراداً، لا وضعاً لغوياً، ولا استعمالاَ اصطلاحياً مطلقاً، فضلاً أن يتناول الانتساب إليه أي: السوق معنى الرداءة إذا أريد به الانتساب إلى المدن المسمية بـ(السوق). الوجه الثالث: بيان ما يلتبس على من قصرت به أدوات البحث والتحرير والاطلاع بين ما جرى نسبة مكانية إلى السوق، وبين ما جرى نسبة إلى حرفة البيع والشراء في السوق بين أرباب الفنون والصناع، فإليك كشف اللثام عنه نقلاً وعقلاً ـ بإذن الله. أما النقل فمنه قول أبي طالب المكي في قوله: وليتجنب هذا السوقي البيوع الفاسدة مثل بيع الضرر والخطر والمجهول. الخ قلت: فهذه النسبة واضحة الدلالة لغة واصطلاحاً، وهي التي يرد كثيراً إطلاقها في كتب الفقه، ما بين بيان ما يتعلق بالبائع السوقي، وبين ما يتعلق به بذكر شيء من خوارم المروءة، من أكل في السوق بين الناس، ونحوه مما لا يليق بأهل المروءة، ومن صفاته غلبة الجهل عليه، والغفلة عما يتعلق بآخرته. من ذلك قول أبي طالب المكي أيضاً، في قوله: ولا ينبغي للسوقي أن يشغله معاش الدنيا عن الآخرة، ولا تقطعه تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة، ولا يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة لأنه من الموقنين. الخ يتبع |
|
03-25-2009, 03:55 PM | #3 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
(3) قلت: وهنا ثلاث مسائل. المسألة الأولى: عدم تعلق النسبة بمعنى لغوي مذموم، بعد وقوعها تاريخياً. لا النسب المكانية، ولا غيرها من النسب، فمن ذلك النسبة إلى السوق علماً على مدينة، إذ لا فرق بين النسبة إليها، وبين النسبة إلى اسم بلد آخر من البلدان كالقرطبي من قرطبة، والشاطبي من شاطبة، والدمشقي من دمشق، وغيرها. فإن كان سبب الالتباس هو النسبة إلى حرفة البيع في السوق، أو ما في معناها، وبين نسبة إلى اسم بلد سمي بـ: السوق، فذاك لبس ناشئ من غير مثال سابق، لا نقلاً ولا عقلاً. فانظر على سبيل المثال: مدينة فاس، والنسبة إليها الفاسي كنسبة أبي عبد الله محمد بن الطيب صاحب كتاب: موطئة الفصيح لموطئة الفصيح. وغيره من أعلام مدينة فاس العطرة المناقب، علماً أنه لا يخفى معناها اللغوي الذي لا يلتفت إليه في معرض النسبة، فمثلها في ذلك مثل أي بلد عار عن أي معنى مستهجن كمدينة مراكش، ومدينة غرناطة، ومدينة الطائف، و غيرها. قلت: وما زال أهل العلم والفضل ينتسبون إلى ما شتهروا به بلداً كان، أو غيره من غير نكير، من ذلك الفسوي كنسبة أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان المتوفى سنة 347هـ وغيره من أهل هذه النسبة. ومن ذلك البوسي كنسبة أبي القاسم إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 760هـ صاحب كتاب: فاكهة المتحفظ. ومن ذلك: الكلبي ، وبنو كلاب، والمغفل والد عبد الله الصحابي الجليل، وجحش والد أم المؤمنين زينب الصحابية الجليلة. وغير ذلك مما ليس هذا موضع حصره. ومع ذلك فإني ما وقفت على من لاحظ في نسبته الأبوة، ولا نسبته المكانية المعنى اللغوي ذما، فضلاً أن يكون متنكراً عنها، وعن السبة إليها لا من قريب ولا من بعيد. المسألة الثانية: ما يلحق بعض النسب من صفة الذم إذا وقعت بالفعل، في أصل الأمر كأنف الناقة، لقصة مشهورة، أو مما قاله بعض الشعراء على بعض القبائل فذهب لقب ذم عليها، كقول الشاعر: إذا قيل أي النـــــاس شر قبيلة أشارت كليبٍ بالأكف الأصابعُ وقول الآخر: وغض الطرف إنك من نمير. وغير ذلك مما أولاه أرباب فن الأدب اهتماماً جمعاً وتصنيفاً، وما يتعلق بذلك من ذكر سبب أصل الإطلاق الذي بسببه أصبح ذماً. المسألة الثالثة: زوال معنى ذم اللقب، أو النسبة، إذا ذكر ما يتصل بهما في معرض الافتخار قلت: ومما وقفت عليه ممن كان يتنكر عن نسبته ويتحاشى ذكرها بني أنف الناقة حتى قيل في حقهم: ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا. فصروا بعد ذلك يتفاخرون به، ويجري مجرى هذا قول الآخر في معرض مفاخر بني كلاب : فلا كـــعباً بلغت ولا كلابا. في قوله: وغض الطرف إنك من نمير. وهكذا لو نظر القارئ الكريم من غير إمعان منه لظهر له جلياً عدم تلازم دلالة اللفظة الواحدة في باب المسميات بمعناها اللغوي. شتان ما بين الـــــيزيدين في الندى يزيد ســـــــــليم والأغر بن حاتم فنقول، كذلك: شتان ما بين النسبة إلى السوق العلمي، وبين نسبة الممتهن الحرفة البيعية إلى السوق التجاري. نقلاً وعقلاً، فما بالك في نسبة جمعت بين سلامة بناء مفردها، وطيب عود مفاخرها علماً وديانة، اللذان هما رأس الأمر وسنامه، فانظر على سبيل المثال قول الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي ـ رحمه الله ـ في تسليطه الأضواء على هذه القبيلة الميمونة ـ علماً أنه ليس من السوقيين، كما هو معروف، بل هو عالم وحبر بحر فحص القبائل العلمية التي وقف على ما لعلمائها من الفضل، والمكانة العلمية، ففضل من بينهم من قال في حقهم : جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا حووا كل فخر عن كرام أجلة رووه عن آباء مداولة دهرا إذا قيل أي الناس خير قبيلة فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا لكل أناس حرفة علموا بها وحرفتكم نشر العلوم كما يدرا وقال أحد علماء قبائل السوقيين في قصيدة رجزية رائعة، قائلاً بلسان حال هذه القبيلة مقالة ذلك الشيخ العلامة واللوذعي الأديب الشيخ محمد بن محمد بن اليماني السوقي الإدريسي رحمه الله: وبيته المشار إليه من أرجوزة له طويلة بائية منها على وجه المثال قوله: ولا أرى غير الــــــتعــلم الحسب لكـــــنني من ضئضئ ابن المنتخب الـحـــــسـن اللـــــباب من أم وأب قلت: لمحت هذه الأبيات السابقة حسب ما أشارت إليه إلى أمرين: الأمر الأول: حبه للعلم، والافتخار إليه لشرف العلم وفضله وعظم أجره، لاستحالة أن يعبد الله بغير العلم الشرعي، لقوله r : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم. وأما فضائل أهله فلا تعد ولا تحصى من أجلها كون أهله من ورثة الأنبياء. وصدق الله إذ يقول: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر الأمر الثاني: إشارته إلى نسبه الشريف نسب أهل البيت، من ذرية الحسن بن عليّ رضي الله عنهما. يتبع إن شاء الله |
|
03-25-2009, 03:57 PM | #4 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
(4) الفقرة الثانية: ذكر جملة أيضاً من الأعلام ممن نسبوا إلى لفظ السوق قديماً قبل اشتهار أهل مدينة السوق بمدينتهم التاريخية، موثقة من مصادرها ـ بإذن الله قلت: إن هذه الفقرة من الفقرات التي تسلط الأضواء على اشتهار هذه النسبة على كثير من الأعيان قديماً وحديثاً، من غير تفرد السوقيين أبناء مدينة السوق بهذه النسبة السوقية ، فضلاً أن تكون هذه النسبة عيباً، أو منقصة لأهلها، بل يذكرون كما يذكر كل ذي نسبة إلى نسبته التي لا لبس فيها إذ: ((الأرض المقدسة لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله )) ، فضلاً النسبة إليها فلذا: باب الأسماء، والكنى، والنسب، والألقاب، سواءً وقع بسبب معروف، أو بآخر مجهول، لا علاقة له بالدلالات الغوية، كما هو معرف بين أرباب التحقيق، وقد سبق شيء من أمثلته من ذلك ما تناوله السيوطي في نظمه ألفية الحديث: والضال والضـــــعيف سيدان ويــــــونس الــــــقوي ذو ليان. وإليك ما وعدناك أيها القارئ الكريم موثقاً من مصادره، لقوله تعالى: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. 1- محمد بن محمد السوقي... 2- أحمد بن محمد السوقي... 2- ناصر الدين محمد بن أحمد بن علي بن أبي محمد السوقي... 4-أحمد بن محمد بن الحسين بن السوقي... 5-أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر مولى قيس بن كلثوم السوقي... وغير هؤلاء الأعلام مما لا مطمع في حصرهم. المحور الثالث: الكلام عن مدينة السوق العلمية: وفيه: أربع فقرات: الفقرة الأولى: تسليط الأضواء على مدينة السوق جغرافياً: قلت: ومن باب تسليط الأضواء على هذه المدينة العريقة في بحر المناقب والفضائل والمآثر التي ازدهرت بها عن طريق بوابة قبيلة ( السوقيين) المنتسبين إليها عبر قرون مضت وحتى الآن فإلى هذه المدينة المسمية بمدينة ((السوق)) الواقعة في الصحراء الكبرى، التي ما زالت معروفة بالعلم مشهورة بنشر تعاليم الإسلامي من لدن تاريخ نشأتها حول القرن الثالث إلى الآن. وإليك بعض الإشارات حول موقع مدينة السوق جغرافياً عبر هذه النبذ المختصرة. قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري مؤسس مجلة المنهل ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته لعمه العلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق)) المعروفة في معاجم اللغة بهذا الاسم. والرابضة في قلب الصحراء الكبرى بشمال إفريقية... وقال محمد سليمان الطيب بعد كلام له سابق ما نصه:. تقطن هذه القبيلة شمال جمهورية مالي حول (مدينة السوق ) التي سمّيت بها. الخ وقال الدكتور الهادي الدالي: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وهي تبعد عنها حوالي 400كم، وكانت ذات شهرة عالية ومكانة جليلة في نفوس أهالي السودان الغربي وقد وصلها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان أوكل أمرها عام 61هـ إلى عقبة بن نافع الفهري ـ رضي الله عنه ـ والذي تم على يده فتح تونس، وبناء القيروان، وغدامس، وودان، وكوار، ثم ولاتة، ومزانة، وبعدها السوق، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق) وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني. وذكر أن السوق مدينة عظيمة في آضغاغ نزلها عقبة ومن معه من الصحابة وبقي في السوق أولاد المهاجرين والأنصار إلى أن خربت لكن الصواب الثابت أن السوق التي نزلتها الصحابة هي سوق إفريقية لا سوق تادمكت ثم رحل أهل تلك السوق منها إلى آضغاغ وبنوا فيها قرية السوق تسمية لها على قريتهم التي انتقلوا منها، وفي هذه المدينة. الخ الفقرة الثانية: تسليط الأضواء على مدينة السوق تاريخياً: قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ بعد كلام له، ما نصه: وشاء الله لهذه المدينة العبقة بالعلم والعرفان العامرة بالمساجد والجوامع والمفعمة بحلقات الدروس وبالمال الوفير والخير الكثير، أن تخرب في يد بعض الطغاة الطامعين، فتشتت شمل سكانها وتفرقوا فيما حولها من البقاع وكان جلهم من العلماء وطلبة العلم فغلب عليهم لقب السوقيين بعد ذلك تمييزاً لهم بالنسبة إلى البلد الذي نزحوا منه، وقد بقيت حتى الآن أطلال مدينة السوق شاخصة، ولا تخلوا زواياها من بقايا الكتب التي كانت عامرة بها. وكان ما حدث لها من الخراب في غضون القرن الحادي عشر الهجري. وقد عرفت كل قبيلة وكل حي بمنازلهم. قال الدكتور الهادي الدالي: وبما أننا في صدد الحديث عن الحياة الثقافية، في (( تنبكتو)) فيجدر بنا أن تحدث عن مدينة ((السوق )) التي كانت مركز إشعاع حضاري، في السودان الغربي، إلى أن قال: وقد مكث بـمدينة ((السوق)) أعداد من الصحابة الذين رافقوا عقبة ليعلموا الناس أمور دينهم، ويمحوا الشرك الذي كان موجوداً بها. والصحابة هؤلاء أجداد أهل (( السوق ))، وهذا يدل بوضوح على أن سكان(( السوق))، تجري في عروقهم الدماء العربية. الخ. وفي مجلة التاريخ العربي، ما نصه: لم يكن ابن فودي ورجال دعوته هم وحدهم الذين يستندون إلى كتابات المغيلي ووصاياه في إسناد آرائهم وتدعيم مذهبهم، بل كان كثير من رجال الدعوة والسياسة أيضاً يفعلون مثل ذلك. ومن الأمثلة عليه كتاب "تيسير الفتاح في الذب عن أهل الصلاح" الذي ألفه محمد أكنا السوقي (نسبة إلى كل السوق من بلاد الطوارق والواقعة حالياً ضمن بلاد مالي)، ثم الكُنْهاني في 121 صفحة كبيرة. الخ الفقرة الثالثة: الـــــســـوق مـــــوطــــنــاً قلت: جرنا البحث إلى هذه الفقرة، لأجل معرفة سكان هذه المدينة الميمونة قديماً نقلاً، كما يلي: قال الشيخ العلامة العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الفصل الثاني في تاريخها الإجمالي أما أول من بناها ووقت بناءها فلا يبحث عنهما المؤرخون المسلمون الذين وقفت على آثارهم ولعل الباحث على تواريخ الإفرنج سيطلع عليه. وغاية ما يذكر العلماء قبل وصول الإسلام إليها في القرن الأول الهجري أنها إذ ذاك مدينة عظيمة للبربر قديمة فلما أسلم أهلها صارت من أهم مدن الإسلام وصار أهلها من حملة الفقه ومن أهل السنة ومن محاربي البدعة، لم يزالوا على ذلك إلى أن تفرقوا عنها وتشتتوا في البلدان، ثم لم يزل العلم في قبائلها إلى الآن. الخ وقال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: بعد كلام له سابق ما نصه : وفي هذه المدينة قبائل توارق تادمكت، وتوارق إدنان ومن معهم من أولاد المهاجرين والأنصار السوقيين الخ وقال البكاي بن سيدي أحمد التيمبكتي: بعد كلام له سابق: وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق، ومن ساكنها معهم من البربر. قال الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله ـ حول سؤال حلولهم فيه، ما نصه: الجواب أن سبب حلولهم فيه لا يتعرض له الباحثون فيه أيضاً، ولا يتعلق به الغرض في شيء ما ولا سيما إذا نظرنا إلى ناحية تاريخ سلفنا المنتسبين إلى السوقية. مع أنهم ليسوا من البلديين بل جميعهم طارؤون على أهل البلد الأصليين هم وجميع من تناسل من ذرية الصحابة من أهل البلد على قول من قال بوصول الصحابة إليه كما مر تزييفه وكذا على قول من قال بعدم وصولهم إليه ووصلت إليه ذريتهم. فالقولان متفقان على أن من كان عربي الأصل لم يصل إلى السوق قبل الفتوحات الإسلامية، التي هي أول نقطة لدخول العرب بلاد إفريقيا واستيطانهم لها وتناسلهم فيها. ثم تتابعت الهجر من بلاد العرب. الخ وقال الدكتور الهادي الدالي: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وكانت ذات شهرة عالية ومكانة جليلة في نفوس أهالي السودان الغربي وقد وصلها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان أوكل أمرها عام 61هـ إلى عقبة بن نافع الفهري ـ رضي الله عنه ـ والذي تم على يده فتح تونس، وبناء القيروان، وغدامس، وودان، وكوار، ثم ولاتة، ومزانة، وبعدها السوق، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ قلت: فإذا تحرر ذلك، فاعلم أن وصول أصول السوقيين أتى إلى مدينتهم: مدينة السوق، عن طريقين. إحداهما: طريق تونس. من ذلك قول أبي بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق) وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني. وذكر أن السوق مدينة عظيمة في آضغاغ نزلها عقبة ومن معه من الصحابة وبقي في السوق أولاد المهاجرين والأنصار إلى أن خربت لكن الصواب الثابت أن السوق التي نزلتها الصحابة هي سوق إفريقية لا سوق تادمكت ثم رحل أهل تلك السوق منها إلى آضغاغ وبنوا فيها قرية السوق تسمية لها على قريتهم التي انتقلوا منها، وفي هذه المدينة. الخ الطريقة الثانية: طريق ليبيا.من ذلك قول محمد سليمان الطيب : (قبيلة كل السوق). قبيلة عربية تارقية، قدمت للمنطقة من عرب برقة بليبيا بعد الفتح الإسلامي. تقطن هذه القبيلة شمال جمهورية مالي حول (مدينة السوق ) التي سمّيت بها. الخ يتبع إن شاء الله |
|
03-25-2009, 03:58 PM | #5 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
(5) وقالت الشرق الأوسط بعد كلام لها سابق ما نصه: وعموماً لا ينتمي الطوارق في شمال مالي إلى صنهاجة كلهم فأغلب قبائلهم فيها أسر عربية جاءت بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا فسكان (تادمكة) وهي التي يطلق عليها العرب (بلدة السوق) فيهم أسر من الأشراف وبيتات من الأنصار وقبيلة الأنصار وهي قبيلة تأسست على نواة عربية من الأنصار جاءت بعد الفتح الإسلامي وهم كأي قبيلة في الصحراء فيهم الأسر الأصلية التي تنتمي إلى الأنصار وفيهم الأتباع وفيهم الموالي وهذا القول ينطبق كذلك على قبيلة «إفوغاس» فأسرة الطاهر محمد بن ألا من الأشراف وكذلك الأمر بالنسبة لأشريفن وتعني الأشراف ولا يستغرب أحد هذا الطرح، فبعد سقوط دولة الأدارسة في المغرب الأقصى وما تعرض له أفراد البيت الإدريسي في فاس وفي المشرق في عهد الدولتين الأموية والعباسية اضطر بعضهم إلى الفرار جنوباً إلى الصحراء الكبرى حيث وجدوا الاحترام والتقدير الكاملين من هذه القبائل التي كانت تحترم وتجل كل من ينتمي إلى العترة الشريفة. قلت: بهذا يتبين أن مدينة السوق موطناً مأهولاً قبل دخول الإسلام منطقة الصحراء، وأن أهلها الأصليين قوم من البربر، كما قال الدكتور الهادي الدالي، بعد كلام له ما نصه: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ لذا فإن أصول السوقيين طارئون على المنطقة، قادمين من الجزيرة العربية على هجرات متتابعة، لنشر الإسلام في أرجاء المعمورة، من ذلك قول: قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق))... الفقرة الثالثة: الفرق بين من يتناوله اسم أهل تادمكة وبين من يتناوله اسم أهل السوق. وفي هذه الفقرة: ثمان مسائل المسألة الأولى: تتناول بيان لفظ تَادَمَكَّة جملة وتفصيلاً. قلت: إن تادمكة: وهي مركبة من (تاد) بتاء مفتوحة بعدها ألف مد، ثم دال مفتوحة، هذه كلمة مستقلة ذات معنى الإشارة باللغة الطارقية . و (مكة) بميم مفتوحة فكاف مشددة مفتوحة أيضاً بعدها هاء التأنيث ، وهي كلمة مستقلة التي هي العلم على مكة المكرمة فركبت بـ: تاد. تركيب مزج. ومعنى الكلمة بجزأيها، هذه مكة باللغة الطارقية تشبيها لها بمكة المكرمة لما يكتنفها من الجبال. وتكتب بـ تادمكة. بهاء التأنيث وذلك هو الصحيح كتابة جريا على أصل الكلمة قبل تركيبها بـ: تاد. تركيب مزج. وبعضهم يكتبها بـ: تادمكت بالتاء كالصوت والصيت والنحت، إلاّ أن تاء (تادمكت)التي هي لام الكلمة ساكنة جرياً على الألفاظ الطارقية المختتمة بالتاء ، وعلى كل حال فإنه قد مرت أمثلة من يكتبها بـ: تادمكت نقلاً من مصادرها، كما سيمر بنا شيء من ذلك أيضاً ـ بإذن الله ـ هذا عن ضبط تادمكة. المسألة الثانية: تتناول لفظ السوق علماً على هذه المدينة إطلاقاً وتقييداً. قلت: إن هذه المسألة تتعلق بمدينة السوق من جهة الاقتصار باسم السوق عنها، فهو كما يشير إليه قول الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي، بعد كلام له سابق ما نصه: فيقال للثاني مدينة أهل السوق أو قرية أهل السوق أو بلد أهل السوق. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كما هو مشهور شائع عند البلغاء الخ المسألة الثالثة: تتناول ضبط اسم السوق. قلت: أما من جهة ضبط السوق علماً لمدينتهم. فهو بسين مضمومة، فواو ساكنة سكون ميت، فقاف هي لام كلمتها، قولاً واحداً. وقد تناولت ذلك لأن بعض الناس ممن ليس من أهل أفق هذا الاصطلاح، ينطقها بسين مفتوحة فواو ساكنة سكوناً حياً، على لفظ المصدر. مسألة الرابعة: تتناول البحث عن اسم هذه المدينة قبل الفتح الإسلامي. قلت: إنني حسب اطلاعي وبحثي عن هذه المدينة العطرة المناقب ما وقفت على اسمها الأصلي قبل وصول الفتحات الإسلامية المنطقة، ولا من تعرض لذلك لا من قريب ولا من بعيد، من باب الفائدة. وذلك أن اسم: (تادمكة) اسم إسلامي حسب ترجمته بـ هذه مكة . إذ المتبادر إلى الذهن أن إطلاقه عليها وقع بعد الفتح الإسلامي، والمدينة كانت قبل ذلك مأهولة بالسكان عامرة بالمجتمعات البربرية. فكان من المحتمل أن يكون لها اسم معروف بها بين سكانها آنذاك، مسماة بها بين من كان في محيطها . فإني على كل حال ما وقفت على شيء من ذلك حسب الاستقراء والتتبع لهذا الجانب ، هذا أمر. وأمر آخر، هو أن اسم: مدينة أهل السوق، أو قرية أهل السوق، أو بلد أهل السوق. هو اسم عربي محض أيضاً، منقول عن اسم: سوق لزام بتونس،الذي نزح منه أهله كما تناوله بعض نقول هذه الرسالة، أو غير منقول، أي: أن الفاتحين العرب الذين نشروا الإسلام بين أهالي هذه المدينة ومحيطها، هم الذين سموا مكان هذه المدينة بـالسوق فغلب عليها لما كثر ذكره، وانشر صيت أهله بالمناقب العلمية المرضية، والخصال الدينية الرضية، بعد ذلك أصبح مما يقال فيه ، قول ابن مالك: وقد يــــــصير علماً بالغـــــلبة مضافاً أو مصـــحوب ال كالعقبة المسألة الخامسة: تتناول اسم السُّوك لغة واصطلاحاً ورده إلى أصله اللغة العربية أصالة وتصرفاً. قلت: أيها القارئ الكريم إنه لا يرد على اسم السوق أنه معرب من السُّوكْ بسين مشددة مضمومة فواو ساكنة ميت الذي في اللغة الطارقية بمعنى اسم لمكان بيع وشراء فعرب لفظه إلى اسم السوق. فنقول ـ وبالله التوفيق: إن السُّوكْ هو: السوق لفظاً ومعنى، وإنما تصرف اللسان غير العربي فيه بنطق القاف كافاً، كما هو معروف عن أهله، وفيما بينهم نطقاً وكتابة. وإنما السوق باللسان الطارقي، هو ((هِيبُو)) ، أو نحوه مما متعارف به بين كل محيط من الإطلاقات اللفظية الطارقية ، وذكرنا ما سبق على سبيل المثال لا الحصر لمسميات السوق بلغتهم خاصة فيما بينهم ـ حسب لهجاتهم. المسألة السادسة: ضبط السوك نطقاً وكتابة. قلت: فإذا علمت السوك لغة واصطلاحاً وأصالة ، فاعلم أن من الناس من ينطق السوك من أهل محيطه بلام ال التعريفية، ومنهم من ينطقها بهمز القطع، هذا وأمر آخر ضبط السوك كتابة، فإن من العلماء من يكتب السوك، أي: السوق. بـ السوك بالألف واللام وهو الصحيح الأصوب ـ إن شاء الله : للمح ما قد كان عنه نقلا كما تقدمت الإشارة حول ذلك. ومن العلماء من يكتب السوك: أسُّوكْ بهمزة قطع نظراً لما لوحظ عليه من العجمة التي طرأت له ـ والله أعلم. قلت: وأمثلة اللفظين منثورة بين نقولات هذه الرسالة، فلذلك تركت التعرج إلى سوقها هنا، نظراً للإيجاز والاختصار. المسألة السابعة: من تتناوله نسبة اسم: تادمكة من غيرها، ونسبة اسم السوق من غيرها قلت: فإذا تقررت إشارات هذه الفقرة، فاعلم أن النسبة إلى اسم (تادمكة) أيضاً، تختلف باختلاف القبائل المنسوبة إليها، من المنسوبة إلى اسم مدينة (السوق)، فقد يلتبس أمر ذلك على كثير من الناس، وإن كانت هذه المدينة، اشتهرت باسم (تادمكة) وباسم مدينة (السوق) في الحد ذاته، ومع ذلك فلكل نسبة إلى أحد هذين الاسمين صنف من الناس يعرفون بها دون أصحاب نسبة الاسم الثاني، كما هو معروف عند من له أدنى اهتمام واطلاع بتاريخ المنطقة. من ذلك قول الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له عما تكن للسوقيين قبيلة كُنتة العلمية من المودة والتقدير والمقام الكريم، فقال ما ملخصه، عن الشيخ العلامة سيد محمد الكنتي: هل تعلم ما سألني عنه (تدمكت) فقلت له، لا، فقال لي: إنهم قالوا لي: هل تجوز الزكاة في أموالنا التي غصبناها من الناس. قال لي، فقلت لهم: نعم الزكاة واجبة في كل الأموال وإن كانت مغصوبة، لأنها في ضمان غاصبها لما استولى عليها، وقال بعد ذلك إنما قلت لهم ذلك لعلمي أن طلبة أهل تسلي هم الذين لقنوهم ذلك حسداً للسوقيين وأفتوهم به. الخ وهذا واضح لكل مطلع في المصادر التي تناولت تاريخ المنطقة، فما رأيت من ذكر اسم: تادمكة مقروناً بالعلم حسب نقولات المؤرخين، ما عدا في ترتيب المدارك للقاضي عياض من أن الموازية إحدى أمهات كتب المذهب المالكي لمحمد بن المواز، فذكر القاضي عياض، ومن نقل عنه، أن هذا الكتاب أخذه قوم من تادمكة. ثم بعد ذلك العلماء نهجوا منهجين أ- إذا أرادوا أن يتناولوا ذكر قبائل وبيوتات السلطنة في المنطقة قديماً عبروا بأهل تادمكة، كما في كنتة الشرقيون، وغيره. ب- وإذا أرادوا تناول مدينة السوق ذكروها حين تناولهم قبائلها العلمية المنسوبة إلى هذه المدينة العريقة تاريخياً، كما في فتح الشكور، باسم أهل السوق وما تصرف منها. وما سوى هذا المنهج المطرد متى ما وقف عليه القارئ الكريم، فليعلم أن الأمر فيه كما قال ابن مالك ـ رحمه الله: ونـــــــــادر أو ذو اضطرار غير ما قــــــــــدمته أو لأناس انتمى المسألة الثامنة: تتناول بيان معنى كَلَ السُّوكْ وضبطها كتابة والنسبة إلى هذه اللفظة تركيباً وتفكيكاً. قلت:إن ( كل) بمعنى: أهل. فـ:كل السوك، بمعنى: أهل السوق. وذلك باللغة الطارقية. فإذا تقرر ذلك فاعلم أن من العلماء من يكتبها: كلسوك. كما في إعلام أندية المدن: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ والنسبة إلى هذا اللفظ: كَلَسُّوكيٌّ نكرة بمعنى: سوقيّ. وتعريفه على حد هذا التركيب: الكَلَسُّوكيُّ. كما في كتاب: فتح الشكور، في قوله: والعالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ قلت: هذا على وجه من ينسب إلى المركب المزجي من غير الاستغناء عن أحد جزئيه: كبعلبكي، والعبد دري. وأما القياس في كل السوك، أن يقول في النسبة إليه: سُوكيّ بالتنكير، والسوكيّ بالتعريف، لأنه بمعنى: أهل السوق، الذي تقول في النسبة إليه: سوقيّ بالتنكير، والسوقيّ بالتعريف، بحذف كلمة: أهل. من ذلك ما يتناوله ضبط مفرده في قول الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ وأما من يكتبه: أسُّوكْ بهمزة قطع، كما في صنيع الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله ـ في قوله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ قلت: فالقياس أن يقال في النسبة إليه:أسُّوكيُّ على زنة: أَفْعُوليّ كـ:أجهوريُّ في النسبة إلى لفظة: أجهور، تنكيراً والأسُّوكيّ كـ: الأجهوريّ، تعريفاً. قلت: هذا ملخص إطلاقات الألفاظ الواردة على اسم: السوق علماً على هذه المدينة ذات المناقب الكثيرة، والمآثر العطيرة، فأي لفظ من ألفاظ هذا الاسم المستعملة بين العامة والخاصة فأنت في القول بها، والنطق بما مرّ ضبطه، والنسبة إلى مفردها ومركبها، كل ذلك أنت فيه ـ إن شاء الله ـ مخير على حد قول ابن مالك ـ رحمه الله: واختار غيري اختار الانفصالا |
|
03-25-2009, 03:59 PM | #6 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
(6) المحور الرابع: التلميح حول السوقيين قبيلة، وذكر نسبتهم السوقية في معرض الافتخار بها والاعتزاز بها من بين سائر علماء أفقهم: قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات. الفقرة الأولى: تعريف السوقيين قبيلة. قلت: قال الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي قال في جواب سؤال سابق، ما نصه: ـ والله أعلم ـ أن السوق المشهور قرية قديمة بقرب كيدال التي هي المحافظة الثامنة من جمهورية مالي. وهي في جهة الشمال منها قرية بينها وبين دولة الجزائر. بغض النظر عما قدمنا من أن السوق الذي بقرب كيدال لم يصل إليه الصحابة قطعاً. وأن ما جزم به بعض العلماء المحققين من المنتسبين إليه هو ما تميل النفس إلى ترجيحه من أن السوق الذي وقعت نسبة هذا الجيل إليه غير الذي كان بالقرب من قرية كيدال كما ذكرنا غيرة مرة. فلما وقعت النسبة إلى الأول وتحول هؤلاء الناس عنه بقيت النسبة وسرت إلى الثاني من جهة سكانه، لأنهم سكنوا الأول حتى استقرت نسبتهم إليه فسكنوا الثاني. فيقال للثاني مدينة أهل السوق أو قرية أهل السوق أو بلد أهل السوق. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كما هو مشهور شائع عند البلغاء فمن تلك الحيثية جزم العلامة الذي نقلت لك طرفاً من كلامه بأن النسبة إلى الأول لا إلى الثاني. وهذا المدعى تعضده أدلة تاريخية بينا بعضاً منها فيما مر. مع أنه لا يبعد في نظري أن تكون النسبة إليهما معاً لاشتراكهما في التسمية، وأيا ما كان فالسوق الذي اشتهرت نسبة كثير من الأجيال البيض من الطوارق إليه حتى غلبت على بعضهم في العصور الأخيرة، التحقيق في أمرها أن ما يطلق عليه هذا الاسم مدينة للأولين كانت في بلاد أدغاغ. الخ وقال البكاي بن سيدي أحمد التمبكتي: بعد كلام له سابق: وعلى رأس هذه القبائل التي حافظت على كيانها العربي من الذوبان مجموعات قبائل السوقيين، وهم عبارة عن هجرات عربية وصلت إلى المنطقة على دفعات في فترات متباعدة ذلك منذ الفتح الإسلامي فاستقرت في (مدينة السوق) التي تزعم بعض المراجع أن العرب الفاتحين هم الذين بنوها، فأصبحت حاضرة علم وتجارة على مدى قرون قبل أن يهجرها سكانها في القرون الأخيرة بسبب الجفاف وغزو اللصوص، وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق. الخ الفقرة الثانية: الــــتعريف بنسب الـــــسوقيين قلت: إن السوقين من جهة نسبتهم العروبة وما يتولد منها من الأنساب الشريفة كغيرهم من علماء العالم بصفة عامة، والمغاربة بصفة خاصة لكون الجميع في محيط أفق واحد، فما يقال في أحدهما يقال في الآخر نفياً ، أوإثباتاً. فمن جهة انتشار نسب الشرافة في أرجاء المعمورة ، ما قاله السخاوي : لسيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام من الأولاد الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم، وزينب ـ رضي الله عنهم ـ فأما الحسن والحسين فانتشر نسلهما في الآفاق. الخ الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (2/416) تحقيق الدكتور محمد إسحاق هذا أمر ، وأمر آخر هو ما يتعلق باهتمام علماء أهل هذا الأفق بالمحافظة على أنسابهم قديماً، وذكرها مقرونة بأسمائهم في مؤلفاتهم ، كالقرطبي الأنصاري، ومكي بن أبي طالب القيسي، وعبد الحق الأشبيلي الأزدي، وأضرابهم ممن تمسك بنسبه العربي الصرف، أو العربي ذي النسب الشريف أنصارياً، وحسنياً، وحسينياً. قلنا: إن من له أدنى اهتمام في مطالعة كتب التاريخ والأنساب، يجد لكثير من العلماء والأعلام في مشارق الأرض ومغاربها شدة اهتمام الناس بأصولهم، متوارثين سلاسل أنسابهم منقولة عن أسلافهم محفوظة بين أرباب أهل ذلك النسب بصفة خاصة، وفي محيطهم بصفة عامة، إذ الأمر كما قيل: ((أهل مكة أدرى بشعابها )). لذا فإليك شيئاً من نقول العلماء ـ تجاه تسليط الأضواء على عروبة السوقيين، بل وعلى إثبات أنسابهم الشريفة ـ ممن تناول تاريخ المنطقة قديماً وحديثاً، سواءً من قبل علماء السوقيين، أو من قبل غيرهم مما سنترك القارئ الكريم بينه وبين شيء من ذلك. قال الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري أحد أجداد الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري، قائلاً بعد كلام له نفيس، ناقلاً عن بعض علماء كُنْتَة، ما نصه: والسوقيون هم خلفاء بني هاشم هذا لفظه. الخ وقال محمد سليمان الطيب : (قبيلة كل السوق). قبيلة عربية تارقية، قدمت للمنطقة من عرب برقة بليبيا بعد الفتح الإسلامي. الخ وقال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق)) المعروفة في معاجم اللغة بهذا الاسم. والرابضة في قلب الصحراء الكبرى بشمال إفريقية. قال الدكتور الهادي الدالي: وقد مكث بـمدينة ((السوق)) أعداد من الصحابة الذين رافقوا عقبة ليعلموا الناس أمور دينهم، ويمحوا الشرك الذي كان موجوداً بها. والصحابة هؤلاء أجداد أهل (( السوق )). وقال البكاي بن سيدي أحمد التمبكتي: بعد كلام له سابق: وعلى رأس هذه القبائل التي حافظت على كيانها العربي من الذوبان مجموعات قبائل السوقيين، وهم عبارة عن هجرات عربية وصلت إلى المنطقة على دفعات في فترات متباعدة ذلك منذ الفتح الإسلامي فاستقرت في (مدينة السوق) التي تزعم بعض المراجع أن العرب الفاتحين هم الذين بنوها، فأصبحت حاضرة علم وتجارة على مدى قرون قبل أن يهجرها سكانها في القرون الأخرية بسبب الجفاف وغزو اللصوص، وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق، ومن ساكنها معهم من البربر. والسوقيون العرب ثلاث مجموعات: الأنصار الأيوبيون واليعقوبيون، وهم أقدم المجموعات الثلاث في المنطقة، ومجموعة من الأدرعيين والأدارسة، وهم آخر المجموعات وصولاً إلى المنطقة، ثم مجموعة الفهريين من ولد عقبة بن نافع الفهري. الفقرة الثالثة: ذكر اسم السوق وأهله في معرض الثناء والافتخار به فيما بين المنتسبين إليه، أو فيما بين علماء المنطقة بصفة عامة: قلت: هذه الفقرة من الفقرات المهمة في تاريخ البشر ، وهي افتخار الأجيال بما لأصولهم من المناقب الحسنة والمفاخر العطرة ، وغير ذلك مما أذكره هنا في سبيل معنى حديث : ارموا فإن أباكم.. قال ابن بطال وفيه : أنه يجب أن يطلب الرجل خلال أبيه المحمودة ويتبعها ويعمل مثلها لقوله : ( ارموا فإن أباكم كان راميًا ) . شرح صحيح البخارى (5/94) لابن بطال هو: أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي ، دار النشر : مكتبة الرشد فمن هذا الباب أورد ـ بعون الله ـ ما يتعلق بهذه الفقرة، من شهرة انتساب السوقيين إلى اسم مدينتهم ـ السوق ـ في معرض الذكر الجميل فيما بينهم بصفة خاصة ، وفيما بين علماء محيطهم بصفة عامة ، كما يسلط عليه الأضواء عما قريب ـ بإذن الله ـ قائلاً بادئ ذي بدء ـ يقول الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي: جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا ومن ذلك أيضاً، قول حفيده العلامة الأديب الأريب الكنتي، القائل: مني ابن بادي إليكم ما يناسبـكم من السلام هداة العجم والعرب وذا سؤالي وآل (السوق) أول من فالعرب فالعجم من ندب ومنتدب ومن ذلك أيضاً، ما قاله الشيخ العلامة حمدا بن محمد بن حادي السوقي، مجيباً بقصيدته سؤالات قصيدة الكنتي: واستفصل الحق لا جهلاً وقدم من من سال كل فتى لـ (لسوق) منتسب رمى بها بين ظهرانيــــــهم ثــقة بهم وتزكـــــية بالـــــغش لم تشب هاتي إليك فهـــاتي ما يناسب من إقبال مستمع من شدوهـــا الطـرب حسانة من بناة (السوق) ما برحت تسعى إليك فتسري تارة وتَـــبِ يت يساقط اللؤلؤ المكنون ما نطــقـت لكن بلا لــــــعس ولا ســـــــنب إذا تصاعد في جو الأنــــوف شذا باخورها وقت نفح الطيب يستطب ومنه، قول الشيخ العلامة الأديب محمد بن محمد الصالح السوقي، القائل: واسمي محمد وابن( تَانَ )تكــنيتي أما رغبت إلى التـــعريف باللــــقب قائلاً في قصيدته البائية البديعة مذيلاً في إجاباته لأسئلة قصيدة الكنتي: وخضت لجة آل السوق أول من فالعرب فالعجم من ندب ومـــــنتدب هلا نديت من آل السوق أي فتى أو اكتفيت بــــكفء واحــــد عـرب فنختم هذه الأمثلة، بقول العلامة ابن بادي الكنتي حين وافته الأجوبة السديدة حول أسئلته التي وجهها إلى علماء السوقيين، فقال ما ملخصه: وأنشدت بعض ما في الود نحفظ قد ولّى به الجد آل السوق مــــن رتب فقلت لو كنت بواب جنة لقلت لئال السوق أنتم لها أهل مع الـــنخب فقلت لو كنت وال النار ما حـرقت كلباً لهم نجّنا وهاب من لــــهب يا واسع الفضل آل السوق ما حرقت نارٌ ولا من آووا من كل من منتسب إيه ويا منــــــــتقاة السوق أين لنا من منتقاة بني أنصـــــارنا النخب يا نيرات من آل السوق ســــقتن لي صباحاً أنصعن في سوق ومنقلب أعاذ من كــــــل ما استعاذ أحمدنا منه من الشر آل السوق في الصحب ومنه ، قول العالم العلامة الأديب حماد بن محمد الأنصاري القائل في قصيدة قرظ بها قصيدة الشيخ العلامة إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي المرسي: فليحفظن هذا القصيد المقتضب ما ذا على منتدب إذا انتدب إن تجهلوني وسألــتم عن لقب فأنا زين الدين سوقي الترب ومن ذلك أيضاً، قول العلامة محمد إكنن السوقي الجنهاني ـ رحمه الله ـ في قوله: نحن معشر السوقيين في غير ما موضوع في كتابه: تيسير الفتاح في الذب عن أهل الصلاح. __________________ |
|
03-25-2009, 04:25 PM | #7 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
(11) وذكر أيضاً رحمه الله تعالى أنه مرض عام تيكر , فكان أصحاب التأليف المشهورون لدينا يأتونه يعودونه في مرضه ذلك , وآخر من يقوم من عنده الإمام الحطاب , وسألوه عن ذلك فقال: إني كنت أدعو لهم. وذكر أيضاً رحمه الله تعالى أنه رأى أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في المنام وقال له: إن بيني وبينك رحماً , وكان رحمه الله تعالى يعظم أهل الله وآل النبي صلى الله عليه وسلم وذرية أشياخه , وكانت بنت شيخه عند بعض الرقاقدة , فكان يعطي الزوج كثيراً من الأباقير وكسوة البنت الإنفاق عليها. وكان رحمه الله تعالى سخياً كثير العطاء حتى إنه بين دارين في البادية أعطى ثلاثين ناقة وكان عنده نحو إبلين فأعطى واحدة منهما وجلس راعي تلك الإبل، وكان رحمه الله تعالى كثيراً ما يقول: إن بعض أشياخه أمره بالإنفاق وقال له: أنفق فإنك جالس على كنز , قال ابنه محمد الأمين. وذكر لي من أثق به أنه سمع من سيدي محمد الطاهر بن سيدي علي أنه قال له: ما رأيت مثل شيخي سيدي أحمد الكلسوكي , قال لي إذا اختلفت مع الطلبة في كلمة وأخذنا ننظر في الكتب لا أود أن أغلب , ولكن إنما أود معرفة الحق و الإصابة غلبت أو غلبت. مولده رحمه الله تعالى رأس القرن الثاني عشر , يعني , بعد مائة وألف ونحوها. توفي رحمه الله تعالى ضحوة الأحد لأربعة وثمانين ومائة وألف (كذا) ودفن بإزاء المسجد الجبهي. ومما اشتهر به بعد دفنه أنه كان يسمع تسبيحه في قبره بالتواتر من الناس , وكثيراً كان يجلس في حياته في الموضع الذي دفن فيه رحمه الله تعالى. وعمره أربعة وثمانون لولادته على رأس القرن الثاني عشر . أخذ الشفا عن الفقيه المحدث محمد الأمين بن الطالب سيدي أحمد السوقي وأجازه . أد ورفق بن الفقيه محمد بن محمد أطمت السوقي قبيلة , الأقدري منشئا ومواطنا. له شرح حسن مفيد في مجلد كبير على ألفية ابن مالك سماه: هبة المالك على خلاصة ابن مالك , جمع فيه ما تشتت في غيره من الشروح مما يعسر استحضاره غالباً في آن واحد ,وتلقاه الناس بالقبول وحصل به النفع , وهو يدل على تمهر مؤلفه في علم النحو والتصريف. وكان رحمه الله تعالى حيا سنة إحدى عشرة ومائة وألف. ولم أر من أذكر اسمه في حرف الذال والراء كتب إليه طالبن بن سيد أحمد بن ءادّ السوقي الأرواني بن طالبن محمد إلى القاضي محمد بن أبي بكر الغلاوي بولاته , فكتب هو إليه: أما القضاء فلست بقاض إذ لم تتوفر شروطه عندي ولا انعقد لي من وجهه والاثنان (كذا) وأما مُـحَمّ فأحبُّ إليّ منه محمد ومُـحَمَّ ترخيم محمد في الصنهاجية . قال وأجزت الإمام عمر أيضاً أن يروي عني كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى كما أخبرني به سيدي أحمد بن الشيخ السوقي , قائلاً أخبرني به شيخنا ووالدنا الفقيه الهمام محمد بن محمد بَغْيُغُ . وأجاز له الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ السوقي أن يروي عنه مروياته عن شيوخه من الحديث والفقه وغيرهما: ومن جملة ما أجازه صحيح مسلم , والخصائص الكبرى والصغرى للسيوطي . محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ السوقي رحمهم الله تعالى. كان رحمه الله تعالى عالماً محققاً متفنناً موصوفاً بجودة القريحة والنجابة. وقال عنه محمد لال الكلادي: سمعت بعض أشيخنا يحكي عنه أنه كبر ولم يحفظ القرآن , فحفظه في ظهر السفر في تفسير الجلالين لا في نص مستقل. وقال أيضاً: وسألنا عنه شيخنا محمد أحمد بن أبي بكر , وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته , فقلنا له أين أنت منه ؟ فأقر له بالفضل وأثنى عليه وحكى لنا حكاية قال: التقيت معه في سفر فوقعت نازلة فأفتيت فيها والشيخ محمد أحمد سوقي ليس حاضراً , فلما حضر قال لي مباسطاً: ما الذي أجرأك على أن تحكم في موضع نحن فيه ؟ فضحك شيخنا وسلم له انتهى. توفي رحمه الله تعالى في الوباء الذي وقع في عام سبعة أو ثمانية بعد المائة والألف. الشيخ حم بن أحمد بن الشيخ السوقي كان رحمه الله تعالى عالماً عاملاً بعلمه , زاهداً ورعاً تقياً سخياً , متفنناً في العلوم العقلية والنقلية , شيخ في علوم التفسير واللغة والعربية والحديث , وكانت السوقيون تفضله على أخيه محمد بن أحمد في العلوم. وقال عنه محمود الكلادي: محمد الأمين سمعته عن بعض أشياخي يحكي عن الشيخ محمد أحمد أخي صاحب الترجمة أنه قال إن أخاه لا تصح إمامته لأنه لا يقدر أن يقرأ القرآن إلا ممزوجاً بالتفسير. وكان مع كونه حبار (كذا) عليه خصومتهما , فأبى أن يقضي بينهما , فلازماه حتى أيِسَا منه وانصرف , فحينئذ تناول الكتاب فأرى المسألة بعينها للحاضرين, وقال لهم لا يقع في وهمهما أني إنما مُنعت لأني أرجو أن ألقى الله وأنا لم أقض بين اثنين. ومن ورعه أنه لا يفسر كتاباً حتى يحضر شرحه ولو كان من الكتب التي إنما يتناولها الناس في العادة النساء والصبيان. فأتاه يوماً تلميذ بكتاب يريد قراءته , فقال أحضر شرحه , فقال له التلميذ يا سيدي هذا الكتاب للنساء والصبيان يفسرونه بالشرح , فقال له الشيخ اذهب إلى النساء والصبيان يفسروها (كذا) لك , وأما أنا فلا أفسره حتى يحضر شرحه. ومنها أنه لم يتزوج قط , فقيل له في ذلك فقال: أخاف أن لا أوفي بحقوق الزوجية. وفي ظني أن محمدا المذكور سمعت بعض أصحبنا أنه لم يطلع عليه الفجر وهو نائم قط. وتوفي رحمه الله في عام سبعة ومائتين وألف. ومن ذلك قول أبي بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ ومن أكابر هذه الأسرة في السوق غوث بن بلال بن نور بن مالك بن عبد الرحمن بن عبد الجبار وأبناء عمومته إبراهيم بن داود بن سعيد بن عبد الرحمن وهو أبو أَيِته، وإبراهيم بن محمد بن سعيد وإبراهيم بن محمود بن سعيد، ومن العلماء من لا يحصون كثرة ومن الأولياء من بلغوا الغاية القصوى في الكرامات والعلم والفقه ذكر منهم صاحب (خبر السوق) أبو عمر والداني والفقيه سليمان وابن أخيه أحمد بن آد. قُلت: ومن مشاهير علماء أهل السوق عبد الرحمن الأوجلي مؤلف (دليل القائد في كشف أسرار صفات الواحد). ومنهم محمد حفيد طغوغ أو أدغوغ ناظم الطغوغية في العقائد أيضاً. ومنهم العلامة الفقيه المحدّث سيدي أحمد بن أكا الشيخ بن الشيخ السوقي. والعالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. وابنه العلامة الفقيه محمد الأمين بن الطالب سيدي أحمد ومنهم الفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه: أدُّورْفَق بن الفقيه محمد بن محمد أطمت. ومنهم العلامة الشيخ حَمُّ بن أحمد بن الشيخ السوقي ومن لا يحصون كثرة من العلماء والفقهاء. الخ قلت : هذه نبذة مختصرة عن مدينة السوق وأهلها تناولتها هنا على عجل من باب : خير البر عاجله. ولجر الذيل في بسطها مقام آخر بإذن الله. إلى هنا وقف بنا القلم. وقبل الختام أقدم الاعتذار للقراء الكرام خاصة عما وقفت عليه من سقط مصادر التوثيق في الموقع إكترونياً، وإلاّ فنقول الكتاب محشاة بمراجعها مطبوعة كانت أو مخطوطة في أصل كتاب : مدينة السوق ـ والله أسأل أن يمن علينا بالعفو والغفران. قاله وكتبه يحيى بن إبراهيم السوقي الإدريسي بتاريخ 2/2/1430هـ __________________ |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-25-2009 الساعة 04:28 PM
|
08-07-2009, 03:25 AM | #8 |
|
المحد الله على وجود رجال مثلاك في السوقيين اشكراك على اتحت الفرصة لنا للمطلعة على هذا الكنز الكبير الذي تسميه بحث أنت والله كنز فرجو من الله أن يحفظك من كل شر
شكراشكرا شكرا أيه السوقي الأسد |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضع هنا ما وقفت عليه في (النت) حول مدينة السوق | اليعقوبي | المنتدى العام | 58 | 01-19-2014 06:33 PM |
تعرف على مدينة السوق | alsoque.net | المنتدى التاريخي | 27 | 09-10-2010 11:47 AM |
تساؤلات حول مدينة السوق | ابن الوادي | المنتدى التاريخي | 3 | 04-27-2009 07:59 PM |
الورد الحميد إلى مناهل أودية منتديات مدينة السوق العذبة بما مهّد له التمهيد | السوقي الأسدي | المنتدى التاريخي | 0 | 03-29-2009 07:31 PM |
جامعة مدينة السوق | ابوتسنيم | المنتدى الأدبي | 2 | 02-12-2009 03:22 AM |