|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
ديوان اليعقوبي (البرضة ـ البردة ـ البرضة ـ البرضة)
المعلقة المليارة والمليون والألوف والمئات .. بعد انتهاء الأعداد والعدات قال الأخ السوقي الأسدي (وفقه الله ): بعنوان السواطير المسنونة بالتجريح الأسلوبي في همز ولمز أساطير ديوان برضه برضه للفتى الأبله اليعقوبي إن علم التاريخ علم ذو منهج مقنن، إذ صنفت فيه مصنفات الفن المقن. فمن وقف عليه علم حقيقة من إذا شرع في كتابة ما ليس له بال، شرع في تصنيف الكتابة التاريخية، بما ينبئ عنه أنه يهرف، بما لا يعرف. فيستهلها بما معناه: إن كتابة المادة التاريخية: كذا، وكذا.... فيدخل في أساطير الأولين ـ ديوانه النفيس ـ من يشاء، ويخرج من يشاء. وهو على مطية الزعم الفارة بصاحبها عن العلم فرار الحمر المستنفرة: فرت من قسورة. ما هكذا تورد يا سعد الإبل، فالعدل الضابط عنده مجروح وأهل الجرح العدول. شهوده أدعياء، على تصنيفات إن بحثت عن برهانه فيها ومجهوده التاريخي كل معدوم العدم الذي لا يرى. ولا يدري الزاعم أن التصنيف إنما يكون بعلم، منقول عن أرباب كل فن لا بمحض زعم. قال تعالى:{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}. والآيات في ذلك كثيرة. وصح أنه صلى الله عليه وسلم قال " بئس مطية الرجل زعموا " . قال الخطابي : وإنما يقال زعموا في حديث لا يثبت إنما هو شيء يحكيه على سبيل البلاغ. فقد ذم صلى الله عليه وسلم من الحديث ما هو سبيله. الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي. كأنه القائل عن نفسه: أنا المعيدي فاسمع بي ولا ترني. التمهيد: فالكلام في علم التاريخ إجمالا وتفصيلاً، وتناول أربابه جرحا وتعديلا، يحتاج إلى تأصيل علمي، خاصة في فن التاريخ منبئ عن أهلية الزاعم عبر التصنيف فيه، أو شهادة أرباب فن التاريخ له بذلك، وما عدا ذلك سقط في المهالك. لأن زاعم تلك المزاعم مأمور ببراهين تخرجه من الدعوى المحضة. والدعوى ما لم تقيموا عليـ**ها بينات أبناؤها أدعياء لأنه مأمور: بالتثبت فيما يحكيه لئلا يصير إلى شيء لا يحكى. انتهى كلام الخطابي . الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي. فكل ما لا يتم الواجب إلاّ به: فواجب يسعى إلى أبوبه. لذا فهذا فن ذو فوائد مقعدة، و فوائد حسان متعددة، لا تعد ولا تحصى، فأجلها مما يحصى، قول الحموي الشافعي: إنما الفائدة في التاريخ الإسلامي، مع قربه من الصحة: • ذكره لعلماء هذه الأمة المحمدية. • وذكر محاسنهم. • وعلومهم. • ومواعظهم. • وحكمهم. • وسيرهم. • التي يسدل العامل بها في أمور، ويتدبرها، ويتفكر فيها، فينتفع بما قاله، وعانوه، وما ينقل عنهم من المحاسن دنيا وأخرى، إلى أن قال: وإن كان هذا العلم كالعلاوة على ما نعتمده من العلوم الشرعية، ونتوخاه من الفنون السمعية والعقلية. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ ص418 وهذا الفن له اتصال وثيق بآثار العلماء ومآثرهم بصفة خاصة، كما مر، وغير ذلك مما من جملته ما ورد في إعلان السخاوي: فيه فوائد عديدة منها: • الاعتبار بأحوالهم. • والوثوق بفضائلهم. • والتحذير من رذائلهم. ص473. قلت: هذه من أهم فوائد التاريخ لأهل المطالعة، وعليها يجري صنيع المؤرخ الحصيف في كل عصر، فيما يكتبه، أما من يسود صحائف المكتوبات، بأن كتابة التاريخ يكون بذلك، وبكذا... فذلك اللغط، الممثل له بحكاية لغطية، تذكر أن شاباً من البله: كان شباب حيه يحيون ليلتهم بقراءة قصيدة البردة البدعية، بعد ما درسوها وبذلوا ما بذلوا من الجهد في حفظها، بدرجة أن كل واحد منهم يذهب شرق خيمتهم من عرب أزواد، فيدرس كل واحد البردة عند خيمة أهله... وأما الشاب الأبله الممثل به: شأنه أن يذهب إلى شرق خيمة أمه: فيظل يكرر: البرضة ـ البردة ـ البرضة ـ البرضة .... هذا هو لفظ الرواية، فقالت له أمه بلسان طارقي معرب، خلاصة معاني ترجمته: البردة تدرسها في الناهر بحفظ وإتقان، ثم تصل درجة مذاكرتها في الليل حفظا... فكل من يتزعم الإمامة في التاريخ حتى يصل درجة تصنيف الكتاب فيه، فليتقدم بما يشهد له... انتهى كلامه حفظه الله ومن لغط هذا الفتى اليعقوبي الأبله: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد فإنه من المهم التنبيه إلى أمر بالغ الأهمية وهو لغة صياغة التراجم،ولا أقصد باللغة المفردات ولا الأسلوب وإنما أعني بها طريقة تناول السيرة الذاتية للمترجم، فإن لذلك طرقا معروفة، منها: الترجمة التحليلية: حيث يأخذ الباحث نبذا من سيرة المترجم ويربط بها أمورا أخرى من محيطه أو غيره أو من مصادر ثقافة الكاتب. الترجمة السردية: حيث يذكر الباحث ما بلغه من أخبار المترجم سردا كما تلقاها من مصادره. وكلا جانبي هرشى طريق جادة موطأة مسلوكة ... وأما مرادي فإنها الترجمة العاطفية: من المعلوم أننا نكتب عن قبائلنا وأعمامنا وأخوالنا، وقومنا ... ولا شك أن للإنسان عواطف تجمح به عن مسار الموضوعية جماحا له آثار سلبية إضافة إلى التبعات الشرعية للموضوع... وبما أني أحدث طلاب العلم وأتجاذب معهم موضوعا يهمنا جميعا فلأؤصل منع ما سميته بالتراجم العاطفية، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت الأنصارية إنه يعلم ما يأتي في غد ــ نبه على أن ذلك غير صحيح.. أنتزع من هذا الحديث عدم جواز المبالغة في وصف المترجم بما ليس من صفاته وإن كان من المتصفين بالكمال البشري.. إضافة إلى أن تحري الحق والعدل والإنصاف أسس شرعية تمنع من الترجمة العاطفية.. إذن فلنعد لآثارها السلبية : أولا: آثارها على الكاتب: إن القراء أذكى بكثير مما يتصور الكتاب، فكم من لفظ نطلقه لا نريد به إلا أمرا معينا يحلب منه القراء أطنان المعاني المبسترة والطازجة .. ومن هنا وجب الحذر من الكتابة مطلقا وقالوا: من ألف فقد استهدف، ووجب علينا أن نحافظ على مصداقية ألفاظنا أمام بعضنا قبل الآخرين. فتخيلوا لو عرفتم أني أبالغ في الأوصاف لمن أذكرهم، أو أتمدح بعض من تعرفونهم بخلاف الواقع.. هل يكون لكلامي وزنه كما هو الشأن لو علمتم أني أضع النقاط على الحروف. ثانيا: آثارها على التاريخ: إن كتابة التاريخ والأدب بهذه الطريقة تنتج تاريخا لا مصداقية له .. ولن نعدم يوما من الأيام ناقدا يزيف ما كتبناه ويكون شاهدا من أهلنا على عدم موضوعية كتاباتنا ونحن نرى ونشاهد ذلك عن أيماننا وشمائلنا.. إضافة إلى أنه في الأخير تشويه للتاريخ إذا اعتبرنا تاريخنا مشرقا كما كان فالتحريف العاطفي فيه ظلم وعدوان. ثالثا: آثارها على علاقاتنا: إننا أمة قبائلية تطرينا المجاملة وتجفينا النقدة.. حيث نعتبر الصديق هو من يصدق لك كل نبواتك ويصفق لك على كل أنشوداتك.. ويرقص لك على حقك وباطلك... وهذا باطل .. طريقته أن يكتب كل منا في عزلته .. أما إذا اجتمعنا فكما تقدم فإنه صعب على النفس المكابرة بابتلاع دلافين المبالغات العاطفية والوصفية على أنها تراجم موضوعية.. وهذا قد يسبب حساسية بيننا قد ينقلها بعض ضعاف النفوس إلى المجتمع.. وأنا هنا أضرب مثالا... لو وصفتُ عمي المحمود بن محمد أُلاغ الناحي بأنه أمير الشعراء.. أو وصفت خالي المرتضى بن محمد الشاعر بأنه شيخ النحاة .. ثم علق الشيخأبو حفص على ذلك بما هو الحق أن ذلك مبالغة لا أساس لها من الموضوعية فقد يفهمه بعض سفهاء عشيري بأنه يتنقص فلانا أو فلانا.. وفي هذا فتح لأبواب من الفتن.. السكوت خير منها.. لا تقل لي ليسكت أبو حفص عن نقدك وليكتب عن الشيخ أداس أنه قاضي قضاة تمبكتو .. فأقول: لنقل الحق معا.. ولنسكت عن الباطل معا.. فالحق أبلج يجمع والباطل لجلج يفرق.. وهذا الحديث كله منصب على التاريخ .. وإذا تحدثنا عن مؤلفاتنا أو قصائدنا فإن البعض قد يقفز فوق الخيال فيقارن أدبنا وإنتاجنا بما يجعل الناقد والأديب يصغر أدبنا بالمقارنة به.. مثلا لو قارنت أدبنا بالأدب الشنقيطي فلم تبعد؛ لأن بينهما أشباها متعددة.. لكن إذا جئت تقارن أدبنا بمدارس أو أدباء حفر العالم بئرا من الرقص لهم فإنك تضع نفسك وأدبك موضع السخرية... وكذلك عندما نصف أدبنا بالرائد والرائع وال وال ونقف عند هذا الحد دون أن نقدم نماذج هي كذلك.. أو نقدم وصفا علميا أو أرقاما مبهتة أو قصصا واقعية ــ عند هذا نجعل من أدبنا سلطة من الضحك والسخرية أمام النقاد ... أذكر أخيرا بأن كل ما تكتبون من مجدي .. وأني أدعي أن الموضوعية نبهتني إلى أن بعضنا خرج منها وكاد آخرون .. فإن كنت خارجا عن تغطيته فنبهوني بارك الله فيكم ووفقكم ورعاكم. ومن البرضة ـ البردة ـ البرضة ـ البرضة : بوركت أخي أبا عبد الرحمن .. ووفقت .. وجزيت خير الجزاء.. فقد جمع مشروعك هذا التاريخي الأدبي التربوي ـ عدة أوصاف تصفه منفردا في محراب الموضوعية، غير مأموم ولا مسبوق .. فكرة وعرضا وأسلوبا: ومن ذلك: واقعيته: بحيث يعلم المثقف في الموضوعات التي تطرقها أن تناولك لها لم تكن له أجنحة من الخيال، وإن كان محلقا في سماء المثالية بذاته. وهذا هو المطلوب.. مصداقيته: ونحن (القراءَ) إن لم نعش معك حلقات هذه السلسلة.. ولم نعش معك دقائق هذه التفاصيل.. إلا أن طريقتك في عرضها.. من البساطة (بالعامية)، والبسط (بالفصحى) ـ برهان على أنك لا تقود من خلالها فحل إبل.. ولا تطارد ظل أصيل.. وإنما تفصل في أمور تعرضها كما تعرض الحديث عن تاريخ أذربيجان.. وهذا وحده كاف .. فبوركت.. عمقه: بحيث أتحت للقارئ عنك السباحة من خلالك في بحور محيطك: الثقافي والاجتماعي والتربوي.. مما يعكس بعدا اجتماعيا جديدا للحديث عن الذات.. وعن التاريخ.. وعن المجتمع.. إنه فيتامين مغذ (بلغة الأكلة) وإثراء فوق المفيد (بلغة الباحثين..) وكلاهما قل أن يشبع.. وهنا أعتذر عن الوصف الدقيق لمشروعك من جهة تاريخية بحتة.. أو اجتماعية بحتة.. أو تربوية بحتتة..؛ لأن ذلك يحتاج إلى دراسته دراسة موضوعية.. وهذا لا يعبر عنه (واقعيا) إلا بعد اكتماله.. وأنا وإن كنت ملبب اللباب بسحره إلا أني أكره المزايدة والزيادة خصوصا وأنا أثني على الموضوعية.. ومع ذلك لا أجدني إلا واجبا علي أن أعتبره مثالا للمثالية والموضوعية في الكتابة عن السوقيين.. وأن أعده أحد الأمثلة التي يحتذى بها، والأئمة التي يقتدى بها في الحوك على منوالها.. والسير على خطاها.. وأنا فرح بك ولك على هذا الإنجاز.. كنت متأسفا على أن لم يكن باكورة عملك في الكتابة عن السوقيين.. وأن لا تكون ألهمت صياغة فلسفتك في منهجك في صياغته ورسالتك فيه.. لعلها أن يقف عندها الإخوة الذين يعوزهم المنهج في الكتابة عن التاريخ.. والله أسأل أن يثيبك عليها وأن يوفقك فيها.. وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه..
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|