|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
شبه تقديم قرأت قراءة أولية كتاب حبيبنا الغالي "محمد بن احمد الإدريسي السوقي الخرجي" ـ المدارس الأدبية في صحراء الطوارق ـ فوجدته عظيم الأهمية، جميل الطرح، ولسوف يكون له الأثر الجليل في دراسة السوقيين، وآدابهم. تتجلى أهميته في عدة أمور، كمحاولته الجريئة لأول مرة في تصنيف المادة الأدبية المنثورة بين خزائن "كل اسوك"، ويكفيه أنه وضع اللبنة الأولى للسوقيين، كي يواصلوا في تشييد المنظومة الثقافية ل"كل اسوك"، بشكل علمي رصين، وإنها {بداية} ـ بدون مجاملة ـ أفضل من كثير من البدايات، التي اعتدنا منها الخلل، والحاجة إلى التدقيق، والتنميق، في الثقافة الإسلامية عموما، وكون عمله مجرد {انطلاقة} مباركة يشفع له في كل اعتراض سوف يوجه نحوه، وأقل فضائله هو أن يجعل القراء ينقدونه ـ النقد البناء ـ فتثمر شجرته الطيبة بكل نظرة علمية، وتزهو يوانعه بكل إضافة، قام بها القارئ، ومن ذلك ما أنا عازم عليه الآن، من التحدث حول قبيلة من قبائل كل اسوك، "قبيلة كل اسكن"، فاستوجب الذكر، والشكر والتقدير، وقد قدم للجيل القادم أغلى هدية، وترك أثرا به سيعرفونه، ولأجله سيذكرونه، وكل عمل ابن آدم معرض للنقص مهما حاول التنقية، والتصفية، والتدقيق، والتحقيق. ولولا كتاب الخرجي لما تسنى تسجيل هذه الخواطر، ولذلك كان مشاركا حقا في هذا العمل، إن لم يكن كله له، فها هو لم يذكر "علاقة كل اسكن" بأية قبيلة أخرى، على عكس الكثير من القبائل التي حرص على الإشارة إلى"الروابط"، التي تربط بينها موجزا تارة، ومفصلا تارة أخرى، حتى يخيل إلى القارئ أنها من الشكل المنعزل انعزالا كليا خارج الدائرة، وبعيدا عن التغطية، فكان ذلك سببا مباشرا لتناول ذلك الموضوع الهام، فكم طلب مني بعض الزملاء أن أتحدث حول هذه القبيلة، وكم أجبت بأني لا أستعد لذلك، انطلاقا من موقفي الذي يرفض التجزئة، فأقبح شيء لدي أن يكون كل واحد من السوقيين متقوقعا داخل حيزه القبلي، ولا يلتفت إلى غيره، وكأنه وحده في الوجود، وهل يرجو مصلح، ولا طامح حالم أن يتم اتحاد السوقيين ، في الوقت الذي يهم كل واحد منهم أن يعدد فضائل قبيلته، سواء ذكر فضائل الأخرى، أم لم يذكرها، أليس هذا هو المكرس الوحيد لتلك النظرة المسيطرة علينا؟ فكل سوقي يحدد علاقته مع أخيه انطلاقا من علاقة قبيلته بقبيلة الآخر، فمتى نتحرر من هاته النظرة يا ترى؟ ومن أجل هذا أردت إبراز علاقة بارزة أصلا، ولكنها تحتاج إلى من يسجلها، لتوكيد هذا التلاحم بين السوقيين، وأؤكد على الرغبة في توسيع نقاط العلاقات، فلست إذن بهذا العنوان مؤرخا لهذه القبيلة، فكل ما يهمني هنا هو إلقاء الضوء على مختلف العلاقات التي تربطها ببعض القبائل السوقية الأخرى، مع تحليلها وقراءتها، على خطورة ذلك، ومصدري الأول هو الواقع فحسب، ولذا أتعمدا الإتيان بامثال واقعية حية. 1 لقد تأملتها فوجدتها "علاقات اجتماعية، ودينية، وعلمية، وسياسية" بينها وبين هذه القبائل الآتية: "إجدش ـ كل تكرنكت، كل تنقسا، ـ ، كل تبورق، كل تجللت، كل تكرتن، كل تجيدت، ...إلخ، على اختلاف وتفاوت في شكل العلاقة. تشكل قبيلة "كل اسكن"، جزءا لا يتجزأ من منظمة "تلك القبائل"، فكونت معها نسجيا اجتماعيا موحدا، تسوده مظاهر الاحترام، والإجلال، والمودة الصادقة، بل الغريبة، كما سيأتي، وأكبر مظاهر التلاحم بين القبائل هي "النسب والمصاهرة" عموما، والسياسة، والدين والثقافة، والجوار، ولكن قبيلة كل اسكن لها خصوصية لافتة للنظر في هذا المجال، وهي التي سأوضحها بإيجاز على هذا الشكل: ·علاقات اجتماعية: 1 ـ النسب: إضافة إلى أنها تشارك جل تلك القبائل جدها العاشر على الأبعد، لم تزل تربط بينها وشائج النسب، وتتوطد حبال الرحم القوية، فأبدأ بقبائل "إجدش" تلك المنظومة التي تشكل قبيلة "كل اسكن" منها جزءا لا يتجزأ، فقبل ظهور الشيخ العارف "حماد" رضي الله، في قبيلة "كل تبورق"، لم يكن أي فاصل اجتماعي ولا سياسي بينها وبين إجدش، ولكن حادثة "بيعة كل اسكن للشيخ حماد" هددت تلك العلاقة قليلا، فهذا بطبيعة الحال يعد أكبر مخالفة لسلطة "إجدش"، التي لم ترد أن تذعن لطريقة الشيخ حماد، لأن ذلك يشبه نوعا من الخضوع، والخنوع، والتبعية على الأقل ـ الدينية ـ وذلك ما لا يمكن حصوله من قبل "إجدش" لأية قبيلة أخرى. وهنا تمتحن "المودة" الكبيرة بين "كل اسكن" وإجدش"، وتختبر العلاقات كلها، وهنا تعالت أزهار الحب الصادق تفوح، وتتحدى مواثيقه كل الزوابع، وجاءت قصة "الحب" الغريبة، فرغم تلك الفجوة السياسية، الدينية لم تتأثر تلك العلاقة بأية ثلمة تذكر، فقد واصلت الأرحام تتعانق، وتصدر أريج الوفاء، فإلى الساعة تكن كلتا القبيلتين فيما بينها احتراما عجيبا، وكان النسب أكبر معبر عن هذا، ولذا فسوف أمثل بنفسي قبل أي أحد، فإن أم جدي الأول من جهة الأب محمد بن محمد الأمين من بيت الشرف في إجدش، فهي من سليل "سلهو"، كما أن أم جدي الأول من جهة الأم محمد بن معاوية من قبيلة "كل تنقسا"، وهي بطن من بطون "إجدش" المشهورة، فأنا إذن من إجدش أبا وأما. وهذا ما ينقلني للحديث حول بطن آخر من بطون "إجدش" ألا وهو "كل تكرنكت"، وكل ما قلته حول إجدش عموما ينصب عليهم أيضا، فرغم المخالفة المذكورة في السياسة والدين، ظل النسب معشوشب الأغصان، فمن الصعب جدا أن تصادف شخصا من "قبيلة اسكن" ليست أمه، أو جدته، على الأقل من قبيلة "كل تكرنكت". أحب هنا ـ لأمر ما ـ أن أمثل بنفسي دائما: إن والدتنا أم عمي "الرفيع" من تلك القبيلة، وكنت أدركتها عندنا، وأظنها جدتي حقيقة، وقد كانت جدتي حقيقة، فإني لم أر فرقا عندها رحمها الله رحمة واسعة. والحق أن قبيلة "كل تكرنكت" أشد القبائل السوقية اندماجا في قبيلة "كل اسكن" على الإطلاق، فيصح أن نقول: هي قبيلة أمهات أولاد "كل اسكن". وهذا أدى إلى أمر طريف سوف أذكره في هذه السطور. أما قبيلة "كل تبورق" فحدث ولا حرج، فكأن النسب بينها وبين هذه القبيلة يشبه الحالة التي فرغنا من شرحها، إذا عكست القضية، وقلت: إن كثيرا من أمهات أولاد تلك القبيلة هي من "كل اسكن"، فهذا صحيح يشهد عليه الواقع المعيش، فلا يحتاج إلى التمثيل أصلا، ويكفي لقبيلة "كل اسكن" أنها تتشرف حالا بإقامة السيدة بنت الشيخ العلامة الخضر فيها، وما زالت هناك، أطال الله بقاءها، وزاد من عمرها المبارك. أما قبيلة "كل تجللت" فرغم مجيئها في مرتبة متأخرة بعد المذكورة، فيكفي أن جد إحدى الأسرتين التي كانت نواتها الأولى "محمد الإمام" بن عمة "إنلبش" جد "كل اسكن"،وكان يتمازحان ولذلك قصص من أطرفها أنه مر أحد الشيخين ـ وهو الشيخ إنلبوش ـ بقبر الآخر ( الإمام )بعد موته، فعقر عنده ثورا إكراما له ثم أخذ (أغلم)فوضعه عند القبر ممازحةوقد تحجر،رآه شاهد عيان عند قبر الإمام في تيجيرون على حاله الأول عام 1424هـ وكذلك بيت بني همهم،فمعروف عنه شدة محبة كل اسكن ومن آثار تلك العلاقات بين كل اسكن وبين كل تجللت مكاتبة الشيخ حمدا لجدي محمد بن محمد الامين ـ رحمهما الله ـ فقد أرسل إليه عدة أسئلة وأجابه بكتاب مستقل، وما دمت أتحدث من منظار الواقع، فإن من رآى حال العم أمح بن محمود واحتفاءه بعلاقة كل تجللت مع كل أسكن يتضح له ذلك جليا. ومن الواقع ماكفاني مؤونة التمثيل له الشريف الأدرعي أحمد محمد بن محمد الحاج ، إذ علم كل رواد "المنتدى" أنني خاله، وليس وحده في ذلك أيضا، لكنه يكفي مثالا. وكذلك قبيلة "كل تجيدت"، التي يظن من لا يعرف التفاصيل الدقيقة أنها جزء من "كل اسكن"، من شدة الترابط. أما قبيلة "كل تكرتن" فإنها أيضا ـ لا بد ـ قد امتزجت بها، وإن لم يحضر لدي مثال حي أستشهد به، فيكفي "الرضاع" نسبا، ورحما، فهو موجود بالقوة، ولا يفوتني كعادتي أن أمثل بأني شخصيا، خال اليعقوبي في الرضاع، مع أن العلاقات لا تنحصر في النسب فقط، كما سيتضح، فبعض القبائل تقوى علاقة كالعلم بينها أكثر من رابطة النسب. 2 ـ المصاهرة: هذا الجزء لا يحتاج إلى التفصيل بعد ما شرحت الجزء الأول، فمن البديهي أن كل ذلك ناتج عن عامل المصاهرة، وهي لم تزل قديما وحديثا تربط الأوصال، وتذكر بالعهود القديمة، وتحكي قصة "الميثاق الغليظ" بين تلك القبائل المذكورة. 3 ـ الجوار: إذا كان النسب والمصاهرة يعبران عن العلاقة الاجتماعية تعبيرا معنويا، ويكونان مبهمين أحيانا، فإن الجوار مظهر ملموس من مظاهر التجمع، وهو نفسه الاجتماع بالمعنى الحرفي، ولا أقصد بالجوار هنا الحدود الجغرافية، بل الاندماج في بوتقة واحدة، مما يشكل مكونا اجتماعيا واحدا، وهو ما حدث فعلا في قبيلة "كل اسكن"، فهي تتشرف باستضافة أسرتين من "كل تبورق"، وأسرتين من "إجدش"، أو أكثر إذا أضفنا الأولاد، ومن اللغو التذكير مرة أخرى بأن الأمهات في تلك الأسر المذكورة من قبيلة "كل اسكن"، مما يعكس فعلا التلاقح القوي، وكأنها بهذا (ملتقى قبلي)، متعدد الأنواع، وإن كان متقارب الاتجاهات. وهذا من الطريف الذي أشرت إليه، هو أن هذه القبيلة أدت إلى الجمع بين قبائل لم يتوقع اجتماعها هكذا، لكنها آوتها في مظلة واحدة، ولم يقتصر هذا الجمع الذي قامت به على الجوار فقط، بل سببت بنقل الأرحام، والربط بينها في النسب، فمثلا: أن تزف فتاة إلى قبيلة "كل تبورق"، أو "كل تجللت" وأمها أو جدتها من قبيلة "كل تكرنكت"، أليس هذا طريفا؟ وهذا هو ما حدث فعلا، فإن 99%، ـ بدون مبالغة ـ من بنات "كل اسكن" الموجودات في "شرق نهر غاوو" أمهاتهن، أو جداتهن من "كل تكرنكت" مباشرة. وإذا عدنا إلى تأصيل الجوار بالمفهوم القبلي فلا يخفى أيضا أن كل أسكن في عهد الشيخ حماد، قضوا فترة متجاورين مع "كل تبورق" وقد اشار المحمود إلى ذلك في تبره التالد في غير ما موضع ومن تلك المواضع حينما تكلم عما اوتي والده حماد من الهيبة من إخوانه وجماعته إلى ان ذكر أنه مرة جمع اصحابه يسألهم هل ينتقلون إلى جهة الساحل الشرقي والغربي مستشيرا فسكت الجميع فقال له بعضهم ـ ما معناه ـإن أذنت لأحدنا أبدى لك رأيه فأذن للسيد المشقح ، فقال له الساحل الشرقي والغربي لنا، وأي واحد منهما اتجهنا إليه اتجهنا إلى موطننا ولكن ...ثم سرد الجواب . ومعلوم أنه في تلك الفترة أيضا إن لم يتجاوروا مع" كل تجللت " فهم قريبون منهم لأن الجميع لا يريد الابتعاد عن الشيخ . · العلاقات الدينية: إن العلاقة الدينية في نظرهم أقوى من أية علاقة، فهي تتعالى على كل الاعتبارات، وهي أمها، وهي التي شكلت في تاريخ القبيلة منعطفا خطيرا، ومهما، فهي المنعطف الذي خلق بالدرجة الأولى كل العلاقات الأخرى، خاصة مع القبائل الثلاثة "كل تبورق/ كل تجللت/ كل تكرتن"، والجانب الديني هو الذي نقلها من "منظومة إجدش" إلى منظومة تلك القبائل المذكورة، وإن لم يسبب هذا النقل إلى فراق كبير بينها وبين إجدش كما سبق، وهو العامل الذي سبب لها رضا الراضين، وسخط الساخطين، ولكن يبدو أنها اقتنعت برأيها أيما اقتناع، وآمنت به إيمانا لا يضاهيه إيمان، حين بايعت الشيخ حماد رضي الله عنه شيخا للطريقة، فانضمت انضماما كليا على مستوى الروح إلى تلك المنظومة، ومن ثم قبعت الطريقة في وجدان القبيلة، لتخلق امتزاجا، فحلولا واتحادا ـ بالمفهوم الصوفي ـ فهذه العلاقة إذن أكبر العلائق على الإطلاق وضوحا، وأكثرها تجليات، فمن الطبيعي أن تسكن ألقاب المشايخ ضمائر الأطفال، حين ارتشفوها وجدا وحريقا، ورحيقا على يدي الأمهات، اللاتي يتوسلن بهم صباح مساء، فهي علاقة تتسم بالإخلاص، وتنطلق من الإيمان، فتستولي على القلوب، إلى درجة الفداء. فمن نافلة القول إذن التأكيد على أنها كلها مريدون أوفياء لتلك القبيلة، وليس للشيخ فحسب، بل ولكل من له أدنى صلة به: ذكورا، وإناثا،صغارا وكبارا، فضلا عن القبيلتين المتجاورتين معها "كل تكرتن/ كل تجللت"، التين اشتركت معهما في الاتجاه الواحد. فهذه العلاقة الروحية هي التي قد تفسر بأنها خلفت الهوة بينها وبين بقية القبائل الأخرى، فمن العجيب فعلا أن تلك الفجوة لم تتجاوز القشور السياسية، ولم تنعكس على الحياة الاجتماعية، إذ تواصل النسب يزدهر بينها وبين "كل تكرنكت" مثلا. · العلاقات العلمية: هذه من أهم النقاط في تاريخ السوقيين عموما، وهي التي تشتغل بضغطها طاولة النقاش بينهم، وإذا كان يشوبها نوع من التنافس بين جل القبائل السوقية فإنه يبدو أن قبيلة "كل اسكن" لم تفكر في التنافس العلمي قطعا، وإذا كنت أبرر ذلك بشدة تفانيها في حب القبائل الثلاث الأخرى "كل تبورق/ كل تجللت/ كل تكرتن"، بحيث كانت تفتخر بعلماء تلك القبائل، وكأنها علماؤها، وتنتصر لهم في كل قضية علمية أثيرت للنقاش، ولا تريد أصلا أن يصدر منها ما يشبه التنافس مع من تخلص له الولاء، وبالمقابل فإن من رآى توجيه شيخ الجميع العلامة المحمود بن حماد اسئلة إلى العلامة جدي محمد بن محمد الامين يستفتيه ويستنيبه فيها في الجواب عن عدة مسائل رفعت إليه ورآى إجاباته له، فإنه يتأكد تماما أن الجميع واحد، وأن العلاقة العلمية بريئة كل البراءة من التنافس فكيف بالتناسف؟ لاسيما إذا اضفت إليه اسئلة العلامة حمدا بن محمد من كل تجللت له في امور تاريخية ـ والجميع متداول ـ ولئن أوضحت هذا فلا أبرر غيابها عن الساحة، فاكتفت بالمشاهدة، والتصفيق، فلم تسهم كثيرا في دفع الحركة العلمية نحو الأمام، ككل ما يرام، هذا إذا رجعنا إلى دائرة واقعية ضيقة، أما إذا عدنا إلى امتداد التاريخ ، فمن البدهي لقراء السوقيين مكانة ابي هريرة (إنلبوش )عند علماء السوقيين وتداولهم للنقل عنه ، بل تعتبر منظومته في الفرائض ومنظومته في العقيدة من مكونات الأجيال السابقة علميا ـ وهكذا ـ ولن نطيل في هذا لأنه ليس هو وجهة المقال الأساسي . وربما يعود عدم ما ارتجلته من قلة الاسهام في الحركة العلمية لبعدها عن منطقة ذلك المثلث العظيم الذي هو وإياها على نمطية ووجهة واحدة ـ بما أني في هذه الورقات لا أتحدث حول حياتها العلمية، بقدر ما أتحدث حول علاقاتها العلمية فإني أقتصر على أن علاقتها العلمية مع تلك القبائل، وغيرها كقبيلة "تنغاكلي" هي علاقة "الأخذ" أكثر من "العطاء"، للأسف، فأخذها فيما يبدو أكبر من "عطائها"، ولذلك فقد كانوا يتوجهون للأخذ نحو تلك القائل الثلاثة، إضافة إلى "تنغاكلي" هذا، ولئن كانت قبيلة "كل تكرتن" تأتي متأخرة بعد "إجدش" في العلاقة الاجتماعية على مستوى "النسب" فقط فإنها تأتي في مرتبة متقدمة في هذا الجانب العلمي، بدون مقارنة بينهما، فإن الكثير من الذين حفظوا القرآن الكريم، وتعلموا العلوم العربية من قبيلة كل اسكن قد كانوا تخرجوا من محاضرها، وعلى أيدي علمائها تلقوا كتاب الله، فأية علاقة أكبر من هذه ؟؟ وكانت في هذا مثل "كل تبورق/ كل تجللت" تقريبا، ولكن لا ننسى أن كل ذلك يتم بفضل الشيخ الذي يوجد في قبيلة "كل تبورق"، من عهد الشيخ حماد، إلى يومنا هذا فله فضل الإدارة، والتوجيه، وللقبيلتين الأخريين فضل الممارسة العملية التعليمية، والتكوين المخلص. فإن كل طفل يوجه إلى هناك من كل أسكن إنما يقصد كل تبورق، وبالتحديد الشيخ، ولكنه يتعاون مع القبيلتين كما ذكرت، وتارة يحفظ الطالب القرآن عند "كل تجللت" مثلا فينتقل إلى "كل تبورق"، ليواصل دراسته في العلوم العربية والشرعية، وتارة يزيد على حفظه للقرآن الكريم تلقي بعض الكتب، ثم ينتقل إلى "كل تبورق"، كما حدث لي، وتارة أخرى يبقى هناك إلى أن يرجع إلى أهله. ما مضى هو المحدد لما يمكن تسميته تجاوزا ب"السياسة"، المنطلقة من ذلك الفكر الذي يصنف القبائل إلى اتجاهات، يحكمها نوع من الولاء والبراء، ولا شك أن علاقاتهم السياسية تلك قوية الوشائج مع المثلث المذكور أيضا، دون استبعاد "إجدش"، بكل قبائل التجمع. فلا أطيل الحديث هنا.ولكن لا أنسى لفتة مهمة وهي اتحاد الموقف بين "كل أسكن "و "كل بجو" و"كل تبورق"و"كل تجللت" في عهد الاستعمار الفرنسي ، فإن الجميع وقف موقفا واحدا علميا وسياسيا ، ويمثل كل بجو: أجنت أبي إفنفن ،وكل تبورق نوح بن محمد ثم ابن أخيه حماد ،وكل تجللت محمد الصالح بن محمد بن ميد(حاي) وكل اسكن: المشقح ، فموقف هؤلاء جميعا هو عدم اكتمال شروط الجهاد مستدلين بأدلة علمية واضحة، وموقفهم السياسي مصالحة المستعمر تأمينا لرعاياهم.، وهذا الموقف لا يأتي الاتحاد فيه هكذا من فراغ لاسيما بين كتل يطول الحديث عن الوشائج بينها. 2 "كل اسكن" في كتاب ـ المدارس الأدبية في صحراء الطوارق ـ للأستاذ/ محمد أحمدا الإدريسي السوقي. - لعلنا الآن نستطيع ترك القارئ ليحكم على العبارة التي وردت في هذا الكتاب ص 52: { وذكر العلامة الشيخ العتيق بن سعد الدين : أن القبائل التي ساعدت على ذلك التجمع وكانت نواة أساسية لهذا التكامل هي: قبيلة (إقدش ) بني محمد البشير , وكل (تبورق ) , وكل (تجللت) , وكل (تموكسن )}.
ليجيب القارئ: هل القبيلة المذكورة ليست جزءا من هذا التكامل ؟؟؟ تجب الإشارة مرة أخرى إلى أن الأستاذ حرص على التصريح ب"العلاقات التي تربط بين جل القبائل السوقية، كقبيلة "كل جنهان، وكل تموكسن، وكل تبورق، وكل تموكسن، وكل تجللت ...إلخ. بينما لم يشر ولو بالتلميح إلى روابط وعلائق "كل اسكن" بالآخرين. - قال الأستاذ الخرجي عن "مدرسة كل اسكن" ص 90 : { ولهذه المدرسة شعراء في القديم والحديث, ولكن لم يصل إلي من شعرهم أثناء الكتابة شيء, ومتى وجدته أضفته}. أشكره على هذه المجاملة، وأسأل الله أن يجزيه ألف خير عليها، وأقول له : أنا أيضا لم تصلني أخبار شعرائهم، ولا أظنها ستصلني، ولن يتهمني ابن سلام الجمحي بما اتهم به قبيلة قريش، لما رأت أنها ليست عظيمة الشأن في الشعر، فنحلت الشعر العربي، وتزايدت، لأنها ليس لها شعراء كما للقبائل الأخرى، بل لا نعرف لها شاعرا ذا شأن. ولا أرى أن فقر قريش في الشعر ينقص من قدرها، بل العكس، فكم أشاد العالم كله بفصاحة اللغة القرشية. ولذلك لا أجد حرجا في التصريح بأني لا أعرف لقبيلة "كل اسكن" شاعرا، إذا استثنينا "الشيخ حمزة احمد" في شعره الصوفي "شعر المريدين". وهو قليل، والسيد محمد بن صالح ثم محاولاتي المتواضعة. ولكن أقول في الوقت نفسه: إذا كان شعر "كل اسكن" لم يصل أستاذنا، فإن مكانتهم بين القبائل المذكورة قد وصلته في أكثر من نص، وعايشها بكل تجلياتها، فلم غيب ذلك الواقع، وخلق افتراضا لم يقم عليه أي دليل ؟؟؟ ولذا فمن باب الإنصاف، والعلمية أريد من الباحث أن يصرح بأنه لا يعرف لهذه القبيلة شعرا، ولكن يشيد بما تلعبه من دور اجتماعي على الأقل في سطور. وأريد منه أن يصرح بأن هذه المدرسة كما يسميها لم يتخرج منها الكثير من طلبة العلم ـ أقصد الذين يفدون إليها من الخارج ـ مما يدل على تأخرها في هذا المجال، ولكن : يقف وقفة اعتزاز وافتخار أكثر من المرور الكريم، الذي قام به، مع "إنلبش" باعتباره جدا سوقيا عاش في ظرف تاريخي خاص، وقام بمجهودات خرجت حد نطاق "القبيلة" الضيق، ليشارك في التحولات التاريخية العظمى، فيخصص له سطورا لافتة، على الأقل كما فعل مع من جاء بعده من علماء المنطقة. وأريد منه أن ينعى النشاط العلمي في المنطقة مؤخرا، ولكن يذكر على الأقل: بحثين للشيخ/ المبارك محمد، كما فعل مع معاصريه. إلـــــــــــــــــخ. أي: أريد الموضوعية فقط. 3 موقفي الشخصي من "علاقات كل اسكن":
من حق القارئ أن يسألني عن رأيي الشخصي تجاه تلك العلاقات، كما أن التاريخ يطالبني ليس فقط بالتدوين، بل بتسجيل رؤيتي أيضا، ولذلك لا أرى بدا في إتحاف القارئ والتاريخ معا برأيي على جرأته: إنني أبارك كل تلك المواثيق، والعهود التي وطدها الأجداد مع أي أحد، فضلا عن تلك القبائل المذكورة، وأنى لي بالاعتراض؟ بل أعض عليها بالنواجذ، وأعتز بها، وسأتحدى مقاريض الدهر الحادة، التي تقطع أي متصل. ولـــــــــــــــــــــكن ليس على حساب الآخرين، فانطلاقا من موقفي الذي ينظر إلى الحياة نظرة شمولية، ويعارض أية نظرة أنبوبية، تلك التي لا تتيح للشخص سوى رؤية ما تسمح به فتحة الأنبوب أمامه، وهي أحادية مؤسسة أصلا على نفي الآخر، وعدم الاعتراف به، انطلاقا من كل ذلك وغيره أرى أن نظرة "كل اسكن" من هذا الجانب ضيقة الأفق، مع الاحترام الشديد، فإذا كانت انفتحت، وتفانت في حب القبائل المذكورة فإنها ـ و الحق يقال ـ انغلقت، وانطوت على نفسها بالنسبة إلى القبائل غير المذكورة،، وكل هذا ناتج عن خلفية أيديولوجية، تستبعد أي اتجاه آخر، مخالف في المذهب العقدي، وهو خطأ لم تقع فيه وحدها، فكان الدليل الحاضر في وجدانها، والظاهر على سلوكها هو : لا نوالي من لا يشاركنا في اتخاذ "الشيخ". وأرى أن نموذج "كل تجللت" أقوى حضاريا من هذا النموذج، فهي رغم بيعتها، وتفانيها في ولاء الشيخ لم يمنعها ذلك من استقلالها الشكلي، المراعي لخصوصية القبيلة، وبالتالي، فإن لها علاقات طيبة ـ مثلا ـ مع "كل تموكسن"، و"كل تيسي"... أجل، أي عيب في أن يكون لي شيخ، أحترمه، وأتوسل به، وأحبه كما أحب نفسي، ثم أدير سياستي الخارجية انطلاقا من مصالحي الشخصية، طالما لن يضر ذلك ببيعتي له؟ من المؤكد، أن هذه السياسة قد تكون هي التي نصبت لها أعداء بدم بارد، وقدمتها إلى القبائل الأخرى في شكل مليئ بالحسابات والحساسيات. وربما لهذا السبب بالذات سيطرت الأيديولوجية على الكاتب الباحث الخرجي، وذكرها في أخر القائمة، ولم يعطها كل حقها. ولذا أعذره، من جانب، ولا أعذره من جانب آخر. أعذره بصفته سوقيا، محكوما بالسياسة القائمة، ولا محالة، ولا أعذره بصفته باحثا، مؤرخا، يحدث الأجيال، ويتحرى الحقائق. وأظنه أكبر منصف مقارنة بغيره من أمثاله لو كتب في هذا الموضوع الحساس. وأسأل الله أن نرى ذلك اليوم الذي لا ننظر فيه إلى الآخرين بمنظار الآخرين. وهذا فعلا لن يتحقق من طرف واحد.
|
05-13-2011, 08:28 PM | #2 |
عضو مؤسس
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
أقف هنا؛ إكبارا لشخصيتك, أستاذي, وشيخي محمد الشريف الحسني السكني, وأسأل الله أن يحفظك, ويكثر أمثالك من المسلمين عموما ـ وليس السوقيين فقط ـ ووالله إنك لتطالبنا بما لا نستطيعه, والله إننا دون مستواك في الكتابة بكثير, بدءا بي إلى من قرأت لهم من السوقيين, نحن دونك بكل المعايير.
في وضوح الرؤية . في سلاسة العبارة . في صفاء الضمير . في الجرأة والصراحة. فاعذر إخوانك, ولا ترهقهم من أمرهم عسرا. والله العظيم الكريم ـ أقولها بكل افتيات على الآخرين ـ لو كان الخرجي أو غيره يستطيع أن يكتب مثلك لكتب مثلك, ولا أحد يرفض الخير فإن الطباع ميالة إليه. ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء. والله إن صراحتك لهي مذهب سلفنا السوقيين, وكانوا لا يجهرون بالسوء من القول, بل ولا يسرون. لكن مع ذلك ما زالوا يسجلون حقائق, على غرار ما قمت به هنا. وأرجو أن ننسج في كتاباتنا على منوالك . خروجا عن الموضوع أرجو أن تسمح لي, وتعذرني في عدم تعليقي على تشريفك لي بإيضاءاتك الغالية على مقطوعتي المتزامنة مع الملتقى, فقد استصغرت في جانبك العبارات المرتجلة, مثل (شكرا) وأخواتها, واستصغرت نفسي أمام محاورتك في موضوع النقد؛ ليقيني التام بأن مجاراتي لك في ذلك المضمار, لا تعدو أن تكون من باب التشبع بما لم أعط, ولا أريد أن أكون كلابس ثوبي زور. ويشهد الله والعالمون أني أحبك, ويثلج صدري ما أرى من تميزك, اللهم بارك فيه, وله, وزده, وارفعه, واحفظه. |
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 05-13-2011 الساعة 08:34 PM
سبب آخر: خاص
|
05-13-2011, 08:54 PM | #3 |
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
اقتباس:
آمييييييييييييييييييييييييييييييين. هذه قصيدة في المدح ـ ولا تعاب أيضا بالتكسب ـ أعجز عن إجازتها، إلا بالقول: "أنا ـ يا أستاذي ومعلمي ... ضاعت الحروف.... فالمعنى الذي أريد غامض كالسر في رياض الحب، وارتعاشة الشوق". أطال الله بقاءكم. |
|
05-13-2011, 08:47 PM | #4 |
عضو مؤسس
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
أما قبيلة "كل تجللت" فرغم مجيئها في مرتبة متأخرة بعد المذكورة، فيكفي أن جد إحدى الأسرتين التي كانت نواتها الأولى "محمد الإمام" بن عمة "إنلبش" جد "كل اسكن"،وكان يتمازحان ولذلك قصص من أطرفها أنه مر أحد الشيخين ـ وهو الشيخ إنلبوش ـ بقبر الآخر ( الإمام )بعد موته، فعقر عنده ثورا إكراما له ثم أخذ (أغلم)فوضعه عند القبر ممازحةوقد تحجر،رآه شاهد عيان عند قبر الإمام في تيجيرون على حاله الأول عام 1424هـ وكذلك بيت بني همهم،فمعروف عنه شدة محبة كل اسكن ومن آثار تلك العلاقات بين كل اسكن وبين كل تجللت مكاتبة الشيخ حمدا لجدي محمد بن محمد الامين ـ رحمهما الله ـ فقد أرسل إليه عدة أسئلة وأجابه بكتاب مستقل، وما دمت أتحدث من منظار الواقع، فإن من رآى حال العم أمح بن محمود واحتفاءه بعلاقة كل تجللت مع كل أسكن يتضح له ذلك جليا. ومن الواقع ماكفاني مؤونة التمثيل له الشريف الأدرعي أحمد محمد بن محمد الحاج ، إذ علم كل رواد "المنتدى" أنني خاله، وليس وحده في ذلك أيضا، لكنه يكفي مثالا.
وما ذا يفعل الشريف الأدرعي إن لم يعتز بخال له مثلك ولا تعليق لي إلا قولي: خالي عويف وأبو علج *** المطعمان اللحم بالعشج |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
05-13-2011, 09:05 PM | #5 |
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
|
|
05-14-2011, 10:53 AM | #6 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
لا أملك هنا إلا أن أعبر لك يا محمد عن انبهاري بهذه الافاضافة , وهذه الصراحة التي لم أعهد بمثلها في كتاباتنا, وأما ما ذكرته من علاقات هذه القبيلة بغيرها من القبائل فهو موضع اهتمامي وافتخاري وسوف أضيفه بإذن الله, أشكرك على صراحتك, وعلى قلمك المميز, وأسلوبك الراقي, وأفيدك بأنني أعدها هذه القبيلة عمقا لي وقيمة علمية وأخلاقية سوقية مهمة فعزهم عزي ومجدهم مجدي.
|
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|
05-14-2011, 11:12 AM | #7 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
المعلقة السابعة عشر المعنونة بعنوان: إرشاد القريب إلى البعد عما لا يحمد في نشره الأديب إذا اشتعلت في البيت نار ولم يكن***لها مطفئ لم يلبث البيت أن يقع بسم الله الرحمن الرحيم أول واجب على العبيد***معرفة الرحمن بالتوحيد الحمد على نعمة الهدى.... الأديب محمد أغ محمد، إني اطلعت على مقالك، واستفدت من مادته التاريخية، من روابط القرابة القبلية، وعلاقة القبيلة الاجتماعية. فقد أفدتني فيها ما أتمنى أن يفيدنا كل واحد بقبيلته وما يتصل بها من تاريخها القديم والحديث في محيطها. فإنه مما ينبغي لا نحجر واسعاً في جانب تحدث الكاتب عن قبيلته ومناقبها متحملاً صحة ما يخبره في ذلك ما لم يخالف الشرع، فإن المناقب لها سقف شرعي تقف عندها نقلاً وعقلا. لذا فإن مقالك كما اطلعت عليه، لست بصدد التعرج إلى بيان الملاحظات الاجتماعية، لأنها مغموسة عندي في حسنات فوائده التاريخية المشكورة. وإنما الذي دعاني إلى هذه الأحرف نصيحة أقدمها لله جل في علاه. وهي متعلقة بما تناوله مقالك من التصريح: أ- التصوف. ب- المشيخة. ج- التوسل. د- جانب الكرامات. مع عدم التعرج إلى ما تعرض له من تضمينات لمعان صوفية. فرأيت من النصح أن ننبه الجميع بأن لا يردوا في مقالاتهم شيئاً يتضمن مخالفات شرعية. وذلك لمحاذر شرعية، كل واحدة تكفي في الجزر أخواتهما، منها ما تناوله قول الإمام الطرطوشي ـ رحمه الله ـ عن كتاب الإحياء... بعد سوال وجه إليه، فأجاب بجواب جليل منه قوله: وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب بالنار، فإنه إن ترك انتشر بين ظهور الخلق ومن لا معرفة بسمومه القاتلة وخيف عليهم أن يعتقدوا صحة ما سطر فيه من الضلال، فيحرق. .المعيار 12/187 طبعة دار الغرب الإسلامي. والشر كالنار تبدو حين تقدمه***شرارة فإذا بادرته خمدا لذا نرجو من الجميع التعاون على البر والتقوى، ذلك لعدة أسباب، منها: أن شرعنا المطهر أمر به. ومنها: أن عدم التعاون في سبيل البر والتقوى سيقود إلى جوب النهي عن المنكر، متى ما ظهر ـ بإذن الله. ومنها: أن من أورد ذكر أي اجتهاد خاطئ لأي عالم من علماء السوقيين فإنه سيعرضه إلى بيان نكر خطأ اجتهاده شرعاً، فيسئ إليه الأدب بالدرجة الأولى مهما بلغت منزلة تلك الشخصية الذي وقع منه ذلك الاجتهاد الخاطئ، حياً كان أو ميتا. وذلك لأن الدين فوق كل شيء لأنه حق يجب للذي خلق الكون جميعا. وليس آحاد علمائنا ولا ما كتبه آحادهم بأجل من أبي حامد الغزالي، وما كتبه. فإن الغزالي لما وقع في اجتهادات شرعية خاطئة تناول غير واحد من علماء المسلمين بيان نكر تلك الاجتهادات. وعند المثال يتضح المقال: أ- قال الإمام المازري المالكي ـ رحمه الله ـ عن كتابه: وفيه كثير من الآثار عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: لفق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد فيه نزغات الأولياء، ونفثات الأصفياء ما يجل موقعه.... كإطلاقات يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإن أخذت معانيها على ظواهرها كانت كالرموز إلى قدح الملحدين، ولا تنصرف معانيها إلى الحق إلاّ بتعسف على اللفظ، مما لا يتكلف العلماء مثله إلاّ في كلام صاحب الشرع، الذي اضرطت المعجزات الدالة على صدقه المانعة من جهله وكذبه إلى طلب التأويل. سير أعلام النبلاء 19/330 طبعة مؤسسة الرسالة. ب- قال الطرطوشي عنه: فإن كان الرجل يعتقد ما سطره في كتابه لم يبعد عن الكفر، وإن كان لا يعتقده فما أقربه إلى الضلال. وإني لعلى عزم أن أنفرد له فأستخرج جميع هفواته، وأوضح سقطاته، وأبينها حرفاً حرفا... المعيار 12/187 طبعة دار الغرب الإسلامي. والشر كالنار تبدو حين تقدمه***شرارة فإذا بادرته خمدا هذا ولقد ذم الله اليهود ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ـ عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه... بعض حقائق الصوفية: لقد ذم جماهير علماء المسلمين التصوف، بل بلغ الأمر حد هذا النقل الصريح الذم. قال القرطبي ـ رحمه الله: وسئل الإمام أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟.. الجواب: ـ يرحمك الله ـ القائل الإمام الطرطوشي ـ رحمه الله تعالى: مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلاّ كتاب الله وسنة رسوله.... هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين ـ وبالله التوفيق. تفسير القرطبي 11/237 والشر كالنار تبدو حين تقدمه***شرارة فإذا بادرته خمدا هذا غيض من فيض مما أجمل في ذم التصوف، وفصل غاية التفصيل في الكتب وأفردت فيه المصنفات. وما تناوله نقل القرطبي فيه غنية في معرض النصيحة. بعض حقائق المشيخة الصوفية: المشيخة الصوفية نقلاً وعقلاً ليس فيها أي منقبة، لأن من جهة المريدين بلغ بهم توهم تعظيم شيخ الطريقة الصوفية درجات دنية لا تليق بعقلاء العامة فضلاً علمائها، هذا أمر. وأمر آخر، هو جانب شيخ الطريقة الصوفية أن بلغ به توهم العلو عن المريدين له علواً كبيراً، يصل به أنه لو أمرهم جميعاً فضلاً آحادهم بمعصية الخالق لما وسع المأمور إلاّ الامتثال بسمعنا وأطعنا. وعند المثال يتضح المقال: أ- ومن أقدم المصنفات المغربية في الرد على الصوفية: رسالة لأبي الحسن الصغير المكناسي السوسي ـ رحمه الله. والرسالة في أغلبها إبطال للبدع التي أحدثها المتصوفة، كالذكر جماعة والشطح،واتخاذ الشيخ في التربية... ومما قال ـ رحمه الله ـ في هذه الرسالة: فإن قيل كيف أنكرتم التوبة بالاجتماع والوليمة عليها وحلق الرأسواتخاذ الشيخ في ذلك. فالجواب أن تقول: إنما أنكرن ذلك على تلك الصفة لأنها من المحدثات التي نهى عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ لم يرو عنه، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ولا العلماء الذين يجب الاقتداء بهم. كتاب: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم ص91 ب- وقال محمد بن اليمني الناصري الرباطي: إننا اجتمعنا بكثير من متصوفة العصر وداخلناهم وخالطناهم مخالطة مستطلع باحث عن أسرارهم وخصائصهم ومميزاتهم،فوجدناهم يقدس بعضهم بعضاً ويركع بعضهم متجاوزين في ذلك الحد الذي يجب الوقوف عنده، قاصدين بذلك نشر دعاويهم الكاذبة، وتأييدها لإغراق الدهماء في أوهام وأضاليل. كتاب: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم ص86 بعض حقائق التوسل: إن التوسل أفرد في شئنه مؤلفات فضلاً عن أقوال أئمة السلف في بيان ما ابتدع فيه. وعند المثال يتضح المقال: أ- من درر كتاب أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع، لعبد الله بن عبد الحميد الأثري، ما نصه: وذلك لأن التوسل من العبادات التوقيفية، ولم يثبت في الشرع الحكيم ما يدل على جواز هذه التوسلات البدعية، وكذلك لم يستعملها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ ولم تنقل عن أئمة السلف الصالح، وكل عمل ليس عليه أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو بدعة لا يجوز التقرب والتعبد به إلى تبارك وتعالى. ص82 ت-قال العلامة علي بن أبي العز الحنفي ـ رحمه الله: الاستشفاع بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره في الدنيا إلى الله تعالى في الدعاء فيه تفصيل: فإن الداعي تارة يقول: بحق نبيك، أو بحق فلان، يقسم بأحد من مخلوقاته، فهذا محذور.... وتارة يقول: بجاه فلان عندك، أو يقول: نتوسل إليك بأنبيائك، ورسلك، وأوليائك، ومراده: لأن فلانا عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا، وهذا محذور. شرح العقيدة الطحاوية، ص294 والشر كالنار تبدو حين تقدمه***شرارة فإذا بادرته خمدا بعض حقائق الكرامات: الكرامات ليست من السهل الممتنع التحدث بإثباتها، بل من الصعب الممتنع لأنه يحتاج إلى ميزان عريض توضع فيها ثم تعرض على الشرع نقلاً وعقلا، ما قبله الشرع قبل، وما رده رد. ولكن عند الصوفية أسهل الصفات التي يطلقونها على أية حالة لمن ابتلوا بذلك له ـ إلاّ من رحم الله، وقليل ما هم. وعند المثال يتضح المقال: وقال عبد الحفيظ الفاسي الفهري عن كتاب النبهاني: وهي وإن كانت له فيها حسنات، فهي لا تقابل ما له فيها من السيئات، وذلك لما خلط بها من الخرافات.... وادعاء الكرامات ... ولا مستند له فيها إلاّ مجرد التقول والدعوى، أو نقل عن فلان عن فلان، ولو كان هيان بن بيان، أو الاغترار بظواهر الأحوال وعدم البحث عن حقائق الرجال. كتاب: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم ص89 ومنها: يصل بنا المقال بأن التعبير بالعلاقة الدينية، ويراد الطرق الصوفية، تعبير فيه تجاوز، لأن الدين عند الله الإسلام. وفيما ذكر من أقوال العلماء ما يدل على مخالفة محدثات المتصوفة للدين الحنيف. فلذا من كان يعبراً بمثل تلك العلاقات الصوفية، فالتعبير الصحيح: العلاقة المشيخية الصوفية ـ نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. يحيى السوقي |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 05-14-2011 الساعة 09:46 PM
|
05-14-2011, 10:07 PM | #8 | |
عضو مؤسس
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
اقتباس:
أضم صوتي إلى أصوات المعجبين, ولا شك أن الأخ الخرجي, ضرب مثالا جميلا لتحمل النقد, وهذا من مظاهر كماله ـ ثبته الله ـ وجزاه خيرا, وكذلك الأخ السوقي الأسدي, وقف موقفا لا بد له من وقوفه, وهو مشكور عليه, ونسأل الله له الثبات وزيادة في الغيرة على الدين, ولكن مساهمة مني في الصراحة الأدبية, والإخلاص الديني, أقتبس هنا ما وصل إليه به المقال لأعلق عليه حيث قال: ومنها: يصل بنا المقال بأن التعبير بالعلاقة الدينية، ويراد الطرق الصوفية، تعبير فيه تجاوز، لأن الدين عند الله الإسلام. وفيما ذكر من أقوال العلماء ما يدل على مخالفة محدثات المتصوفة للدين الحنيف. فلذا من كان يعبراً بمثل تلك العلاقات الصوفية، فالتعبير الصحيح: العلاقة المشيخية الصوفية ـ نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. هذا وما توفيقي إلا بالله إليه أدعو وإليه مآب يحيى السوقي إنني أنتقد استنكار الشيخ الأسدي لوصف العلاقات السابقة بين أجداد السوقيين بأنها دينية, وإذا لم تكن دينية, فما ذا ستكون يا ترى؟!!! نحن ـ يا أخي العزيز ـ مهما بلغت الصوفية من الضلال, ومهما بلغ أجدادنا من التصوف, فإن ما اشتهر به أسلافنا, وأدركنا عليه أحياءهم, لا يمكن أن يصنف تحت أي مصطلح, سوى مصطلح الدين, والديانة, والتعبد, والعبادة, هذا ما لا يشك فيه عاقل, ولا يمنع من كون الصوفية تشتمل على بدع وخرافات, وأمور انتقدها العلماء قديما وحديثا, لكن أين تذكر ؟ الجواب أن الصوفية والدراسات النقدية عليها, كل ذلك يذكر ضمن تراثنا الإسلامي, فنحن مسلمون, نسأل الله أن نكون سنيين, وأسلافنا كذلك مسلمون, نحمد الله على ذلك, ونسأل الله لهم أن يحشروا مع الطائفة الناجية, في أهل سنتها, أو في مجتهديها المخطئين, ولا أشك أن الدافع وراء تعليقك ـ إن شاء الله ـ هو دافع ديني, بالدرجة الأولى, ولكن من باب النصح الذي انطلقت منه, أرجو ألا يتكرر من فضيلتكم إخراج علاقات أسلافنا من كونها علاقات دينية, لا بالتصريح, ولا بالتلويح, إن ذلك ـ مهما كان ـ لن يعد من الجميل, ولا أدري بما ذا تفسر إعجاب الشيخ السلفي الإدريسي عالي بن اليماني المرسي, بأخيه الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي التبورقي, وجماعته, واعتباره لهم من البقية الباقية للدين, بعد بكائه على الدين والتعلم, في قصيدته السينية, حيث يقول: قال الشيخ العلامة عال بن اليمان الحسني الإدريسي السلفي في قصيدة وجهها إلى الكنتي, بعد ما أحس منه عدم الانصياع لإجابات علماء السوقيين ـ وفي مقدمتهم الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي ـ لقصيدته في الاستفتاء عن الحج في الطائرة:ffice:office" /> دمن تغير رسمها, تبكي ألا=تسلو بشعر رائق, متجانس؟ شعر تأنق في ثلاث مواضع=ومن البديع لكل نوع مائس ويزوج التشبيه؛ كي يحلو به=ومجازه حسن استعارة فارس وله مسالك في الكتاب وسنة=تبدو لغير معاند متناعس عدمت قوادح في جلي قياسها=في علة يرضاها أفقه قائس جمعت وما قصرت ولكن لا يرى=أعمى سنا قبس أنيق قابس إن الدواعي لا أحاشي توفرت=وتواترت عن نقلها بمدارس فسل العواصم والفواصل كلها=ستقول في المنطاد حج ونافس بمرورها كسحابة وتخالها=في الجو جامدة وطيب مجالس وبحملها للحاملين شريعة=من كل قطر راكعين وجالس ين شعر لحسان الحقيقة صخرها=سحبانها المحمود خير مجالس ولأفعل التفضيل في أوصافه=طرد وقيس في المحاسن رائس ناه ولا يأتي, ويأمر آتيا=أو ليس ذاك تنافس المتنافس لا أن يخطأ من أجاد جوابه=بأدلة تجلو لغير الناعس تخطيئه خطأ ومن لم يرضه=خفت قريحته ضعيف الهاجس ولك القصور عن ارتقاء قصوره=والحبس عن أنواره بحنادس ومن المنازل نال أسعد طالع=ما ضر ذاك تشاكس المتشاكس وبصحبه في كل خير يهتدى=ما فيهم إلا أبر مؤانس أقمار ليل جهالة ونجومها=من هاشم أو خزرجي كائس واضرب لهم مثلا بحلقة مفرغ=أو زد بليل راكع أو دارس لا فرق بين غنيهم وفقيرهم=في زيهم بملاحف وطنافس حق الأنام عليهم أن يصدقوا=عند السؤال لسائل مستانس والذب عن أعراضهم برماحهم=تذر الكمي مجندلا لم يانس هذا الشيخ المشهور بالسلفية (عال بن اليمان) يرى أن الناس على دين, بل يرى أن المحمود الذي هو أساس تلك العلاقات التي تشير إليها وإلى استعظام إطلاق (الدينية) عليها, ليس متدينا فقط, بل هو أكثر من ذلك , هو حسان الحقيقة, وحسان, إن جعل من الحسن ففعال, مبالغة في حسن إدراكه للحقيقة, وما أدراك ما الحقيقة؟ الحقيقة هي مطلب جميع الطالبين من السلفين وغيرهم , وإن جعل من الحس, ففعلان, يعني أنها أدركها, حتى كان يحسها إحساسا, فخرجت من طور المعقولات إلى طور المحسوسات, وزاد على ذلك أنها صاغها في قالب شعري, فكان حسانها, وابن ثابتها. الشيخ (عال) يرى أن الشيخ (المحمود) خير جليس, وحاشا وكلا, أن يكون كذلك, بينما منهجه لا يصح تسميته دينا, ولا نسبة ما يبنى عليه أو له به علاقة إلى الدين ـ أقولها وأنا متأكد أن الشيخ العلامة ـ كما وصفه به الشيخ المحمود نفسه في نقل له عنه ـ وهو (عالي) أعلم من أن يخفى عليه منهج الشيخ المحمود. الشيخ (عال) يرى أن الشيخ (المحمود) يطرد أفعل التفضيل في أوصافه, فكل أوصافه نال فيها فضل السبق على غيره, وهيهات أن يقر له بهذا الفضل, وهو يتهمه في دينه. الشيخ (عال) يرى أن الشيخ (المحمود) ينهى عن المنكر, ولا يأتيه, ويأمر بالعرف ويأتيه, ثم يذكر أن ما كان الشيخ (المحمود) عليه هو محل التنافس, وما المقصود بالدين سوى هذا؟ الشيخ (عال) يرى أن تخطيء الشيخ (المحمود) يعتبر خطأ, ولا يقصد بهذا المبالغة, بل هو تزكية من مدره, يعرف ما يقول, ويتقن مواقع الكلام, ويعلم أن تخطئة المصيب خطأ, وليس ممن يلقي الكلام على عواهنه. بل يزيد على ذلك أن من لم يرض ما قاله الشيخ (المحمود), فهو خفيف الفهم ضعيف الهاجس!!! الشيخ (عال) يرى أن الشيخ (المحمود) نال أسعد طالع من المنازل, ولا يقصد التنجيم, فهو ليس بمنجم قطعا, إنما يقصد السعادة الأبدية في منزل صدق عند مليك مقتدر, وهو هنا لا شك أنه يتكلم بما يرجوه, فلا أحد يقطع له بالجنة. الشيخ (عال) لم يخص الشيخ (المحمود) وحده بهذا, بل إنما أعطاه نصيب الأسد فقط, لكنه تدرج إلى تعميم جماعته, وأصحابه كلهم, ـ وهم معروفون ـ فذكر أنهم يهتدى بهم في كل خير, وكفى. (كل خير). وقطع بأنهم كلهم, ليسوا أبرارا فقط, بل ليس فيهم إلا أبر, أفعل تفضيل من البر والشيخ (عال) يعلم مدلول البر, ويحفظ قطعا قوله ـ تعالى ـ : (ليس البر أن تولوا وجوهكم ...الخ الشيخ (عال) يرى أن جماعة الشيخ (المحمود) هم أقمار ليل الجهالة, يا لله! كيف يكونون ذلك إلا بالدين؟!!! بل لم يكتف بذلك, حتى أوجب على الأنام أن يذبوا عن أعراض هؤلاء الخيرة, إذا أوذوا, كما هو حق الصالحين المصلحين في كل جماعة, يراد بها الخير؛ تحقيقا لمراد الله في قوله: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا). وقال الشيخ (عال)أيضا في قصيدته التي يبكي فيها قلة الاهتمام بالعلم, ويحث فيها الأبناء على السير في منهج آبائهم من طلب العلم, والحرص على التحصيل:
بل ما يجنني نوق ولا بقر=بل اندراس علوم الشرع والدين ولا يراعى لأهل العلم ذمتهم=ولا الأرامل تهدى والمساكين فلا أرى أحدا منهم يدرسني=علم اللسان ومفروض ومسنون إلا ابن همي عبد الله ديدنه=كتابه ومواساة المساكين يرجو بذلك رضوانا ومغفرة=وأن يفوز بأجر غير ممنون له المباحث لا يدري الجواب لها=إلا العتيق وجار ثم ذو الدين وشيخنا من يشار بالبنان له=في كل فن وتدريس وتدوين الجوهر الفرد محمود المقاصد بل=كلؤلؤ كان في الأصداف مكنون ينهى ولا يأت آمرا ويسبقنا=بكل رشد ومحمود وميمون شيخ الشيوخ إمامهم وأعدلهم=يحيي العلوم بتجديد وتعيين الله أسأل تأييدا له ولمن=يأوي إليه بتصديق وتحسين أريد من القارئ الكريم أن يركز جدا على هذه الأبيات, وكيف أن الشيخ (عال) اليماني, لم يقلها اعتباطا, وإنما قالها مركزا على كل كلمة فيها, ويقصد معناها شيخنا الجوهر الفرد محمود المقاصد لؤلؤ يسبقنا بكل رشد شيخ الشيوخ إمام الشيوخ أعدل الشيوخ محيي العلوم الله أسأل تأييدا له ولمن * يأوي إليه بتصديق وتحسين الله أسأل للشيخ عال بن اليماني, وجميع مشائخنا وأسلافنا تأييدا ومغفرة ورضوانا. أرجو التركيز على هذه المقطوعتين, كنموذج فقط, وإلا فإن تراثنا مملوء بمثل هذه الشهادات, التي لا تترك قولا لقائل. وأسأل الله لأخي وحبيبي السوقي الأسدي التأييد هو ومن يأوي إليه. :nic100: وبحسبك قول حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والله لو كان المطعم بن عدي حيا لتركت له هؤلاء النتنى) أو كما قال ـ بأبي هو وأمي, صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. |
|
التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 05-14-2011 الساعة 10:57 PM
|
05-15-2011, 10:47 AM | #9 |
|
وقفات...
حضرت غائبا..
ومررت كريم.. تصاممتُ.. وتكرّمت.. وأحسنتُ.. فقبلا.. همستُ.. وقعّدتُ..ونظّرتُ..واقترحتُ.. والآن..صمتُّ.. ومبروووووووووووك علي صمتي.. وأسأل الله لجميع الإخوة التوفيق إلى ما فيه الخير والرشاد والسداد في دينهم ودنياهم.. واحرص على ما ينفعك واستعن بالله.. |
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
05-15-2011, 11:53 AM | #10 |
|
رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع
ومما ينفع:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين قرار رقم 152 (1/17) بشأن الإسلام والأمة الواحدة، والمذاهب العقدية والفقهية والتربوية إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السابعة عشرة بعمان (المملكة الأردنية الهاشمية) من 28 جمادى الأولى إلى 2 جمادى الآخرة 1427هـ، الموافق 24 – 28 حزيران (يونيو) 2006م، بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع الإســـلام والأمة الواحدة، والمذاهب العقدية والفقهية والتربوية، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، واستعراض قرارات المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد عام 1425هـ / 2005م، والذي دعا لدراسة وتبني المبادئ التي حوتها رسالة عمّان، والتي تبناها منتدى العلماء والمفكرين الذي عقد بمكة المكرمة تمهيداً لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث. قرر ما يلي: أولاً: إن البحوث التي أُعدت في هذا الموضوع تتفق كلها على القواعد الأساسية العامة للإسلام، وتعتبر المذاهب العقدية والفقهية والتربوية اجتهادات لعلماء الإسلام قصد تيسير العمل به، وهي تتجه كلها إلى بناء وحدة الأمة وإثرائها فكراً وتحقيقاً لرسالة الإسلام الخالدة، وتتلاقى بحوث هذا الموضوع مع الدراسات التي قدمت مضامين (رسالة عمّان) المشتملة على بيان وتوضيح حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر، وهي تستحق التقدير والإشادة بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في تبنيها والتعريف بها على نطاق عالمي واسع. ثانياً: تأكيد القرارات الصادرة عن المؤتمر الإســـــلامي الدولي الذي عقد في عمّان (المملكة الأردنية الهاشمية) تحت عنوان (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر) للتوافق بينها وبين ما اشتملت عليه الأبحاث والمناقشات في الموضوع. وقد أشارت ديباجة هذه القرارات إلى الفتاوى والقرارات الصادرة من هيئات الفتوى وكبار العلماء في المذاهب المتعددة بتأييد تلك القرارات، وهي: (1) إنّ كلّ من يتبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السُنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الإباضي، والمذهب الظاهري، هو مسلم، ولا يجوز تكفيره ®. ويحرم دمه وعرضه وماله. وأيضاً، ووفقاً لما جاء في فتوى شيخ الأزهر، لا يجوز تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية، ومن يمارس التصوّف الحقيقي. وكذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح. كما لا يحوز تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وأركان الإيمان، وأركان الإسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة. (2)إنّ ما يجمع بين المذاهب أكثر بكثير مما بينها من الاختلاف. فأصحاب المذاهب الثمانية متفقون على المبادئ الأساسية للإسلام. فكلّهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، واحداً أحداً، وبأنّ القرآن الكريم كلام الله المنزَّل المحفوظ من الله سبحانه والمصون عن التحريف، وبسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولاً للبشرية كافّة. وكلّهم متفقون على أركان الإسلام الخمسة: الشهادتين، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وعلى أركان الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيرّه وشرّه. واختلاف العلماء من أتباع المذاهب هو اختلاف في الفروع وبعض الأصول، وهو رحمة. وقديماً قيل: إنّ اختـــــلاف العلماء في الرأي رحمة واسعة. (3) إنّ الاعتراف بالمذاهب في الإسلام يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوى: فلا يجوز لأحد أن يتصدّى للإفتاء دون مؤهلات علمية معينة، ولا يجوز الإفتاء دون التقيد بمنهجية المذاهب، ولا يجوز لأحد أن يدّعي الاجتهاد ويستحدث رأياً جديداً أو يقدّم فتاوى مرفوضة تُخرج المسلمين عن قواعد الشريعة وثوابتها وما استقرَّ من مذاهبها. (4) إنّ لُبّ موضوع رسالة عمّان التي صدرت في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1425 للهجرة وقُرئت في مسجد الهاشميين، هو الالتزام بالمذاهب وبمنهجيتها؛ فالاعتراف بالمذاهب والتأكيد على الحوار والالتقاء بينها هو الذي يضمن الاعتدال والوسطية، والتسامح والرحمة، ومحاورة الآخرين. (5) إننا ندعو إلى نبذ الخلاف بين المسلمين وإلى توحيد كلمتهم، ومواقفهم، وإلى التأكيد على احترام بعضهم لبعض، وإلى تعزيز التضامن بين شعوبهم ودولهم، وإلى تقوية روابط الأخوة التي تجمعهم على التحابّ في الله، وألاّ يتركوا مجالاً للفتنة وللتدخّل بينهم. فالله سبحانه يقول(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات:10]. (6) يؤكد المشاركون في المؤتمر الإسلامي الدولي، وهم يجتمعون في عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، على مقربة من المسجد الأقصى المبارك والأراضي الفلسطينية المحتلة، على ضرورة بذل كلّ الجهود لحماية المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في وجه ما يتعرض له من أخطار واعتداءات، وذلك بإنهاء الاحتلال وتحرير المقدسات. وكذلك ضرورة المحافظة على العتبات المقدسة في العراق وغيره. (7) يؤكد المشاركون على ضرورة تعميق معاني الحرية واحترام الرأي والرأي الآخر في رحاب عالمنا الإسلامي. والحمد لله وحده. ثالثاً: تأكيد قرار المجمع رقم 98(1/11) بشأن الوحدة الإسلامية والتوصيات الملحقة به وتفعيل الآليات المطروحة فيه لتحقيق الوحدة الإسلامية والتي ختمت بالطلب من أمانة المجمع لتكوين لجنة من أعضائه وخبرائه يعتمد تشكيلها ومهامها من منظمة المؤتمر الإسلامي، لوضع دراسة عملية قابلة للتطبيق ووضع آليات تحقيق الوحدة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. رابعاً: وضع قواعد عامة للقضايا المتفق عليها وإبرازها، وحصر قضايا الاختلاف وردّها إلى الأصول الشرعية التي تستند إليها، وعرض المذاهب بأمانة دون تحيز، في إطار تعظيم الجوامع واحترام الفروق. وعند الترجيح يراعى ما هو أقوى دليلاً وأكثر تحقيقاً للمقاصد الشرعية، دون تقديم المذهب الذي ينتمي إليه الباحث أو يسود في بعض البلاد أو المجتمعات. خامساً: تعليم الدارسين في الجامعات والثانويات فقه الوحدة الإسلامية وأدب الخلاف والمناظرة الهادفة وأهمها عدم الانتقاص من الآراء الأخرى عند اختيار رأي ما. سادساً: إحياء المذاهب التربوية الملتزمة بمقتضى الكتاب والسُنة، باعتبارها وسائل لتخفيف النزعة المادية الغالبة في هذه العصور، وللحماية من الاغترار بالمناهج الســـــــلوكية الطارئة المتجاهلة للمبادئ الإســـلامية. سابعاً: قيام علماء المذاهب بأنواعها بالتوعية بمنهج الاعتدال والوسطية بشتى الوسائل العملية من لقاءات بينية، وندوات علمية متخصصة، ومؤتمرات عامة، مع الاستفادة من المؤسسات المعنية بالتقريب بين المذاهب، بغرض تصحيح النظرة إلى المذاهب العقدية والفقهية والتربوية، باعتبارها مناهج متنوعة لتطبيق مبادئ الإسلام وأحكامه، ولأنّ الاختلاف بينها اختلاف تنوع وتكامل وليس اختلاف تضاد، وضرورة تعميم المعرفة بها وبخصائصها ومزاياها والاهتمام بأدبياتها. ثامناً: إنّ احترام المذاهب لا يحول دون النقد الهادف الذي يراد به توسيع نقاط الالتقاء، وتضييق نقاط الاختلاف. ولا بد من إتاحة فرص الحوار البناء بين المذاهب الإسلامية في ضوء كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لتعزيز وحدة المسلمين. تاسعاً: يجب التصدي للمذاهب والاتجاهات الفكرية المعاصرة التي تتعارض مع مقتضيات الكتاب والسُنة، فكما لا يسوغ الإفراط لا يجوز التفريط بقبول كلّ دعوة ولو كانت مريبة، ولا بد من إبراز الضوابط للحفاظ على استحقاق اسم الإسلام. عاشراً: التأكيد على عدم مسؤولية المذاهب العقدية والفقهية والتربوية عن أي ممارسات خاطئة تُرتكب باسمها من قتل للأبرياء وهتك للأعراض وإتلاف للأموال والممتلكات. التوصيات: (1) يوصي المجلس أمانة المجمع بعقد ندوات ولقاءات تهدف إلى معالجة الأسباب التي تكمن وراء تحول المذاهب – بأنواعها – إلى التنافر بين المنتمين إليها، بحيث يخشى مِن أن تتحول إلى عوامل تفريق للأمة، وذلك بإعادة بحث مقولات أو مستندات أُسيء فهمها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، ومن ذلك: (أ) مسألة الولاء والبراء. (ب) حديث الفرقة الناجية، وما بُني عليه من نتائج. (ج) ضوابط التكفير، والتفسيق، والتبديع، دون غلوّ أو تفريط. (د) الحكم بالردة، وشروط تطبيق حدّها. (ه) التوسع في الكبائر، وما يترتب على الوصف بارتكابها. (و) التكفير لعدم التطبيق الشامل لأحكام الشريعة دون تفصيل بين الأحوال. (2) يوصي المجلس الجهات المعنية في البلاد الإسلامية باتخاذ الإجراءات لمنع طبع أو نشر أو تداول المطبوعات التي تعمّق الفُرقة، أو تصف بعض المسلمين بالكفر أو الضلال دون مسوغ شرعي متفق عليه. (3) يوصي المجلس الجهات المعنية بالاستمرار في تحقيق المرجعية الشاملة للشريعة الإسلامية في جميع القوانين والممارسات، كما بين المجمع في قرارات وتوصيات دوراته السابقة. والله أعلم ؛؛ |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|