|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
172. محمد أحمد بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي
172. محمد أحمد بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ بن أحماد الكبير بن محمد المعروف باسم أنْك بن أبي بكر بن أَدّ ينتهي نسبه إلى إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) . نقل الشيخ العتيق ترجمته من كتاب فتح الشكور فقال : قال : كان رحمه الله تعالى عالما محققا متفننا موصوفا بجودة القريحة والنجابة ، وقال عنه محمد لالَّ الكلادي سمعت بعض أشياخنا يحكي عنه أنه كبر ولم يحفظ القرآن فحفظه في ظهر السفر في تفسير الجلالين لا في مصحف مستقل ، وقال : أيضا وسألنا شيخنا محمد بن أبي بكر وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته فقلنا له أين أنت منه فأقر له بالفضل وأثنى عليه وحكى لنا حكاية قال : التقيت معه في سفر فوقعت نازلة فأفتيت فيها والشيخ محمد أحمد السوقي ليس حاضرا فلما حضر قال : لي مباسطا ما الذي جرأك على أن تحكم في موضع نحن فيه فضحك شيخنا وسلم له . إهـ وقال محمد حدثنى من لا أتهمه أن أباه بلغ غاية الكبر والشيخ محمد أحمد لم يولد بعد فأمر بعض أهله أن يزوجوه ، وقال : لهم إني أحس بعالم في ظهري فزوجوه وولد له الشيخ محمد أحمد فكان آخر نسله وتوفي رحمه الله تعالى في الوباء الذي وقع في عام سبعة أو ثمانية بعد المائتين والألف . إنتهى ثم قال الشيخ العتيق : قال الشيخ حمّدا بعد نقله ما في فتح الشكور قلت وسيأتيك إن شاء الله بعض كلام على هذا الوباء وما قيل في سببه . ثم قال : ولمحمد أحمد هذا شرح على متن الأجرومية بسيط سماه ( مفهم الأقران ) كثير الفوائد قد انتفع به كثير من أهل العصور السالفة في أيام قلة الكتب وعزتها بسبب توقف خطها على اليد ثم لما انتشرت النسخ بواسطة المطبعة اشتغل بها المتأخرون عن الشرح المذكور ، وأما النظم نقف له منه إلا على سبعة أبيات تشير إلى رسوخ قدمه في التوحيد وهي هذه : يا فاعلا لما يشا كيف يشا لمن يشا ومعطيا لمن يشا ومانعا لمن يشا عبدك هذا لا يشا إلا الذي أنت تشا يا ربنا اجعل ما نشا موافقا لما تشا إن لم تهيئ ما نشا فالطف بنا فيما تشا كيف يكون ما أشا مخالفا لما تشا ومن أنا حتى أشا خلاف ما الله يشا ومما يشهد لنجابته وتبحره في العلم غاية ما يروى أنه في بعض السنين قد تغرب عن وطن أهله وقصد إلى مدينة ولاتة وكان السبب في تغربه على ما قيل اختصاص كبيريه حَمَّ ومحمد الأمين بتعليم كل من في ناحيتهم من الطلبة فترك التصدر لمثل ما هما فيه احتراما لهما واحتشاما فارتاد محلا ينفق فيه من علمه فيستريح صدره من شدة ما يجده من اصطدام الفنون فيه من غير آخذ ، ثم لما وصل إلى ولاتة وكانت مدينة مأهولة مشحونة بالعلماء وغيرهم وتسامع علمائها بقدومه لم يتمالكوا أن تجشموا لقاءه لامتحانه فلما اجتمعوا عليه وامتحنوه وجدوه بحرا من العلم زاخرا لا طاقة لهم بمكافحته ولا مناطحته بل غلبهم جميعا فلما رأوا ذلك أرسلوا إلى عريف لهم في ناحية أخرى كان لهم شيخا مقدما فيهم وذكروا له أمر القادم واقترحوا عليه أن يحضر فلما حضر فاوض السوقي القادم فإذا به قد فاقه كما فاق من قبله وما هو إلا أن أشار عليهم بأن يفتلوا له في السنام والغارب رجاء أن يقيم فيما بينهم يعلمهم ما يحتاجون إليه مما عنده من العلم فعرضوا عليه الإقامة فوافقهم على ذلك وأجابهم بما يقرا عينهم منه ثم أقام عندهم واشتغل بتدريهم الفنون إلى تمام سنتين جرداوين وعند تمامهما أو قريب منه نهض على ساق الجد أحد إخوانه الثمانيين(1) وهو إدَّ ابن الإمام ، وقال : لا يقر لي قرار ما لم ألق أخي محمد أحمد ولئن لقيته لاجتهدن في إيصاله إلى أهله وقرابته ، وكان ممن بينه وبينه قرابة ماسة ، ثم أعمل المطية ، ورمى بها تلك الشقة النطية ، ولم يزل يجوب الفيافي ويقطع الموامي تترامي به المساوف حتى وصل إلى المساكن التي أخوه فيها ساكن ، بعد ملاقاة أصناف تعب وأين ، والأشراف غيرما مرة على أنواع من الحين ، وكان الشيخ محمد أحمد رضي الله عنه لما احتبس في مدينة ولاتة دعته نفسه إلى رأي غير فائل ، انتجه فكر في المعلوات جائل وهو أن بذل جهده في استكتاب بالكتب فيما وصل إليه أخوه المقتص لأثره والمختص بالبحث عن خبره إلا وتحت يده وقر ست نياق من الكتب التي تجددت باستكتابه ، وحين تلاقي هو أخوه واستبشر كل منهما بلقاء الأخر عزم على الرجوع معه إلى الأهل ومعاهدهم ثم انصرفا ومعهما تلك الأوقار وغيرها مما الله أعلم به فلما وصلا إلى الأهل تسامع بهما كل حي من أحياء السوقيين فكان قدومهما عند الجميع نعمة غير مترقبة فجعلوا يتلقونهما أفواجا وفرادى ثم طفق الشيخ محمد أحمد يتحف كل من تلقاه من أهل العلم ببعض تلك الكتب الجديدة وهي مكتوبة بخط أهل البلد المكتوبة فيه وكان مخالفا لخط السوقيين فكان ذلك سببا في استصعاب دراستها ولكن ألجأتهم الحاجة مع ما بهم من شدة الحرص على ما تحتوي عليه من أنواع العلوم إلى الرغبة فيها وتلقيها بأكف القبول فاغتنموها فرصة ما ظفروا بمثلها قط فمازالت تلك النسخ متداولة بين أسلافنا وتنسخ منها نسخ أخرى إلى أن انتشرت النسخ الطابعية في هذه السنين الأواخر فاستغنى بها المتأخرون عن تلك ، ولكن لا تكاد تطلع على خزانة من خزانة من خزائن كتب السوقيين الموروثة عن آبائهم إلا وتقف فيها على نسخة أو أكثر من تلك النسخ الولاتية فلله بقاء أثر هذا الشيخ إلى مثل هذه المدة جزاه الله عن عمله خير الجزاء . إنتهى ما ساقه من القصة ويستدرك عليه ثلاثة أمور : أحدها : أن ما ذكره من تحديد مدة غيبة الشيخ في رحلته بسنتين يخالف ما ذكره شيخنا محمود بن محمد الصالح في خطابه للشيخ محمد محمود بن الشيخ الأرواني التنبكتي فإنه ذكر أن مدة عيبته في رحلته خمس سنين وهو أشبه بالصحة لأن المخطوطات التي جاء بها الشيخ من رحلته إن كان هو الذي أمر بكتابتها كما يحكى فليس من المعتاد تحصيل مثلها بالخط في مدة عامين أوأقل . الثاني : أن من أخذنا عنهم الرواية من أسلافنا لا يذكرون أن الشيخ الرحالة بادر إلى القفول بنفس وصول أخيه إليه بل يذكرون أنه أقام معه مدة حتى فرغ من شئونه وإن أخاه الذي طلبه طالت غيبته حتى أئس الناس من الاجتماع به ثم طلع على الناس مع صاحبه المطلوب بغتة بعد ما أئس منهما . الثالث : أن بعض إخواننا من أهل إِرَوَان حدثني أنه أخذ من أسلافه أن بلدهم أن بلدهم إرَوَان كان محلا لكبار العلماء تدرس فيه جميع العلوم الشرعية ويرحل إليه الطلاب من الآفاق القريبة والبعيدة ومكثوا على ذلك مدة ثم تغير الحال وذهب كبار العلماء وقل العلم حتى كاد يذهب بالكلية فوفد عليهم شيخ من السوقيين في تلك الفترة فشكوا إليه ما صاروا إليه من قلة العلم بعد ما كان عليه أسلافهم من الاشتهار به فأجاب طلبتهم ومكث فيهم واختار من شبانهم عشرة وشرع في تعليمهم وحبس كل واحد منهم على تعلم فن من فنون العلم التي تقرأ في بلادنا مختصا به لا ينظر في غيره وامتثلوا أمره وجد الشيخ في التعليم والتلاميذ في التعليم فعن قليل من السنين نجح كل من العشرة في فنه فقال لهم الشيخ إن الفنون التي ذهبت في بلادكم رجعت إليكم بإذن الله والحمد لله على ذلك فليكن كل منكم معلما لقومه في فنه الذي علمته له ونجح فيه فكانوا كذلك ورجع إليهم ماذهب من علم أسلافهم ومجدهم هكذا حدثني الراوى عنأسلافه ونسي اسم الشيخ الذي جدد في أسلافه العلوم فغلب على ظني أنه محمد أحمد صاحب الرحلة المشهورة لأن السقيين لم يكونوا أهل رحل ولم نسمع منهم راحلا إلى تلك الجهة في تلك الأزمان إلا أحمد بن الشيخ وابنه محمد أحمد وأحمد بنالشيخ لم يطل الغيبة بحيث يعلم الجماعة بالصورة المذكورة فالغالب على ظني أن صاحب القصة ابنه وبذلك يجمع بين ماذكره الشيخ حمّدامن أن مدة إقامته في ولاتة سنتان وبين ماذكره الشيخ محمودبن محمد الصالح من أن مدة غيبته خمس سنين فتكون مدة إقامته لتعليم أهل إرَوَانْ سنتين أوثلاثا ومدة إقامته بولاتة سنتين والجميع خمس سنين والله أعلم ونسبة العلم أسلم ثم إن الشيخ حمّدا لما فرغ من ترجمة الشيخ محمد أحمد وقصة رحلته أتبعها بقصة أخيه الذي طلبه حتى اجتمع به ورجع إلى حيِّهما فقال : ومن العجائب ماجرى للشيخ إدَّ بن الإمام في تفتيشه عن أخيه محمدأحمد وهو أنه في بعض أيام سفره أدركته الهاجرة في فيفاء جرداء ما فيها قط مستراح لأحد فجعل يجد في السير ماوّبا يرتاد أي نابت على وجه الأرض يتقي بظله من الوقدة ويستريح تحته بالرقدة فإذا هو بسرحة عالية عظيمة ملتفة الأغصان على وفق ما يرضي المسافر فأنضى إليها العنس وأجهد في الوصول إليها النفس فلما وصل إليها صادف تحتها من عظام جيف الحيوانات ناسا وغير ناس ما يوجب النفار منها والفرار وبحق لمن رأه وعاينه عدم السكون والقرار ولكن مع ذلك أكره نفسه على تكلف القيلولة تحتها ليقضي الله أمرا كان مفعولا ثم لما قام قائم الظهيرة أخذ في الاستعداد للصلاة فحمل وضوؤه إلى مكان قريب فلما شرع في الوضوء رأى قبلة وجهه حصيات من التراب تتطاير قليلا قليلا في مكانين متقاربين فاتبع نظره ما بدا له واشتغل مدة بالنظر إليه عما هو فيه ولم يزل يتأمل ويتفكر فيما يرى حتى ألهم أن حصيات الكانين من آثارهما إلا نفس يجري من منخري حيوان كامن في باطن الأرض فحينئذ حمل على ذلك المظنون برمح له من أجود ما أنت راء من أمثاله وتحرى ما بين المنخرين فطعنه به طعنة صادقة ساخ بها سائر رمحه في الأرض حتى انتهى إلى مبدء الزج فاتفق أنه قد أصاب رأس ذلك الحيوان الباطن وعند ذلك تفرغ لما شرع فيه أولا من أداء فريضة الصلاة وما سلم من صلاته إلا والأرض ترتج وتهتز وتزلزل تزلزلا شديدا ولها صوت كصوت الرعد القاصف ولم يبرح هو ينتظر لماذا يئول الأمر إلى خرجت له بعد حين لية من حية كانت أعظم حية ريئت على وجه الأرض فالتوت تلك الحية على الرمح كالدائرة ثم جعلت جثتها تخرج كذلك لية لية وتلتوي على الرمح كالأولى فما تم خروجها من باطن الأرض حتى صار مجموع الليات كالهضبة العظيمة فلما استيقن أنها كانت ميتة عالج تخليص رمحه من تلك الجثة نهاية المعالجة فهيهات يجد إلى ذلك سبيلا فلم يعد أن راح ومضى لسبيله متأسفا على ما فاته من استصحاب الرمح ولم يزل مجدا في السير إلى أن ساقه غروب الشمس إلى قوم هم أقرب الناس إلى مكان السرحة المذكورة فبات عندهم وبمجرد وصوله إليهم بادروه بالسؤال عن أي مقيل راح منه لعلمهم أن لا مقيل في الجهة التي جاء نحوها إلا تلك السرحة فأجابهم بأنه راح من السرحة وعندها قال ، فاتفقوا على تكذيبه وقالوا له هيهات لا يمر بتلك السرحة أحد ما إلا وهلك فكيف نصدقك في القيلولة عندها أوما رأيت كثرة جيف المارين بها من القوافل والرواحل وما زالوا به حتى جاءهم بأغرب عندهم وأعجب وهو قتله لذلك المهلك للمارين فما زادهم حديثه إلا تماديا وتوغلا في التكذيب فحينئذ أخبرهم بارتباك رمحه في رأس تلك الجثة وأنه أعوزه تخليصه من العظام ، وقال لهم وإن بقيتم في ريب إلى الآن فأغدوا بنا غداة غد إلى مكان السرحة ليغنيكم المنظر عن المخبر ، فلما أصبح الصباح غدوا عليه واستصحبوه إلى موضع السرحة فلما دنوا منه ترآى لهم شبه هضبة فاتفقوا كلهم على أنهم مع شدة معرفتهم بالسرحة قديما وحديثا لا يعهدون عندها هضبة قط فكادوا أن يصدقوه في دعواه لكن بقي لهم أن يشاهدوا ما ذكر لهم في شأن الرمح فما انتهوا حتى بلغوا المحل فعند ذلك علموا الأمر مشاهدة فعظم الرجل في أعينهم وزادوه تبجيلا وإعزازا وبالغوا في الدعاء له والثناء عليه ثم رجعوا ينحتون تلك العظام التي ارتبك بها الرمح حتى خلصوه وسلموه له ومضى لسبيله فلله دره ما أعظم نفعه ، ثم بعد أيام وقع في شدة أخرى وتخلص منها بإذن الله تعالى وذلك أنه قد مر ذات يوم في أثناء الطريق وإذا هو بلصوص كامنين في تلك جنبتي الطريق فوثبوا إليه على غفلة فما راعه إلا أحدهم وقد أخذ بزمام الناقة واستمسك أصحابه بكل من قوائمها الأربع محاولين لاستنزاله عنها ومستعجلين راجيا كلا منهما أن يستخلصها لنفسه فجعلوا يختصمون فيها أيهم تكون في حصته والشيخ مع ذلك مطمئن النفس آخذ في الاختيال لتخليصها ونجاة نفسه فبينما الملأ في شدة الخصام إذ به قد أطلق رأس الناقة من الزمام ثم ضربها فوثبت نافرة أشد نفار وجعلوا يتعلقون بها لئلا تفلت فما زالوا يتساقطون عنها لشدة نشاط أوجب لها إحداث حركات لا يستطيعون معها أمساكها والشيخ في أثناء ذلك ثابت على ظهرها غير متزلزل ولا مضطرب فلما انقطعوا عنها أئسين من الظفر به صاح به صائح منهم وقال : إن أمك لمنجبة بك ولم يزل هو تشتد به ناقته جريا حتى إذا أيقن بالأمان رجع الزمام إلى الناقة ، ثم سار على هينته إلى أن بلغ المقصد . انتهى ماكتبه ولم أجد عليه زيادة(2) . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
171. همّهمّ / محمد أحمد بن أحماد الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 06-11-2014 02:19 PM |
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 06-08-2014 08:47 PM |
مؤلفات السوقيين | عبدالحكيم | منتدى المكتبات والدروس | 19 | 03-27-2014 10:39 AM |
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 03-18-2014 02:32 PM |
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 1 | 12-01-2013 10:22 PM |