|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
تشييد العُمران ......
تشييد العُمران بما في صحيفة الشيخ العلامة عمران بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يكرم خلقاً من خلقه بما يشاء من البر الجسيم، فيسبغ عليهم بما لا يحصى من مدرار عطائه الكريم. فله الحمد والشكر في السر والعلانية، ونرجو من جوده وفضله ما يبلغنا في الدارين الدرجات العالية. والصلاة والسلام على السراج الوهاج، محمد بن عبد الله المصطفى المنهاج. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، ومن تبعهم واقتفى آثارهم الجليلة الهدي العظام. ثم إننا ما زلنا نتتبع مظان المصادر التي قد تسعفنا بشيء من سيرة شيخنا الشيخ العلامة زين الدين التنغاكلي ـ رحمه الله رحمة واسعة. ومن أجل مظان مصادر سيرته تلامذته الأعلام الذين منهم الشيخ العلامة عمران بن يوسف التنغاكلي ـ رحمه الله. لأن الشيخ عمران من أعيان قبيلة تنغاكل الكبار في السن والعلم ـ رحمه الله تعالى. بل اقترن اسمه باسم شيخه زين الدين لاتساع أفقه العلمية على وجه التبحر، فكان هذا الشيخ العلم العلامة ممن يقال عن مثله نار على علم. ومن المواقف الجليلة له التي لا يمكن أن أنساها له ـ رحمه الله ـ بإذن الله تعالى ـ موقفان. الموقف الأول: إحسانه العظيم إليّ ـ بادئ ذي بدء: وذلك أنني لما جئت من بلاد الحرمين 1409هـ. نزلت في بامكو ـ عاصمة دولتنا مالي. نحو شهر، ثم مضيت إلى ساحل العاج، فجهزت هناك لهذه الرحلة التنغاكلية، في جو مليء بتحقيق حب هذه الرحلة الغالية حقيقة ـ ولله الحمد. تجاوزت أحراساً إليها ومعشرا***عليّ حراصاً لو يسرون مقتلي وذلك لكثرة العوائق التي تعرضت لي، بل واعترضت لي، والتي منها: موقف بعض المعارف المحبين الناصحين، لخوفه من عدم الاهتمام بعظم أمر هذه الرحلة وأهميتها في تحقيق ما حققه طلاب العلم الجادين الآيبين منها في قوافل النجاح. فقدمت تلك النصائح على نحو قول القائل: إذا لم تستطع شيئاً فدعه***وجاوزه إلى ما تستطيع قلت: هذا البيت وما في معناه مما يحمل بين طياته رسائل التسبيط، أنصح كل من يرغب في خير ما مهما صعب مرتقاه أن لا يؤمن بوحي قلمه المنقود... بل عليه أن يرفض العمل به رفض الحديث الضعيف الموضوع المردود. فيلتجئ كل راغب في الخير إلى الله ويتضرع بين يديه بصالح الأسباب المعينة في تحقيق الحصول ذلك الخير ـ وما ذلك على الله بعزيز. إذ الرغبة في الخير خير. كما أفتى به صاحب خلاصة الخير: ورغبة في الخير خير...وعلى كل حال فليس هذا موضع عرض أغلال ما تعرض لهذه الرحلة العلمية العزيزة، ولقد يسر الله لي السلامة منها ـ ولله الحمد والمنة. إذ أنشأت تلك الرحلة من ساحل العاج إلى جمهورية مالي مولياً بها الوجه شطر قبيلة تنغاكل الشهيرة المناقب الميمونة. وكان من أعيانها الأعلام الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله ـ الذي نتعرج إلى ذكر موقفه الجليل معي: وهو أني لما قذفتني مراحل تلك الرحلات من أول محطاتها إلى آخر محطة لها، وهي تشرفي ببلوغ حي تنغاكل، في أرض التاريخ: إنْ ابْرامْ. ويقال له: إنْ بَرامْ. وكنت في أصل الرحلة قاصداً ذرى شيخنا الشيخ زين الدين الذي كأنه القول عنه: ولو نثر البحر المذخر دره***لما كان إلاّ في ذراك انتثاره فآواني إليه الليل الكريم، لكن لما تنفست بنفس الفرح بتحقيق حلمي أن أصبح أو أمسى في قبيلة تنغاكل الجليلة... أدرك أن شيخنا الشيخ زين الدين تتعطشه سحائب المنطقة كتعطشي لماء مزنها العلمي العذب المعين. لأنه في رحلة داخلية فعدت في أدراج الغم، والحزن والهم، فوضعت جنبي لسكرات الحيرة الأليمة فلما أصبح الصبح، وصليتها وفؤادي في ظلام جنح. فإذا العسر يغلبه اليسران، لأن من البارحة انتشر خبر الضيف الضعيف، فلما بلغ ساحة الشيخ العلامة عمران. قام بهذا الموقف الكريم ـ الذي ننوه به هنا ـ جعله الله له من أسباب الرضوان والهنا. إذ أمر أحد طلابه الكرام أن يأتي بجمل يردفني عليه حتى يبلغني شيخنا الشيخ زين الدين... فلما علمت بصنيعه الجليل، وحسن موقفه الجميل، فرحت فرحاً شديداً أشد من فرح من منح له حمر النعم... كيف لا، ولا غرابة: إذ العلم أجل منها وأكرم. فأردفني طالبه الكريم حتى بلغ بي الشيخ العلامة زين الدين، ولقد أشغلني شدة همي وقتئذ عن حفظ اسمه إلى هذه الساعة... ولا أعلم كيف أعلل ذلك، إلاّ على قول من قال: أي هكذا خلقت. لأني ساعتئذ على سنة من قال عن فساد سنتها: الصبر عند الصدمة الأولى. إذ فقدت الصبر، بل لا أعي ما معنى الصبر في المراحل الأخيرة التي تدنيني إلى لقاء شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله. قلت فكل قول له حقيقة، منه قول أحدهم فأصاب: وأرى الشوق يزداد يوماً***إذا قرب الديار من الديارأو كما قال، لأني لا أفقهه حقيقة وقتئذ، لكوني في سن الغلام من يتطلب إرث الغلام العليم الحليم من أكرم أبوهما الكريم الملائكة الكرام بعجل سمين حنيذ. فهذا الموقف الذي أوصلني بشيخنا الشيخ زين الدين مما يستحق صنيع معروفه الشيخ العلامة عمران أن أشكره له بالذكر الحسن والدعاء الصالح بالرضوان الأكبر، يوم: فمن يعمل مثقال ذرة خير يره. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
01-24-2011, 11:01 AM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تشييد العُمران ......
الموقف الثاني: مثال جميل من الأمثال السائرة في تقوية روابط القرابة السوقية الموقرة القوية الموصولة المتينة. إن البناء إذا تعاظم قدره***أضحى يدل على عظيم الشان
هذا فإن البيت السوقي الأصيل، هو بيت بني على أسس علمية سامية، وقرابة كريمة عزيزة سانية... ما جعل من يأوي من أهله إلى ظله الظليل، يتمتع براحة نفسية مطمئنة بقوة الأخوة الشقيقة والمحبة والمودة بين أفراده في مقام كريم جليل. ومنذ أن ربط بينهم رابطة العلم والقرابة في أحضان بطحاء: سوق العلم الكبير، فهم أشقاء رحماء بينهم منذ أن كانوا في سوقهم العلمي العديم النظير. فلذلك كان انتقالهم منها انتقال بيت واحد، ولما استضافهم أرض أزواد استضافهم استضافة ضيف واحد، معجب بسمته وهديه في نطاق القرابة والعلم نطاق واحد. وحيثما حلوا في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق، ازدادوا في شد المئزر على المحبة بين تلك القرابة واحترامها وتقديرها وصونها صون الجوهر المكنون والعض عليها مهما تفرقت بهم المناطق. ومن البراهين على هذا الملحظ الكريم، أن كل من سواهم لا يراهم إلاّ رؤية رجل كريم فاضل جليل جميل الشمائل واحد، فيمدحهم مدح ممدوح فذ واحد، متعجباً من حسن سبك قرابتهم بالعلم صريع العجب بهم... إذا قيل أي الناس خير قبيلة***فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا كما قال الشيخ الكبير الكنتي... هذا جانب تظاهرت أقوال من أثنى عليهم كشخصية علمية جليلة واحدة... فحسن أن يحظى باهتمام دراسي بار... قلت: وأما أهل هذا البيت نفسه فيما بينهم فلشدة تنافسهم في بناء بيتهم التاريخي الجليل ببنيان حصين مرصوص، ما يكفي فيه ـ في هذه اللفتة العجالية ـ قول أحدهم في تلك النصوص. وآل السوق وإن عدت قبائلهم***فإنها دون شك يثربيات وذلك ما وقع حقاً إلاّ بفضل الله المحض، ثم ما يقوم الجيل بعد الجيل من تشييد عمارته بتعظيم حرمة القرابة بين أهله، المشار إلى شيء من جوانبها الكريمة بقول الكنتي عنهم في معرض المدح: لولا الأصالة مغرساً ما عمـــــرت***تلك المئاثر في فـــــلاة جـــــــــدجد وكل ذلك مما يورثه الاعتصام بحبل الله... وفقه معاني آية: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم... فاتقوا كل ما مؤداه كشف الستر من بعد حدود ما أنزل الله... التي من كبرياتها عدم البر بصلة رحم القرابة: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم.... هذا جانب تظاهرت أقوالهم فيما بنهم من ثناء بعضهم على بعض كشخصية قرابية علمية جليلة واحدة... فحسن أن يحظى هذا الجانب أيضاً باهتمام دراسي بار... فلنتق الله أجيال السوق وغيرهم في تعظيم حرمة القرابة بما أمر الله به أن توصل... من برها والإحسان إليها، واتقاء أن يمس جانبها العظيم من قبل أي فرد من أفرادها جيلا جيلا... إذ كان من سلامة دعائم بيت الأسرة السوقية التاريخي الجليل قوائمه أعز صلة وارتباطا رحمياً عظيماً، وأطل في العطاء البار مما تقدم، وكل ذلك ناشئ من اتقائهم محارم الله التي منها رحم القرابة.... قلت: ومن براهين تعظيم أهل البيت السوقي لبيت قرابتهم وحرمة جانب رحمهم هذا الموقف الكريم من الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله. وذلك أنني لما جئت بلادنا جمهورية مالي عام 1423هـ في أولى رحلة لي دعوية... وأولى عودة لي منذ أن خرجت من حي تنغاكل ـ مكرها أخاك لا بطل. فلما يسر الله لي تلك العودة الكريمة بمثل تلك الزيارات ما ارتحت نفسياً حتى أتيت إلى ذلك الحي الكريم متشرفاً بزيارته الجليلة... وسعدت برؤية شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله ـ وقد بلغ به ضعف سن الأعوام، ما يبلغ ضعف الليالي والأيام، بالبدر التم المنير الكريم، فيصير في الرؤية كالعرجون القديم... فما حب الديار شغفن قلبي***ولكن حب من سكن الديارا فصار بي الحال ما صار بصاحب المقال: أقبل ذا الجدار وذا الجدارا من ذلك جدار الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله ـ فلما حواني بجوانبه الكريمة الجدر، مع الشيخ العلامة عمران، وهو يطلعني على ما كان حاضراً لديه من الآثار لما تساورت المحارب بالرغبة في الجانب التاريخي خاصة الآثار ذلك، فإذا أنا أخرج بعضها بيدي من الصندوق فوقعت على مجلد مصون بالخط السوقي الجلي الجميل القديم قدم الحادثة، فلما فتحته قائلاً للشيخ عمران ما محتويات هذا المجلد؟؟؟ فنظر إليه نظرة أعقبها بقول بار بمواعظ والنذر: قائلاً لي ما ملخصه: إن هذا المجلد هو ديوان القصائد التي وقعت بيننا وبين بعض قبائل السوقية الشقيقة، في بعض المسائل الفقهية ونحن حريصون سلفاً وخلفاً أن لا يظهر لما لا يخلو منه أي راد ومردود عليه من حرية التعبير، في جانب صاحبه، والعكس كذلك، فلذلك توارثنا عدم استساغة اطلاع القراء عليه... قلت: فلما عقلت عليه ما يرموا إليه صنيع ذلك السلف وخلفهم الكريم، من الحرص الشديد من صون البيت السوقي الكريم، بالبعد عن كل ما لعله أن يفهم منه ضعفة الإدراك من الأجيال من سلامة وقوة التماسك الشديد المتين الحميل بالبيت السوقي التاريخي الكبير الكريم، وإن كان وقع في مجال علمي محض، كما يقع بين أهل العلم في المسائل الخلافية... التي يقال عن مثل ما لا يليق من الكرام إذا وقع بقول حاتم الطائي: [color="blue"]وأغفر عوراء الكريم ادخاره***[color="red"] إلاّ إن مثل ذلك الخلاف العلمي إذا وقع بين القرابة الكريمة، ينبغي أن تتجاوز الأجيال على نحو ذلك بهذا الشطر: وأغفر عوراء الكريم... لما يجب تجاه الرحم تعظيم حرمتها الواجبة، التي من أعظم ما قيل فيه ما ملخص من تفسير الإمام القرطبي ـ رحمه الله. الثالثة - في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - اقرءوا إن شئتم " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. وبالجملة فالرحم على وجهين: عامة وخاصة، فالعامة رحم الدين، ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم، والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من [ الحقوق ] المترتبة لهم. وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة، كالنفقة وتفقد أحوالهم، أن ذلك على جهة التقدير والتمثيل المفهم للاعياء وشدة الاعتناء. فكأنه قال: لو كانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت هذا الكلام، كما قال تعالى: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله - ثم قال - وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " وقوله: [ فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة ] مقصود هذا الكلام الاخبار بتأكد أمر صلة الرحم، وأن الله سبحانه قد نزلها بمنزلة من استجار به فأجاره، وأدخله في ذمته وخفارته (2) وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول وعهده غير منقوض. ولذلك قال مخاطبا للرحم: [ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ]... مختتماً لفتة هذا الوقف الكريم بصلة الرحم: متعلقاً بذيول الإمام القرطبي أيضاً ـ رحمه الله: قوله تعالى: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ظاهر في صلة الأرحام، وهو قول قتادة وأكثر المفسرين... (ويخشون ربهم) قيل: في قطع الرحم... (ويخافون سوء الحساب). جعلنا الله وإياكم ممن يصلون ما أمر الله به أن يوصل: (ويخشون ربهم) في قطع الرحم... (ويخافون سوء الحساب). |
|
01-24-2011, 11:30 AM | #3 | |
|
رد: تشييد العُمران ......
اقتباس:
أخي أبا العباس أشكرك على هذا نشر هذه الحكاية وتعليقك عليها..
ولا شك أنها درس نحن (جميعا) أحوج ما نكون إليه، وخصوصا في ناحتين: إحداهما: أن نتحاشى نشر أي قصيدة تحمل ظلالا قد تكون ثقيلة على بعض القبائل أو الأفراد، سواء من السوقيين أو من غيرهم.. وهذا لم يتحاش فليفطن له في المرات القادمة، فإن في تراثنا ما هو أهم وأفيد من ذلك الذي ينبغي أن يطوى ولا يروى.. أو على الأقل يتشاور فيه.. وليضف هذا إلى بنود ميثاق الشرف المقترح .. والثانية: أننا نحن الكتاب نحتاج إلى هذه الروح التي تحدثتم عنها، وهي أن تفنيد رأي الإنسان ورده لا يعني إلا تفنيد ذلك الرأي ورده، ولا يعني ولا ينبغي أن يعني ولا يدل ولا ينبغي أن يفهم منه أكثر من ذلك.. وكما أشرت إليه فإن في تراثنا نحن المسلمين ما يدعم ذلك بحيث هو لطالب العمل من البدهيات التي يكتفى فيها بالإيماء والتلميح كما فعلت .. وفقك الله. |
|
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
01-26-2011, 10:04 AM | #4 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تشييد العُمران ......
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب الأخ اليعقوبي أبا أسعد ـ أعيذك بالله من شر كل حسد إذا حسد ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، خاصة في إضافتاك اللائقة بجمع الشمل الجميل.
الأستاذ الفاضل فكل ما من سبيله القيام بحق المحافظة على هذا البيت السوقي الجليل بمآثر العلم والفضل وصلة الرحم... جيلاً جيلا، أمر يتأكد على الجميع التعاون به على حسن تحقيقه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... وليشمر أفراد كل جليل عن ساق الجد في الحرص، على ألا يكون ممن يتناوله معنى من معاني هذه الآية المحكمة: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا... لأن اتقاء كل سيئة من السيئتين أسلم للفرد والمجتمع، وعدم اتقاء كل فرد إحدى السيئتين هو عبارة عن طعن في ظهر أي أمة ـ والعياذ بالله المعيذ ـ جعلنا الله وإياكم ممن: يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ... |
|
01-26-2011, 10:07 AM | #5 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تشييد العُمران ......
صحيفة الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله تعالى: التمهيد: بادئ ذي بدء: إن العلامة الشيخ عمران من أعيان العلماء الذين ينبغي أن تفرد له ترجمة لائقة بمقاماته العلمية السامية، وستكون موضع الاهتمام مني ـ بإذن الله ـ من ضمن جهد المقل، الذي أبذله في مثل ما نحن بصدده، من باب تدارك ما أمكن لي من تاريخ المنطقة على أي وجه بري كان، إذ لا يحقر من المعروف شيء.
علماً أن التنظير أمر يحسنه كثير من الناس خاصة فيما يليق بتدوين تاريخ مثل هذه الأمة في صحرائها المترامية الأطراف، الجليلة مناقب أهلها الجميلة الأوصاف. لكن الأمر الحاسم لأي تنظير، يتضمنه هذا الأثر الكبير: عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أنه قال: إنكم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال... فلما كانت السيول من القطرات، والجبال من الحصيات، كان ينبغي على كل جيل أن يسعى خيرة السعي في زمانه من عدم احتقار أي معروف، فيعاقبوا بترك ما يتوجب عليهم فرادى وجماعات تاجه أمته، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فتصبح أمة زمانهم مشئومة بهم ـ والعياذ بالله من عار الخذلان... ومن لم يستطع إلاّ القيام بواجب أهله بيته، فليبر به، ومن لامه في ذلك، فهو الملوم... وإن كان هو القائم مقام الذهبي في تاريخ الإسلام... ومن استطاع أن يتجاوز أهل بيته إلى من في أفقه، فكان من واجبه العرفي أن يحتسبه، كما أن من حق أهل سعيه أن ينافسه فيه خيرة بقية الأفق، لتسعد الأمة بسعي كامل جليل خاصة سعي أهل الإخلاص الصادق، والنهج المتميز البديع الفائق... فكان مما لا أرجو ثواب مساعيه ذات البضاعة المزجاة، إلاّ ممن أغنى وأقنى رب العالمين رفيع الدرجات. هو ما يرتفع المقام الكريم، بمثل ما تناولته هذه الصحيفة من مقامات شيخنا الشيخ العلامة العلم زين الدين التنغاكلي ـ رحمه الله رحمة واسعة. إذ كنت لما وقفت على كثير من درر آثار أقلام أبناء الأفق البررة بهم، فوجدت جهتنا من أرجاء المعمورة، في شبه نسي منسي، فيسر الله لي من زيارات صحرائنا الغالية هذه الزيارة، التي وجدت شيخنا في ضعف لا يقوى قلبي أن أزيد في جرحه المليم، لذلك تفننت في حسن الطلب بين يدي الشيخ العلامة عمران، ليتحفنا بهذه الأثارة العلمية منه عن شيخنا ـ رحمهما الله رحمة واسعة، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صارا إليه. فكان من بر تلميذه البار أحد أبرز الأعلام في أفقه الشيخ العلامة عمران بن يوسف ـ رحمه الله تعالى ـ ما يلي نصه: ((بسم الله وكفى، وصلى الله على المصطفى، الحمد لله الذي جعل العلماء زينة للدين، وجعل العلم وصلة يتوصل بها إلى معرفة واضحة البراهين، وحجبه عن بصائر الطغام الطاغين، وألقاه من قرن في قلوب الأنقياء المحققين. والقرينان الأزهران على الصفوة المصفاة، والروضة المرتضاة، محمد الذي عييت به ألسنة اللسن البلغاء، وأدقعت منه رقاب الجبابرة الأقوياء. وبعد: فهذه سطور تستطر للتماس الشيخ يحيى بن إبراهيم من الشيخ عمران بن يوسف، أن يكتب له رسالة تتضمن تقريظ الشيخ العلامة زين الدين بن محمد الصالح ـ زاننا الله بزينة علومه، وتحنن علينا الحنان ـ فأسكننا وإياه وسط الجنان. فحملنيها الشيخ أيها الكويتب، فتحملتها مكتحلاً بالحزن، إلى أن كادت الدموع تنباع، وذلك لما بي من قصر الباع، ولكن مع ذلك عللت نفسي بالاتكال على من لا يخب للنفوس أطماعها، وربطت يدي بمربط مستطاعها، ثم شرعت في الملتمس بعد أن قدمت رجلاً وأخرت أخرى، وصرت أحير من ضب الكدى. الشيخ زين الدين بن محمد الصالح المعروف بإنقنا بن الحاج عمر بن حمّدا بن حماس، ولد في مطلع القرن العشرين الميلادي، وتوفي عام 2004م، الموافق سنة 1424هـ ذي الحجة. فقلت: إن الشيخ زين الدين قد نبت أقلام النقاد في إكداء صفته، منزلة، وذكاءً، وفطنة، وتديناً، ومذهباً، وصفة، وخلقاً. فإن منزلته العلمية، فكان فيها بالمحل الأعلى، فقد تصدر في عنفوان شبابه بالإقراء، والتدريس، مع توفر فحول العلماء في ذلك الزمان، وتوجهت إليه القبائل كلها شرقاً وغرباً لاقتناء الأدب، وتتلمذت عنده الكبار والصغار، وبلغ الغاية في الفنون كلها قبل أن يبلغ أشده، حتى صار فائقاً لأساتذته ومشائخه، فضلاً عن براعته أقرانه ومعاصريه. فهو بالنسبة إلى ذلك بحر خضم، لا يدرك قعره، ولا تكدره الدلاء، وليث عرينة لا تغشى حماه، وتسربل النحو والتصريف، وحفظهما جودة، وإتقاناً. فهو نحويّ أوانه، ونبراس خلانه، وتخلع بخلاعة البلاغة، فهو حلف المعاني، والبيان، والبديع. وأقرت له الأشياخ بالدراية الخارقة، وآذنت له المعالم والمدارس بالفراسة البارقة، وتدثر باللغة، فيسبح في لجة القصائد، والرسائل، والخطب. فهو سحبان لداته، وترجمان عصابته، وتعمم بالفقه، والأصول. فهو يتبختر بأفانين المسائل، ويحور الجواب عن المسألة ولا يحار، ويسوق القضايا والأحكام مساقها، ويصدرها عن مصدرها الكتابي والسني، وغيرهما، ولا يدانى في ذلك ولا يجار... |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-26-2011 الساعة 02:00 PM
|
01-26-2011, 03:32 PM | #6 |
عضو مؤسس
|
رد: تشييد العُمران ......
فلما حواني بجوانبه الكريمة الجدر، مع الشيخ العلامة عمران، وهو يطلعني على ما كان حاضراً لديه من الآثار لما تساورت المحارب بالرغبة في الجانب التاريخي خاصة الآثار ذلك، فإذا أنا أخرج بعضها بيدي من الصندوق فوقعت على مجلد مصون بالخط السوقي الجلي الجميل القديم قدم الحادثة، فلما فتحته قائلاً للشيخ عمران ما محتويات هذا المجلد؟؟؟
فنظر إليه نظرة أعقبها بقول بار بمواعظ والنذر: قائلاً لي ما ملخصه: إن هذا المجلد هو ديوان القصائد التي وقعت بيننا وبين بعض قبائل السوقية الشقيقة، في بعض المسائل الفقهية ونحن حريصون سلفاً وخلفاً أن لا يظهر لما لا يخلو منه أي راد ومردود عليه من حرية التعبير، في جانب صاحبه، والعكس كذلك، فلذلك توارثنا عدم استساغة اطلاع القراء عليه... لعلني أجد فرصة فاوضح ما جرى بين كل تجللت وتنغ آكلي مع التحية |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq]
التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 01-26-2011 الساعة 10:18 PM
|
01-29-2011, 10:26 AM | #7 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تشييد العُمران ......
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب الشريف الأدرعي ـ بارك الله فيكم وفي مروركم الكريم.
الأستاذ الفاضل إن مما ينظر من جانبكم الشيء الكثير من الإتحاف بمثل هذا البر الكريم ـ فأفد أنت أهل له الحري به. |
|
01-29-2011, 10:34 AM | #8 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تشييد العُمران ......
بقية: صحيفة الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله تعالى: ومما يدل على إتقانه للفنون، ما حكاه لي بعض من أثق من طلبته، أنه أي: الشيخ زين الدين سمعه شيخه يقرأ ألفية ابن مالك خلف الطراف، فصاح به: لحنت يا فتى. فسكت قليلاً يتفكر ولم يلبث أن قال له: فلا والله لا يلحنني في هذه القاعدة نحوي، ولو سيبويه. فسر الشيخ وارتاح، وأمضاه وراح ـ ولله الحمد والكمال، وله الثناء والجمال. وأما ذكاؤه وفطنته، فذو تمتع بذكاء فاخر، ولب ذاخر، ويتحلى بفطنة نزيهة، وروية نبيهة، ويتلألأ روعه بدرر مديحة، وملح مليحة. وله الملكة اللامعة، والنُّهية البارعة، حيث لم يتكاءدْه أن يجمع عدة دروس عديدة، من غير أن يقاسى مدة أوان مديدة. ولقد تشعر نفاثات فيه بفحوى ما فيه ـ ولله الحمد والكمال، وله الثناء والجمال. وأما تدينه، ومذهبه فكان ورعاً، ضرعاً صالحاً، رخيصاً، رحيضاً، من كل دنس بأموره الدينية والدنيوية. لم تفرط منه فرطة يتهم بها لا في سابق أمره، ولا في آخره، إلاّ ما لا بد له بالنسبة إلى كل إنسان، غير من عصمهم الله تعلى. وكان مذهبه لا عوج له تملك أولاً، ثم عرا له أخيراً أن دار مع السنة ـ السنة النبوية الشريفة، وحسبك من ذلك أنه قبل وفاته ـ رحمه الله ـ متمسك بالقبض، وذلك لما رأى من كثرة الأحاديث الواردة عليه، فغلب جانبه على جانب الإرسال، مع أن مذهب مالك كما لا يخفى على صغار الطلبة، فكيف بمثلك كراهة القبض. وأما صفته، وخلقه فهما مما لا يمارى فيه خاص، ولا عام فلا استدلال عليه لانتشاره بين الأنحاء مدراً، ووبرا. وكانت له نُقاية في المبرة، والصبر، والليانة... وكان صبره على تلقين البليد والجليد صبراً جميلاً، وكانت يد طولى، ويسهل عليه بذل الصامت والناطق، وخصوصاً في شهر الناتق، ويقري الصيف الجريض، باللحم العريض، ويفي بالجار، ولو جار، ويسامر الجليس، بسمر كالخندريس، ويبوء الأطفال وسائد الأبطال، وهو العكة العسلية، والصُّبرة الكُرمية، وهو السموءل في الثقة والوفاء، وسحبان في المعرفة والعلم الأوفى، وهو جم الرماد للطارقين، وبلغة الزاد للمراقين. فتبارك الله أحسن الخلقين، وهو خير الرازقين، وله الحمد والمنة والثناء والعصمة، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. ترجمة الشيخ زين الدين. وكتبها لكم أحمد نالخير بن عبد العزيز...))))))) قلت عبد العزيز، هو الشيخ العلامة العلم الشهير بوجل التنغاكلي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. إلى انتهاء هذه الصفحة يتوقف بنا قلم التاريخ حول مادة: إنظار المعسر المدين.... جارياً على البحث والتفتيش عن المزيد حول هذا العلم وغيره من أعلامنا الأعيان.... هذا وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب يحيى بن إبراهيم السوقي بتاريخ 25/2/1432هـ |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|