فوائد لغوية منظومة من مقامات ناصيف اليازجي

هذه فوائد لغوية منظومة التقتطها لكم من مقامات ناصيف اليازجي المسماة بمجمع البحرين.
والرجل نصراني كما هو معروف، لكن من ﻻ يعرفه وقرأ مقاماته الستين يحسبه مسلما، وقد تتبعت أكثرها فما وجدت فيها إشارة للنصرانية ، وهذا أمر عجيب، بل الأعجب أنني وجدت في ترجمته أنه يحفظ القرآن فانطبق عليه قوله تعالى : {{وأضله الله على علم}} نسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة. وعلى كل فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها. في المقامة السادسة التي سماها بالخزرجية قال عن أسماء الطعام:
للنفساء الخرس والعقيقه....للطفل عند عارف الحقيقه
كذلك اﻹعذار للختان....وذو الحذاق حافظ القرآن
للخطبة اﻹملاك والوليمه....للعرس والميت له الوضيمه
وللبناء جعلوا الوكيره.....ولهلال رجب العقيره
وقيل تحفة لزائر يرد.....وشندخ لما يضل إذ وجد
كذا نقيعة القدوم من سفر....ثم القرى للضيف عندما حضر
وحيثما لم يك من ذاك سبب...فإنها مأدبة عند العرب
وإن تعم دعوة فالجفلى...تدعى وإن خصت فتلك النقرى

جزاك الله عنا كل خير شيخي أداس على الفائدة التي أوردتها
و لك منا التحفة و النقيعة ثم القرى

شكرا أخي عبدي أق تلي على المرور والضيافة.
وقال في نفس المقامة عن نيران العرب:
أول نار عندهم نار القرى....وذكر نار الوسم بعدها جرى
ونار الاستسقاء والتحالف....والصيد والحرب لدى التزاحف
ونار غدر وسلامة تعد.....ونار راحل كذا نار الأسد
والنار للسليم والفداء.....فجملة النيران هؤلاء

وفي المقامة السادسة أيضا قال عن ساعات النهار:
أولُ ساعة من النهار....هي البكور والبزوغ طارِ
والرأد والضحى المُتوع بعدُ....ظهيرة ثم الزوالَ عدُّوا
فالعصر فالأصيل ثم الطفَل....وبالحدور والغروب تكمل

وعن ساعات الليل قال:
أول ساعة من الليل الشفق....وبعدها العشوة يتلوها الغسق
فهدأة ثمَّتَ شرعٌ ثمَّ قلْ....جنح وزُلْفة هَزِيع يا رجل
وبعد ذاك غبَش وسَحر....والفجر والصبح الذي ينفجر

مازلت متابعا ومستفيدا من إختياراتك شيخنا الكريم أداس وكما تفضلت فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها. نسأله الكريم أن يهدنا إلى منابع الحكمة .

وعن رياح الجهات قال:
ما هب من شرق فذلك الصبا...ثم الجنوب عن يمين ذهبا
ثم الشمال والدبور وجرت....نكباء بين كل ريحين سرت
فذلك اﻷزيب ثم الصابيه....فالهيْف ثم الجربياء آتيه
وعن أيام العجوز قال:
صن وصنبر ووبر يذكر....وبعده اﻵمر والمؤتمر
كذا معلّل ومطفي الجمر....هاتيك أيام العجوز فادر

وعن خيل السباق قال:
أول سابق هو المجلي....ثم المصلي بعده المسلي
تال ومرتاح عليه يقبل....والعاطف الحظيّ والمؤمل
كذلك اللطيم والسكّيت....فاحفظ فما أُعطيتُ قد أعطيت
وفي المقامة العاشرة التي سماها الكوفية أعجبتني هذه الأبيات ، وإن لم تكن من صلب الموضوع:
العلم خير من صلاة النافله... به إلى الله العباد واصله
فاحرص عليه والتقط مسائله...ودع كنوز المال فهي باطله
ولا تبع آجلة بعاجله......ولا تضع واصلة بحاصله
واعرض عن الليلة نحو القابله....فذاك مشرب الثقاة الكامله
وليس خير في النفوس العاقله....إن غفلت عن القلوب الغافله

وعن مشاهير العرب الذين ترسل بهم اﻷمثال قال في المقامة الثالثة عشرة المسماة بالتغلبية:
من أشهر اﻷمثال في القبائل....عزة ذي الحمى كليب وائل
وطلب الثأر إلى المهلهل.....ينسب كالوفاء للسموأل
ورأي قيس مثل جود حاتم.....شاع وفتك الحارث بن ظالم
وحلم معن وهو ابن زائده......وقس ذو الفصاحة ابن ساعده
وشاعت الحكمة عن لقمان....وهكذا الخطبة عن سحبان
واشتهرت فراسة اﻷفراس... عن عامر والحذق عن إياس
والحضر يعزى لسليك السلكه....وحيلة القصير نعم الملكه
وهكذا رواية ابن أصمع....تذكر والجمال للمقنع
واشتهر الحزن عن الخنساء....مثل اشتهار بصر الزرقاء

رائع جدا
جزاك الله خيرا

بوركت أختي تماشقت ، زاد الموضوع روعة بتوقيعك عليه.